عرض مشاركة واحدة
قديم 08-15-2012, 08:42 AM   #48 (permalink)
عبير
آلرقآبۃ آلعامہ ~

 
الصورة الرمزية عبير

 آلحـآله ~ : عبير غير متواجد حالياً
 رقم العضوية : 10760
 تاريخ التسجيل :  Jul 2010
 فترة الأقامة : 5054 يوم
 أخر زيارة : 09-11-2016 (08:04 AM)
 النادي المفضل :
 الإقامة : 
 المشاركات : 2,573 [ + ]
 التقييم :  24
  معدل التقييم ~ : عبير is on a distinguished road
 زيارات الملف الشخصي : 754
 الدولهـ
Saudi Arabia
 الجنس ~
Female

  مشـروبيُ ~

  كآكآوي ~

  قنـآتيُ ~

 MMS ~
MMS ~

  مدونتيُ ~

لوني المفضل : Black
 
 

افتراضي رد: مـــلآك حــبـــي ..



الجزء الثامن والثلاثون
"التضحية ام الانانية؟"


نقل مازن بصره بينهم لفترة دامت الدقيقة.. وهو يحاول ان يتمالك اعصابه قدر المستطاع.. ويحاول ان يبدوا هادئ الاعصاب وخصوصا امام ملاك.. واخيرا قال وهو يتقدم ويدلف الى الغرفة وعيناه تستقران على ملاك: هل يمكنني الحديث معك لوحدنا يا ملاك؟..
قالت ملاك بهدوء: تحدث.. لا احد غريب هنا..انه كمال شقيقك ..
قال مازن وهو يعقد حاجبيه وبلهجة لمحت فيها ملاك العصبية: لكني اريد ان اتحدث معك لوحدنا .. دون مشاركة من احد ..
ارتفع حاجبا ملاك باستغراب.. في حين التفت له كمال وقال وهو يتطلع له بنظرة باردة: كان بامكانك ان تطلب مني الخروج بدلا من هذه المقدمة الطويلة ..
واردف قائلا وهو يلقي نظرة اخيرة على ملاك: بالاذن..
تمنى مازن لحظتها ان يكون بلا قلب او مشاعر حتى لا يشعر بكل هذه الغيرة التي بدأت تسيطر على كيانه كله وتجعله يتعذب بنارها وهو يرى كمال يلقي نظراته الاخيرة على ملاك ..
وقطعت ملاك افكاره لتقول متسائلة: والآن ما هو الشيء المهم الذي اردت قوله لي؟.. هل هو شك في ان تكون هناك علاقة بيني وبين كمال؟.. ام يا تراه يكون شخص آخر هذه المرة؟..
تطلع لها مازن بنظرة تأنيب وقال وهو يتنهد: لا هذا ولا ذاك.. لست احمقا لأشك بملاك مثلك..
قالت ملاك وهي تتطلع اليه بطرف عينها: لكنك فعلتها في المرة الماضية.. والآن ايضا كنت تتطلع الي بغضب لوجودي مع كمال ..
قال مازن في حدة: ذلك لأن كمال ...
وبتر عبارته عندما شعر بفداحة ما كاد ان يصرح به..ومرر اصابعه بين شعره لعله يخفف من توتره وعصبيته.. فقالت ملاك متسائلة : ما به كمال؟..
قال مازن بهدوء وهو يجذب له مقعدا ويجلس الى جوارها: دعينا من كمال ومن أي شخص آخر ..لقد جئت اليك لاتحدث معك في موضوع يعنيك وحدك..
قالت ملاك بلامبالاة: وما تراه يكون؟..
قال مازن متسائلا باهتمام: متى آخر مرة ذهبت فيها الى المشفى للسؤال عن .. علاج لحالة الشلل التي تعانين منها؟..
تطلعت له ملاك بنظرة حملت الكثير من اللوم والالم وقالت : ولم تسأل؟..
تطلع لها مازن وقال برجاء: اخبريني .. وسأخبرك بعدها لم قد سألتك هذا السؤال..
قالت ملاك وهي تلتقط نفسا عميقا: قبل ثلاثة اعوام.. وحاول ابي معي ان يأخذني العام الماضي لكني رفضت بشدة لاني شعرت ان أي مشفى او عيادة سأذهب اليها سيجيبوني بالاجابة ذاتها (لا امل في شفاء العجز الذي تعانيه)..
شعر مازن بصعوبة موقفه بعد ما قالته.. لكنه اصر على ان يقنعها .. فمادام هناك امل ولو بنسبة ضئيلة.. لم لا تتمسك به وقد يكون سببا في شفاءها..وقال بحزم: بالامس عندما تركتك انت ومها وخرجت.. ذهبت حينها الى قسم المخ والاعصاب بالمشفى وسألت احد الاطباء عن حالتك.. وعندها اخبرني ان هناك امل لعلاجك..
قالت ملاك بصدمة: سألته عن حالتي؟.. ولم فعلت؟..
قال مازن وهو يبتسم ابتسامة شاحبة: لانك ابنة عمي وزوجتي .. ولانك كذلك غالية على قلبي..
اشاحت ملاك بوجهها عنه وقالت بألم: اهذه كذبة اخرى؟..
قال مازن وهو يمسك بكفها ويضغط عليها بحنان:ابدا.. ولست بحاجة لان اوضح انك انسانة غالية على قلبي ومهمة جدا في حياتي.. فأنت ترين ذلك بعينك في كل تصرفاتي..
لم تعلق ملاك وظلت مشيحة بوجهها.. فقال مازن وهو يبعد كفه عن كفها ويتطلع اليها: لا يهم الآن كل هذا.. ما يهمني هو ان تأتي معي الى المشفى حتى يراك الطبيب ويعلم مدى الضرر الذي اصاب العمود الفقري ومن ثم ...
قاطعته ملاك قائلة بلهجة قاطعة وهي تلتفت له : لا..
قال مازن بحيرة: ولم لا؟.. مادام الامل موجودا يا ملاك..
قالت ملاك بحزن وهي تطرق برأسها: لاني اعلم جيدا اني لو ذهبت الى هناك .. سيقول انه لا يوجد أي علاج لمن هم في مثل حالتي..لقد اخذني ابي الى مختلف المستشفيات واشهرها في العالم .. ولم يكن هناك أي امل في شفاءي.. فهل ستقنعني انت الآن اني سأجد الامل هنا؟..
قال مازن وهو يحاول اقناعها: لقد ذهبت الى هناك قبل ثلاث سنوات والعلم في تطور مستمر.. انظري حولك كم من مرض قد وجدوا علاجا له.. وكم من مرض استطاعوا ان يحصنوا البشر منه قبل ان يتضرروا منه.. فلم تيأسين الآن؟ .. تاركة خيبة الامل تسيطر عليك وتحرمك شعور ان تسيري على قدميك من جديد..
قالت ملاك بابتسامة ساخرة ومريرة: من قال اني سرت على قدمي قبلا حتى اشعر بهذا الشعور من جديد؟..
قال مازن وهو يشبك اصابعه وهو مستمر في محاولة اقناعها: ما اريد قوله هو ان تكوني كباقي الناس من حولك .. تسيرين كفتاة عادية .. وتتمتعين بكافة حريتك..
قالت ملاك وهي تتطلع اليه بألم: بالتأكيد .. فأنت تراني الآن فتاة ناقصة .. يعيبها عجزها ولا تستطيع ان تقبل بها كزوجة لك ..
تنهد مازن وقال وهو يميل باتجاهها قليلا: ملاك .. قلتها سابقا وسأعيدها الف مرة اخرى.. لا احد من البشر حولك لديه صفة الكمال.. لكل منا نواقصنا.. وان كنت انت قد فقدت نعمة السير على قدميك.. فغيرك قد فقد ماهو اسوأ..
قالت ملاك وغصة في حلقها: لم افقد نعمة السير وحسب.. بل فقدت امي اولا التي لم ارها الا منذ ان كنت في الثانية من عمري والتي لا اذكر شيئا من ملامحها سوى في الصور.. وابي الذي كان احن الناس على قلبي غارقا الآن في غيبوبة لا اعلم متى قد ينهض منها.. و...
بترت عبارتها واردفت وهي تتطلع اليه باتهام: وشخص آخر.. قد فقدته عندما كذب علي وخدعني.. وانا التي كنت اعتبره كل شيء في حياتي بعد ابي..
فهم مازن انها تقصده.. وشعر بالالم من نظرات الاتهام التي توجهها له وقال وهو يبتسم لها بحنان: انت لم تفقديني يا ملاك.. ولا يوجد شخص يفقد انسانا وهو معه في كل لحظة ويتمنى سعادته وراحته..
واردف وهو يمد كفه لها: لهذا ارجوك ان تضعي يدك في يدي وتتمسكي بالامل ..لتأتي معي الى الطبيب الذي قد يكون له دور في علاجك بعد الله تعالى..
تطلعت له ملاك والى كفه المدودة بتردد ومن ثم قالت: واذا لم يجد علاجا لمن هم مثلي؟..
قال مازن بابتسامة مطمأنة: لا تستبقي الامور..اريدك فقط ان توافقي على الذهاب معي اليوم الى المشفى وبعدها قد تجدين علاجا تبدئين فيه حياة جديدة..
وللمرة الثانية نقلت ملاك بصرها بينه وبين يده المدودة لها.. ولم تعلم لم في تلك اللحظة خطر على ذهنها الحلم الذي تراه في نومها.. وهي ترى مازن يطلب منها ان تأتي اليه ومن ثم يساعدها على الوقوف وهو يمسك بيدها.. ربما لتشابه الموقف بين يد مازن المدودة اليها بالحلم وبالواقع الذي تعيشه الآن..
وقالت بغتة وهي تتطلع الى مازن: سآتي معك يا مازن.. سأتمسك بالامل وسارى الحياة بعينين متفائلتين.. لعلي استطيع ان اسير على قدمي للمرة الاولى في حياتي واواصل حياتي كباقي البشر..
قالتها وامسكت بكفه المدودة اليها .. فابتسم لها مازن ابتسامة واسعة وهو يشعر ان هذه ستكون بداية.. بداية لامل جديد ستحيا ملاك على ان يتحقق.. وبداية لصفحة جديدة بيضاء سيبدأها مع ملاك منذ هذه اللحظة...
؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛
تلألأ نصف القلب الذهبي تحت اضواء تلك الغرفة الهادئة.. على الرغم من بعض قطرات الدمع التي بللته ..والتي كانت تسقط من عيني تلك الفتاة وهي تتطلع اليه بكل لوعة وعذاب..
كانت تتذكر كل لحظة جمعتها بمن اهداها نصف القلب هذا.. تتذكر كل ذكرى عاشتها معه منذ اكثر من عشر سنوات.. تتذكر خيوط الحب التي ربطت بين قلبيهما .. وجعلتهما شخصا واحدا لا اثنين.. وازداد انهمار دموعها مع كل ذكرى تخطر على ذهنها..وكل ذكرى تعيد لها رفض والدها من ان تجتمع مع الانسان الذي احبته وتعلقت به منذ الصغر..
وزفرت بكل حرقة.. زفرة حملت كل ما قلبها من آلام .. ومن ثم لم تلبث ان قالت وهي تعيد نصف القلب الى العلبة: من قال اني سأترك والدي يختار مصيري وحياتي.. ويرغمني على ما يريده هو.. والدي لم يفكر سوى في مصلحته هو ونسي سعادة ابنته..لهذا يجب علي ان اقنعه بما اريد .. يجب ..
ومسحت دموعها بأنامل مرتجفة .. قبل ان تنهض من مكانها وتغادر غرفتها.. لتتوجه الى الغرفة التي تحتل احد زوايا الممر بالطابق الاعلى.. وطرقتهاعدة طرقات.. قبل ان تسمع صوت شقيقها يقول من الداخل : من؟..
اجابته قائلة وهي تتنهد: مها.. هل يمكنني الدخول يا كمال؟ ..
قال كمال وهو يسرع بفتح الباب لها: بالتأكيد.. ادخلي..
خطت مها الى الداخل بخطوات مترددة وقلقة.. فقال كمال متسائلا وهو يغلق باب الغرفة خلفها: ماذا بك يا مها؟..
قالت مها وهي تلتفت الى كمال وبرجاء شديد: اريدك ان تأتي معي الى والدي الآن.. وتخبره ان رفضه لزواجي من حسام سيتسبب في تعاستي لمدى الحياة..
ابتسم لها كمال ابتسامة باهتة ومن ثم قال وهو يعقد ذراعيه امام صدره: ومن قال اني لم احدثه؟.. حاولت معه مرارا.. ولكنه مصر على موقفه.. وكأن شيء قوي بداخله يمنعه من الموافقة على زواجك من حسام..
قالت مها وغصة مرارة تملأ حلقها وتكاد تسيل الدمع من عينيها من جديد: اذا ما العمل؟.. استسلم واصمت حتى اتركه يتحكم بحياتي كما يشاء.. ثم الا تهمه سعادة ابنته؟..
هز كمال كتفيه ومن ثم قال: لا استطيع الاجابة على سؤالك هذا يا مها.. فاحيانا ارى والدي يهتم بنا كابناء.. واحيانا اخرى اراه لا يأبه بأي مسئوليات تعنينا..
قالت مها باصرار: اذا لم يهتم هو بنا او بمصلحتنا وسعادتنا.. فكل منا سيهتم بمصلحته.. ولن يهدأ لنا بال الا اذا حققنا ما نريده نحن وليس والدنا..
واردفت قائلة بحزم وهي تلتفت له: ستأتي معي لأتحدث معه.. ام اذهب اليه بمفردي..
قال كمال بابتسامة هادئة: بالتأكيد سآتي معك.. وسأحاول اقناعه على اتمام هذا الزواج الذي هو حلمك وحلم حسام ..
واقترب منها ليضع يده على كتفها ويسير الى جوارها حتى هبطا درجات السلم ..متجهين الى غرفة المكتب التي يقضي فيها امجد اغلب وقته.. وطرق كمال الباب قائلا: والدي.. هل يمكنني الدخول؟..
قال امجد من خلف الباب بضيق: ادخل..
دخل كمال الى غرفة المكتب ومن خلفه مها التي تحلت بالشجاعة لكي تستطيع ان تقف في وجه والدها من اجل حبها وسعادتها..وقال امجد وهو ينقل بصره بينهما: قولا ما جئتما من اجله .. فأنا مشغول جدا هذه الايام..
قالت مها بهدوء: اظن ان العمل ليس اهم منا يا والدي..
قال امجد وقد شعر بالضيق مما قالته: ولمن اعمل؟.. اخبريني.. اليس لأجلكم انتم؟..
قالت مها بصوت اختنق بالبكاء: المال ليس كل شيء.. نحن نحتاج اليك.. الى التفكير بنا.. الاهتمام بكل صغيرة وكبيرة تخصنا.. والسعي الى سعادتنا..
ضيق والدها عينيه وقال : ما الذي تحاولين قوله يا مها؟..
التقطت مها نفسا عميقا ومن ثم قالت بثقة: انا موافقة على زواجي من حسام ..
قال امجد بحدة: اظن ان هذا الموضوع قد انتهى واخبرتك اني رافض زواجك من هذا الشاب..
قال كمال هذه المرة وهو يضع يده على كتف شقيقته ويحاول تهدئتها: ولم ترفضه؟.. اخبرني بسبب واحد يجعلك ترفض حسام كزوج لمها.. وان كان ما ذكرته عن والدتي.. فهو ليس بالسبب المقنع ابدا الذي يجعلك تمنع زواج مها من حسام وتقف في طريق سعادتها..
عقد امجد حاجبيه بقوة وقال بغضب: قلت لكما انا ارفض هذا الزواج ولن اتراجع عن قراري مهما حدث..
عضت مها على شفتها السفلى بمرارة ومن ثم قالت بعينان تملأها الدموع: لو حدث لي او لحسام أي شيء ستكون انت المسئول يا والدي.. ولو فكرت بأن اتزوج حسام دون علمك ستكون انت المسئول ايضا و...
قاطعها والدها بغضب وهو يضرب طاولة مكتبه بقبضته وينهض من مكانه واقفا: هذا لن يحدث.. لأن عمك قد خطبك لابنه وانا وافقت ..
تطلعت له مها بعدم فهم وقالت وخوف كبير بدأ يرجف قلبها: أي عم؟.. واي ابن الذي تتحدث عنه؟..
قال امجد بضيق: لا اظن ان لديك ابن عم سوى احمد..
تجمدت الدموع في عينيها تحت تأثير ما القاه والدها على مسامعها ورددت قائلة بذهول: احمد ابن عمي؟؟..
قال والدها بحنق: اجل هو.. لقد خطبك عادل لابنه مني وانا وافقت ..
تطلعت مها الى والدها في تلك اللحظة بصدمة وذهول.. لا تعرف بم تستطيع ان تصف شعورها في تلك اللحظة.. غضب وثورة .. خيبة امل واحباط.. حزن وعذاب.. دهشة وذهول ..او كل تلك المشاعر مجتمعة .. لسانها عاجز عن التعبير للرد على ما صرحه والدها لها منذ دقائق..
وتطلع كمال باشفاق الى شقيقته التي كانت الصدمة قد سيطرت على كيانها وجعلتها تكتفي بالنظر الى والدها بنظرات تجمع مابين الغضب والمعاناة.. فلم يكفيه ان يحرمها ممن تحب.. يزيد الجرعة اضعافا بتزويجها من شخص لا تطيفه ..
وقال بكل صرامة متحدثا الى والده: أي احمد هذا الذي وافقت عليه يا والدي؟.. احمد المستهتر الطائش.. ام احمد الذي لا يهمه في هذه الحياة شيء سوى حبه للمال والمظاهر.. انسيت تفكيره هو والده؟.. انسيت ما كان يود فعله بملاك؟..
قال امد بعصبية: انا لم انسى شيئا.. ولكن هذا لمصلحة العائلة اولا واخيرا.. مها ستتزوج من ابن عمها وستظل نقود العائلةلافرادها دون ان يدخل فيها أي شخص غريب..
- وحسام هو الغريب يا والدي.. اننا نعرف حسام اكثر مما نعرف احمد ذاته.. لقد عاش وسطنا وبيننا و...
(يكفي)
كانت هذه الكلمة من مها التي قالتها بغضب ودموعها تسيل على وجنتيها.. والتي لم تحتمل كل هذه الصدمات المتواصلة التي تتعرض لها..واكملت قائلة وقلبها يبكي الما: يكفي.. يكفي جميعكم.. يكفي تحكما بحياتي ومصيري.. انا بشر ومن حقي ان اختار حياتي.. من حقي ان اختار الانسان الذي سأشاركه حياتي الى الابد.. لم تفرض علي يا والدي انسان لا اريده.. لم ترفض انسان احبه بكل ذرة مشاعر في قلبي؟.. وتقبل بانسان اكرهه ولا اطيق رؤيته .. اتظن اني كقطع النقود؟.. تضعها اينما تشاء.. لا انا ابنتك .. وعليك ان تبحث عن السعادة لي اكثر من أي شخص آخر.. لا ان تقتلني للمرة الثانية دون ان تهتم.. انا اتعذب يا والدي .. لم لا تشعر بي؟.. انا لا ازال اصون العادات والتقاليد ولم افعل ما يمسها.. ولكن لو فعلت ذلك يوما.. فاعلم انك انت السبب..
ران الصمت على المكان الا من صوت شهقاتها وهي تدفن وجهها بين كفيها في مرارة.. وشعر كمال في هذه اللحظة انه انسان ضعيف جدا.. لم يتمكن من فعل شيء لشقيقته التي تتعذب امام عينيه وتعاني الامرين من كل ما يصيبها.. وحاول ان ينطق بأي كلمة قد تواسيها او تخفف عنها.. لكن ماذا عساه يقول؟.. كلمات العالم كلها مجتمعة قد لا تخفف عن ما تعانيه شقيقته في هذه اللحظة..
ووجد والده فجأة يترك مقعده خلف مكتبه ويتقدم من مها ليبعد كفيها عن وجهها ويقول بصوت هادئ: مها .. يكفيك بكاءا ..انا افكر بمصلحتك يا ابنتي..
قالت مها وهي تتطلع اليه بعتاب والم: لست اصدق هذا.. من يريد مصلحة شخص يفكر في سعادته.. لا تعاسته..
امسك بكفها بهدوء وسار الى جوارها حتى جلسا على الاريكة الطويلة الموجودة في آخر غرفة المكتب.. ومن ثم قال وهو يلتفت الى كمال: دعني مع مها قليلا.. سأتفاهم معها..
تطلع كمال الى والده للحظات ..ومن ثم لم يلبث ان التفت الى مها وقال بلهجة حانية: مها نحن اخوتك.. وسنكون معك دائما لتحقيق السعادة التي لطالما تمنينها..
واردف وهو يضغط على حروف كلماته: مهما كلفنا الامر ...
ومن ثم ادار ظهره وسار مغادرا غرفة المكتب..فقال امجد وهو يتطلع الى مها : امسحي دموعك .. فلا احب ان ارى ابنتي المدللة تبكي..
وكأن مها لم تسمعه فقد قالت برجاء: لا اريد احمد يا والدي .. لا اريده.. ارجوك.. افعل أي شيء بي .. الا ان تزوجني حمد ذاك..
قال امجد وهو يتنهد ويلتفت عنها: انا ايضا لا اريده ان يكون زوجا لابنتي الوحيدة .. لكن هذا لمصلحتنا جميعا..
قالت مها وهي تكور قبضتيها باألم: بل لمصلحتك انت فقط يا والدي..
قال امجد بحزم: بل لمصلحتكم انتم.. استمعي الى ما سأقوله لك .. وبعدها احكمي على الامر بنفسك.. لم ارد ان اخبرك بالسبب الرئيسي لرفضي حسام.. ولكن بما انك ترينني ابا ظالما فأنا مضطر لأوضح لك كل شيء..
التفتت له مها واستمعت اليه بانتباه.. فقال هو وهو يتطلع اليها للحظة ومن ثم يلتفت عنها مواصلا حديثه: ما اخبرتكم به بشأن والدتكم.. لم يكن كذبا بل هو حقيقة عانيت منها طويلا.. ولكن كان من الممكن ان اتغاضى عنها واتناساها من اجل حسام الذي اعتبره احد ابنائي حقا.. لكن حدث امر جعلني اغير تفكيري تماما وافكر بمصلحتكم جميعا وان كانت على حساب احدكم..
مسحت مها دموعها التي بللت وجنتيها وقالت بصوت مبحوح: وما الذي حدث وجعلك ترفض حسام؟..
صمت والدها وهو يتطلع اليها بنظرات متوترة .. ومها تنتظر منه ان يشرح اسبابه التي فرقتها عن احب الناس على قلبها.. وقد تجمعها مع اكثر شخص تكرهه ولا تطيق كلمة منه.. ولا تعلم لم مر على ذهنها تلك الرسالة القصيرة التي ارسلها لها بالامس..(قريبا ستدفعين الثمن)..
وارتجف قلبها بخوف وقلق من المستقبل المجهول الذي ينتظرها...
؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛
ارتسمت ابتسامة واسعة على شفتي مازن وهو يلمح القلق الذي تسلل الى ملامح ملاك التي تنتظر دخولها على الطبيب في ردهة الانتظار.. وقال وهو يلتفت اليها: لم كل هذا القلق؟ ..
قالت ملاك وهي تتنهد: لاني اشعر بالخوف مما قد يقوله الطبيب ..اكاد اكون متأكدة بنسبة خمسة وتسعون في المائة انه سيقول انه لا وجود لعلاج لمن هم في مثل حالتي.. ولكني .. قد تمسكت بنسبة خمسة في المائة من الامل بعد ما سمعته منك .. لهذا انا خائفة ان تتبدد تلك النسبة الضئيلة ايضا التي اتمسك بها ..
ربت مازن على كفها وقال مازحا:كفى جبنا وكوني اكثر قوة يا صغيرتي..
رفعت ملاك احد حاجبيها وقالت بضيق بسيط: لست طفلة حتى تحدثني هكذا..
قال مازن مبتسما: اتعلمين؟.. انا اكبرك بسبعة اعوام.. أي انك تكونين طفلة بالنسبة لي..
قالت ملاك وهي تتطلع اليه بنظرات حادة: ولم اذا فكرت ان ترتبط بطفلة ..
قال مازن مداعبا: لاني لم اجد سواها لارتبط بها..
قالت ملاك بغيرة واضحة: لديك ندى ورشا وحنان..لم لم تفكر ان ترتبط باحداهن فهن يناسبنك العمر؟..
قال مازن وهو يتطلع اليها ويصطنع التفكير: ان اردت الحقيقة.. فأنا لم افكر الارتباط باحداهن ..
ومال نحوها ليقول بهمس: لان فتاة ما قد شغلت تفكيري ومنعتني من التفكير بسواها..
ولأول مرة بعد كل ماحدث بينهما لمح مازن وجنتي ملاك تعود لتتورد بخجل .. وابتسم مازن بسرور وهو يتطلع اليها .. فقالت ملاك وهي تحاول اخفاء خجلها: ما الذي يجعلك تبتسم هكذا؟..
اتسعت ابتسامة مازن وقال: وهل يوجد سبب اكبر من ان تكون ملاكي قدسامحتني اخيرا؟..
تطلعت له ملاك وابتسامة خجلة تتراقص على شفتيها وقالت: لا تظن اني قد سامحتك بكل هذه السهولة..
قال مازن بخوف مصطنع: لا تقولي ان علي ان احتمل كل العذاب الذي قضيته عندما كنت ترفضين الحديث الي..
قالت ملاك مبتسمة وهي تهز كتفيها: ربما ..ولم لا؟..
قال مازن وهو يمد كفه ويمسك بالقلادة التي تحتل عنقها: لان هذه قد اثبتت لي انك قد قررت ان تسامحيني اخيرا .. وان تفتحي صفحة بيضاء معي و...
قاطعه بغتة النداء باسم ملاك وقد حان دورها للدخول على الطبيب.. فقالت ملاك بتوتر يكاد يرجف اطرافها: مازن انا خائفة..
قال مازن وهو ينهض من مكانه: لا تخافي .. سأكون معك..
ودفع مقعدها بهدوء الى غرفة الطبيب ليدخل اليها .. ووقع بصرها على ابتسامة الطبيب وهو يقول: اهلا بك يا مازن وانت كذلك يا آنسة..
ابتسم مازن واقترب من مكتب الطبيب الذي اشار له بالجلوس ومن ثم قال وهو يتطلع الى ملاك: كيف حالك؟..
قالت ملاك بصوت مرتبك وهي تتمسك بتنورتها بتوتر: بخير..
اما مازن فقد قال: هذه ابنة عمي التي حدثتك عنها.. وهي ليست ابنة عمي وحسب بل وخطيبتي ايضا..
ابتسم له الطبيب وقال وهو يتطلع الى الملف الذي امامه: سأسألك بعض الاسألة يا آنسة ملاك.. وارجو ان تجيبي عليها بدون ادنى حرج .. فأنا طبيبك الخاص الذي سيشرف على حالتك ..
أومأت ملاك برأسها دون ان تعلق..فقال الطبيب متسائلا: اخبريني يا ملاك.. متى اصبت بعجزك هذا؟..
قالت ملاك مجيبة: عندما كنت في الثانية من عمري..
قال الطبيب وهو يتطلع الى الملف الذي امامه ويدون بعض الملاحظات: نستطيع القول ان ذلك قد حدث قبل ستة عشرة عاما..حسنا.. وهل تم عرضك حينها على احد اخصائي الاعصاب والمخ اواحد اخصائي العلاج الطبيعي؟..
قالت ملاك وهي تعود بذهنها الى الوراء.. لعدة سنوات قد مضت: حسبما يقول ابي.. فبعد ان علم بالعجز الي اصابني.. اخذني الى عدة مستشفيات ولكن جميعم اجمعوا على انه لا توجد علاج لحالة الشلل الذي اعانيه.. حتى انه قال لي انه بعد عام من اصابتي قد اخذني الى الخارج لمستشفيات شهيرة دون أي امل في الشفاء..
تطلع لها الطبيب بتفهم.. في حين قال مازن وهو يحاول ان يزرع الامل في قلبها ويضاعفه: لكن هذا قد حدث قبل وقت طويل والعلم في تطور مستمر..
قال الطبيب بهدوء: معك حق.. ومتى كانت آخر مرة زرت فيها اخصائيا..
اجابته ملاك وعيناها على مازن الذي كان يحاول تشجيعها بنظراته: قبل ثلاثة اعوام..
قال الطبيب وهو يرفع رأسه لملاك: حسنا.. هل لديك أي صور توضح مدى الاصابة في العمود الفقري؟.. ام تحتاجين لعمل أخرى هنا؟..
سلمه مازن مظروف بني اللون وقال بهدوء: هذا هو ما طلبته..
فتح الطبيب المظروف ونقل بصره بين الصور التي اخذت لمنطقة العمود الفقري ومدى التضرر الذي اصابه.. ومن ثم قال:ان العجز الذي اصابك كان بسبب كسر بعض الفقرات في عمودك الفقري وضغطها على الحبل الشوكي.. مما سبب إصابة جزئية للحبل الشوكي.. أي أن جزءا معيناً من الحبل الشوكي مصاب وليس كله ..ونتيجة لذلك قد يكون هناك مقدار ضئيل من عدم الإحساس أو ضعف الحركة تحت موضع الإصابة.. اسفر عنها عدم مقدرتك على السير على قدميك من جديد..
واردف قائلا وهو يتطلع الى ملاك: وسأحاول اولا ان اختبر مدى استجابتك لاعادة التأهيل الذي ستخضعين له في العلاج الاولي ..
قالت ملاك متسائلة وهي لم تفهم نصف ما قاله: ما الذي تعنيه باعادة التأهيل؟..
ابتسم لها الطبيب وقال وهو يحاول الشرح: مجرد تدريبات وحركات ستقومين بها لارى مدى استجابة اعصاب قدميك للعلاج..
واردف قائلا: لكن اولا اريني كيف يمكنك الانتقال من مقعدك .. لهذا المقعد..
قالها وهو يشير على المقعد المجاور لمكتبه.. فالتفتت ملاك للمقعد المقصود ثم لم تلبث ان رفعت جسدها كعادتها بكلتا ذراعيها.. والقت بثقله على المقعد المجاور لنكتب الطبيب.. فهز هذا الاخير رأسه وقال برضا: جيد انك تستعملين عضلات يدك للانتقال من مكانك.. لكن اخبريني اتشعرين بأي الم حينها؟..
غمغمت ملاك قائلة: الم بسيط جدا عند آخر الظهر تقريبا..
قال الطبيب بهدوء: هذا بسبب الفقرات المكسورة..
والتفت لمازن قائلا: هل لك ان تنقلها الى ذلك السرير؟..
التفت مازن خلفه ليتطلع الى السرير الذي عناه الطبيب ..وابتسم قائلا وهو يومئ برأسه: بكل تأكيد..
واقترب من ملاك التي عادت لتجلس على مقعدها المتحرك.. ودفع مازن هذا الاخير حتى نهاية الغرفة الصغيرة.. حيث فراش الفحص..وقال وهو يميل باتجاه ملاك: اعلم انك لن تستطيعي ان تجلسي عليه بمفردك.. لهذا اسألك منذ الآن.. اتودين مساعدة مني انا ام من الطبيب؟..
قالت ملاك بارتباك: لست اعرف الطبيب لاطلب منه أي مساعدة ..
ابتسم مازن وقال: افهم من كلامك انك تطلبين مني انا المساعدة.. فليكن..
واردف بصوت هامس بعض الشيء: ولكن لا تصرخي وتقولي (مازن انزلني) ومن هذا الحديث.. فعندها انت من سينحرج..
ابتسمت ملاك بحرج وتوردت وجنتاها وقالت بتلعثم وارتباك: مازن ارجوك.. يكفيني ما انا فيه..
قال مازن مبتسما بمرح: فليكن.. لن افعل الا ما تريدينه ..اخبريني الآن ما الذي تريدينه بالضبط؟..
قالت ملاك وهي تتحاشى النظر اليه حتى لا تشعر بخرج وارتباك اكبر: ساعدني لان اجلس على السرير..
مال مازن نحوها وابتسامته لا تزال على شفتيه وحملها بين ذراعيه ليجلسها على الفراش.. وابتعد عنها قائلا بابتسامة مرحة: نُفذ الامر يا ملاكي..
تطلعت له ملاك بنظرة مرتبكة.. في حين تقدم منهما الطبيب وقال بهدوء:لا تقلقي يا ملاك.. انا سأختبر اعصاب قدميك فحسب ..
تنحى مازن جانبا تاركا الطبيب يتقدم من ملاك وينحني باتجاه احد قدميها..ويحاول تحريك ساقها فاردا اياها ومن ثم يعاود ثنيها.. وقال وهو يتطلع الى ملاك متسائلا: بم تشعرين؟..
قالت ملاك وهي تهز رأسها: لا شيء..
طلب منها ان تخلع حذائها ومن ثم قال: حاولي تحريك اصابعك.. ولو حركة بسيطة جدا..
حاولت ملاك مرارا وتكرارا ومن ثم قالت بشحوب: لا استطيع ..
قال مازن برجاء: حاولي يا ملاك..
عادت ملاك لتحاول وهي تبذل اقصى ما تستطيع من طاقة ومن ثم قالت وهي تتنهد: صدقني لا استطيع..
طلب منها الطبيب ان تضع ساقيها على طول الفراش ومن ثم قال: سأثني وافرد ساقيك.. انها مجرد تمارين لعضلات رجلك..
راقب مازن الطبيب الذي يقوم بعمله.. وملاك التي كانت بذل اقصى ما تستطيع من طاقة معه.. راقبها بكل حواسه وهو يراها تحاول تنفيذ كل ما يطلبها منها الطبيب وهي لاتزال متمسكة بالامل ان تستجيب اعصاب رجلها لأي حركة ..
اما ملاك فقد كان ذهنها بالحلم الذي يراودها احيانا اثناء نومها.. والذي يجعلها تتمسك بالامل اكثر واكثر.. كلما تذكرت وقوفها على قدميها وابتسامة مازن الحانية وهو يتطلع اليها حينها..
؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛
تطلعت مها الى والدها بترقب الذي كان يسرد عليها تفاصيل ما حدث قبل ايام .. وقال بلهجة تحمل بعض الاسى والحسرة: كنت سأقبل بحسام يا مها .. صدقيني .. لولا ذلك الاتصال الذي جاءني قبل اسبوع تقريبا.. فلقد اتصل بي عادل ليخبرني انه يريدك زوجة لابنه..وعندما رفضت ذلك بحجة ان ابنه لم ينهي دراسته.. قال ان ذلك ليس عذرا لانه سينهيها طال الزمان او قصر وهو ابن عم لك واحق بك من أي شخص آخر..
قالت مها بحدة وهي تزفر بألم: ما هذا المنطق؟.. يجب علي ان اتزوج ابن عمي لانه ابن عمي فقط.. وليس لاني اريده مثلا ..
قال والدها بهدوء: لست مع هذا المنطق ابدا.. ولكن ما حدث هو اني قد رفضت واخبرته انك لا تزالين صغيرة.. وعندها هددني بطريقة غير مباشرة بقوله.. اني اذا لم اقبل زواج احمد بك..سيتخذ اجراء لن يعجبني.. هو وفؤاد..وهذا يعني انه يشير بأنه سيسحب رأس ماله ورأس مال فؤاد من الشركة والذي يعد ثلثي ميزانية الشركة.. وعندها ستكون الشركة في خطر .. وقد...
صمت قليلا ومن ثم قال وهو يلتفت لها بحزن: وقد تتعرض الشركة للافلاس بعدها ..
قالت مها بصدمة: ماذا؟.. الافلاس؟..
اومأ برأسه وقال وهو يلتفط نفسا عميقا: لهذا وضعت سعادتك بكفة.. وسعادتكم جميعكم في كفة.. بما فيكم ابنة عمك ملاك التي اصبحنا مسئولين عنها.. ورجحت كفة اخوتك.. ولهذا قررت ان اكون قاسيا عليك لأجلكم جميعا.. ومن اجل الحياة التي تعيشونها.. لا اريد ان اكون ظالما يا مها .. لا بالنسبة لك ولا بالنسبة لاخوتك.. لهذا اردت ان اوضح لك السبب الذي سيجعلك تعذرين والدا اختار سعادة ابناءه جميعا على سعادة احدهم..
لم تعرف مها ماذا تقول او كيف تتكلم؟..اي كلمات تستطيع قولها لوالدها.. تقول له بكل بساطة فلتضيع شركاتك وتعب كل هذه السنين من اجل سعادتها هي وحسام؟!.. ام تقول له ان باستطاعتي ان اقتل نفسي وارتبط بانسان لا اطيقه من اجلكم؟!.. كلا الحلان مرين.. وكل حل امر من الثاني.. وعليها ان تختار.. اسرتها ام حبها؟ .. وقوفها الى جوار والدها واهلها ام انانيتها برغبتها في ان تكون لمن تحب؟ .. دون ان تهتم بوالدها وشركاته واشقاءها ..
واجابت دموعها التي ترقرقت في عينيها بكل مرارة.. فقال والدها متسائلا بحنان: لم البكاء الآن يا مها؟.. لقد اخبرتك باسبابي حتى تعذري اباك في ظلمه لك..
التفتت له مها وقالت بصوت مختنق ودموعها تصارع لان تسيل على وجنتيها: الا يوجد حل يا والدي؟.. الا يوجد حل لنتخلص من تهديدهم لنا؟.. في كل مرة رغبوا فيها بشيءمنك.. هددوك برأس مالهم في الشركة..
قال امجد بشحوب: هناك حل..
قالت مها بكل لهفة في اعماقها وهي ترى امامها بارقة امل قد تبدد الكابوس الذي تحياه: وما هو؟..
تنهد والدها ومن ثم قال: ان يشاركني احدهم ولو بنصف المبلغ الذي سيسحبه عادل وفؤاد..وبالتالي استطيع تعويض الخسارة التي ستتعرض لها الشركة..
قالت مها وهي تحاول جاهدة التفكير: اطلب ذلك من اصدقائك او من تعرفهم من رجال الاعمال..و فكر في بيع عماراتك ..
- كل من تعرفينهم من اصدقاء او رجال اعمال.. لن يمنحوني قطعة نقدية واحدة مادام فؤاد وعادل غير موافقين.. فهذين الاخيرين لهما كلمتهما في عالم رجال الاعمال.. هذا غير ان بيعي لجميع العمارات التي امتلكها.. لن يغطي الا ربع المبلغ..
التفتت عنه مها وقالت بصوت اشبه بالهمس ودموعها قد انتصرت لتسيل على وجنتيها بكل حرقة: اذا الحل الوحيد هو ان اقتل نفسي لتعيشوا انتم..
وضع والدها يده على كتفها وقال بهدوء: مها انا واثق في انك ستفكرين جيدا وستختارين مصلحة والدك.. وواثق ايضا انك ستغفرين لي ظلمي هذا – ان كنت ترينه كذلك- في يوم ..
قالت مها بقلب قد سالت دماءه بعد ان اكتفى من الطعنات: سأفكر جيدا وبعدها.. سأخبرك بقراري..
ونهضت من مكانها لتقول وهي تغمض عينيها بألم: حتى وان كان هذا على حساب كل لحظة جميلة احسست بها في حياتي..
وكورت قبضتيها بحزن كبير ومرارة اكبر.. وهي تنطلق مغادرة غرفة والدها.. وراقبها هذا الاخير وقال وهو يتنهد: سا محيني يا مها.. سامحيني يا ابنتي ..هذا ليس من اجلي .. بل من اجلكم انتم..
وعاد ليتنهد بحرارة وهو يتمنى لو يستطيع ايجاد حل ينقذه من سيطرة عادل وفؤاد.. ويعيد البسمة الى شفاه ابنته.. التي اصبح الحزن والالم هما رفيقيها منذ ان علمت بأن حسام لم يعد لها...
؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛


 

رد مع اقتباس