الموضوع: أسى الهجران
عرض مشاركة واحدة
قديم 10-11-2010, 12:39 PM   #102 (permalink)
قمرهم كلهم
مستشار المؤسس ~

 
الصورة الرمزية قمرهم كلهم

 آلحـآله ~ : قمرهم كلهم غير متواجد حالياً
 رقم العضوية : 9952
 تاريخ التسجيل :  May 2010
 فترة الأقامة : 5577 يوم
 أخر زيارة : 10-19-2014 (08:38 PM)
 النادي المفضل :
 الإقامة : 
 المشاركات : 8,755 [ + ]
 التقييم :  40
  معدل التقييم ~ : قمرهم كلهم is on a distinguished road
 زيارات الملف الشخصي : 14118
 الدولهـ
Qatar
 الجنس ~
Female

  مشـروبيُ ~

  كآكآوي ~

  قنـآتيُ ~

 MMS ~
MMS ~

  مدونتيُ ~

لوني المفضل : Cadetblue
 
 

افتراضي رد: أسى الهجران



اليوم التالي
مع آذن الفجر
الدوحة... مكانان مختلفان
غرفة فارس.. غرفة موضي في بيت أهلها



فارس نهض من نومه قبل الآذان بدقائق فتناول هاتفه ليغلق الجرس قبل أن يرن
فتفاجأ بل صُدم وهو يرى اتصالا لم يرد عليه من العنود
شعر بقلق عميق وأمل أعمق
ماذا تريد منه؟؟
ولماذا اتصلت في هذا الوقت المتأخر؟؟
الاتصال كان في الساعة الواحدة وهو كان قد نام وقت الاتصال ولم يصحُ عليه

وطبعا ما يستحيل أن يعلمه
أن العنود من بعد محادثتها مع مريم البارحة وهي تغلي وتغلي وتكاد تشعر ببخار حرائقها يخرج مع مسامات جسدها الذي اشتعل غضبا وغيرة
فهي تثق كثيرا بكلام مريم.. ومريم لن تقول أنه سيتزوج مالم تكن قد سمعت شيئا بهذا الخصوص
(ما لي إلا أسبوع وشوي من طلعت من بيته
بدل ما يراضيني يبي يتزوج الأخ
يمكن الشيخ فارس من أنصار نظرية أدّب النساء بالنساء)

لذا تهورت واتصلت به حينما بلغ غليانها منتهاها
كانت تريد أن تسمع صوته فقط.. فهي تعرف أنه لا يقاوم صوتها
تريد أن تثبت لنفسها سيطرتها عليه وعجزه عن مقاومتها
وتثبت هي لنفسها شيئا..
شـيــئـا مــا!!!

ولكن ما أن رن هاتفه رنة واحدة حتى قطعت الاتصال وهي تشعر بالندم على تهورها
بدا لها تصرفها سخيفا وخاليا من العقلانية
وربما أن هذا ما أرادته مريم.. أن تثبت لها أنها تغار عليه إلى حد التصرفات المجنونة.. كما كان هو يغار عليها إلى حد التصرفات القاسية

لذا حمدت الله أنه لم يرد وحمدت الله أنه لم يعاود الاتصال
وأرجعت ذلك إلى كبريائه العتيد الذي لم يسمح له بالتنازل للاتصال بها..
لتعود للشعور بالحزن لأنه تجاهلها وهي تدور في دائرة مغلقة متناقضة من المشاعر


وهاهي ماتزال نائمة.. لأنها في بيت أهلها تحب أن تصحيها مريم للصلاة لذا لا تنبه هاتفها
رن هاتفها تناولته بنعاس وهي تهمس: وش ذا الإزعاج؟؟

لتتساقط شرايين قلب فارس شريانا شريانا
وصوتها الخرافي يهزه كأعصار استوائي هادر ويقلب كيانه
حتى بعد ما أصبحت العنود زوجته واستماعه واستمتاعه اليومي والدائم لصوتها وبصوتها
ولكن صوتها بقي له ذات السحر الأسطوري الذي يشعر الآن كما لو أنه تضاعف أضعافا موجعة
وخصوصا مع بحة النعاس التي تأسره وتذيبه وتبعثره

ولكنه يبقى ملك التحكم في الأعصاب.. همس بهدوء: صباح الخير

العنود قفزت وهي تكح من الحرج ثم شرقت وهي تسمع الصوت الرجولي الخشن والعميق

فارس ابتسم ابتسامة شاسعة ولكن الابتسامة لم تتسلل لصوته الثابت: سلامات

العنود بحرج: الله يسلمك

فارس بهدوء: أنتو كلكم بخير؟؟

العنود تكاد تبكي من الحرج وهي تسب نفسها على تهورها البارحة: كلنا طيبين

فارس بتساؤل خبيث: زين ليش اتصلتي البارحة؟؟اشتقتي لي؟!!

العنود توشك على البكاء فعلا ووجهها يحمر حرجا وهي تفكر بشيء ما تقوله..
ثم وجدت شيئا غبيا لتقوله: كنت أبي أسالك عن ساعتي اللي وديتها لوكالتها

فارس يرفع حاجبا وينزل آخر: متصلة فيني الساعة وحدة في الليل عشان تسأليني عن ساعتش؟؟

صمتت وهي تكاد تختنق حرجا وخجلا ووجهها يشتعل احمرار وحرارة

فارس تنهد ثم أردف بعمق حازم: العنود خلش من لعب البزارين وارجعي لبيتش

العنود بهمس مختنق: وليش أرجع؟؟

فارس بذات الحزم: لأن المرة مكانها بيتها

العنود بخيبة أمل: وبس؟؟

فارس بثقة: وبس

العنود بألم: زين يافارس وأنا ما أبي أرجع لبيتي عشانه هو مكان المرة
ولاحظ فارس إنه هذا ثاني حوار يصير بيننا عقب ماطلعت بيتك
وأنك ما فكرت تراضيني أو حتى تعتذر عن اللي سويته فيني
وأنا مستحيل أرجع وأنت ما عرفت ولا اعترفت بغلطتك في حقي

فارس بحزم: وأنا قلتها لمريم وقلتها لش.. أراضيش إذا رجعتي لبيتش
المكان اللي زعلتش فيه هو المكان اللي بأراضيش فيه

العنود بحزم مشابه: وأنا آسفة.. ماني براجعة يا فارس



***************************



ذات الوقت
بيت عبدالله بن مشعل
غرفة موضي


كانت موضي تخرج من الحمام وهي تجفف وجهها ويديها بالمنشفة من أثر الوضوء
رن هاتفها.. ركضت له بلهفة لأنها علمت أنه لن يتصل بها أحد في هذا الوقت إلا هو
التقطته لترد بلهفة حقيقية: هلا والله

جاءه صوته العميق مثقلا ببعض إرهاق: هلا بش

موضي بحنان ممزوج بالحنين الغامر: الحمد لله على السلامة.. وبشرني عنك عسى ما تعبت؟؟

راكان بهدوء: الله يسلمش.. والتعب شوي.. الرحلة كانت متعبة شوي

موضي بحنان: خلاص ارتاح لا تنسى البطولة تبدأ بكرة..وانت وعدتني بذهبية

راكان بمودة صافية: زين بسولف معش لين أنام.. تعودت أخر شيء أسمعه قبل أنام صوتش

موضي بتأثر عميق: زين بأصلي الصبح وأنا بأدق عليك



***************************



بعد خمسة أيام
يوم السبت
الدوحة

الساعة التاسعة والنصف صباحا


موضي متخشبة أمام شاشة التلفاز تتنظر انطلاق المباريات اليوم بقلق حاد
فراكان تجاوز التصفيات وسيشارك اليوم في نهايات الفردي
كان تلفزيون قطر ممثلا بقناة الكأس لم ينقل التصفيات الأولى
ولكن مع وصول أحد لاعبين الفريق القطري للنهائيات قرروا نقل النهائيات
طوال الأيام الخمسة الماضية كان راكان يبدأ يومه بصوت موضي وينهيه به
في مكالمات شديدة الطول مشبعة بالمشاعر الدافئة وبرونق الحديث ومتعته
ورغم الفارق الكبير بين توقيت الدوحة وسنغافورة ولكن هذا لم يكن عائقا بينهما وموضي تقلب جدولها اليومي على توقيت سنغافورة
وحمدت الله أن المنافسات اليوم في يوم إجازتها من العمل

كانت المنافسات ستبدأ بعد نصف ساعة لذا هاهي تجلس متخشبة وبيدها كأس من (الكرك)
فوجئت بدخول لطيفة يتبعها أولادها الأربعة
موضي بانزعاج لطيف: وش جايبكم يالمزعجين؟؟ اليوم نهائي راكان
اسحبي شواذيش واطلعي برا

الأطفال الأربعة ركضوا للأعلى
ولطيفة ألقت بحقيبتها على المقعد: نعنبو دار عدوينش حتى السلام ماخليتني أسلم
وبعدين وش نهائي راكان.. أبي أروح أنا وأنتي للسوق.. قومي

موضي برفض استنكاري: وش سوقه أنتي بعد؟؟ أقول لش نهائي راكان تقولين لي سوق؟؟
وبعدين كل يوم كنت أروح معش.. اليوم سوري.. نهائي راكان

لطيفة تضحك: سجليه وشوفيه عقب

موضي تضحك ضحكة تمثيلية: الله يخلف على مشعل اللي أنتي مرته وأمي اللي أنتي أكبر بناتها
قومي طسي روحي للسوق بروحش.. حافظة أسواق قطر مجمع مجمع وشارع شارع وداعوس داعوس
يمكن لو احتاجوا خبير في الأسواق يأخذونش

لطيفة تضحك: الله وأكبر عليش يأم عيون
وش أسوي يوم إنكم كلكم مافيكم فايدة.. لا سوق عرايس نافعين
ولا سوق عيد نافعين.. ولا حتى سوق رمضان نافعين

موضي ترقص حاجبيها: وليش نتعب نفسنا وعندنا وحدة مشفوحة على السوق
وممنونة تسّوق وتشرى لنا وللجيران بعد

لطيفة تبتسم: الشرهة علي مهيب عليش.. وإلا حد يتكلم مع وحدة عقلها في سنغافورة
أنتي وأنتي عقلش في رأسش مامنش فود.. وأشلون لا صار في ديرة ثانية
ثم ألتفتت لطيفة حولها: زين وين أمي وجدتي؟؟

موضي بابتسامة: مسيرين على بيت عمي محمد يتقهوون عندهم

لطيفة تضحك: مسيرين؟؟ وإلا أمي هيا درت بزعل العنود على فارس ورايحة تغسل شراعها.. كل شيء عندها ولا فارس

موضي تضحك: هذا أنتي عارفة سبب الزيارة.. والله يعين العنود عليها
ثم أردفت باهتمام: إلا الشباب وش مزعلهم من بعض؟؟

لطيفة هزت كتفيها: ماحد منهم راضي يقول.. يقولون خلاف وبس
ثم أكملت بجدية: وبعدين أنتي وفارس اللي صحوبية.. إسأليه

موضي باستنكار: لا لا لا.. أنتي صاحية؟؟؟.. كنش ما تعرفين فارس.. ما يحب حد يتدخل في خصوصياته


وهما في حوارهما نزل سلطان بوجه منقلب وبه آثار النوم
قبل رأس كل من شقيقتيه ثم جلس وهو يسكب لنفسه كأسا من الحليب

لطيفة همست لموضي: وش فيه الأخ ماد البوز شبرين؟؟

موضي ابتسمت وهمست لها بخفوت: عطيه دقيقة وبتدرين
كل يوم على ذا الموال

وبعد أقل من دقيقة كان سلطان يهمس من بين أسنانه: لطيفة.. حماش الشيخ ناصر بيطول وهو ذالف بأختي

لطيفة تبادلت النظرات مع موضي وهي تكاد تنفجر من الضحك
ثم همست بمرح: "أختك"؟؟؟
ليه أنا وموضي وريم ويش؟؟ قطاوة الفريج؟؟

سلطان بمزاج مقلوب: لطيفة تكفين لا تستهبلين علي
أنتي عارفة أنكم كلكم خواتي وعلى الرأس والعين
بس هذا أنتو ثلاثتكم قدامي وملوعين كبدي.. أسال عن مشاعل لأنها هي اللي مسافرة

لطيفة تعيد جملته: "تسأل عن مشاعل لأنها هي اللي مسافرة"؟؟
ثم أردفت بنبرة عادية مصنوعة: أمس ناصر اللي هو رجّال مشاعل اتصل في مشعل ويقول هناك خوش جو
ويبون يسوون جولة على كل أسبانيا..فيقول يمكن يأخذون شهر كامل

كان سلطان يرتشف من كأسه وهي تتكلم.. فشرق وكح
وموضي قفزت مرعوبة وهي تتناول الكأس يده وتمسح وجهها و تهمس بغضب للطيفة التي استغرقت في الضحك: حرام عليش بغيتي تذبحين الصبي

لطيفة تضحك: خليه.. لمتى وهو واقف للمرة ورجّالها
ماعاد هو ببزر خليه يصطلب شوي

سلطان وقف وهو يهمس بغيظ: بأروح أبدل ثيابي
ما يسوى علينا ذا السؤال.. طلع علينا بأكثر من بيع السوق

لطيفة مازالت تضحك وهي ترى سلطان يغادر.. وموضي التفتت لها: حرام عليش فجعتيه

لطيفة تحاول أن تتماسك لتهمس بهدوء: يأختي خليه يفك من مشاعل شوي ماصدقنا يزين وضعها هي وناصر
ثم أردفت باستعجال: هاه بتروحين معي؟؟

موضي بهدوء ثابت: لا فديت عينش.. أصلا كلها خمس دقايق وتبدأ منافسات النهائي
فأنتي توكلي على الله

لطيفة وقفت لترتدي نقابها وتعدل عباءتها: خلاص بأروح بروحي ولو أنه مشعل ما يحب أطول في السوق وأنا ما معي إلا الخدامة

وهي تقف عند الباب همست لموضي بعفوية: إيه نسيت أقول لش
حمد ولد عمتي وصل من السفر البارحة في الليل
قولي لأمي عشان تهني خالي وعمتي بسلامته

وقتها كانت موضي تصب لنفسها كأسا آخر من الكرك وعائدة لمقعدها
ولطيفة قالت جملتها وخرجت
ليسقط الكأس من يد موضي على الرخام
وينكسر بصوت مدوٍ
ويتناثر السائل الساخن على قدميها



 
 توقيع : قمرهم كلهم




رد مع اقتباس