الموضوع: (بعد الغياب)
عرض مشاركة واحدة
قديم 11-07-2010, 09:44 PM   #84 (permalink)
قمرهم كلهم
مستشار المؤسس ~

 
الصورة الرمزية قمرهم كلهم

 آلحـآله ~ : قمرهم كلهم غير متواجد حالياً
 رقم العضوية : 9952
 تاريخ التسجيل :  May 2010
 فترة الأقامة : 5139 يوم
 أخر زيارة : 10-19-2014 (08:38 PM)
 النادي المفضل :
 الإقامة : 
 المشاركات : 8,755 [ + ]
 التقييم :  40
  معدل التقييم ~ : قمرهم كلهم is on a distinguished road
 زيارات الملف الشخصي : 13854
 الدولهـ
Qatar
 الجنس ~
Female

  مشـروبيُ ~

  كآكآوي ~

  قنـآتيُ ~

 MMS ~
MMS ~

  مدونتيُ ~

لوني المفضل : Cadetblue
 
 

افتراضي رد: (بعد الغياب)



جواهر بصوت ذايب من القلق: خرعتني عبدالعزيز.. وينكم؟؟ أدق على عبدالله موبايله مقفول..
وأنت مابغيت ترد علي..
أنتو في المطار؟؟

عبدالعزيز بصوت أبعد مايكون عن التماسك: جواهر الرحلة بتتأخر شوي.. يمكن تتأجل لبكرة أو بعد بكرة..

جواهر برعب وقلبها يطيح في رجولها: عبدالعزيز وش فيكم؟؟ تكفى لا تخبي علي شيء..

عبدالعزيز بهدوء فاشل: إن شاء الله مافيه إلا الخير..

جواهر تنهدت بألم جارح حاد قاتل : عبدالعزيز عطني عبدالله أكلمه.. (طلبت الطلب بألم متجذر محرق رغم أنها شاعرة بالإجابة اللي بتذبحها وتنحرها)

عبدالعزيز بألم بالغ: عبدالله الحين موب عندي.. إذا جاء خليته يكلمج..

جواهر تحاول تسحب نفس وتحاول لكنها ماتقدر
تحس كأن كل الأكسجين اللي في الغرفة خلص.. وكأنها تسحب نفس من فراغ مصمت بدون أي هواء..
كأن يد ضخمة هائلة تسد كل منافذ الهواء وتضغط بعنف على فمها وأنفها..

جواهر بصوت مبهور الأنفاس متقطع لاهث موجوع وهي تحاول تتماسك
رغم أن أعماقها تذوب شيئا فشيئا: عبدالعزيز أنا وعدت عبدالله أني ما أبكي..
أخر دمعة نزلتها كانت على كتف عبدالله..
ومستحيل أخلف بوعدي له..
قل لي عبدالله وش صار له؟؟؟


عبدالعزيز بصوت أقرب للبكاء: ما أدري.. ما أدري..
السوق اللي هو نزل له صار فيه تفجير انتحاري..
مافيه حد مات.. فيه حوالي 10 مصابين.. إصاباتهم كلهم خفيفة الحمدلله
لكن عبدالله موب من ضمنهم..
أنا الحين في المستشفى..
وعبدالله مفقود.. وموبايله مغلق

جواهر شعرت كأن روحها تغادر جسدها ..
كأن هذه الروح سُحبت من بين أضلاعها بكل وحشية العالم وساديته ومرارته
وخبر اختفاء عبدالله ينزل على رأسها كأمطار حمضية كبريتية
أذابت جلدها.. لتخترق لحمها.. ثم تصهر عظامها
ألم صِرف صافي.. متجسد بعنف
ألم لا يمكن وصفه بالكلمات
لا يمكن الوصول لمداه بالاحرف والعبارات
وأعماقها تغرق في محيطات هادرة من الدموع
بعد أن منعها وعدها لعبدالله من البكاء


(عبدالله .. لا..لا.. تكفى..
أنت وعدتني ترجع..
وعدتني ترجع..
ألف مرة وعدتني
ألف مرة وعدتني
تكفى ياعبدالله.. تكفى
أنا صدقتك..
وأنت مستحيل تكذب علي)



********************



قال بلهجة خاصة: منيرة تعالي عنزي لي..

منيرة نطت واقفة بفرحة: إن شاء الله..

قربت منه وشبكت ذراعها في ذراعه برقة: وين تبي تروح حبيبي؟؟

سالم بنفس النبرة الخاصة: وديني فوق..

سالم حس بذراعها وهي تتخشب في ذراعه، وصوتها المبحوح يخرج متقطع الكلمات: فـ و ق......!!

سالم بنفس النبرة: إيه فوق..

منيرة بتردد ميت: وش تبي فوق سالم؟؟ أغراضك كلها نزلتها سارة تحت..

سالم بهدوء: منيرة أنا أبي أروح فوق.. توديني .. أو أروح بروحي؟؟

منيرة بهدوء المذبوح: لا... بأوديك أنا

ومشت بسالم ناحية الدرج وهي تحس إن رجولها ماتقدر تشيلها..
تحس إنها ممكن تنهار أو تنجن أو تموت لو طاحت عينها على الغرفة اللي ماتت فيها عايلة عمها محترقة..

ومع كذا قادت سالم للدرج.. وسالم متوقع إنها ممكن تنهار في أي لحظة وترفض تطلع..

لكنه تفاجأ أنها بدت تطلع فيه وهي ماسكة يده بحرص..

منيرة كانت حاسة إن قلبها بيوقف.. ومخيلتها بدت تصور لها إنه فيه ريحة شيء يحترق تقترب منها... منيرة بدأ انفعالها يتزايد.. وبدأ جسدها يرتعش..
الرعشة اللي حس فيها سالم بوضوح.. وآلمته حتى أعمق أعماق روحه..

لكنه كان مقرر يستمر حتى تنهار وتهرب.. وحسب حالة ارتعاشها المتزايدة.. هروبها شكله اقترب جدا..

لكن سألم تفاجأ إنها استمرت تصعد الدرج وارتعاشها يتزايد..

سالم كان يبي يقول لها: خلاص خلينا ننزل..

لكن سالم تعب من التمثيل والتصرف بطبيعة غير طبيعته..
كان يبي منيرة تستسلم خلاص وتخليه يرتاح
من قربها اللي ذبحه.. ومن إحساسه إنه يظلمها بحياتها مع زوج أعمى..

منيرة استمرت تطلع وهي تحس إن روحها بتطلع منها.. ورائحة حريق مرعبة تتسلل لأنفها وروحها.. ارتعاشها يتزايد ويتزايد..

واضطراب سالم يتزايد بالمثل (تكفين منيرة خلاص يابنت الحلال.. هوني وأرجعي)

لكن منيرة استمرت تطلع لحد ماوصلت لصالة الطابق الثاني وهي تحاول بتوتر قاتل أنها ماتحط عينها في شيء.. وخوف مرعب حاد يخنق روحها..

كانت تبي تقول لسالم وين تبينا نتوجه لانها تعرف أنه فوق غرف كثير غير غرفة سالم والغرفة المحترقة
لكن عينها غصبا عنها وقعت على باب محترق..
وقتها حست خلاص برعب وحزن ذبحها لأبعد حد..
رعب وحزن فوق الوصف والتخيل..
ارتعشت بعنف
ثم أغمي عليها


*******************


جواهر حاولت إنها تتماسك
وبذلت جهد قاتل حاد مضني مهلك مستنزف للتماسك وهي ترد على عبد العزيز: أنا متأكدة إنه عبدالله عايش..
مثل ما أنا قاعدة أسمعك الحين..
يمكن يكون مصاب.. أو أي شيء ثاني...
بس أكيد أنه حي..
أنا حاسة بأنفاسه.. مثل ماكنت حاسة بأنفاس عيالي قبل..
وعبدالله بالذات اليوم حاسة أنفاسه تتردد في روحي
صدقني أنه عايش..

وعقب كملت بقوة عشان عبدالله.. وعشان تكون في مكان عبدالله
وهي تتسلح بروح عبدالله اللي حاسة إنها تناجيها:

بلغ عنه هناك..دور له.. لو مالقيته خلال يومين.. احجز وأرجع فورا..
إذا عبدالله مفقود.. أنت لازم تكون معنا هنا..

جواهر طول عمرها كانت متسلحة رغما عنها بقوتها لكن اليوم قوتها كانت متجلية باقتدار
عبدالعزيز وهو مستغرب من القوة الغير طبيعية اللي نزلت عليها: إن شاء الله جواهر إن شاء الله...


*****************


سالم حس بجسم منيرة وهي تنهار جنبه ويدها تترك يده..

سالم برك جنبها وهو يتحسس لحد ماوصل وجهها ويطبطب على خدها بيده السليمة ويهتف بخوف ورعب وقلق وحنان: منيرة.. منيرة..

منيرة تكفين ردي علي.. منيرة سامحيني.. تكفين سامحيني.. أنا ما أدري أشلون سويت فيس كذا..
منيرة ردي علي..

لكن منيرة طولت وهي مغمى عليها
وسالم مايدري وش يسوي..

يعرف أنه فيه خدامة جات مع منيرة من بيت أهلها..
بس مايعرف اسمها يناديها..
ورجوله مابعد تساعده يركض ينزل بسرعة.. عدا العقبة الأكبر أنه مايشوف شيء
ولا يقدر يترك منيرة هنا بروحها..

للمرة الثانية يحس بالعجز يخنق روحه عشان منيرة..
القهر بيذبحه.. بيذبحه..

رجع يمسح على خد منيرة وشعرها والضربة اللي بعدها متضخمة في رأسها.. كل شيء يؤلمه حتى النخاع.. حتى النخاع..

ناداها بحنان: منيرة.. منيرة.. منيرة..

بدت منيرة تستعيد وعيها ..
أول ماشافت سالم بارك جنبها أنكبت على فخذه تبكي.. ودفنت وجهها في حضنه ماتبي تشوف شيء..

سالم كان يمسح على شعرها بحنان: منيرة..
أنا أسف.. سامحيني..
قومي ننزل تحت..

منيرة قامت من فخذه رمت نفسها على صدره بدون اهتمام بيده المجبسة.. وهي مستمرة في البكاء..
سالم حضنها بيد وحدة وهو يقول: خلاص يا بنت الحلال أنا قلت لس: أنا أسف..

منيرة ماردت عليه بكلمة، مسكت يده وقامت وهي منزلة عينها في الأرض.. وبدت تنزل فيه..

سالم كان يكلمها ويسألها كل شوي: أنتي بخير؟؟

بس هي ماكانت ترد عليه بكلمة..

سالم بدأ يتوتر من صمتها.. الصوت هو الوسيلة الوحيدة للتواصل بينهم وخصوصا أنه مايقدر يشوفها ولا يعرف أشلون حالتها من شكلها..

منيرة وصلت بسالم للصالة اللي تحت.. وجلسته على الكنبة..

سالم يناديها بس هي ماترد عليه..: منيرة حرام عليس.. ردي علي.. خلعتي قلبي..

منيرة حاسة إن الكلمات ميتة على لسانها.. تبي تتكلم لكن الرعب غير المحدود اللي هي حسته وهي فوق
جمد الكلمات على لسانها..
حاولت تتكلم.. وحاولت
وحاولت
وحاولت
بس بدون فايدة..

منيرة جات وجلست جنبه ومسكت كفه..

سالم حضن يدها وهو يقول: وش فيس ماتردين علي؟؟

منيرة مسكت أصابعه بحزن قاتل أغتال روحها
وحطتها على شفايفها.. وسوت بأصابعه حركة الصمت ..

مع ملمس أصابعه لشفايفها..
ووصول ماتريد قوله له.. إنها ماتقدر تتكلم..
حس إن قلبه تحطم
لألف قطعه..
مليون شظية..
مليارات الذرات المتطايرة..

(وش سويت فيها.. وش سويت فيها؟؟!!)



 
 توقيع : قمرهم كلهم




رد مع اقتباس