عرض مشاركة واحدة
قديم 04-21-2011, 11:45 AM   #32 (permalink)
رونق الاحساس
شخصيه هامہ ~
http://im28.gulfup.com/2012-06-13/1339541276441.gif

 
الصورة الرمزية رونق الاحساس

 آلحـآله ~ : رونق الاحساس غير متواجد حالياً
 رقم العضوية : 10962
 تاريخ التسجيل :  Jul 2010
 فترة الأقامة : 5033 يوم
 أخر زيارة : 06-15-2012 (06:43 PM)
 النادي المفضل :
 الإقامة : 
 المشاركات : 6,335 [ + ]
 التقييم :  41
  معدل التقييم ~ : رونق الاحساس is on a distinguished road
 زيارات الملف الشخصي : 65187
 الدولهـ
Saudi Arabia
 الجنس ~
Female

  مشـروبيُ ~

  كآكآوي ~

  قنـآتيُ ~

  مدونتيُ ~

لوني المفضل : Lightpink
 
 

افتراضي رد: عندما عبروا حدود الظلام للكاتبة & عاشقة أمها &



وصك الجوال وفتح الاستديو وقال وهو يرجع جواله : هنوفه , خذي عارف إنه بتموتين , شوفيهم هذولي التوأم ..
هتفت الهنوف بفرح : كذااااااااااب ..
وسحبت الجوال وهي ناسية كل شي حولها , قال عبد الرزاق وهو سعيد لنبرة الفرح في صوتها وقال : إنتي أول وحده تشوفهم بعد منى طبعا ..
شهقت بخفة وقالت : يهبلوووووووووووون , البنت شكلها أصغر من الولد ..
قال : ترا هنا في الصورة كبار , لو شفتيهم على الطبيعة مايجون قد الذراع وراسهم تقولين برتقالة ..
ضحكت على تشبيهه ودنقت على حسان وهي تقول : حسان شوف كيف يجننووووووون ..
ابتسم وقال : حلوين ..
ولمن وصلوا للشقة القريبة من عمل حسان والبعيدة عن أهله وأهلها توقفت البواري , دخلت الهنوف الشقة الأرضية بمساعدة حسان وعبد الرزاق , وأول ما دخلوا قال عبد الرزاق : يلا أستأ ..
وسكت لمن تشبثت فيه الهنوف , لف عليها , لوهلة شاف البندري , نفس العيون , تأملها بصمت قبل مايضمها بقوة وهو يهمس : انتبهي لنفسك ..
الهنوف اللي كانت في قمة الخجل والتوتر نسيت كل شي وهي تحس بغرابة احتضانه , همست : عبد الرزاق ..
بعد عنها وابتسم لها ولف على حسان وقال بصوت متهدج : لا أوصيك عليها يا حسان تراها الغالية ..
ابتسمت له بمحبة وشكر , هز راسه لها وخرج ..
نزل الدرجات البسيطة بسرعة وتوقف عن باب العمارة وهو يسحب الهوا لصدره بشهقات عميقة , غمض عيونه وبلع ريقه وتحرك خارج بسرعة , لوح للشباب بمرح ودخل السيارة وبدأوا مسيرة بواري جديدة للقاعة ..
***
ابتسم حسان لمن شافها تفرك يدينها وتتلفت يمين ويسار وتأملها برقة وقال : بكرة من نصحى أوديك تشوفينهم وتسلمين على أزهار ..
رفعت راسها وهتفت بعدم تصديق : والله ..
ابتسم وهز راسه وقال : بإذن المولى ..
ابتسمت له بحب صادق وهي تقول بعفوية انطلقت من قلبها : الله لا يحرمني منك ..
رفع حواجبه وقال : هاااااا ..
تلون وجهها بخجل وزاد خجلها لمن قال بحماس : تكفين عيديها مرة ثانية ..


****************************

الساعة 2,30 صباحا :
في شقة مشاعل :

جريت هاله وهي تقول : مشااااااااااااااااعل , أزهااااااااااااااااااااااار ..
قالت أحلام وهي تطالع في الساعة : مسسسسسسسسسرع ما خلص جوازهم ..
ضحكت مشاعل وقالت وهي تتناول الجوال : أكيد حسان عجلهم ..
وقالت بعد ما ردت : هلاااااااااااا والله ..
: مشاعل ..
صوتها الغريب خلى مشاعل تهتف : أزهار , اش فيه صوتك ؟؟
وصلتها ضحكت أزهار قبل ما تهمس : ولدت ..
شهقت مشاعل وصرخت : كذااااااااااااااااااااااااابة ..
: مشاعل مافيني طاقة أجادلك مالي شي فايقة من البنج ..
غمضت مشاعل عيونها وهي تبكي بصمت ..
: مشاعل , مشاعل , شعولة ..
مسحت دموعها وهمست : معاك يا قلبي , ألف ألف مبروك , ماكان لازم تتعبين نفسك وتتصلين ..
: ولو , واجب يا قلبي , التوأم الثاني طلع بنت ..
هتفت بفرح : وااااااااااااااو , ماشاء الله , الله يحفظهم يارب ..
وكملت بهدوء: زهورة قلبي آخذ منك التفاصيل بعدين , المهم إنك طيبة والتوأم طيبين ..
: حطوهم في حضانة بس الدكتورة توها طمنتني إنهم بخير الحمد لله ..
هتفت : الحمد لله , الحمد لله , الله يقومك بالسلامة يارب ..
وشكرتها على اتصالها وقفلت الجوال وقالت بصوت مخنوق : ياقلبي متصلة بنفسها تخبرني ..
وغطت وجهها وهي تبكي , ضحكت أحلام وقالت : صدق غباء , يعني هذي دموع الفرح ..
تحمست هالة وبعدت يدين مشاعل بقوة وهي تمسح بسبابتها دموع مشاعل قبل ما تلحسها , قالت مشاعل وهي تدفها بعيد عنها : بلا هباااااااااااااال ..
قهقهت أحلام لمن تفلت هاله وقالت بقرف : وعععععععع , مالحة , كذابين اللي يقولون دموع الفرح حلوة ..
قالت أحلام : والله ..
ومدت يدها لوجه مشاعل , صرخت مشاعل باستنكار وهي تدفها بعيد عنها وتضحك في نفس الوقت على خبال أخواتها اللي يصحون في هالوقت المتأخر وهم فايقين رايقين بعد ما ناموا النهار كله , قالت أحلام بفرح : يلا كلها كم شهر وتتزوج هلوله وتجيب لنا نونو نلعب عليه ..
انكمشت هاله اللي تنتظر نتيجة فحص خطبتها للمتقدم اللي جاهم الأسبوع اللي فات وطالعت في مشاعل بصمت , ابتسمت مشاعل بصدق لأول تعليق أطلق عن الخطوبة وقالت : نلعب عليه وبس , والله لا أقطع خدوده بالعض ..
أطلق هاله نفسها الحبيس وقالت بمرح : لا والله , هذا إذا خليته في يدكم يا مجرمين ..
كانت تحس بالسعادة الحقيقية العميقة لأختها والألم في الوقت نفسه لأنها عارفه إن أختها مهي قادرة تستمتع بخطوبتها خوفا من جرحها , وهنا حيكون جهدها مضاعف , تسكت الألسن الجارحة اللي حولها وفي نفس الوقت تبتسم لأختها عشان ما تصدق الكلام اللي يشاع وما تظن لوهلة إنها مهي سعيدة لزواجها اللي حيكون قريب إذا كانت الفحوصات متوافقة ..

**************************


في المستشفى :

زفر جاسم وقال : متي بتخلصون ؟؟
مسحت العنود دموعها وقالت هي تبعد عن حضن أزهار : مالك دخل ..
ورجعت مسحت شعر أزهار وهي تسألها : تعبتي ياقلبي ؟؟
بعدها جاسم وقال : اش هالسؤال السخيف ؟؟ ابعدي عن أبويه ..
وقف أحمد جنب السرير ومسد يدها بحنان وهو يقول : عساك القوة يابنتي ..
ابتسمت بوهن وقالت : الحمد لله ..
قال جاسم بهدوء : أبويه سمينا الولد عمار بس البنت لسه ..
قال بفرح عميق : على البركة , على البركة , مبروك يا أم عمار ..
ارتاحت أزهار لمن شافت ترحيبه بالاسم , ولفت على جاسم مبتسمة , رص جاسم كتفها ولف على العنود اللي قالت بحماس : عمااااااار , يالله يارب يطلع زي خاله ..
ولفت على أزهار وقالت : شوفي حاجزته من دحين لبنتي الدلوعة ..
ضحكت أزهار وقال جاسم : وإذا ماجبتي بنت ؟؟
قالت بحزم : معليش , يستنى المفعوص إلين أجيب بنت , بعدين مين ياخذها , الضعيفة بتجي في زمن 40 حرمة مقابل رجال , لازم أدور على مصلحتها من قبل ما تخرج للدنيا ..
ولفت بوزها لمن ضحكوا عليها وسحبت أبوها وهي تقول : أبويه يلاااااااا بأشوف الحضانة , تحرك ..
تحرك أحمد بهدوء ورى العنود اللي تجره بحماس , ابتسم جاسم وجلس عند راسها ومسد شعرها وقال : تعبانة ..
غمضت عيونها وهمست : ودي أناااااااام لبكرة بس ماني قادرة أغمض عيوني , ضوضاء غريبة توج في إذني ..
كان وده يقول أشياء كثيرة , يحس بمشاعر غريبة تعتريه , خلاص صار أب , ابتسم لهالفكرة , ثواني ودق الجوال فرفعه وقال بعد ثوان من الصمت : غرفة 212 ..
وصك الجوال وقال وهو يلف عليها : الله يعيييييينك , الليلة هذي ما بتخـ ...
وسكت لمن شافها نايمة , كانت جامده تماما , حس بخفقات قلبه المنقبض تتباطأ , دنق لمستواها وحط إذنه عند فمها , لمن سمع صوت تنفسها الرخيم زفر وقال : أعوذ بالله من الشيطان الرجيم ..
وهز راسه بيبعد الفكرة المخيفة اللي مرقت براسه , مسد شعرها وسلم على جبينها و همس : ياويلك لو فكرتي في يوم تسيبيني لوحدي يا زهرة ..
ودنق لإذنها وهمس : أحبك فوق ما تتصورين ..
وسلم على يدها و تحرك , فتح الباب بشويش وخرج بعد ما طفى النور , تحرك للمصعد اللي خرجت منه أمه والجوهرة اللي جابهم عبد الرزاق , دخل المصعد وقال : نايمة , خلينا نورح للحضانة على بال ما ترتاح ..
انقفل باب المصعد في اللحظة اللي ضمته فيها هدى وهي تبكي وتبارك له , هتفت الجوهرة : أمي حتى في المصعد تصيحين ..
ضحكوا عليها وعبد الرزاق يقول بتريقة : لازم تحط أمي بصمتها , شوية دميعات هنا وهناك ..
قالت الجوهرة بحب : مبروك ياجاسم ..
وكملت بتباهي : تراني أول من يعلم بحكاية التوأم , أزهار قالت لي قبل الكل ..
ابتسم جاسم وقال : الموضوع كان صدمة ليه وإلى الآن ماني مستوعبه ..
انفتح المصعد وتقدمهم عبد الرزاق بحماس وهو يقول : أنا أوريكم وين الحضانة ..
قالت الجوهرة بضحكة : عرفنا فين الحضانة ..
كان صوت صرخات العنود الحماسية يشق سكون قسم الأطفال ..


*************************

.
.
.
.
.
.
.
.
.
.
.
.
.
.
.
.
.
.
قبل سنة وعدة أيام :
يوم الخميس 4 / 1 / 1427 هـ :
الساعة 9,45 مساء :
عند حلول الكارثة :

~ لازم ألقى ستر نجاة وألقى عمير بأسرع ما يمكن , أمي قلقانه عليه و .. ياربي رحمتك وسعت كل شيء , أمي رجولها مستحيل تساعدها على السباحة و أزهار ..~ توقف عن التفكير وعن توزيع السترات على الناس المرعوبة لمن انتبه إنه مابقي إلا سترتين في يده , طالع في الرجال اللي كان يساعده في التوزيع وقال : أحتاج هالسترتين لأمي وأختي ..
قال الرجال وهو يوزع اللي معاه : تحرك بسرعة , أشوف الدخان زاد , الله يستر ..
شكره عمار وتحرك وهو يستغفر عشان يلهي نفسه عن صراخ الحريم وبكاء الأطفال , ولمن شاف عمر وأمه وأخته تحرك بسرعة يبغى يوصل لهم لكن ميل السفينه المفاجئ خلى صندله ينزلق على أرض السفينه ويلتوي كاحله , تأوه بقوة وتدحرج وصدم في الجدار المقابل له , قال من بين أسنانه بتوجع وهو يضم السترتين بيساره ويمسد كاحله بيمينه : الحمد لله , الحمد لله ..
ولمن شاف أمه المتشبثة في عمر فسخ الصندل وتحرك بأقدامه العارية يبغى يوصل لهم ..
: عمـ .. ـار ..
الصوت الضعيف المتقطع اللي وصله خلاه يلتفت للباب اللي خرجوا منه قبل فترة , شاف كائن شبه عار أسود متفحم مستلقي على السلم المعدني , فتح عيونه على اتساعها وهتف : عميـــــــر ..
وجري له وانحنى جنبه و رفعه , أول ما لمسه غاصت قبضته في سائل دافئ لزج , بعد يده وتأمل السائل الشفاف الملتصقة به بعض القطع الغريبة برعب ورجع تأمل وجه أخوه الخالي من الجلد والشعر , زم فمه بقوة يقاوم غصة هاجمته بجنون وضم أخوه وهو يهمس وهو يشعر نفسه بلا حول ولا قوة : سامحني يا عمير , سامحني ..
وصله صوت أخوه الواهن وهو يقول : لمن هاجت الدنيا رجعت , لقيت الغرفة محترقة , دخلت أدور عنكم لكن النار , النار ...
واختنق صوته وتحول لنبرة بكاء وهو يهمس : النار حارة , حرقتني , أكلت جسمي و ...
لمن تذكر شي تشبث في عمار وقال برعب : عمار ما أبغى أغرق , ما أبغى أغرق , ما أبغى أموت غرقان ..
دمعت عيون عمار وهو يسحب شماغه ويفرده قبل ما يغطي به جسد أخوه اللي التصق به به بقايا ثوبه المحترق وهو يهمس : صدقني ما بتغرق ..
ومد يده بيمسح راسه لكنه توقف للحظة وهو يشوف فروة راسه وبقايا الشعر المحترق لاصقة فيها , قبض يده بقوة ورجع فردها وربت بها بخفة على راسه و مسك سترة النجاة وحطها في حضنه وهو يكمل بصوت مخنوق : خلي إيمانك بالله قوي ..
عيون عمير الشاخصة المحدقه بسبب أجفانه الملتصقة تركزت عليه وهو يضم السترة ويهمس من بين دموعه اللي بدأت تنساب : عمار ما أبغى أموت دحين , لسه ما حجيت , أخاف أغرق , لسه ما حجيت , ما أعرف أسبح ..
وتعالى صوت بكاؤه وهو يقول : النار أكلتني , النار حرقتني , ما أبغى أموووووووت , ما أبغى أروح جهنم , عمااااااااااار ما أبغى أموووووووووووووووووت ...
ضمه عمار وسالت الدموع اللي قاومها لمن أزكمته رائحة الشواء المقزز المنبعثة من أصغر أخوانه ونشج بصمت لمن حسه ينتفض بين يدينه , ضمه بقوة قبل ما يقول : لا تشيل هم الحج , ربك عالم بحالك و إن شاء الله ما بتموت ..
وقرب فمه من بقايا إذنه وهمس بثبات : قول أشهد أن لا إله إلا الله وأن محمد رسول الله ..
وبعده لمن هدأت نفضته فجأة وهو يقول بلهفة : عمير قول لا إله إلا ...
سكت لمن طاحت السترة من بين يدين عمير اللي شخصت عيونه المحدقة للسماء واختفى أي أثر للحياة منها , طالع فيه بصدمة , مالت السفينة بحدة أكثر فانزلق عمير من بين يدينه لكنه تشبث به بقوة وهو يصدم في درابزين الدرج من شدة الميلان , ضمه وهو يقول : إنا لله وإنا إليه راجعوووووووووون , يارب رحمتك , يارب رحمتك , ارزقه الجنة يارب , ارزقه الجنة يارب , ارزقه الجنة يارب ..
واختنقت أنفاسه وهو يشم الرائحة اللي كان متأكد إنها حتعلق بذاكرته إلى يوم موته واسترجع عقله آخر ابتسامة شافها على وجهه الصبوح صرخ لحظتها من أعماقه : عميــــــــــــــر , لاااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااا ..
وتشبث بجسده النحيل وهو يجهش بالبكاء ويصرخ : ياااااااااااااااارب صبرنييييييييييييييييييي , آآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآه ..
ضمه أكثر وهو يهز جسده كإنه يهدهده وهو يقول : عمير , عمير , عمير ..
يد قوية قبضت على كتفه وسحبته وصاحبها يصرخ : تحرك النار وصلِت هنا ..
الرؤية كانت متمايلة من دموعه وما حس بنفسه إلا وهو مسحوب خارج المقطورات , صرخ وهو يحارب اللي ماسكه : أخويـــــــه لاااااااااااااااااا , أخويه هنااااااااااااااااااااااك , سيبنييييييييييييي لازم أجيبه ..
هزه الرجال وهو يصرخ : ماااااااااااااااااااااااااااات , عايز تموت ورااااااااااه ..
طالع عمار في جسد عمير اللي بدأت سحب الدخان الأسود الخانقة تحيط به ورفع راسه للسما وهو يتشبث في الرجال وهو يصرخ بحرقة : آآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآه ..
لبسه الرجال وحده من الستر وضمه وهو يناوله السترة الثانية و سحبه بعيد عن المكان , في ثواني حس بكل الحرارة اللي تجري في دمه من شدة الألم تختفي لمن أحاطت به المويه الباردة من كل مكان , شهق بقوة وهو يطلع لسطح الموية بتأثر السترة , سمع الصوت الجهوري للرجل اللي سحبه يصرخ بهلع : آآآآآآآآآباااااااااااااا , آآآآآآآباااااااااااااااا ..
شافها كإنه اتسلط عليها ضوء ما , كانت تناضل الأمواج في البعيد , صرخ وهو يسبح بكل قوته : أزهاااااار , اسبحي على ظهرك , اسبحي على ظهرك ..
التفتت له و اختفت في الأعماق , شهق لمن عابت عن عيونه وصرخ : أزهاااااااااااااا ..
وانشرق بفعل وحده من الموجات اللي ضربت وجهه , كح بقوة وهو يحس باختناق في أنفاسه , ولمن تجاوز الشرقة وفتح عيونه انصعق من المنظر اللي قدامه , ناس تصارع عشان تطلع لسطح الموية على أكتاف ناس وصرخات آخرين يتساقطون زي الجراد من سطح السفينة المشتعلة , بكاء أطفال وعويل شق ظلمة الليل , فاق من ذهوله لمن ما لقي أزهار بين المتصارعين اللي عقله رفض إنه يخاطر بنفسه ويروح عندهم عشان يدور أخته و بدأ يستغفر وهو يهمس برجاء : أعوذ بالله من سخط الله , أعوذ بالله من سخط الله , اللهم إن لم يكن بك علينا غضب فلا نبالي , أستغفر الله , أستغفر الله , أستغفر الله ..
: آآآآآآآآآآآآآآباااااااااااااااااا ..
التفت للرجل لقيه يتشبث بأبوه يرفع لسطح الموية وهو يهتف : آبا , اسمعني بس , المفروض إنك ما تقاومش , آبا , آآآآآبا أنا حمسكك قوي ..
تحرك عمار بسرعة وساعده في تثبيت العجوز اللي كان بيغرق نفسه من كثر خبطه للموية بيدينه وبدأ يلبسه السترة وهو يقول : خلي الوالد يلبسها ...
هدأت مقاومة العجوز للموية لمن طفى جسده بفعل السترة , ابتسم الرجال لعمار وقال بلهجته المصرية الصيلة : روح يارب يرحم أخوك ويبلغه أعلى منزله في الجنه يارب ..
طالع فيه العجوز بامتنان وهمس بصوت ضعيف : الله يجلعه في ميزان حسناتك , أما نوصل البر إن شاء الله حعرفك كيف أؤلك شكرا بحأ وحئيئي ..
ولمن سبح عمار للنقطة اللي شاف فيها أخته قال له الرجال اللي يسبح ببراعة : متشكر يا أخ ...
ابتسم عمار و قال : عمار ..
مد الرجال يده مصافح وهو يقول : أحمد حسين ..
صافحه و ابتسم على الموقف اللي هم فيه وسط الصراخ والغرق يتصافحون !! ضغط أحمد كفه وهمس : الواحد لمن يموت محروء بالنار إن شاء الله شهيد يا عمار ..
دمعت عيون عمار وشكره بصوت مخنوق وهو يعطيه ظهره وهو يسبح لللامكان ...

**************************

النهاية :


ليس لعبور تلك الحدود نهاية !!
تلك الحدود وقف عندها الجميع ..
الكثير منهم وقفوا بلا حراك قانعين بحالة السكون ..
يتطلعون إلى اليمين والشمال ..
وكثير من هذا الكثير رأى ذلك الظلام فأصابه الفضول ..
الرغبة في خوض غمار المجهول ..
فتحركوا بلا شعور ..
همس أحدهم : لنعد , أشعر باختناق ..
قال آخر : خطوة واحدة أخرى يا جبان ..
: إلى أين وسط الظلام ؟؟
: ألا ترى , خطوة أخرى لتلك الجنان ..
: أنا عائد من حيث أتيت يا فلان ..
وبعد تلك الخطوة تتالت خطوة ثم خطوة ثم خطوااااات ..
لذة ممزوجة بسعادة وقتية واهمة ..
تلاها ألم مغروز في أجساد واهنة ..
تشعر فجأة أنها في قلب العاصفة ..
.
.
.
من منا لا يمر بيوم عاصف ..
يوم يصبح فيه على حافة الهاوية ..
في مهب الريح , في قلب تلك العاصفة ..
أو تحت الرمال الخانقة ..
تصارعه المشاعر ..
.
.
ألم و ندم
حسرة و خوف
اكتئاب واختناق
.
.
قلب بنبضات عالية ..
عيون بدموع متساقطة ..
شفاه مرتجفة ..
يدان باردة ..
.
.
لا تجزع ..
كن مؤمنا ..
كن متفائلا ..
فأنا متأكدة أن
.
.
نبضات قلبك العالية هذه
ودموعك المتساقطة
وشفاهك المرتجفة
و يداك الباردة
ستصبح يوما
.
.
خفقات حب
دموع فرح
رجفة ابتسامة
وبرودة من شدة السعادة ..
.
.
كل يوم سيء يمر علينا
يدفعنا قدما نحو الأمام
لنرى ضوءا وسط الظلام
حتى لو كان خافتا
بعيدا كالسراب
.
.
.
هنا فقط سنعلم أننا ...
لابد سنتوه في دروب الحياة ..
عندما نصر أن نسير وحدنا بلا أهداف ..
تماما كسفينة بلا ربان أو ملاح ..
تسوقنا أقدامنا إلى طرقات لم يطأها قبلنا إنسان ..
عتمة وظلام ..
ودرب بالشوك ملأن ..
قد نجد ما نريد في نهايتها بعد هوان ..
وربما
لن نجني منها إلا الخواء ..
عندها سنضطر للعودة
وسنبدأ بالمسير دربا من جديد ..
ظلام آخر وعتمة أخرى ..
قف مكانك
انظر حولك
لم لا نضع دربا أمامنا
نمسك مشعل الإيمان بيد
واليد الأخرى نمسك بها يد إنسان ..
أما , أبا , أخا , صديقا أو حتى أحد الجيران ..
سنشعر حينها أن الدرب صار كالجنان ..
نور ودفء وقلب خال من الأحزان ..
هذه هي سنة الحياة ..
نحن نختار دروبنا ..
مظلما كان أو بالنور وضاح ..
نحن نقرر مصائرنا بأنفسنا ..
جحيما صيرناه أو إحدى الجنان ..
نعم ..
نحن من نهدم أو نبني عالمنا ..
.
.
.
عاد من الظلام , عاد مثخنا بالجراح شاعرا بالخواء ..
لكنه لم يكتف بالوقوف على تلك الحدود ..
تحرك قدما نحو الأمام ..
ظانا أنه سيلقى شيئا أجمل من تلك الجنان ..
سيلقى صديقا سبقه لتلك الأنوار ..
فلان مات يا فلان ..
مات قبل أن يعبر الحدود ..
عندما تفقد شخصا عزيزا وتشعر أن الدنيا ضاقت عليك بما رحبت.. هل تظل دوما الابتسامة الزائفة على شفتيك ؟؟ وذلك الألم المبرح يقطع نياط قلبك ؟؟؟؟
عندما يرحل عنك ولا يترك خلفه إلا الذكريات وأي ذكريات ؟؟؟..
هل تظل حبيس الزمن الماضي أم تنظر إلى مستقبلك ولو بنظرة يملؤها الحزن ؟؟؟
عندما يمر بك طيفه الباسم أو حتى طيفه الغاضب ولو لوهلة ...
هل تتمنى أن يعود إليك للحظة لتخبره كم تحبه ؟؟ أو كم تشتاق إليه؟
عندما تراه في أحلامك يحادثك وتحادثه أيها المسكين ...
هل تتمنى لو تعيش دوما في دنيا الأحلام ؟؟ أم تستيقظ وتعيش واقعك الأليم وأن هذا الشخص العزيز لم يعد موجودا ؟؟؟
عندما...... عندما ....... عندما ........
هل .......؟ هل ...........؟ هل ........؟
.
.
.
إنك فعلا إنسان ضعيف ... رغم كل ما تتمناه وكل ما تفعله...
اعلم جيدا أن ما يذهب لا يعود .... نعم لا يعود ...
استيقظ وعش عالمك ولو كان مرا.....
جاهد وسترى أن هناك ما يستحق لتعيش من أجله ....
انظر حولك , ستتيقن أن العالم مازال يسير وأنت قابع مكانك أسير ...
وأسير ماذا ؟؟؟؟؟؟
أطياف ..... أحلام ....
الحياة تحتاج منك أن تقاتل ... فانهض واجمع شتات قلبك المحطم ..
سر إلى الأمام قدما ....
فأنا أعلم أن هذا ما كان يريده منك ذلك الغالي .......... قبل أن يرحل ..
.
.
.
اشتعلي يا قناديل الصبر في قلبه ..
نوري الطريق
أزيلي ذلك الألم..

أخبريه أنه يوما يلاقي ربه
بلا حساب أجره سيلقاه
بلا ندم...

افرشي بالإيمان دربه
بالحب
بالأمل..

ارسمي بها بسمة على شفاهه
افتحي له عينا أغمضها اليأس ..

هنا وهنا فقط سيسير للجانب الآخر ..
بقلب قوي مؤمن صامد ..
قد يتعثر وقد يتألم لسبب تافه ..
قد يثور و يقرر أن يعود فقط ليعاند ..
قد يستسلم ويصبح كل شيء حوله باهت ..
.
.
.
.
هل شاهدتم يوما كيف تندفع مياه الأنهار ؟؟
بهدوء ورتابة ..
لا يوقفها أي عائق ..
مخترقة أعماق الغابة ..

هل رأيتم كيف تسير حمم البركان ؟؟
ساخنة مشتعلة ..
تكتسح كل ما حولها ..
تنهشها بحرارتها اللا محتملة ..

هل أبصرتم كيف يتحرك الإعصار ؟؟
بصخب وضوضاء ..
مقتلعا كل ما يمر به ..
دون أي استثناء ..

هذه هي الحياة ..

تسير بهدوء ورتابة وصخب وضوضاء ..
بوجع ومرارة بحب وهناء ..
ولد هذا ومات ذاك ..
ترملت تلك و تزوجت هذه ..
فرح هؤلاء وحزن أولاء ..

هذه هي الحياة ..

تكتسحنا أحداثها يوما ..
تخترق قلوبنا وربما تقتلعها أحيانا ..
ولكنها رغم هذا ..
تسير
وتسيـر
وتسيــر
دون هوادة ...

لن تتوقف لبرهة لأجل هذا ولا ذاك ..
ولن تنتهي عند موت هذا أو عيش ذاك ..
نعم , لن تنتظرك لتجمع شتات نفسك المحطمة ..

هذه هي الحياة ..

قم , انهض , أسرع واغتنم ..
فكل يوم يمر عليك
كل ساعة
كل دقيقة
كل ثانية
ستطوى , ستذهب ولن تعود ..
لن تعود ..
شيء واحد فقط لن يطوى ولن يزول ..
ليس من نهاية لذلك العبور ..
لنحاول فقط أن نقف عند تلك الحدود ..


عن يمين الحدود وشمالها عاشت شخصيات في حياة عاشقة أو حيواة أخرى رُويت لعاشقة أو ربما سمعتها عاشقة يوما :


أزهار في حياتي : الملتزمة , المبتسمة , الصبورة ..

أم فارقت الحياة بابتسامة رضى تاركة أبناءها ومن أحبها بحياة بلا ألوان بعد معاناة وصبر يكاد يهد الجبال ..
فتاة ملتزمة باسمة لم تجتاز المرحلة الثانوية حتى الآن تعتبر أحد أعمدة المنزل الداعمة في بيت مليء بالأولاد ..
زوجة رجل كان عاصي أصبح داعية بفضلها بعد الله ورزقها الله بمولودة بعد تسع سنوات من عدم الإنجاب ..


سحر في حياتي : المعطاءة , الحكيمة , الحساسة , المتهورة نادرا ..

بكر ودلوعة والدها بئر الأسرار العميق و التي تدعي القوة و عدم اهتمامها بالآخرين لتحمي نفسها من الصدمات تقدم لها شاب غريب ليس من العائلة وتنتظر يوم زفافها قريبا ..

العنود في حياتي : المحبة بلا حدود , الحنونة بلا حدود , الحساسة بلا حدود والمتهورة العصبية أيضا بلا حدود ..

الفتاة التي جاوزت الـ 25 و التي تبكي على وسادتها من شدة الوجع الذي تخفيه حتى الصباح الذي ترسم فيه ابتسامة تشرق الدنيا بجمالها تنتظر أيضا حفل زفافها القريب من ابن صديق والدها ..

سفانة في حياتي : المجاهدة في مضمارها , المحبة من الأعماق , الباذلة لكل مافي يديها لأجل من تحب ..

واحدة يوم الأربعاء هذا فقط ودعت مقاعد الدراسة , شقية , حلوة و مزاجية حد قتل من حولها بمزاجيتها الغريبة , قوية بفضل الله , خفت حدة العين عنها قبل سنوات بعد قراءات عديدة آلمتها حد البكاء , قلبها الصغير نابض بالحب ..
وأخرى لم ينجح حبها الغريب وتزوجت من رجل آخر لم يكن على لائحة العائلة والتي تركض ابنتها بحرية أمامها لأنها لا تستطيع اللحاق بها بسبب بطنها التي تحمل طفلا صغيرا سيصل قريبا إن شاء الله ..

مشاعل في حياتي : الصابرة , المحطمة نفسيا أحيانا , المبتسمة رغم الألم دوما ..

إحداهن تزوجت من أحبها وأحبته ولم تطق العيش معه تحت سقف واحد فتفرقا بطلب منها بعد أقل من الشهر وبعد شهر آخر تزوج من ابنة المرأة التي سحرتهما , مازالت تكن له الكثير من الحب حتى بعد إنجابه لابنه الذي يكاد يبلغ الرابعة الآن , وتدور مؤخرا في دوامة طلاق مرير قبل زواجها من ثاني خطيب تقدم لها ..
وأخرى كتبت عقد نكاحها على رجل أحبها وأحب أهلها بجنون وبعد العقد إختفى ولم تظهر منه إلا ورقة طلاق جافة بعد شهور مريرة طويلة وبعد سنوات من الخطبات التي لم تتم لأسباب مجهولة بعد طلاقها المحير أصبحت الآن تتعالج عند أحد المشائخ من ذلك السحر الذي اكتشفته مسقيا لها منذ مدة طويلة ..

سلافة في حياتي : متسلطة , صعبة الإرضاء , طيبة , لا تعرف للاعتذار طريقا ..

إحداهن كبرى الأخوات في سنتها الجامعية الثالثة بتفوق ذات عقل ذكي طموح فوق ما يحتمله مجتمعها , متسلطة حد إصابة من حولها بالجنون , أفكارها متألقة دوما ولكنها .... مستحيلة في محيط مجتمعها , راهن الكثير أنها كانت ستكون مليونيرة لو كانت في مجتمع آخر , أختها التي تصغرها تدعو دوما بعطف لشخص الذي سيتزوجها بالرحمة ..
وأخرى أنهت سنواتها الجامعية بلا ثقة في صديقتيها الوحديتين لأن ترى أن أحدا لم ولن يفهم شخصيتها المعقدة التركيب , تعاني في محيط عائلتها من الكثير من الكراهيات وتتألم وحدها من تفتت قلبها على حب صامت أُجهض قبل ولادته ..

وسام في حياتي : الحنونة , المحبة , القوية بإيمانها , المصارعة في حياتها ..

إحداهن كانت صبية وجدت نفسها بين أبوين مطلقان , أم رمتها إلى أب لم يرحم طفولتها التي اغتصبها في ذات الفراش الذي اشتراه لها يوما ليفرحها , صابرة صمتت طويلا و تزوجت بعد عناااااااااء طويــل من رجل تفهم بعد زواجهما حقيقة ما حدث لها وأنجبت طفلا جميلا وتنتظر الآخر ..
و أخرى وجدت نفسها لعبة بين أيدي أبناء أقاربها الكبار الذين كانت شهوتهم فوق كل اعتبار , مخطوبة وتنتظر بخوف وألم زواجها القريب وعقلها المثقل يدور بآلاف الصور والتخيلات عما سيحدث في ليلة ما , ليلة يظهر فيها أسوأ مخوفها ليكون حقيقة مرة لابد أن تواجهها ..
و أخرى أيضا سالت دماءها على مقعد السيارة بسبب سائق لم يكن يرى جسدها الغض الخالي من التضاريس إلا مرتعا جميلا لإفراغ حيوانيته وبعد سنوات صارت هي ترى أجساد الفتيات الغضة بذات نظرة سائقها الذي هرب بفعلته التي لم يعلم عنها أحد ..
و أخرى استدرجها بائع البقالة الذي كانت تذهب إليه مع خادمتهم المتواطئة معه والتي هتك عرضها في غرفة حقيرة ملحقة , لكنها أصبحت بعد سنوات تجعل خادمة أخرى تتستر على الرجل الذي تذهب إليه في شقة مستأجرة ..

جاسم في حياتي : العابث , العصبي , المتهور , الحازم ..

أحدهم تزوج بقريبته اليتيمة الملتزمة والتي حولته بفضل الله إلى مناضل ينشر الإسلام ويرسل المساعدات بنفسه إلى الدول الفقيرة والذي أصبح أبا لجميلة كأمها بعد انتظار طويل ..
و آخر تزوج من ملتزمة لم يعلم بإلتزامها , مازالت تناضل وهي تعيش معه تحت سقف واحد مع عدة أبناء كالبندري و عهود و ريم مذبذبين غير مستقرين لاهم إلى هذا ولا إلى هذه , هو يؤيد وهي تعارض وهي تؤيد و هو يعارض ..
وآخر مازال هائما بعد أن تعمق في الجانب المظلم من الحدود , لم يتزوج حتى الآن ولا يرغب بالزواج , وليس هناك من صديق ينتشله مما هو فيه ..

حسان في حياتي : العاشق , المتهور , الحنون , المحب ..

أحدهم تزوج من المرأة التي أحبها وعشقها كل من حولها والتي عاشت معه أعواما طويلة رغم عدم قدرته على الإنجاب والتي ماتت قبل أشهر بعد صراع طويل مع السرطان وخلفته خلفها جسدا بلا روح ..
آخر تزوج وأنجبت له زوجته ابن وابنة ومازالا عاشقين حتى الآن ولكنه أهمل أمه حتى بعد أن توفي والده وتيتمت أخواته ..
وآخر لم تنجح محاولاته في الزواج ممن يحبها وتزوج من امرأة أخرى أحبته بجنوون ولكنه مازال يحن لحبه القديم خاصة بعد طلاقها من زوجها ..

عدنان في حياتي : قليل الرومانسية , المحب , المعطاء , الذي لا يهاب قول كلمة الحق ..

رجل واحد فقط مر علي على شاكلته , متزوج وله من الأبناء الكثير والحمد لله , على شاكلة عمار وعمر وأزهار , لكم حطم فؤاد زوجته ببروده الغريب الغير مقصود ولكم أبهجاها بكلمات لم يلق لهابالا ولكنها حفرت خنادق في قلبها ..

سامر وماهر في حياتي : المغامران , اللامباليان , اللذان يشقان حياتهما بطريقة فريدة ..

توأمتان في بداية مرحلة الشباب , إلــــهي ارزقني مثلهما , أحب مزاحهما , سخريتهما المريرة القاضية أحيانا , حبهما للحياة , تهورهما , توافقهما في الكثير من الأشياء وأكثر ما أعشق طريقة دراستهما ..

فهد في حياتي : عبد هواه وشهوته , عديم الرحمة ..

أحدهم أب طلق زوجته و عندما وجد نفسه وحيدا أفرغ مالديه في ابنته المراهقة التي بدأت علامات بلوغها تظهر بخجل ..
وآخر شاب شاهد الكثير من تلك الأفلام التي تسربت للأسواق وخرج مسعورا بحثا عن شيء ما , أي شيء , وهناك رأى فتاة غنجاء تتمايل لم يكد يمر شهرين على رميه لرقمه لها حتى كانت في فراشه تبكي وترجوه أن يتزوجها بعد أن مارسا الحب على حد قوله لمرااااااات ..
وآخر حارس أو سائق أو أجنبي مهما كانت مهنته بلا زوجة تؤنس وحدته وجد في الفتيات الصغيرات الصامتات اللاتي تسللن من بيوتهن الدافئة لساعات بسبب غياب الأم لأنها نائمة أو عند جارتها أو تشاهد مسلسلها المفضل أو تغسل ملابس أبنائها الخمسة حضنا دافئا ينسيه غربته ..

سلمى و حمده في حياتي : الصبورات بشكل عجيب , المرحات , الرومانسيات , الحنونات بجنون , الخائفات , القلقات والعصبيات دوما ..

إحداهن عجوز عصامية طيبة عانت الأمرين في حياتها من أشخاص كثيرين يحاولون الآن تعويضها ما فعلوه بها , مات عنها زوجها في سن مبكرة تاركا إياها بلا مال , جاهدت لتربية أبناءها وتعلميهم والحفاظ عليهم فأصبحوا الآن ممن يشار لهم بالبنان ولكم تألمت عندما فقدت بكرها ..
و أخرى لم تبال بزوجها الغير راض عنها دوما والذي جرحها قلبه كثيرا ووضعت نصب عينيها أبناءها الذين تزوجوا جميعا واستقروا في حياتهم في حياتهم , مازالت تعاني من زوجها ولكنها أيضا مازالت لا تبالي ..

عهود , عبد الرحمن , ليلى و هاني في حياتي : الغارقون في الظلام بلا هدى ..

فاتنة ظنت أنه بما أن أمها بسيطة ووالدها صامت وأخوانها مشغولين فإنه يمكنها أن تقوم بما تريد ونسيت أن هناك ربا يرى ويعلم ما تخفي الصدور وماتعلن وأن ربا يمهل ولا يهمل ..
وشاب وسيم آخر ظن أن وسامته و حبه لكل جميل سيكون صك سماح له بالمشي في الأرض مرحا متناسيا أنه لن يخرق الأرض ولن يبلغ الجبال طولا وأن مرده للتراب ليحاسب على كل ثواني عمره و على شبابه فيما أفناه وعلى ماله من أين اكتسبه وفيما أنفقه ..
أخرى ظنت أن ابتعاد زوجها عنها واهماله له وبروده سيكون شافعا لها عند الله عندما يحاسبها على خيانتها له ..
وآخر غاص في لجة الظلام رافضا كل أشعة الضوء التي تسللت بعناد لتضيء دربه ..

عمار وعمر وعمير في حياتي : القابضون على دينهم كالقابضين على الجمر في هذه الأيام ..

أحدهم شاب مرح , خجول , خدوم , طموح , بار , محب و معطاء يبذل نفسه في سبيل الخير , مازال في مقاعد الجامعة , يتنقل من منزله لجامعته لمسجده الذي يؤمه و يدير التحفيظ فيه ولبعض المحاضرات التي يلقيها هنا وهناك على الصغار , طلب من أمه قبل فترة أن تبحث له عن عروس صالحة ..
آخر له ذات الطموح وذات البر و ذات العطاء اللامحدود حتى أنه في ذات المقاعد الجامعية , لكنه يكره الأسواق ويرى كل شيء حوله نوعا من التبذير , يعتبر الزواج أمرا غير وارد في قاموسه الآن وإمامة مسجده أهم مالديه ..
و آخر حافظ للقرآن , محبوب , قوي العزيمة , لا يخاف في الله لومة لائم , مات بعد أن صلى الفجر وقرأ الأذكار إثر حادث أليم على الخط السريع أثناء سفره إلى جامعته ..
و آخر يكاد يبلغ الثلاثين ولازال عازبا لأنه يعلم بعد تجربتين فاشلتين أن أحدا لن يقبله بسبب راتبه القليل مقارنة بمسؤولياته الكبيرة ..
و آخر لم يتمكن الإيمان من أعماق قلبه صادق شخصا على أمل هدايته فوجد نفسه بعد فترة يتخطى الكثير من الحدود والأمل في العودة أصبح صعبا ولكنه ليس مستحيل ..

.
.
.
.
.
.
.
وهنا فقط ...... انتهينا ..
انتهينا و الخطى تاهت في أشلاء العبور ..




 

رد مع اقتباس