عرض مشاركة واحدة
قديم 08-16-2012, 07:26 AM   #53 (permalink)
عبير
آلرقآبۃ آلعامہ ~

 
الصورة الرمزية عبير

 آلحـآله ~ : عبير غير متواجد حالياً
 رقم العضوية : 10760
 تاريخ التسجيل :  Jul 2010
 فترة الأقامة : 5043 يوم
 أخر زيارة : 09-11-2016 (08:04 AM)
 النادي المفضل :
 الإقامة : 
 المشاركات : 2,573 [ + ]
 التقييم :  24
  معدل التقييم ~ : عبير is on a distinguished road
 زيارات الملف الشخصي : 754
 الدولهـ
Saudi Arabia
 الجنس ~
Female

  مشـروبيُ ~

  كآكآوي ~

  قنـآتيُ ~

 MMS ~
MMS ~

  مدونتيُ ~

لوني المفضل : Black
 
 

افتراضي رد: مـــلآك حــبـــي ..



الجزء الثالث والاربعون
"ملاك حبي"

ايمكنكم ان تتخيلوا شعور الانسان الذي انقطع عنه الهواء فجأة ولم يعد يستطيع التنفس؟.. او بشعور الشخص الذي شلت اطرافه ولم يعد يستطيع التحرك او النطق بأي حرف؟ .. هذا كان شعور مازن بالضبط وهو يتطلع الى ملاك مصعوقا بما قالته..مصدوما بنظرتها التي تحمل حقد الدنيا كله..توقع ان تنطق بأي كلمة ما عدا هذه.. ووجد نفسه يتطلع الى ملاك ببلاهة وكانه لم يسمع ما قالته .. وقال محاولا ان يثبت لنفسه ان ما قالته منذ قليل كان وهما ليس الا: ماذا قلت يا ملاك؟.. لم اسمعك..
وشعور الغضب والقهر الذي لم يفارق ملاك بل تزايد وتضاعف جعلها تقول بكل قسوة: بل سمعتني.. لقد قلت لك .. طلقني يا مازن.. لا اريد ان اكون زوجتك.. طلقني..
اتسعت عينا مازن بدهشة .. ليس هي ايضا.. يكفيه جداله الطويل مع والده.. فلم هي ايضا تطلب منه هذا الطلب المستحيل؟ .. وامسك كتفيها بغتة ليقول بتساؤل ودهشة: لكن لم؟.. ما الذي حدث؟.. ما الذي فعلته حتى تطلبي الانفصال يا ملاك؟..
صمتت ملاك لوهلة ومن ثم لم يلبث ان غص حلقها بالمرارة وهي تقول وعينيها تترقرقان بالدموع بكل حزن والم: يكفي يا مازن .. لقد علمت كل شيء.. لا داعي للتمثيل اكثر من هذا ..
بهت مازن وتطلع اليها بارتباك ليقول بصوت متلعثم: عرفت؟ .. عرفت ماذا بالضبط؟..
ابعدت كفيه عن كتفيها وصرخت قائلة والدموع تتفجر من عينيها: عرفت انك كاذب.. مخادع.. حقير.. تزوجتني واوهمتني بأن هذا الزواج قد تم برغبتك.. لكن الحقيقة انك لم ترد الزواج بعاجزة مثلي.. قلها ولا تخجل.. قل انك قد ارغمت على هذا الزواج.. وها انذا الآن اعطيك الفرصة لتحرر نفسك من هذا الرباط.. طلقني يا مازن.. وحرر نفسك من عاجزة مثلي..
ومالبثت ان ضربت بقبضتيها على ساقيها وهي تردف بانفعال: طلقني وتزوج من فتاة سليمة وصحيحة الجسد.. فما الذي يرغمك على ان تتزوج من عاجزة؟..
اسرع مازن يقول وهو يهز رأسه نفيا وقد ظهر في عينيه بريق التأثر والحنان: ابدا يا ملاك..لا تنطقي بأي كلمة اضافية.. كل ما قلته كان ماض وانتهى.. اما الآن فقد تغيرت.. وانت السبب في هذا التغيير يا ملاك.. لقد تغيرت لأنك معي.. لم اعد ارى عجزك..بل اراك انت فقط.. اتعرفين لم؟..
قالت ملاك وانفعالها يزداد: لا اريد ان اعرف.. اريد شيئا واحدا.. ورقة الطلاق.. طلقني لأعود للحياة بهدوء مع ابي ..بعيدا عنك وعن كل شيء.. لا اريد ان اكون زوجة شخص مخادع قد تزوجني رأفة بي وشفقة بحالي.. وحماية لأملاك ابي ليس الا..
قال مازن وهو يدس اصابعه بين خصلات شعره بين الحين والآخر في محاولة للسيطرة على اعصابه:ملاك توقفي .. لقد اخبرتك ان هذا كان في السابق.. وكل شيء قد اختلف الآن..
اشاحت ملاك بوجهها وقالت والدموع تنهمر على وجنتيها كالسيل: لم يتغير شيء.. انت مخادع كاذب.. وستظل كذلك..
قال مازن بعصبية هذه المرة: ملاك لقد تغير كل شيء.. اقسم لك..
قالت ملاك وهي تتلتقط نفسا عميقا: طلقني يا مازن.. ارجوك طلقني.. هذا افضل لي ولك..
قال مازن بحدة: انت تطلبين المستحيل.. محال ان اطلقك.. محال ..فأنت.. فأنت...
ووجدته ملاك بغتة يميل نحوها ليتطلع اليها بحنان ودفء.. ومن ثم يهبط الى مستواها..ويضمها الى صدره ويحتويها بين ذراعيه بكل حب وحنان وهو يهمس بكل دفء وبصوت متهدج: فأنت ملاك حبي.. ملاك حبي انا.. وانا وحدي..
شعرت ملاك بقلبها يرتجف بين ضلوعها..هذه الكلمة التي انتظرتها طويلا.. تسمعها في وقت كهذا.. لم لا يشعر الانسان بحقيقة مشاعره ولا يظهرها الا في اصعب المواقف؟ .. وحاولت مقاومة كل هذه المشاعر التي سيطرت عليها.. وارتجافة قلبها بين ضلوعها.. وهي تقول بصوت حاولت جعله طبيعي قدر الامكان: دعنا نفترق بهدوء يا مازن.. واعود الى منزل ابي وكأن شيئا لم يكن..فعمي غير قابل لهذه الزيجة .. وابي كذلك لن يقبل بها..
ابتعد مازن عنها قليلا ليتطلع الى عينيها مباشرة ويقول متسائلا بألم: احقا ترغبين في الانفصال عني يا ملاك؟.. الا اعني لك أي شيء ابدا؟..
قالت ملاك وحلقها يغص بالمرارة وقبضة باردة تعتصر قلبها : اجل..اريد الانفصال..
احتوى مازن وجهها بين كفيه وقال بحنان وهو مصر على ان تجيبه على سؤاله: ملاك.. اخبريني الحقيقة.. انت تحبيني .. اليس كذلك؟..
ترقرقت عينا ملاك بالدموع مرة اخرى وهي تتطلع اليه بالم وقالت بصوت متحشرج: انت قتلت كل ما احمله لك من مشاعربعد ان علمت بالحقيقة القاسية..
قال مازن برجاء: اخبرتك ان كل هذا كان مجرد ماضي.. لم لا تمنحيني فرصة؟..فرصة لاثبت لك حقيقة حبي لك..
قالت ملاك وهي تتنهد وبصوت باكي: انسيت؟.. لقد منحتك فرصة.. لتثبت لي انك قد تغيرت بعد ان علمت بخيانتك لي .. لكن ها انذا اليوم اكتشف انك قد تغيرت حقا من خائن الى مخادع وشخص يهوى اللعب بمشاعر الناس..
تطلع لها مازن وقال وعيناه تتطلع الى ملاك بعتاب والم وهو يبعد كفيه الى جواره: اهذه فكرتك عني يا ملاك؟..مجرد شخص مخادع وخائن؟..
ولما لم يجد جوابا من ملاك قال مردفا: الم تسألي نفسك ان كنت حقا قد تزوجت بك شفقة بك او لاجل حماية املاك والدك.. فلم اتقرب اليك اذا؟.. لم اهتم بك كل هذا الاهتمام؟ .. لم احاول جاهدا ان اكون في نظرك الانسان الذي يصلح لأن يكون زوجا لك؟.. كان بامكاني ان استمر في علاقاتي ولا اقطع أي صلة منها بعد ان علمت بهذا الامر لو كان ما قلته صحيح بشأن امر الشفقة عليك.. لكن لأجلك يا ملاك .. قررت ان اغير من نفسي.. لاني اردتك ان تشعريني ولو لمرة واحدة انك تبادليني هذا الحب الذي احمله لك في قلبي..
اشاحت ملاك بوجهها قائلة بمرارة: كل هذا لا ينفي انك كنت تخدعني منذ البداية.. وانك لا تريد الزواج بفتاة عاجزة ..
قال مازن وهو يكور قبضته في غضب: لم اذا فكرت في البحث عن علاج لك؟.. ان كنت لا اريد الزواج بك لما اتعبت نفسي.. وانفصلت عنك بكل هدوء بعد ان ينهض والدك ..
هزت ملاك راسها وقالت بصوت منهار: لا اعلم .. لا اعلم .. لم اعد اعلم شيئا الا اني اريدك ان تطلقني.. اريد الانفصال عنك .. لقدسأمت كل هذا.. سامت..
قال مازن بحدة: لا تكوني انت ووالدي علي يا ملاك.. يكفيني ما انا به.. والانفصال لن يحدث مهما كلف الامر..
صرخت ملاك قائلة بكل انفعال: لكني لم اعد اريدك.. انا اكرهك .. ابغضك..اتقبل على نفسك الزواج بفتاة تكرهك ولا تريدك؟..
عقد مازن حاجبيه ومن ثم نهض من مكانه ليقول بغضب وعصبية: نعم اقبل.. اقبل ذلك على ان اطلقها.. واعيش بدونها ..
صاحت ملاك هاتفة: ليتني لم آتي الى هنا.. ليتني لم افكر في هذا ..ليتني سمعت نصيحة ابي ولم آتي الى هنا.. لو لم افعل.. لما حدث كل هذا بي.. انت يا مازن سبب كل ما انا به.. لقد قتلتني مرتين.. وها انتذا تتلذذ بقتلي للمرة الثالثة وانت ترفض الانفصال عني..
صرخ مازن قائلا بكل ما اورثته اياه مشاعره: لاني احبك.. لم لا تفهمين؟.. لا اريد ان اتركك لاني سأكون بلا قلب .. بلا روح.. بلا حياة.. انت اصبحت في حياتي كل شيء يا ملاك.. اقسم لك.. اني لم احب فتاة قبلك.. انك اول فتاة تحتل هذا القلب .. وبعد كل هذا تريدين مني ان اتركك لترحلين عني بعد ان وجدت الحب الحقيقي في حياتي .. لا.. سأكون احمقا ومجنونا لو فعلت..
التقطت ملاك نفسا عميقا لعلها تمنع دموعها من السقوط وتمنع ارتجافة جسدها : وانا اكرهك يا مازن..ولا اتمنى شيءفي هذا العالم قدر الانفصال عنك..
اشتعلت عينا مازن غضبا وثورة ووجد نفسه يقول بعصبية: فليكن يا ملاك .. قولي ما ستقولينه.. ورددي ما يعجبك.. اكرهيني .. ابغضيني.. لكني لن اطلقك.. سيكون هذا الطلاق ابعد من النجوم بالنسبة لك.. لن تكوني لسواي.. اتفهمين؟.. فأنت ملاك حبي انا وحدي..
قالها واستدار لينصرف.. تاركا تلك الدموع تعود لتسيل على الخد وصوت ملاك وهي تهتف بعذاب: خائن.. كاذب .. مخادع.. اكرهك.. اكرهك..
وسقطت عيناها بغتة على ذلك الخاتم.. تلك الحلقة اللامتناهية والتي تحمل اسمه.. ووجدت نفسها تخلعها بكل قسوة وترمي ذلك الرابط بينهما الى آخر الغرفة وهي تهتف بانهيار: اكرهك.. لم فعلت كل هذا بي؟.. لم؟.. اكرهك يا مازن.. اكرهك ..
وسالت قطرات الدموع على وجنتيها وتساقطت على كفها بكل مرارة والم.. لتغرق في احزانها وآلامها من جديد والتي تأبى ان تفارقها.. وكأن القدر لا يسمح لها بأن تهنأ للحظات بالسعادة.. ويفاجأها بصدمة اشد قسوة من سابقتها في كل مرة.. ليجعلها تحيا في هذا العذاب واالاحزان.. الى ان تنتهي تلك الاحزان.. او يتوقف قلبها عن النبض...
؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛
تطلع حسام بوجوم الى سقف غرفته وقد استلقى على فراشه وهو يفكر في كل ما جرى له بالامس.. وفي كل ما دار بينه وبين احمد.. وفي كل كلمة نطقها هذا الحقير.. وتوقف بغتة عند كلمة بعينها..لقد قال له بالامس عندما التقى به ان مها قد وافقت وان عقد قرانهما سيكون نهاية الاسبوع.. فهل كان صادقا فيما قاله؟.. ام قال ذلك ليغيظه فقط؟..
ونهض معتدلا على فراشه وهو يقول بحزم: علي ان اتأكد من ذلك.. لكن كيف؟..
وتطلع الى هاتفه الذي قد وضعه على طاولة مجاورة لفراشه .. وعقد حاجبيه قائلا: ااتصل لمها حتى اسألها؟؟.. لكن.. حتى لو سألتها واخبرتني انها لم توافق بعد..ففي النهاية قد قررت الموافقة عليه.. لهذا علي ان اجد شخصا ما يساعدني.. ويمنعها من الموافقة.. ويقنعها ان ترفض احمد..
واردف وهو يشعر بغضب في اعماقه: فقط لو كانت مها رافضة لهذا الارتباط هي ايضا.. لكان الامر اسهل بكثير ..لتحديت العالم كله من اجلها.. ولحاولت ان اقنع عمي او على الاقل كان بأمكاننا ان نضعهم تحت الامر الواقع كحل أخير..
وتنهد وهو يفكر في طريقة لايجاد حل لهذه المشكلة .. ومنع مها من الموافقة.. عليه ان يفعل شيء ما.. لا ان يظل صامت هكذا ومستسلم لهذا الامر بكل سهولة.. و...
وجد نفسه يلتقط هاتفه ويتجه قائمة الرسائل ليتذكر كل رسالة تبادلها مع مها .. وفي تلك اللحظة فقط.. وقعت عيناه على رسالة ارسلها له مازن منذ فترة بسيطة..وهتف قائلا بلهفة: هو.. هو وحده من يمكنه اقناعها او اجبارها على رفض هذا الزواج..
واسرع يتصل بمازن وكله امل ولهفة على ان يستطيع مازن من مد يد العون له .. وانقاذ مها من الجحيم التي تريد القاء نفسها فيه..
ومازن الذي كان في عالم آخر تماما.. يفكر في ملاك وفي رغبة والده الملحة بالانفصال عنها.. هذا غير طلب ملاك واصرارها على الانفصال بكل قوة.. وغير ردة فعل والدها التي لم يعرفها بعد تجاه هذا الزواج.. يا الهي.. لم الجميع قد اتفقوا فجأة على قرار انفصالي عن ملاك؟.. لم لا يفهمون اني احبها وانها اصبحت كالدماء التي تجري في عروقي؟.. واني لم اعد استطيع الابتعاد عنها ولو لساعة.. فكيف بالعمر كله؟.. لم لا يفهمون اني لا اختمل رؤيتها تبتسم لشاب آخر سواي؟.. ويريدوني بعد هذا ان اطلقها واتركها لتتزوج من شخص آخر .. محال.. هذا لن يحدث ما دام في صدري نفس يتردد.. لو رحلت عن هذه الدنيا.. فعندها فليفعلوا ما يشاؤون..
والتقط هاتفه.. ليتطلع الى صورة ملاك بهيام وشرود.. والتي جعلها خلفية لشاشة هاتفه.. وقال بكل حب: ليتك تفهميني فقط يا ملاك.. وتفهمين ان رفضي للانفصال هو لحبي الكبير تجاهك.. وعدم قدرتي على الابتعاد عنك بعد الآن..
وجاء رنين هاتفه ليجعله يفيق من افكاره.. لم يكن يريد الحديث الي أي شخص كان..ولكنه قرر الاجابة بعد ان رأى اسم حسام يضيء الشاشة..وشعر ان هذا الاخير يريد ان يتحدث اليه بشأن مها..فأجاب قائلا وصوته يحمل ما تخفيه اعماقه من توتر وفضول: اهلا حسام..
قال حسام بصوت يغلب عليه الحزن والالم: اهلا مازن.. كيف حالك؟..
قال مازن وهو يشعر ببعض الاسى والاشفاق تجاه حسام: بل كيف حالك انت؟..
زفر حسام بحرارة زفرة حاول فيها ان يخرج كل ما يعانيه من آلام قائلا: لا ازال على قيد الحياة..
واردف قائلا باهتمام: لكن اخبرني يا مازن.. ما بك؟.. صوتك يبدوا مختلفا..وكأنك متضايق من شيء ما..
اسرع مازن يقول ليخفي اثار الحزن الذي يمزق قلبه: ابدا.. والآن اخبرني.. ما الذي دفعك للاتصال بي؟.. انها مها.. اليس كذلك؟..
قال حسام وهو يشعر ببعض التردد من اقدامه على هذا الاتصال: بلى.. واريد ان اطلب منك طلبا ارجو ان تلبيه لي..
- اامرني..
قال حسام بعد ان ازدرد لعابه في محاولة للسيطرة على توتره : في الحقيقة يا مازن.. اريدك ان تقنع مها بالعدول عن رأيها ورفض هذا الزواج..
قال مازن وقد اكتسى صوته برنة خيبة الامل: ومن قال اني لم احاول؟.. لقد تحدثنا اليها انا وكمال لكنها مصرة على الموافقة.. وحتى عندما حاولنا الرفض من دون علمها .. جاءت لتعلن موافقتها امام عمي عادل واحمد.. وبالتالي لم يعد بامكاننا فعل شيء بعد ان اسقط في يدنا..
شعر حسام بقبضة باردة تعتصر قلبه وصدره وروحه لتجعله يردد بحزن ومرارة بالغين: اذا فقد اعلنت موافقتها الرسمية على هذه الزيجة..تبا.. لقد قطعت كل بارقة امل كنت اتمسك بها ..
قال مازن وهو يكور قبضته في غضب: فقط لو اعلم السبب الذي يجعلها تفعل هذا بنفسها.. لربما استطعت مناقشتها فيه واقناعها بـ...
قاطعه حسام وهو يردد مندهشا:تريد ان تعرف السبب؟؟ .. الا تعرف السبب الذي دفع مها للموافقة حقا؟..
اجابه مازن وقد انتقلت اليه دهشة حسام: ابدا .. رفضت البوح به لي او لكمال.. هل تعرفه انت يا حسام؟..
قال حسام وقد شعر ببعض الاضطراب : بلى اعلمتني به.. ولكني لا اراه سبب يدفعها للموافقة على هذا الزواج بكل هذا الاصرار.. والتضحية بنفسها وبكل ....
قاطعه مازن منفعلا: لا يهمني كل هذا.. اريد ان اعرف السبب الذي دفع شقيقتي لارتكاب تلك الحماقة في حق نفسها..
اخبره حسام بكل ما قالته لها مها.. وعن تضحيتها لاجلهم جميعا.. وانها بذلك تتخلى عن انانيتها وتحافظ على كل ما بناه والدها كل تلك الفترة – حسب قولها- وتحفظ لشقيقيها الحياة الكريمة التي اعتادا عليها..
واستمع اليه مازن باهتمام في البداية ومن ثم لم يلبث ان تحول اهتمامه الى ضيق والى غضب وحنق شديد من تصرف مها وطريقة تفكيرها.. فقال وهو يدس اصابعه بين خصلات شعره ويتنهد: لا تشغل بالك بهذا الامر يا حسام.. سينتهي قريبا ومها لن تتزوج الا من يستحقها..
قال حسام وقد ارتسمت ابتسامة امل على شفتيه وفي لهفة واضحة: اجل يا مازن.. اقنعها .. ارجوك ان تفعل.. انت الوحيد الذي يمكنه التأثير عليها.. ارجوك دعها تغير رأيها وترفض ذلك الحقير..
ابتسم مازن ابتسامة شاحبة قائلا: حسنا سأحاول ذلك.. فلا داعي لكل هذا الصراخ .. فقد ثقبت اذني يا ايها العاشق..
ابتسم حسام باضطراب وقال: انا قلق بشأن مها وحسب و ...
قال مازن لمسايرته وقد اكتسبت لهجته بعض السخرية: اجل .. اجل.. اعرف كل هذا.. انك قلق بشأن مها.. وابدا لست تشعر بالغيرة لو انها وافقت على احمد.. ولن تكترث بذلك.. ولن تتألم حتى لو تزوجت منه..صحيح؟..
ابتسم حسام ابتسامة باهتة ومن ثم قال بلهجة مرحة بعض الشيء: بلى صحيح.. فأنت اكثر من يفهمني..
- والآن انهي المكالمة واغلق الهاتف.. لكي اذهب واتحدث الى مها.. واجعلها تدرك حماقة تصرفها..
قال حسام بامتنان: اشكرك يا مازن.. لا اعرف كيف سأرد لك هذا الجميل لو تمكنت من اقناع مها..
قال مازن باستنكار: نعم.. ما الذي تقوله؟.. أي جميل هذا؟.. اوتظنني ساقدم لك خدمة ما؟.. انني سأنقذ شقيقتي من الهاوية التي ترمي نفسها فيها.. وهذا اقل ما يمكنني عمله لاجلها ..
قال حسام مرة اخرى بامتنان: فليكن.. ابلغني بكل ما يحدث معك بعد ان تحدثها.. وشكرا لك مرة اخرى..الى اللقاء..
قال مازن بهدوء: الى اللقاء..
ومن ثم لم يلبث ان القى الهاتف على فراشه وقال بحدة وعصبية: يالك من حمقاء يا مها.. وكأن هذا ما ينفصني.. انت بتفكيرك الاخرق هذا.. وتفكير ملاك الاخرى التي نست كل ما بيننا في لحظة غضب وطلبت مني الانفصال.. يالكن من حمقاوات.. لن ارتاح قبل ان ازيل هذا التفكير من رأسك يا مها.. وانت كذلك يا ملاك.. لن تحظي بالطلاق ما حييت..
والتقط نفسا عميقا وهو يرسم على وجهه قناع الصرامة لعله يمنع ذلك الحزن الذي يفطر قلبه من الظهور في عينيه.. وتوجه بخطوات هادئة نحو غرفة مها.. ومالبث ان طرق الباب فاجابه صوت مها من الداخل وهي تقول: لا اريد ان اتناول شيئا.. دعوني وحدي..
حاول مازن فتح الباب والذي كان مقفلا لسوء حظه ومن ثم قال بخشونة: ومن لديه الشهية لتناول شيء بعد ما فعلته؟..
قالت له مها بجمود من خلف الباب: ان كان بسبب موافقتي على احمد.. فقد انتهى الامر لهذا دعوني وشأني..
قال مازن وهو يضغط على حروف كلماته لعله يشد انتباهها له: لقد اتصل بي حسام اليوم..
انتفض جسد مها باكمله.. وسرت فيه قشعريرة جعلت قلبها يرتجف بين ظلوعها ورددت بصوت هامس: حسام..
ومن ثم رفعت صوتها لتقول بصوت مرتبك بعض الشيء: وما الذي كان يريده منك؟..
- افتحي الباب اولا .. وبعدها سأبلغك بكل شيء..
اسرعت مها باتجاه الباب لتفتح القفل .. وقالت وهي تتطلع اليه بلهفة: ما الذي قاله لك حسام؟.. اخبرني بالله عليك..
دلف الى الغرفة وسار بضع خطوات مبتعدا عنها قبل ان يلتفت لها ويقول ببرود: لقد اخبرني بكل شيء.. وبالحماقة التي من اجلها تريدين قتل نفسك..
توترت اطراف مها وقالت وهي تزدرد لعابها: ماذا تعني؟..
وبدلا من ان يجيبها مازن.. قبض على كتفيها بكلتا ذراعيه وقال بعصبية: اتتحامقين يا مها ام ماذا؟.. لماذا تريدين التضحية بنفسك وبحسام وبحبكما من اجلنا؟.. اتريننا اطفال امامك لا يمكننا الاعتماد على نفسنا؟.. انا وكمال رجلين لا نريد تضحية منك يا ايتها البلهاء.. ووالدي ان كان قد طلب منك تلك التضحية فمن اجل شركته.. التي بامكانه ان يعدل وضعها قليل بقرض من البنك او بمشاركة لاي احد ..
هزت مها رأسها نفيا وقالت بصوت مبحوح: لن يستطيع لان.. لان عمي فؤاد وعمي عادل لن يسمحا لاي شخص من معارفهما بأن يشاركه ..
قال مازن بغضب: يالك من حمقاء.. مادمت لا تعرفين شيئا عن رجال الاعمال .. فاصمتي.. لا تظني ان عمي فؤاد او عمي عدل قد سيطروا على الدولة كلها حتى يسمحوا او لا يسمحوا.. والدي لديه الكثير من المعارف وبالتأكيد سيجد شخصا يساعده في محنته.. وحتى وان لم يجد.. نحن سنعمل معه وسنستطيع ان نجعل الشركة تعود الى سابق عهدها من جديد..
قالت مها مترددة: ولكن.. ولكن...
وضع مازن كفه على شفتيها وقال بحدة: لا يوجد لكن.. لا اريد أي كلمة اخرى في هذا الموضوع.. واحمد لن تتزوجيه ولو انطبقت السماء على الارض.. ووفري تضحياتك لنفسك مرة اخرى..
تطلعت له مها بعينين مغرورقتان بالدموع فصمت قليلا.. ومن ثم قال وهو يحاول ان يغير من دفة الحديث ويعيد البسمة الى شفتي مها: لم البكاء الآن؟.. لا تقولي لي انك تحبين احمد وترغبين في الزواج منه..
هتفت قائلة بسرعة: ابدا .. ابدا.. انا اكرهه.. اكرهه.. ابغضه بعد كل ما فعله بي.. لقد قتلني.. دمر حياتي .. دمرني انا وحسام بما فعله..
قال مازن بحنان وهو يمسح على شعرها: هذا يعني انك قد تراجعت في قرارك بشأن الارتباط به..
قالت مها بقلق: لكن والدي لن يقبل بهذا الرفض بعد ان قبلت بأحمد امام عمي عادل..
قال مازن مبتسما : دعي كل هذا لي..سأتمكن من اقناعه .. ثم عليك ان تشكري حسام لانه اخبرني بسببك الاحمق هذا فلولاه لما استطعت اقناعك على تغيير موقفك ايتها الحمقاء..
قالت مها باستنكار وهي تضع كفها عند خصرها: لا تقل حمقاء..انت الاحمق..
ارتفع حاجباه لوهلة ومن ثم ربت على وجنتيها قائلا بابتسامة: هذه هي شقيقتي التي اعرفها..
وكاد ان يلتفت عنها لكنها هتفت به قائلة : مازن..
التفت لها متسائلا.. فمسحت الدموع المغرورقة في عينيها وقالت بابتسامة: اشكرك..
قال مازن وهو يهز رأسه: ما بالك انت وحسام اليوم؟.. تشكراني على ماذا؟.. على مساعدتي لمها.. شقيقتي الحمقاء..
قالت مها باستنكار: مازن..
قال مبتسما وهو يلوح بكفه: اعرف .. اعرف لست حمقاء وانما...
قاطعته وهي ترمي بنفسها بين ذراعيه لتهمس قائلة: كم احبك يا شقيقي العزيز..
تطلع لها مازن مبهوتا في البداية.. من ثم لم يلبث ان تطلع اليها بحنان دافق وهو يمسح على شعرها.. وهو يشعر انه بذلك قد تخطى اولى العقبات.. ورسم الابتسامة على شفتي مها من جديد.. وبقيت ملاك برأسها الصلب والتي لا تستمع الى احد .. لكن لابد لي ان اجد وسيلة للحديث اليها.. وان افهمها الموضوع على حقيقته.. واوضح لها انها اصبحت اغلى من حياتي ..وربما عندها تسامحني وترمي بالماضي خلف ظهرها لنبدأ حياة جديدة تغلفها الحب والسعادة ..حياة جديدة مع ملاك حبي ..ربما...
؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛
اندفع عادل ليدلف الى مكتب فؤاد بكل قوة متجاهلا هتافات السكرتيرة والتي كانت تقول محاولة منعه من الدخول: ارجوك يا سيد عادل.. لا يمكنك الدخول هكذا .. يجب علي ان ابلغ السيد اولا.. ارجوك يا سيد عادل..
لكن عادل لم يأبه لكل هتافاتها وهو يدلف الى غرفة المكتب هاتفا بحدة: اريد التحدث اليك في موضوع مهم يا فؤاد..
وصوت هتاف السكرتيرة التي تقول: ان السيد فؤاد مشغول الآن يا سيد عادل.. معذرة فهو...
لكن قاطعها صوت فؤاد وهو يلتفت اليهما بمقعده الدوار قائلا: دعيه يدخل وغادري انت المكتب..
اومأت السكرتيرة برأسها وقالت وهي تغادر المكان : امرك يا سيد فؤاد..
قالتها واغلقت الباب خلفها.. في حين التقط فؤاد سيجارة من علبته الفاخرة ليدسها بين شفتيه ويشعلها بكل هدوء.. في حين تقدم منه عادل قائلا بعصبية:الا تعرف ما الذي حدث مؤخرا؟.. لقد افاق خالد من غيبوبته..
نفث فؤاد دخان سيجارته بهدوء شديدومن ثم قال وكأنما الامر لا يعنيه: اعرف..
عقد عادل حاجبيه وقال بعصبية اكبر: تعرف؟؟.. تعرف بهذا الامر ومع هذا تبقى محتفظ بكل هذا الهدوء الذي اراه عليك..وكأن شيئا لم يحدث..
قال فؤاد وهو ينفث دخان سيجارته مرة اخرى: وما الذي حدث؟..
قال عادل وهو يلوح بكفه بغضب: لا تتحدث بكل هذا البرود يا فؤاد.. في البداية قلت انك ستفعل شيئا ما لتجعل مازن ينفصل عن ملاك.. ولكني اراك الآن لم تفعل أي شي حتى استيقاظ خالد من غيبوبته..
اطفأ فؤاد سيجارته ومن ثم قال وهو يستند الى مسند المقعد: انفصال ملاك عن مازن.. لن يتم بيدي انا.. بل بيد والد ملاك نفسه.. خالد..
قال عادل وقد شدت العبارة حواسه: ما الذي تعنيه بالضبط؟ ..
اشار له فؤاد لأن يجلس وما ان فعل حتى قال وهو يميل نحوه قليلا: اخبرني رأيك اولا.. لو كان لديك ابنة وحيدة .. وتخشى عليها من جميع الناس.. وتزوجت من شخص انت لا تثق به من دون علمك.. فكيف سيكون موقفك عندها؟..
ظل عادل صامتا للحظات وهو يفكر في هذا الامر ومن ثم قال: بالتأكيد لن اقبل بهذا الزواج وسأرفضه .. وسأجبر من تزوجته على ان يطلقها..
ابتسم فؤاد ابتسامة انتصار وقال: وهذا هو بيت القصيد.. خالد لو علم بزواج ابنته من مازن.. فهو سيرفض هذه الزيجة بكل قوة.. وسيعمل على ان ينفصل مازن عن ملاك بأية وسيلة ..
قال عادل متسائلا بحيرة: ولكن حتى لو انفصلت ملاك عن مازن .. فنحن لن نستفيد شيئا حينها.. فلن يمكننا الضغط على خالد ليقبل بزواجها من احمد.. وانت تعرف هذا الامر جيدا..
ابتسم فؤاد بسخرية وتطلع الى عادل قائلا: اهذا ما تظنه؟..
قال عادل وقد احنقته الابتسامة الساخرة على شفتي فؤاد: اخبرني انت اذا ما الحل؟..
قال فؤاد بغرور وفخر : اتظن اني بقيت ساكنا لم اقم بأي شيء طوال الفترة السابقة؟..لقد اخذت اتحرى واتقصى عن موقع منزل خالد.. واخيرا وجدته..
قال عادل بلهفة: حقا.. وكيف ذلك؟..
- اتذكر السائق الذي كان يقود سيارة خالد؟.. لقد اصيب اصابة بالغة وظل بالمشفى طوال تلك المدة للعلاج من كسور مختلفة.. وعندها سألت احد الممرضين عن محل اقامته وتمكنت من الاطلاع على ملفه بعد ان ادرك من اكون.. عندها عرفت انه يسكن في غرفة صغيرة في منزل خالد..
- لكن.. الم يكن من الاجدر بك ان تسأل عن عنوان خالد من الطبيب المشرف على علاجه بصفتك شقيقه؟..
قال فؤاد وهو يشبك اصابعه امام وجهه: اوتظن اني لم افكر في هذا الامر؟.. لكن اتضح لي حينها ان خالد اشد ذكاءا وخبثا مما نظن.. فعنوان منزله مسجل على عنوان المنزل القديم.. قبل ان ينتقل الى هذا المنزل الذي يختبئ فيه الآن ..
قال عادل بهدوء: كل هذا جيد.. ولكن فيم سيفيدنا؟ .. هل سنحاول الضغط على خالد بواسطتها كما فكرنا سابقا؟..
اشار فؤاد بكفه نفيا ومن ثم قال بابتسامة خبيثة: لا.. ولم نفعل وشركته الآن لم تعد باسمه؟..بل حولها باسم مالك جديد.. ان وقع في يدنا وقعت الشركة كلها معه..
قال عادل متسائلا بغرابة: مالك جديد؟.. ومن هذا المالك الذي سيثق فيه خالد الى هذه الدرجة وسيسجل الشركة باسمه؟ ..
اتسعت ابتسامة فؤاد وحملت عيناه كل مكر الدنيا وهو يقول: ابنته.. ابنته ملاك..
؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛
الحلم ذاته يتكرر.. بكل تفاصيله..بكل حذافيره.. تلك الحديقة.. وهي الجالسة وسطها.. وتلك الوردة الحمراء التي تجرح اصابعها.. ومازن الذي يقترب منها ويجعلها تقف على قدميها من جديد.. ومن ثم يتطلع اليها بنظرة غامضة ويبتعد.. وعندما تهتف به ان يتوقف.. يقول ونظرة حزينة في عينيه: انت من تريدين هذا يا ملاك..
يقولها ويبتعد تاركا ملاك تهتف به بكل لهفة ولوعة في اعماقها.. تاركا اياها بعد ان منحها الامل في الوقوف على قدميها من جديد ..تاركا اياها وقلبها يهتف به ان يتوقف ويعود اليها ..
انتفض جسد ملاك بغتة وهي تستيقظ من نومها.. وشعرت بالبرد يحيطها و يرجف جسدها .. وسرعان ما انتبهت انها قد نامت على فراشها بدون غطاء حتى..بعد ما حدث بينها وبين مازن بالامس.. كانت تريد الهرب من واقعها بأية وسيلة كانت .. ووجدت النوم هو المهرب الوحيد لها.. لا يهم أي شيء آخر سوى ان تنام وتنسى .. تنسى انها كانت مخدوعة طوال الوقت وانها كانت ساذجة عندما اعتقدت انه من الممكن ان يقبل بها شخص ما على الرغم من عجزها.. وتذكرت كلمات مازن الاخيرة لها.. واعترافه لها بحبه وهو يبثها كل الحنان والدفء من نظرات عينيه ولمسة كفيه..لكن كل ما حدث مجرد خدعة اخرى.. شخص مثله ابن رجل اعمال معروف وثري ولديه من العلاقات مع مختلف الفتيات ما يكفي ويزيد.. سيفكر في فتاة مثلي.. يبدوا انني اجمح بخيالي كثيرا.. ومازن ان اعترف بشيء.. فهو ليكمل خدعته وليمثل علي لسبب ما بالتأكيد.. ولن يحلم هو بأن اظل تلك الساذجة التي يظنها.. لقد ادركت من هو حقا الآن.. واي كذب وخداع وحقارة يقبع بداخله..
وسمعت بغتة صوت طرقات على باب غرفتها.. جعلتها تقول بصوت خافت: من؟..
ولم يبدُ على صاحبة الطرقات انها قد سمعتها .. فقالت متسائلة: آنسة ملاك.. الغداء جاهز.. الن تأتي لتتناوليه؟..
ولما لم تسمع جوابا.. دلفت نادين الغرفة وقالت وهي تتطلع الى ملاك بحيرة: الا زلت نائمة آنستي؟.. اتشعرين بأي تعب؟..
قالت ملاك ببرود وهي تفتح عينيها: انا بحاجة للنوم ليس الا.. دعيني وحدي..
قالت نادين بهدوء: كما تشائين..
واتجهت خارجة من غرفة ملاك.. لكن استوقفها بريق الاضواء الذي انعكست على شيء ما على الارض ..ودققت النظر لتجد انه خاتم .. فانحنت لتلتقطه ومن ثم قالت وهي تلتفت الى ملاك في سرعة: آنستي انه خاتم الخطوبة.. وقد وجدته مرمي على الارض باهمال و...
قاطعتها ملاك لتقول بعصبية: ارميه في سلة المهملات..
قالت نادين بدهشة: ماذا؟..
قالت ملاك بغضب: قلت ارميه في سلة المهملات.. الا تسمعين؟..
استغربت نادين غضب ملاك المفاجئ.. ولكنها لم تنصاع لامرها كما اعتادت بل قالت متظاهرة بذلك: حسنا .. حسنا..
واقتربت من احد الادراج المجاورة لها لتضعه داخله دون ان تنتبه لها ملاك..والتي كانت تشعر بالارهاق الذي يدفعها لاغماض عينيها ومواصلة النوم من جديد..وتركتها نادين لتغلق الباب خلفها بهدوء وهي في حيرة من امرها من سبب كل تلك العصبية والغضب اللذان تملكا ملاك فجأة..
وتوجهت بعدها الى طاولة الطعام لتقول بهدوء وهي تتطلع الى امجد: لقد رفضت القدوم.. وتقول انها متعبة وبحاجة لأن تنام..
- فليكن.. لتفعل ما يريحها..
اما مازن فقد كورقبضتيه بغضب .. وتوقف عن مواصلة تناوله للطعام الذي لم يمس منه الا القليل..وحاول التحكم باعصابه وهو يلتفت الى مها قائلا: مها.. اريدك ان تقنعي ملاك بالذهاب الى المشفى معك بعد ساعة لتمارس تمريناتها التأهيلية ..
رفعت مها رأسها اليه وقالت متسائلة بحيرة: لم؟. الن تذهب معها انت كعادتك؟..
تنهد مازن وقال: لا اظنها توافق..
قالت مها ببعض التوتر: لكني لا اعرف كيف اتصرف معها.. فلنذهب ثلاثتنا الى هناك..
قال مازن وهو يتطلع الى نقطة وهمية على الطاولة: لو ذهبت انا.. فلن تقبل هي بالذهاب..
قالت مها متسائلة بفضول وحيرة: هل.. تشاجرتما؟..
حدجها مازن بنظرة غاضبة ومن ثم قال: اذهبي معها انت.. وان لم تقبل بالذهاب معك.. فاخبريني.. فلن اسمح لها بأن تتهاون في تدريباتها تلك مهما كانت الاسباب..
قالت مهابارتباك: لكن لا اعرف كيف اتصرف هناك.. انا بحاجة لأن يكون احدهم معي..
(سأذهب انا معك)
التفتت مها الى صاحب العبارة ومن ثم لم تلبث ان شعرت ان الوضع سيتأزم .. وهي تسمع كمال يعرض ذهابه معهم هي وملاك امام مازن.. وعادت لتلتفت الى مازن لتعرف ردة فعله.. لكنه كان يبدوا هادئا واشد هدوءا من ان يلمح عليه ما يخفيه بداخله..
اما كمال فقد قال مردفا وهو يلتفت الى مازن: بعد اذنك يا مازن بكل تأكيد..
قالت مها وهي تحاول انقاذ الموقف: لا داعي لذلك يا كمال.. سأحاول ان اتصرف انا و...
قاطعها صوت مازن وهو يقول: لا بأس.. اذهب معهما..
اتسعت عينا مها بدهشة.. اهذا هو مازن حقا؟.. مازن الذي تشاجر مع ملاك ذلك اليوم من اجل قلادة ظن انها مهداة لها من كمال..
لكن امر آخر شغل تفكيرها اكثر من هذا جعلها تتحدث قائلة: لكن لم تخبرني يا مازن.. لقد قلت ان ملاك لن تقبل الذهاب معك.. فلماذا؟..
التفت مازن الى والده وقال وهو يحاول ان يخفي بركان الغضب الذي يتأجج في اعماقه: يمكنك سؤال والدي..
التفت له امجد وقال بعد ان شرب القليل من كأس الماء: وكيف لي ان اعلم ..
ظهر الغضب جليا في عيني مازن وهو يهتف: لم اذا في رأيك لم تشاركنا طعام العشاء بالامس او طعام الغداء اليوم؟ ..اتظن انها تريد النوم كما تدعي؟.. كلا يا والدي.. بل هي لا تريد رؤية وجهي بعد ان علمت بالحقيقة..
التفت له والده بحدة وقال باستغراب: علمت.. وكيف علمت؟.. هل اخبرتها انت بشيء؟..
جاءت تنهيدة مازن هذه المرة مرتجفة وهو يقول: لا.. لم اقل أي شيء.. لكن يبدوا انها قد سمعتنا اثناء حديثنا.. لقد ظنت اني كنت مجبرا على الزواج بها.. وان هذه الزيجة كلها من اجل حماية املاك والدها ليس الا..
قال امجد ببرود: وهذه هي الحقيقة..
هز مازن رأسه نفيا وقال بعصبية: لا.. ليست الحقيقة.. ربما انت كنت من يفكر في هذا الامر لكن انا لا..
قال امجد بحدة: وانسيت موقفك تجاهها يوم ان...
قاطعه مازن قائلا بصوت اختنقت فيه حروف كلماته: انها تطلب الانفصال يا والدي..
شهقت مها بقوة وهي تتطلع الى مازن ووالدها.. لم تتوقع ابدا ان تصل الامور الى هذا الحد .. ورددت قائلة بذهول: الانفصال؟؟.. لم ؟.. ما الذي حدث لكل هذا؟.. اوصلت الامور الى هذا الحد من السوء؟..
اما كمال فلم يكن باقل دهشة من دهشة مها.. وقد سمع باذنيه ان ملاك تطلب الانفصال من مازن الذي منحته كل مشاعرها.. وبخلت عليه هو بها..
واخيرا قال امجد وهو يهز كتفيه: جيد ان الامر قد جاء منها هي.. فهذا هو ما نريده..
ضرب مازن الطاولة بقبضته وقال بغضب: بل ما تريده انت وحدك يا والدي.. ملاك لم تطلب الانفصال الا بعد ان علمت انك لست موافق على زواجي منها ..وانك تريديني ان انفصل عنها ..
لم تكن مها تريد لهذا ان يحدث وهي تعلم جيدا حب ملاك لمازن.. وحب هذا الاخير لملاك.. لم ترد لهما ان يفترقا وهي التي ذاقت عذاب الفراق بما يكفي.. وملاك تلك الفتاة البريئة كيف لها ان تحتمل كل هذه الصدمات؟.. وقالت مها في محاولة للتدخل: والدي.. لا يمكن لمازن ان ينفصل عن ملاك.. ان الامر اصعب مما تتخيل.. انك ستسبب بهذا بالعذاب والشقاء لكليهما..فملاك ...
قاطعها والدها قائلا بحدة: اصمتي يا مها.. ولا شأن لك بما يحدث .. ملاك فتاة عاجزة ولا يتناسب وضعها هذا لان تكون زوجة لابني البكر..
قالت مها برجاء: لكنها كذلك الآن بالفعل..
- لقد اجبرتني الظروف على ذلك ليس الا..
اما مازن فقد نهض من مكانه بغتة حتى ان الكرسي الذي كان يجلس عليه كاد ان يسقط ارضا.. وقال بغضب: المظاهر.. الناس.. المال.. الاملاك.. هذا كل ما يهمك يا والدي.. تفكر في الناس دائما .. وانا.. الا تهمك سعادتي؟ .. الا يهمك ان تراني احيا مرتاحا مع الانسانة التي اخترتها؟.. ام انك تريد ان تفرض علي كل شيء؟.. في البداية كان العمل والآن الزوجة..
قال امجد بغضب وانفعال: كفى.. لا اريد ان اسمع صوتك او اراك امامي.. غادر الآن..قبل ان اتصرف بشكل لا يعجبك ..
قال مازن ببرود يغلف براكين من الغضب: ساغادر يا والدي.. لكن مهما حدث او سيحدث.. لن انفصل عن ملاك.. الا لو انفصلت روحي عن جسدي..
قالها وانصرف مغادرا المنزل بأكمله بعد ان اغلق الباب خلفه بقوة.. وهو يتمنى في اعماقه ان لا يعود اليه ابدا.. حتى لا ينفرض عليه اسلوب حياته تحت وطأة تلك التقاليد البالية..
؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛


 

رد مع اقتباس