عرض مشاركة واحدة
قديم 08-15-2012, 09:18 AM   #52 (permalink)
عبير
آلرقآبۃ آلعامہ ~

 
الصورة الرمزية عبير

 آلحـآله ~ : عبير غير متواجد حالياً
 رقم العضوية : 10760
 تاريخ التسجيل :  Jul 2010
 فترة الأقامة : 5044 يوم
 أخر زيارة : 09-11-2016 (08:04 AM)
 النادي المفضل :
 الإقامة : 
 المشاركات : 2,573 [ + ]
 التقييم :  24
  معدل التقييم ~ : عبير is on a distinguished road
 زيارات الملف الشخصي : 754
 الدولهـ
Saudi Arabia
 الجنس ~
Female

  مشـروبيُ ~

  كآكآوي ~

  قنـآتيُ ~

 MMS ~
MMS ~

  مدونتيُ ~

لوني المفضل : Black
 
 

افتراضي رد: مـــلآك حــبـــي ..



الجزء الثاني والاربعون
"انفصال!"

كان خالد غارقا في افكاره حول ابنته.. حين اقتحم افكاره تلك.. صوت لفتح الباب.. وصوت شقيقه امجد وهو يقول: حمدلله على سلامتك يا خالد.. لم اصدق انك قد افقت عندما نقل الي مازن الخبر..
قال خالد ببرود: لم؟.. هل كنت تتمنى لي العكس؟..
قال امجد وهو يعقد حاجبيه: خالد.. ما هذا الذي تقوله؟.. انت شقيقي واتمنى لك كل خير بكل تأكيد..
قال خالد بلامبالاة: وعادل وفؤاد شقيقاي كذلك.. ومع هذا لم يتمنيا لي الخير..ولتعلم انهما السبب في وصولي الى المشفى..
وقبل ان يتساءل امجد عن كيفية ذلك تقدم كمال من عمه وقال بابتسامة هادئة: حمدلله على سلامتك يا عمي.. سعدت كثيرا عندما علمت انك قد عدت الينا اخيرا..
ومهاالتي قالت بابتسامة واسعة: لو تعلم يا عمي كم فرحت عندما علمت بهذا الخبر.. وخصوصا وان ملاك ستحلق من السعادة عندما تراك قد عدت اليها اخيرا..
وتسائلت وهي تتلفت حولها: بالمناسبة .. اين هي؟..
قال خالد بهدوء: لقد ذهبت لاجراء تدريباتها..
قالت مها وهي تعقد حاجبيها: أي تدريبات تلك؟..
قال خالد بحيرة: الم يبلغكم مازن بشيء عن هذا الامر؟..
قال امجدوهو يعقد حاجبيه: ابدا..
قال خالد وحيرته تتضاعف: لا اعرف لم فعل..لكنه قد وجد املا لأن تقف ملاك على قدميها من جديد.. ولهذا عليها ان تمارس بعض التمرينات التأهيلية اولا..
اشرق وجه مها بالفرحة وصاحت هاتفة: احقا؟؟..
اما كمال فقد قال بدهشة: لم يبلغنا بشيء كهذا ابدا..
هز خالد كتفيه في عدم فهم من اخفاء مازن لهذا الامر .. في حين جذب امجد لنفسه مقعدا وقال بهدوء: دعنا من هذا الآن.. سأسئله فيما بعد عن هذا الامر.. اخبرني الآن .. لقد قلت ان عادل وفؤاد كانا سببا في دخولك الى المشفى .. فكيف ذلك؟..
قال خالد بضيق : ظنا اني احمق ولن الحظ السيارة التي كانت تلحق بي يوم الحادث.. والتي هدفها معرفة مقر سكني.. ولكني لاحظتها ولهذا حاولت الفرار من امامها.. لكن ما حدث هو اني اصطدمت بسيارة اخرى.. وهذا ما جاء بي الى هنا ..
قال امجد غير مصدقا: عادل وفؤاد يفعلان هذا.. لست اصدق ..
- ولماذا لا تصدق؟.. اتظنهما يتمنيان لي الخير.. على العكس انهم يتعجلون موتي.. لتكون املاكي من نصيبهم .. ولكن هذا لن يحدث ابدا.. فكل املاكي قد سجلتها باسم ملاك..
قال امجد بهدوء: خيرا فعلت .. وان كان هذا قد سبب لنا بعض المشاكل مع فؤلد وعادل.. ولكننا تمكنا من السيطرة عليهافي الوقت المناسب..
قال خالد متسائلا: وكيف ذلك؟..
تطلع اليه امجد وهو متردد من اخباره بأمر زواج ملاك من مازن دون علم منه.. لكنه في النهاية قد حسم امره وقرر ان يخبره.. لهذا فقد تطلع اليه وقال بجدية: في الحقيقة لقد...
وقبل ان ينطق بحرف واحد اضافي كان قد قاطعه دخول.. شخص ما الى الغرفة.. شخص لم يرد ان يتحدث امامه بأي شيء عن هذا الموضوع...
؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛
كانت ملاك تبذل جهدا كبيرا في محاولة جاهدة للتمسك بالقضبان الحديدية التي على كلتا جانبيها والتي ستساعدها على الوقوف.. وتجمعت قطرات العرق على جبينها لتعبر عن مدى ارهاق جسدها.. وشعرت بنبضات قلبها المتسارعة وانفاسها المضطربة .. وهي تسمع الطبيب يهتف بها قائلا: هيا حاولي..
هزت ملاك رأسها قائلة بتعب وارهاق وهي تلهث: لا استطيع ..
قال الطبيب باصرار: لا اريد سماع مثل هذه الكلمات.. هيا حاولي..
قالت ملاك بارهاق: انا فعلا لا استطيع.. واشعر بارهاق شديد.. والم في كلتا ذراعي في محاولتي لرفع جسدي..
قال الطبيب وهو يعقد حاجبيه و يتطلع اليها: لقد بدأنا التدريب منذ عشرون دقيقة فقط.. وانت لا تزالين بحاجة الى تدريب لربع ساعة اخرى على الاقل..
التفتت ملاك الى مازن الذي كان يقف بانتظارها بهدوء وتطلعت اليه بعينين راجيتين ومن ثم قالت وهي تزفر بحدة: لكني تعبت..
اقترب منها الطبيب وقال بهدوء: الا تريدين ان تسيري على قدميك؟..
اومأت ملاك برأسها..فقال الطبيب بابتسامة هادئة: عليك اذا الصبر واحتمال تدريباتك.. فكل علاج يكون صعبا في بدايته وان كان ينتهي في النهاية الى نتيجة مُرضية..فمثلا الدواء ذا الطعم المر الذي يضطر الانسان لتناوله لكي يشفى من مرضه.. والعمليات الجراحية التي تسبب الما كبيرا لمن يجريها.. لهذا اطلب منك يا ملاك مجرد المحاولة والاصرار.. وصدقيني لو كان لديك امل بأنك ستستطعين فعل ما تريدين وعزيمة على ذلك.. فحينها سيمكنك فعل ما تريدين حقا..
ابتسمت ملاك وقالت ببعض الارهاق: حسنا .. سأحاول من جديد..
قال الطبيب بابتسامة: هكذا اريدك.. هيا حاولي..
عاودت ملاك محاولاتها وفي كل مرة كان الم ظهرها يشتد .. لكنها كانت تتحامل على نفسها.. لترفع جسدها من جلوسه.. وتقف ولو لثانية.. لكن محاولاتها باءت بالفشل ..
ومازن الذي اشفق على حالتها اقترب منها في تلك اللحظة وقال بابتسامة مشفقة: يمكنك فعلها يا ملاك انا اعرف..
قالت ملاك وهي تحاول التقاط انفاسها: لقد بدات اشعر بالعجز .. لن استطيع الوقوف ابدا..
قال مازن بحزم: بل تستطيعين .. فقط لا تستسلمي..
لم تعلم ملاك لم في تلك اللحظة راودتها ذكرى ذلك الحلم.. ربما لان الحوار الذي تبادلاه الآن مشابه لما دار بينهما في حلمها .. ومنحتها هذه الذكرى مزيدا من الاصرار وهي تتذكر انها قد تمكنت من الوقوف في الحلم.. فعادت تحاول من جديد.. وحينها سمعت الطبيب يقول: حاولي بجهد اكبر .. بقوة اكبر.. يمكنك فعلها..
لكن ملاك توقفت عن ما تفعله وقالت بتعب وارهاق شديدين: لن يمكنني.. اشعر ان عضلات ذراعي قد تمزقت..
تطلع اليها الطبيب في اشفاق ومن ثم نظر الى ساعته ليقول بهدوء: فليكن يكفي لهذا اليوم..
اما مازن فقد عاد ادراجه ليلتقط كأس من الماء كان قد احضره معه ووضعه على احدى الطاولات جانبا.. وقدمه لملاك قائلا بابتسامة: اشربي.. فلا بد انك تشعرين بالعطش بعد هذا التدريب الطويل..
التقطت ملاك منه الكأس وقالت بامتنان : شكرا لك..
منحها مازن نظرة حانية.. ورآها تملأ جوفها بنصف ما يحتويه الكأس من الماء ومن ثم قالت بابتسامة: حمدلله..
واردفت في سرعة: والآن فلنعد الى ابي يا مازن..
اومأ مازن برأسه وهو يلتقط الكأس من كفها ومن ثم لم يلبث ان تطلع اليها قائلا: أأخبرك بشيء يا ملاك؟..
تطلعت اليه بتساؤل.. فقال وهو يغمز بعينه: تبدين مختلفة هذا اليوم .. اجمل من كل مرة رأيتك فيها..ربما هذا من تأثير سعادتك لدى رؤية والدك..
اطرقت ملاك برأسها وتوردت وجنتاها بخجل.. فقالت محاولة تغيير دفة الحديث: فلنذهب اليه بسرعة..
قال مازن مبتسما بمرح: فليكن يا ملاكي..
وسار وهو يدفع مقعدها بين ممرات المشفى حتى وصل اخيرا الى غرفة والدها ودلف اليها هو وملاك وسمع والده يقول في تلك اللحظة: في الحقيقة لقد...
ووجد والده يبتر عبارته ويتطلع الى ملاك ومن ثم يصمت وملاك التي تجاهلت الجميع وتوجهت الى والدها قائلا: كيف حالك الآن يا ابي؟.. هل تشعر انك بصحة جيدة؟.. ومتى ستخرج من المشفى؟..ام انهم لم يخبروك بعد؟..
ابتسم لها والدها وقال وهو يربت على راسها: لن تتغيري ابدا يا صغيرتي..
ومن ثم اردف قائلا: لا اعرف متى سأغادر بالضبط لكنهم يريدون اجراء بعض الفحوصات اولا..
اومأت ملاك برأسها بتفهم.. ومن ثم سالها قائلا: اخبريني انت .. كيف كانت تدريباتك؟..
ظهر الضيق على وجه ملاك وقالت: مرهقة..
ربت على كتفها بحنان وقال مشجعا: عليك ان تحتملي يا صغيرتي حتى تعودي للسير على قدميك..
اما امجد فقد التفت الى مازن وقال متسائلا وهو يعقد حاجبيه: لماذا لم تخبرنا بأمر هذه التدريبات يا مازن؟..
وتسائلت مها بدورها قائلة: صحيح.. لم لم تخبرنا بأمرها؟..
التفت مازن الى والده وقال ببعض الارتباك: في البداية كان الامر مفاجئا ولم اكن متأكدا من ان هناك امل حقا.. ومن ثم عرضتها على الطبيب فقرر اجراء بعض التدريبات التأهيلية .. وكنت سأخبرك يا والدي حقا اليوم..
صمت عنه امجد ومن ثم التفت الى خالد الذي ظل يتحدث الى ابنته دون ان يلحظ خاتم الخطبة الذي يحيط باصبعها.. وتنهد وهو لا يعرف بم سيجيب خالد لو سأله عن هذا الخاتم امام ابنته.. لكنه حينها لن يجد مفر من قول الحقيفة امام ملاك.. مهما كانت ردة فعلها..
؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛
سار حسام بين ممرات ذلك النادي وهو يبحث بعينيه بين كل رواده .. بحثا عن شخصا ما والشرار يقدح من عينيه.. حتى ان زملائه في النادي قرروا تحاشيه هذا اليوم.. وهم يجدونه عصبيا.. غاضبا وغير متقبل لأية كلمة.. واستغربوا هذه الحالة التي يبدوا عليها حسام بعد ان عرف بالهدوء والمرح اغلب الاوقات ..
لكن احدهم لم يكن يعلم ان سبب هذه الحالة هو فقدانه لأغلى شخص على قلبه.. شخص مستعد لأن يضحي باي شيء لأجله.. ومستعد لأن يدفع حياته ثمنا لسعادته..وهذا الشخص بالتأكيد لن يكون الا مها.. حب حياته الوحيد وعشقه منذ الطفولة.. الذي يرفض ان تكون لسواه بهذه السهولة..
وظل يسير في كل ارجاء النادي بحثا عن شخص ما بعينه.. وما ان لمحه وهو يقف بجوار كافتيريا النادي.. حتى اسرع في خطواته وتوجه اليه ليقول بغضب وهو ينقض عليه ويمسك بسترته بقوة: ايها الوغد الحقير.. ايها الجبان المخادع..كيف تسمح لنفسك بفعل هذا بمها وبي؟..
شعر احمد بالمهانة من امساك حسام له على هذا النحو في النادي وامام الجميع وشتمه علىمرأى ومسمع من الجميع.. وقال بعصبية وهو يحاول ان يبعد ذراع حسام عنه: دعني ايها الحقير.. والا..
قال حسام مقاطعا اياه وهو يشد من قبضته على سترته وبكل غضب الدنيا متجاهلا عبارة احمد تماما وكأنه لم يسمعها: كيف سمحت لنفسك بخطبة فتاة تكرهك؟.. تبغضك.. لا تريدك.. وفوق كل هذاتستخدم هذه الطريقة القذرة في تهديدها لتقبل الزواج بك..
قال احمد وهو يزيح ذراعي حسام في قوة وخشونة: اذهب الى الجحيم.. مها لن تكون لشخص آخر غيري..
قال حسام بانفعال: اصمت.. انا من يحبها وهي تبادلني هذا الحب .. فلم تحشر نفسك بيننا وتحاول الزواج من فتاة تكرهك ولا تكن لك الا كل بغض..
رتب احمد سترته وقال وهو يتطلع الى حسام بسخرية وانتصار: لا يهم.. المهم انها وافقت على الخطبة.. وسيتم عقد قراننا الاسبوع القادم..
تضاعف الغضب في صدر حسام اضعافا مضاعفة ليجعله ينقض على احمد مرة اخرى ليمسك بياقة قميصه هذه المرة قائلا بثورة وهو يدفعه ليصطدم بجدار المبنى: انت تكذب.. لست سوى مخادع .. لن اصدق حرفا واحدا مما تقول ايها الوغد..
قال احمد وفي عينه نظرة شماتة: هذا شأنك سواء صدقت ام لا.. فسيعقد قراني على مها الاسبوع القادم .. وستكون انت اول المدعوين..
صك حسام على اسنانه بقوة وقهر.. وشعر بالغضب والانفعال يكادان يجعلانه يقتل احمد بين يديه.. وهو يزداد من شده على رقبة هذا الاخير.. ولم يلبث ان دفعه بقوة.. ليسقط ارضا وهو يقول: ستندم يا احمد.. اقسم على انك ستفعل.. سأحول حياتك الى جحيم.. ولن تهنأ مع مها ابدا.. لأنك تزوجتها مستغلا حبها لعائلتها.. ولا تنسى انك بهذا تظلمنا.. والظالم لا يهنأ بحياته طويلا.. وسترى هذا بنفسك..
قال احمد وهو يهب واقفا من سقطته ويحاول ان يتظاهر بالقوة: لا تحاول انكار انتصاري عليك مع كل هذا.. فلقد حظيت انا بمن تحب في النهاية.. وانت ستعيش في عذاب الى الابد.. يالك من مسـ...
عند هذا الحد لم يحتمل حسام ووجد نفسه يكور قبضته ليلكم احمد بكل ما ملك من قوة.. لكمة ادمت شفتيه وجعلته يتراجع ثلاث خطوات الى الخلف.. وما ان تنبه احمد لما حدث ولامست انامله شفتيه ليرى الدماء التي سالت منهما حتى قال بغضب وجنون: ايها الحقير..
وتعارك الاثنان بكل ما يملكان من قوة..احدهما يدافع عن حبه وحياته التي ستنتهي .. والآخر يحاول الانتقام ممن اهانه.. وكان ظاهر للعيان ان حسام هو المنتصر بقوامه الرياضي ..واسرع عدد من رواد النادي بمحاولة لفك هذا الاشتباك.. ولكن حسام ظل يردد في قوة وهو يفلت نفسه من بين الاشخاص الذي حاولوا الامساك به: لن تتزوج مها ولو على جثتي يا احمد.. سأحول حياتك الى جحيم لو فكرت فيها فقط .. اتفهم؟..لن تتزوجها.. ولو كلفني ذلك حياتي..
ومسح الدماء التي كانت نتيجة لعراكه مع احمد من على شفتيه.. قبل ان يقول بحقد: ليتك تموت يا احمد .. لنحيا في سلام .. كل ما يحدث لنا من مشاكل انت سببها.. ليتك تموت ليتخلص العالم منك..
اما احمد الذي اخذ يلهث في تعب قال بانفعال: فلتذهب الى الجحيم.. لن يموت الا امثالك من الضعفاء..
تطلع اليه حسام بحقد.. بثورة وبغضب..ومن ثم لم يلبث ان ابتعد عن المكان وهو لا يجد جدوى من مواصلة هذا العراك الغير مجدي مع شخص وغد مثل احمد.. لكنه كور قبضتيه في مرارة وغضب وهو يغادر النادي .. وما ان وصل سيارته حتى القى نفسه بداخله.. وقال وهو يحاول التقاط انفاسه بكل مرارة الدنيا: احقا وافقت على هذا الحقير يا مها؟.. احقا فعلت وقطعت الامل الأخير الذي بيننا؟.. لست اصدق هذا.. ولا اريد ان اصدق.. تبا لكل شيء.. وسحقا لهذا العالم الذي لا يحيا فيه بسعادة وهناء الا الاغنياء.. اما امثالي فهم يعانون الامرين من هذه الدنيا الغادرة.. التي تفرق بين الناس لمجرد قطع نقود لن تلبث ان تنتهي في يوم.. سحقا.. والف سحقا..
؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛
قال امجد بهدوء وهو ينهض من مقعده: هيا فلنذهب يجب ان نترك خالد يستريح قليلا..
قال خالد بهدوء: اشكرك على الزيارة على اية حال..
قال امجد بابتسامة: لا مكان للشكر بين الاشقاء..
رمقه خالد بنظرة دون ان يعلق.. في حين قال مازن وهو يتحدث الى ملاك: هيا يا ملاك.. علينا ان نغادر..
تطلعت ملاك الى مازن وقالت برجاء: اريد ان ابقى مع ابي وقتا اطول..
قال مازن مبتسما: الم يكفيك كل هذا الوقت التي قضيته هنا؟..
استغرب خالد هذا التبسط في الحديث بينهما.. وكأن كلاهما يعرف الآخر جيدا ومنذ وقت طويل.. يا ترى هل تغير شيء في اثناء سقوطه في الغيبوبة؟..
وقالت مها في تلك اللحظة متحدثة الى مازن: دعها تبقى مع والدها يا مازن.. فهي لم تره الا منذ ساعتين فحسب.. لابد وانها تشعر بشوق كبير له.. ولا تقلق عليها.. فقط ارسل لنا السائق بعد ساعة او اثنتين من الآن لو كنت مشغولا..
تطلع اليها مازن وقال متسائلا: استبقين معها انت الأخرى ايضا؟..
قالت مها مبتسمة: وماذا في ذلك؟..انني سأبقى مع عمي وشقيقتي..
قال مازن باستسلام وهو يهز كتفيه ومن ثم يضع كفيه في جيبي سترته: فليكن.. فلتبقيا انتما الاثنتان مع عمي خالد وسارسل لكما السائق بعد ساعة من الآن..
قالت ملاك بلهفة ورجاء: اجعلها ساعتين..
تطلع لها مازن في استخفاف ومن ثم قال: وما رأيك ان آتي لكي آخذك غدا.. افضل صحيح؟..
ابتسمت ملاك باحراج في حين قال خالد وهو يحيط كتفي ابنته بساعده بحنان: ولم لا؟.. انا اريد ان تبقى صغيرتي بجواري اطول وقت ممكن..
قال مازن بتوتر: لكن يا عمي .. انت بحاجة الى الراحة و...
قال خالد بهدوء: ارسل من تريد لاصطحابهما بعد ساعتين كما تريد ملاك..
ابتسم مازن وقال : فليكن يا عمي.. لا يمكنني قول شيء من بعدك.. حمدلله على السلامة مرة اخرى.. ومع السلامة..
وقبل ان ينصرف مال على ملاك قليلا ليقول بصوت خافت: حاولي ان تعرفي سبب الموافقة من مها؟..
اومأت ملاك براسها فقال بصوت هامس شعرت بدفئه: سأشتاق اليك..
تضرجت وجنتي ملاك بحمرة الخجل ولكنها حاولت اخفاء ذلك حتى لا يلمح والدها هذا التغير الذي ظهر عليها.. لهذا قالت بسرعة: حسنا سأفعل..
كان يدرك مازن انها محاولة منها لعدم توضيح الامر امام والدها.. وادرك انها لا تريد لوالدها ان يعرف بهذا الزواج.. لسبب ما كامن في اعماقها..لكنه لم يحاول معرفته بل انصرف من الغرفة.. وما ان فعل.. حتى استدار خالد الى ملاك وقال وهو يعقد حاجبيه في ضيق: هل معتاد مازن على التعامل معك بكل عفوية هكذا؟..
قالت مها بحيرة وهي تجيب عن سؤاله: بكل تأكيد .. فهو ...
قاطعتها ملاك في سرعة قائلة: فهو قد اعتاد الحديث الي والتعامل معي ونحن في منزل واحد بكل عفوية طوال شهر كامل..
لم يقتع خالد كثيرا ونظر الى ابنته بتشكك التي لم تكن تخفي عنه أي شيء في الماضي.. لكنه هذه المرة شعر انها تخفي شيئا ما عنه.. ولم يلمح حركتها المتوترة في تشبيك اناملها في محاولة منها لاخفاء خاتم الخطوبة..
اما هو فقد تسائل بهدوء: حسنا ومن كان يدير الشركة في اثناء ما جرى لي؟.. اهو والدك يا مها؟..
قالت مها بعد تفكير: اظن انه مازن.. بتوكيل رسمي من ملاك..
قال خالد باستغراب: مازن؟؟.. وكيف له ان يدير شركة بأكملها..
قالت مها مبتسمة: والدي يساعده احيانا.. ولكن مازن له خبرة في هذا المجال عن طريق عمله مع والدي لعامين تقريبا..
اضافت ملاك قائلة: كما وان مازن قد تخصص في مجال السياحة الذي اظن انه سيفيده في مجال عمل الشركة الذي يختص بالاستيراد والتصدير..
التفت لها والدها ورمقها بنظرة طويلة قبل ان يقول: يبدوا انك تعلمين الكثير عن مازن..
ارتبكت ملاك وقالت : لقد قضيت في منزل عمي لاكثر من شهر تقريبا..ولهذا اعلم عنهم الكثير كما تقول يا ابي ..
التقط نفسا عميقا ومن ثم قال: كلها ايام واغادر المشفى وبعدها سيعود الوضع كالسابق.. وستعودين معي الى المنزل اخيرا يا ملاك..
ابتسمت ملاك وقالت بفرحة: نعم اخيرا يا ابي .. اخيرا..
لكن تلك الفرحة تبددت من على وجهها وهي تتذكر ارتباطها بمازن.. صحيح ان حفل زفافها لم يقم بعد.. لكن هذا لا ينفي انه زوجها.. ولا تعرف حقيقة كيف ستنقل مثل هذا الخبر الى والدها..وكيف سيكون وقع الخبر عليه.. لكنها حسمت امرها بأن تخبره بذلك بعد ان يغادر المشفى نهائيا .. وعندها ستعرف ردة فعل والدها على هذا الزواج.. وستحاول اقناعه بأن هذا الزواج قد حدث برغبتها.. لمشاعرها القوية تجاه مازن .. وحبها الكبير له...
؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛
كان مازن في طريقه لمغادرة المنزل.. حين سمع صوت والده الذي كان يجلس على مقعد في ردهة المنزل الواسعة يناديه قائلا: مازن..
التفت مازن الى والده وقال متسائلا: ما الامر يا والدي؟..
قال والده بحزم وهو ينهض من مكانه ويقترب منه: اريدك في موضوع مهم.. اتبعني الى المكتب..
قال مازن بحيرة: الآن؟..
قال والده بصرامة وهو يستدير عنه ويدلف الى غرفة المكتب: اجل الآن.. فالموضوع مهم ولا يحتمل التأجيل..
شعر مازن بالقلق والفضول من هذا الموضوع الذي يستدعيه لأجله والده والذي لا يحتمل أي تأجيل كما يقول.. ودلف الى غرفة المكتب ليجد والده يقترب منه ويقول: ها قد نهض خالد اخيرا من غيبوبته .. وبذلك انزاح عن كاهلنا حملين ثقيلين.. اولهما شركته واملاكه التي سيعود لادارتها بمعرفته.. وثانيهما ...
وتوقف لحظة عن مواصلة الكلام قبل ان يلتفت الى مازن ويقول بحزم: وثانيهما ابنته ملاك ..
قال مازن بعدم فهم: لم افهم ما تعنيه يا والدي..
تطلع والده الى عينيه مباشرة وقال بصرامة: لقد كان زواجك من ملاك لأجل حماية املاكها.. ومنعها من ان تقع بين يدي فؤاد وعادل.. ولقد انتهت مهمتك الآن..
خفق قلب مازن بقلق وتوتر وقال بكلمات متوترة: لم افهمك ايضا يا والدي..
اقترب والده منه وقال وهو يعقد حاجبيه : اعني انه جاء الوقت لكي تنفصل عن ملاك كما اتفقنا سابقا..
بهت مازن.. واتسعت عيناه في قوة..وقد زلزلت الصدمة كيانه .. لتجعله يردد: انفصل عن ملاك؟؟..
اومأ والده برأسه وقال بتأكيد: اجل .. فلم يعد هناك أي حاجة من استمرار هذا الزواج.. وخصوصا بعد ان افاق خالد من غيبوبته..
هز مازن رأسه بقوة وكأنه ينفض عن راسه هذا الامر قائلا بحدة: كلا.. مستحيل.. لن انفصل عن ملاك..
شعر والده بالدهشة والذي لم يتوقع منه ردا كهذا.. وقال بحيرة: ماذا بك؟.. انسيت اتفاقنا السابق؟.. ثم الم تكن انت بنفسك رافضا لزواجك من ملاك لكونها فتاة عاجزة حسب قولك؟.. فما الذي تغير الآن؟..
قال مازن في سرعة وصدق: اشياء كثيرة يا والدي قد تغيرت في هذه الفترة.. لقد اصبحت ملاك اهم انسانة في حياتي.. لقد اصبحت كل شيء بالنسبة لي..ملاك جعلتني ابدوا انسانا مختلفا.. لقد غيرتني تماما ..
واردف قائلا وهو يشير الى قلبه: وغيرت هذا ايضا..
تطلع له والده للحظة مبهوتا مما يقول ومن ثم قال بحدة وهو يعقد حاجبيه: أي قول تقوله؟.. اتعني انك تريد اتمام زواجك على ملاك حقا؟.. تريد ان تحول الكذبة الى واقع..
عقد مازن ذراعيه امام صدره وقال بحزم: اجل.. سأتمم زواجي على ملاك..
تطلع له امجد غير مصدقا وقال بحيرة: من المستحيل ان تكون انت مازن.. الذي رفض الزواج من فتاة عاجزة بكل اصرار.. ولو اني لم اقنعه بنفسي بعد عشرات المحاولات لما رضخ لهذا الامر .. والآن تريد ان تكمل هذه المهزلة وتتزوج حقا من ملاك.. هذا مستحيل..
ولم ينتبه ايا منهما الى ذلك المقعد المتحرك الذي توقف بغتة بجوار غرفة المكتب.. وصاحبته تبدوا كتمثال جامد وعيناها متسعتان على آخرهما وهي تستمع الى هذه الحقيقة القاسية .. وقد تلقت من الصدمات والطعنات القاتلة ما يكفي.. وشعرت بخفقات قلبها تخفق بسرعة كبيرة وكأنها ستتوقف.. ووجدت دموعها تتساقط على كفيها دون ان تمتلك قدرة على مسحهم حتى مع تلك الانامل المرتجفة..ولم تلبث تلك الارتجافة ان انتقلت الى جسدها كله..
ومن جانب آخر كان الحوار لا يزال دائرا .. ومازن يقول بكل اصرار وتحدي: ولم مستحيل يا والدي؟..
قال والده وهو يلوح بكفه: كيف سنواجه المجتمع والناس بزواج ابني من فتاة عاجزة؟؟..
قال مازن وهو يعقد حاجبيه: لقد واجهناه بالفعل عندما عقدت قراني على ملاك..
قال والده بعصبية: كان ذلك امرا مختلفا.. وكنا مضطرين لعقد القران هذا.. لم لا تفهم؟..
قال مازن بعصبية مماثلة: بل لم لا تفهم انت يا والدي بأني من المستحيل ان انفصل عن ملاك.. من المستحيل ان اطلقها بكل سهولة واتركها..لقد غدت اغلى ما املك.. اغلى الناس على قلبي واحبهم الي.. اصبحت كالهواء الذي اتنفسه والذي لا يمكنني التخلي عنه.. اصبحت هي الروح التي تغذي هذا الجسد.. اخبرني يا والدي.. هل يمكنك ان تحيا جثة هامدة بلا روح؟.. اخبرني..
قال والده بخشونة وقسوة: يكفيك كلاما شاعريا لا نجد له مثيل الا في الروايات..ملاك لا تناسبك.. ولقد كان زواجك بها خطئا منذ البداية .. وها انذا احاول اصلاحه الآن ..
كور مازن قبضته وضرب بها الجدار بكل قوة ليقول بعصبية وانفعال شديدين: لا يهمني احد.. لا تهمني المظاهر او الناس.. لن اطلق ملاك مهما يحدث..
قال والده بخشونة: مازن انظر الى من تتحدث.. انا والدك.. من واجبك اطاعتي..
قال مازن بحدة: ومن واجبك انت ايضا مراعاة مشاعر ابنك.. كيف تفكر بكل هذه القسوة ان تحرم ابنك ممن يحب؟.. وملاك الم تفكر ما الذي سيحدث بها وانت تعلم يقينا انها متعلقة بي بكل كيانها..
قال والده وهو يشير الى رأسه: لم لا تفكر بمنطقية؟.. ستصبح انت المسئول عن ملاك بعد زواجك منها.. وبدلا من ان ترى هي حاجياتك .. سترى انت حاجياتها.. ستساعدها في كل شيء.. ستكون كالحمل الثقيل الذي لن يمكنك ان تتحمله..
حزت كلماته نفس مازن.. فهذا التفكير كان يدور في عقله حقا قبل ان يرتبط بملاك .. وشعر بالخجل من نفسه.. وهو يرى ان افكاره وافكار والده متشابهة.. لكنه قال وهو يحاول ان يجد سبيل لاقناع والده: لكني المسئول عنها الآن ..وارى كل حاجياتها.. وهذا لا يسبب لي أي تعب على العكس اشعر اني سعيد عندما اقوم به.. لاني افعل ذلك لمن احب..
اشاح امجد بوجهه وقال ببرود: هذا الموضوع يجب ان ينتهي عاجلا ام آجلا..وملاك ستنفصل عنها شئت ام ابيت.. لن اوافق ابدا على اتمام زواجك منها..
قال مازن بتحدي واصرار: افعل ما شئت يا والدي.. لكني لن اطلق ملاك..ويكفيك ما فعلته بمها وقتلها ببطء على ذلك النحو .. فلا تتسبب في قتل ابنا آخر من ابناءك بكل تلك القسوة وبدون أي رحمة او شفقة منك..
شعر امجد بقلبه يرق في تلك اللحظة على ذكر مها.. تذكر الحزن الذي تعانيه هذه الايام.. وشحوب وجهها.. وذبولها على ذلك النحو.. ووجد نفسه يتنهد بألم.. وهو يرى مازن يغادر غرفة المكتب.. ومن ثم يقول بكل حزم ما ان اصبح خارجها: لن يفرقني شيء عنك ابدا يا ملاك.. مهما كان الثمن..
وبحث بعينيه عنها في الردهة ..ولما لم يجدها ادرك انها في غرفتها..فتوجه بخطوات سريعة الى غرفة ملاك ليطرق الباب ..لكن لم يأتيه الجواب على ذلك الطرق.. وعاود الطرق مرات عديدة وهو يهتف بصوت عالي: ملاك .. هل يمكنني الدخول؟.. هل انت نائمة؟.. ملاك..
لم يأتيه الجواب كذلك.. ووجد نفسه مضطرا لادارة مقبض الباب.. والدخول الى الغرفة.. وحينها وجد ملاك جالسة بكل هدوء أو هذا ما هيىء له لحظتها..وهو يراها تتطلع الى طائرها بصمت .. واقترب منها ليقول بتساؤل وعلى شفتيه ابتسامة باهتة: ملاك.. لم لم تجيبي على طرقات الباب؟..
لم تستدر له ملاك.. ولم تكلف نفسها حتى عناء النظر اليه.. بل ظلت جامدة في مكانها.. تطلع الى ذلك الطائر بسكون .. فقال مازن بحيرة مستغربا هذا الصمت: ملاك لم لا تجيبين؟ .. تحدثي الي..
ظل الصمت على حاله .. وملاك كالصورة الجامدة التي لا تتحرك فيما عدا صوت انفاسها المنتظمة.. وقد ظهرت على وجهها علامات البرود التي تخفي البركان الذي يعتمرفي اعماقها..
وللمرة الثالثة عاد مازن ليتساؤل بدهشة وقد ارتفع صوته: ملاك.. تحدثي الي.. لم انت صامتة هكذا؟.. ما الذي حدث لك فجأة؟.. اخبريني..
التفتت له ملاك هذه المرة وتطلعت له بنظرة باردة اقشعر لها بدنه .. فقال مازن وقد ارتفع حاجباه بدهشة: ما بك يا ملاك؟.. لم تتطلعين الي هكذا؟..
تطلعت اليه ملاك مرة اخرى بنظرة قاسية.. جعلته يشعر بالقلق من نظرتها هذه ومما ستقوله..ومن ثم انفرجت شفتاها لتنطقان بكلمة.. تمنى مازن بعد ان سمعها لو لم يطلب من ملاك التحدث او حتى يسألها عما بها.. تمنى لو كان اصما لا يسمع او يكون هذا مجرد كابوس وسيستيقظ منه بعد قليل..
لقد قالت وبكل قسوة وثورة في صدرها : طلقني...
،،،،،،،،،،،،،،،،

ملاك يا من تحملين قلبا عكس قوانين البشر
يا من أحببت شخصا بك قد غدر
تمنيت الحب والحنان فغرقت في لعبة القدر
وباتت حياتك كالبحر.. بين مد وجزر
فامضي في طريقك مع أول إطلالة للفجر
لتعرفي كيف يحيا البشر؟

ملاك يا حبا رفرف على أجنحة الطيور
يا زهرة كادت أن تذبل بين الزهور
حلقي بأحلامك.. فستعوضين يوما عما حرمتك منه الشرور
وابتسمي للحياة يا ملاكا تنشرين الخير والنور

فربما يقترب ذلك اليوم الموعود
وتتحقق أحلامك بعد كل هذا الصمود..

ليقترب منك فارس الأحلام بعد أن تبرئ الجروح
ويهتف بكل حب أنت "ملاك حبي" يا مهجة القلب والروح
؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛


 

رد مع اقتباس