الموضوع: زهور ياسمينية..
عرض مشاركة واحدة
قديم 06-18-2012, 03:43 AM   #1 (permalink)
ملاذ الورد
عضو/هـ توـۃ مسجل ~

 
الصورة الرمزية ملاذ الورد

 آلحـآله ~ : ملاذ الورد غير متواجد حالياً
 رقم العضوية : 13509
 تاريخ التسجيل :  Jun 2012
 فترة الأقامة : 4351 يوم
 أخر زيارة : 09-17-2012 (01:53 AM)
 النادي المفضل :
 الإقامة : 
 المشاركات : 22 [ + ]
 التقييم :  10
  معدل التقييم ~ : ملاذ الورد is on a distinguished road
 زيارات الملف الشخصي : 1217

  مشـروبيُ ~

  كآكآوي ~

  قنـآتيُ ~

  مدونتيُ ~

لوني المفضل : Cadetblue
 
 

افتراضي زهور ياسمينية..



سماء ملبدة بغيوم سوداوية...
حين نظرت في عيني ابي بعفوية لمحت انعكاسات ماسي عديدة
وجوه فارقتها الابتسامات والامل بحياة جديدة..
مهرولة الى الشاحنات فقدت ماضيها وتدمر حاضرها ومجهول هو مستقبلها

امعنت النظر في عينيه الحزينتين
احاول ان اجد حلا يشفي غليلي من سؤالين
لماذا علينا الرحيل الان
بعد ان انغرسنا في الارض, والارض اصبحت جزءا منا لملايين الاعوام؟
وان ذهبنا... متى بامكاننا العودة لاشجارنا من برتقال وزيتون ورمان؟
تهت في عينيه الضائعتين
وابيت ان ابحث مجددا عن جواب للسؤالين
توجه نظري الى امي لاجد ان وجنتاها اخضلتا بدموع انسيابية

فعدت للوراء خطوتين
لم ينتبه لي والديّ فهما في التفكير غارقان
ايوما قريبا عودتنا ام بعد عدة اعوام؟!
املهم هو قريب فقد تركوا كل ما يملكونه بقريتهم
واعتمدوا على الاحلام والاوهام..
الى اين انتي ذاهبة..همستا لي اختيَّ الاثنتين
قلت: "لن اتاخر وساعود بعد دقيقتين"...

ركضت وعدت الى حديقة منزلي
وقفت امام ورودي البيضاء
اللاتي كن معي في السراء والضراء
كيف لي ان اتركهن وارحل دون ان القِ كلمة وداعية
لكني صمت فلم اجد كلاما يعبر عن مشاعري الداخلية
فلا لحظة تمضي الا ويبعثن لي السرور برائحتهم الزكية
تلك هي بسمتي زهوري الياسمينية

قطفت لأبي وأمي وردتين ولأختيَّ أخريين
ثم كخيط ابيض خطرت لي فكره في عقلي وألحت عليَّ
أن ألمح القدس من بعيد قبل أن ارحل وأضع في طريق عودتي بعض زهوري الياسمينية
لكي تسهل عودتنا وكي لا يكون رحيلنا رحيلا أبديا

في طريقي الى هناك في كل مكان رأيت أيدٍ بلون الغيوم السماوية
تهدد من بقى منا، تقتل أشجارنا ، تدمر بيوتنا، وتسمي قريتنا بأسماء أعجميه

بهت لرؤيتي ووجدت حلا لأول سؤال
اصريت أن أتقدم ولن استسلم للمحال
في كل خطوه أضع زهره حتى قال لي المحتال
رجوع رجوع لا اقتراب فهذه الآن أرضنا وبقائكم هنا صعب المنال

ابيت مجددا فقلبي بالقدس معلق وشعرت كأنها تناديني
فكيف لي ألا ألبي النداء؟!

تقدمت خطوه فارتفعت امام عينيّ الايادي الجهنميه
وخطيت بخوف خطوه اخرى شعرت بطعنات حاده ...
فخطوه ... فتشنجات عصبيه ..
ثم خطوه .. التنفس أصبح صعب عليَّ..
بشده قبضت على زهوري ومن قلبي جعلتها اقربإ ليَّ...
فنصف خطوه .. حتى تهاوت ورودي
لكن هذه المره كانت حمراويه
تهاويت بجانبها وكان أخر ما رأيت قطرات مطر انسابت عليَّ
وعلى زهوري لترجع بيضاء نقيه...


 

رد مع اقتباس