عرض مشاركة واحدة
قديم 04-10-2008, 09:50 PM   #1 (permalink)
ظبي الامارات
المراقب العام

 
الصورة الرمزية ظبي الامارات

 آلحـآله ~ : ظبي الامارات غير متواجد حالياً
 رقم العضوية : 3066
 تاريخ التسجيل :  Mar 2008
 فترة الأقامة : 5884 يوم
 أخر زيارة : 09-15-2010 (02:03 AM)
 النادي المفضل :
 الإقامة : 
 المشاركات : 1,445 [ + ]
 التقييم :  21
  معدل التقييم ~ : ظبي الامارات is on a distinguished road
 زيارات الملف الشخصي : 2267

  مشـروبيُ ~

  كآكآوي ~

  قنـآتيُ ~

  مدونتيُ ~

لوني المفضل : Cadetblue
 
 

افتداء ابي بكر الصديق



بسم الله الرحمن الرحيم


صور من فدائية الصحابة
فدائية أبي بكر الصديق
د . محمد بن عبد الله الشباني
تقترن الفدائية بالشجاعة, فالشجاعة تناقض الجبن, والشجاع هو ذلك الإنسان المقدام الذي لا يهاب الموت, ويقدم حين يشتد الخطب, وتبلغ القلوب الحناجر, ويشاهد الموت يتراقص امام العين, فلا يثنيه ذلك من الاقدام لمصَارع القتل، ولكن الفدائي لا يتصف بالشجاعة فقط, ولكنه الذي يقدم على الخطر المميت بنفس رضية, ترى في عملها الذي تقدم عليه من بذل النفس غاية الأمل والطموح؛ لأنها تمارس هذا العمل بسبب ما استقر في أعماق نفسه, من تلذذ في التضحية بالنفس لإعلاء مبدأ يؤمن به, وتحقيق رسالة هي غاية حياته, فنفسه رخيصة في سبيل حماية عقيدة تحقق للناس الانعتاق من ظلمات الضلال إلى نور الإيمان.
إن القارىء لسيرة أعلام الصحابة الذين اختارهم الله ليكونوا جند محمد عليه الصلاة والسلام, الذي أخرج الناس من غياهب الجهل والضلالة الى نور الإيمان والهداية, سيجد نماذج من الفدائية القائمة على حب الرسول عليه الصلاة والسلام, بشكل نادر لا تجده على مدار العصور, فهو مثال نادر للشجاعة, ومثال نادر من الفدائية التي يعرف فيها الفدائي ماذا يعمل, ولماذا يعمل, لا يقوده الجهل وإنما يقوده الحب للمبادىء والقيم التي جاء بها محمد عليه الصلاة ولا سلام ولمن قام بتبليغها .
إن الصور الفدائية التي سوف استعرضها في هذه المقالة وما بعدها, من صُورٍ فدائية لصحابة رسول الله صلى الله عليه وسلم, سيجد فيها القارىء صوراً من البذل والتضحية, يدرك صاحبها غايته من هذه التضحية لتشرب نفسه المبادىء التي يسعى رسول الله صلى الله عليه وسلم لنشرها؛ لأن فيها إنقاذاً للناس من وطأة الجهل, وانحراف السبيل.
إنها فدائية قائمة على الإدراك الكامل لنتائج ما يقدم عليه الفدائي, فهو لا يطلب المنفعة لنفسه, ولكنه يهدف إلى تحقيق غاية لا ترتبط بمصلحته الذاتية, ولكنها مرتكزة على أساس صلب من الحب للمبدأ, وللإنسان الذي قام بالدعوة إليه .
إن حياة أبي بكر الصديق مع الإسلام ونبي الإسلام تمثل صورة الكمال في الشجاعة والفدائية, فحياته صلى الله عليه وسلم منذو أن التحق بركب المؤمنين, وهو يعمل على التمكين لهذا النور من أن يعم الأرجاء, ويستنير به كل إنسان, وهو ? عنه مثال لمن اكتملت فيه الشجاعة بكل أشكالها وأنواعها, كما أن فدائيته لا يعادلها فدائية أَقْدمَ عليها أي صحابي عاش مع الرسول عليه الصلاة والسلام في فترات الضعف، والمتابع لحياته رضي الله عنه يلاحظ جانبين من فدائيته:
الجانب الأول: تقديم نفسه فداء للرسول عليه الصلاة والسلام.
الثاني: فدائيته لحماية المبدأ الذي آمن به.
فعندما ارتدت العرب عن الإسلام بعد وفاة الرسول عليه الصلاة والسلام كان الوحيد الذي أدرك أهمية التضحية, فلم يتوان من إعلان الحرب على المرتدين, مع الضعف الذي كانت تعيشه المدينة بعد موته عليه الصلاة والسلام .
وسأعرض موقفين من مواقفه صلى الله عليه وسلم يمثلان فدائيته لحماية شخص رسول الله صلى الله عليه وسلم في فترة الضعف التي كانت تعيشها القلة المؤمنة في مكة قبل الهجرة وأثناء الهجرة .

الموقف الأول:

إن من أروع صور فدائيته التي روتها كتب الحديث والسير لأبي بكر رضي الله عنه حيث قام أشراف قريش فوثبوا على رسول الله صلى الله عليه وسلم وثبة رجل واحد, واحاطوا به, فأخذوا بِمَجْمع ردائه, فجاء أبو بكر رضي الله عنه فحال دونه ودونهم, وهو يقول: "أتقتلون رجلاً أن يقول ربي الله" فمالوا عليه ? يضربونه ضرباً شديداً, وطُرح أرضاً, حتى إنه من شدة ضرب وجهه انحرف وجهُه عن أنفه, وشجوا فرق رأسه, حتى جاء بنو تيم يتعادون, فتباعد المشركون, وحملوه في ثوب حتى أدخلوه في منزله, وهم لا يشكون في موته, وعندما أفاق من غيبوبته جعل يسأل عن رسول الله صلى الله عليه وسلم, ولم يَذُق طعاماً ولا شراباً حتى رأى رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو في دار الأرقم سالماً معافى .


الدرس المستفاد:

إن هذا الموقف ليدل على حقيقة الفدائية, فلم يقبل أبو بكر أن يتعرض أحد لرسول الله صلى الله عليه وسلم, ووقف دونهم يقاتلهم, ويقاتلونه فداء لرسول الله صلى الله عليه وسلم, حتى أثخنوه وأوقعوه في الأرض, ومارسوا معه الضرب والحقد الذي يحملونه لرسول الله صلى الله عليه وسلم, ولم ينقذه منهم إلا بنو قومه الذين استخلصوه منهم وحملوه إلى منزله ولم يرض أن يَطْعم أو يشرب بعد أن فاق من غيبوبته حتى يطمئن على الحبيب المصطفى, وهذه هي الفدائية التي تَعمد على المحافظة على حامل مشعل الإيمان, فهي فدائية تحمي من يدافع عن النور الذي يريد الجهلة إطفاءه .

الموقف الثاني:

أما الصورة الثانية لفدائية ابي بكر رضي الله عنه فقضاه خلال الهجرة, كما ذكر ابن هشام في السير فعندما انتهى رسول الله صلى الله عليه وسلم وصاحبه أبو بكر إلى فتحه غار ثور قال أبو بكر للنبي صلى الله عليه وسلم:"والذي بعثك بالحق لا تدخل حتى أدخله قبلك, فإن كان فيه شيء نزل بي قبلك". فدخل رضي الله عنه فجعل يلتمس بيده, كلما رأى جُحراً قال بثوبه فشقه ثم ألقمه الجحر, حتى فعل ذلك بجميع ثوبه, فبقي جحر وكان به حية فدفع عَقِبه عليه فدخل رسول الله صلى الله عليه وسلم, ثم إن الحية التي في الجحر لما أحست بعقب سيدنا أبي بكر جعلت تلسعه, فقال: مالك أبا بكر؟ قال: لُدِغْتُ فتفل رسول الله صلى الله عليه وسلم على محل اللدغة فذهب ما يجده .

الدرس المستعاد:

فَعملُ أبي بكر رضي الله عنه يمثل قمة الفدائية, حيث لم يرضَ بأن يدخل رسول الله صلى الله عليه وسلم الغار إلا بعد أن يتأكد من سلامته, حتى لا يصاب رسول الله بأي أذى, فهذه الفدائية قائمة على الحب لصاحب الدعوة الذي آمن بدعوته, فهو يخاف عليه من أن يصيبه مكروه, ويقدم نفسه فداء له, وهي فدائية لحامل الرسالة وللرسالة نفسها, فأبو بكر يدرك بقوة ايمانية مدى أهمية سلامة رسول الله صلى الله عليه وسلم للدعوة الخيِّرة التي يحمل عبؤها رسول الله صلى الله عليه وسلم, ويعلم أن حُبَّ رسول الله مقدم على حب النفس, فهذه صورة الفدائية الحقة التي ينبغي التأسي بها فحماية مقدسات الأمة الإسلامية تحدد طبيعة الفدائية التي تأمر بها الشريعة الإسلامية .
المراجع:
1- صحيح البخاري (3596).
2- سيرة ابن هشام.
3- حياة الصحابة للكاندهلوي.



ياليت لي صاحب شراته .....يقدر ويعرف المحاته


 

رد مع اقتباس