الموضوع: أسى الهجران
عرض مشاركة واحدة
قديم 10-11-2010, 12:23 PM   #93 (permalink)
قمرهم كلهم
مستشار المؤسس ~

 
الصورة الرمزية قمرهم كلهم

 آلحـآله ~ : قمرهم كلهم غير متواجد حالياً
 رقم العضوية : 9952
 تاريخ التسجيل :  May 2010
 فترة الأقامة : 5577 يوم
 أخر زيارة : 10-19-2014 (08:38 PM)
 النادي المفضل :
 الإقامة : 
 المشاركات : 8,755 [ + ]
 التقييم :  40
  معدل التقييم ~ : قمرهم كلهم is on a distinguished road
 زيارات الملف الشخصي : 14118
 الدولهـ
Qatar
 الجنس ~
Female

  مشـروبيُ ~

  كآكآوي ~

  قنـآتيُ ~

 MMS ~
MMS ~

  مدونتيُ ~

لوني المفضل : Cadetblue
 
 

افتراضي رد: أسى الهجران



مستشفى النساء والولادة
غرفة في الطابق الخامس
بعد صلاة الفجر وقبل شروق الشمس


يجلس جوارها ويحتضن كفها بين كفيه ويرفعه بين الفينة والفينة ليطبع عليه قبلة عميقة مثقلة بالندم والوجع:
تكفين لطيفة سامحيني
أنا ماني بقادر أسامح روحي
بس أنتي طول عمرش قلبش كبير
أنا ما أقدر أتخيل حياتي وأنتي زعلانة علي
الدكتورة طمنتي على صحتش.. والله يعوضنا عن اللي راح
العوض بسلامتش يأم محمد

لم ترد عليه.. ولكنه يعلم أنها واعية وتسمعه..
غاضبة؟؟.. عاتبة؟؟؟
مستعد لإرضاءها حتى آخر يوم في عمره
المهم ألا تجفوه.. أو تبعده عن دفء حنانها

استمر مشعل يتحدث مطولا
يسترضيها حينا.. ويناجيها حينا آخر
حتى همست بنبرة رتيبة وعيناها مغلقتان: عيالي حد عندهم؟؟

ابتسم مشعل: أمي عندهم
كلهم نايمين.. مابعد حد منهم صحا من نومه

حينها لفت جسدها قليلا لتعطيه ظهرها وهي تهمس بذات النبرة الرتيبة:
شوف إذا الدكتورة ممكن تكتب لي خروج
مافيني شيء يستلزم التنويم



*************************



واشنطن
بيت يوسف


مازال يوسف يغلق عليه وعلى باكينام باب غرفتهما
يحاول امتصاص غضبها من غير جدوى
هو يراها مخطئة وتبالغ في الخطأ
ولكنه لا يستطيع تركها بل يستحيل
إذا كان أساسا كان رافضا لتركها وهو يشك بها
فكيف بعد أن تأكد من براءتها؟!!
إطلاق إسارها هو رابع المستحيلات

يوسف يتنهد بعمق: خلينا نتفاهم

باكينام ترفع حاجبا وتنزل الآخر: نعم؟؟ نتفاهم؟؟
انته بتعرف تتفاهم؟!!
أنته مخلوء همجي.. وأنا مستحيل أعيش معاك

يوسف يعاود التنهد ثم يرد عليها ببرود: وأنا مستحيل أطلئك

باكينام بغضب: ما تخلينيش أدخل بابا وعمو طاهر

يوسف يهز كتفيه ثم يتوجه للجلوس على السرير ويقول بهدوء متمكن:
دخليهم
لعلمك ولو كنتي ناسية أنا راجل في التلاتين.. مش عيل
ومافيش حد هيجبرني أطلئ مراتي

باكينام بتحدي ولثاني مرة تقولها بعد زواجها من يوسف: هأخلعك

يوسف بابتسامة: ومالو.. وأنا هأعين محامي شاطر.. وكل ما يحكمو لك هأستأنف
لا وهاديله وكالة عن الموضوع ومش هاحضر الجلسات وهاريح دماغي
والمحاكم حبالها طويلة

عدا أنه عشان ترفعي قضية الخلع لازم نكون في مصر
فاصبري لحد ما نرجع مصر.. هدنة يا باكينام هدنة ربنا يخليكي

باكينام بصدمة: وأعيش معاك لحد ما نرجع مصر.. مستحيل.. مستحيل
ثم أردفت بألم: والهدنة مش أنا اللي خربتها

قالتها وهي تلمس خدها المشتعل احمرار

يوسف يتنهد: اسمعيني باكي.. أنا وأنتي كلها 3 شهور ونخلص دراسة
حرام عليكي تشغليني وتشغلي نفسك
خلينا نخلص بالطول أو بالعرض

باكينام برفض: وأعيش معاك في نفس المكان.. مستحيل مستحيل

يوسف بهدوء: خلاص أنا اللي هامشي.. بس أنتي ما تسيبيش البيت
اديني بس ربع ساعة
هأخذ لي كم غيار.. واخذ أوراقي واللابتوب بتاعي من المكتب وأمشي
بس ما تنزليش لحد ما أمشي
أنا مش حمل ستاتك وزعلهم

يوسف تناول حقيبة صغيرة ووضع فيها بعض الملابس
ثم توجه للباب ولكنه مر بباكينام أولا
وقف أمامها يتأملها للحظات
وهي تنظر له بتحدٍ مشبع بالألم
حينها مد يده وهي انتفضت برعب أن يكون سيودعها بصفعة
ولكنه ربت على خدها المحمر وهمس بعمق وهي تبتعد عن مدى يده:
أنا آسف يا باكي
وبحبك.. بحبك بجد
وعلى ئد ما بحبك وأغير عليكي كان تصرفي متطرف وغير متوقع
حاولي تحطي نفسك مكاني






مازلنا في بيت يوسف


العجوزان تجلسان في الأسفل
تتبادلان النظرات المستغربة
فباكينام أطالت غيابها في الأعلى

نزل يوسف
لم يتحادث معهما
توجه لمكتبه وغاب قليلا ثم عاد لهما
وقف أمامهما ثم همس باحترام:
هناك مشكلة صغيرة بيني وبين باكينام
وأنا سأغادر المنزل
وأنتما اعتبرا نفسيكما في بيتكما
وماريا وسانتياغو في خدمتكما في أي شيء

ثم حمل حقيبته وغادر
بعد دقائق نزلت باكينام
كانت تنزل بثقة وهي ترفع رأسها
ما أن رأتها العجوزان حتى قفزتا
وكل واحدة منهما تفتح عيناها للحد الأقصى
ثم بدأت العبارات الحادة بالانهيال.. خليط قديم وجديد من كلمات عربية وتركية وانجليزية وايرلندية
بين لغة الأصل ولغة الممارسة:
الحقير.. يقول مشكلة صغيرة
كل هذا ومشكلة صغيرة؟؟
ثم يهرب كالجبان.. إلى أين ذهب الحقير؟؟
العربي الهمجي
اتصلي به ليعود.. إذا كان ضربك ونحن هنا
فماذا فعل بكِ وأنتِ وحدكِ؟!!

باكينام أوقفت سيل الشتائم والغضب المتدفق وهي تقول بحزم:
بس
تعرفي يأنّا أنتي وفيكتوريا.. أنتو أخر حد يتكلم
الرجاله الاتراك في المركز الاول بين شعوب العالم في ضرب ستاتهم
.
والرجال الإيرلنديون النساء عندهم كالأحذية التي يرتدونها في أقدامهم
.
يوسف أول مرة يمد ايده عليا
وأنا اللي غلطت عليه
وماحدش يتدخل بيني وبين جوزي
.

العجوزان انقلب حالهما للنقيض فجأة
وهما تبتسمان
ثم تربتان على كتف باكينام:
هذه ابنتنا فعلا


باكينام تنهدت وجلست
لم تكن تريد الدفاع عن يوسف
ولكنها تعرف جدتيها تماما.. لو سمحت لهما بالتدخل
سيحيلان حياتها جحيما حربيا
لذا فلابد أن تحرص من البداية على تنحيتهما عن مشاكلها حتى تريح رأسها
أن تفعل كما فعلتا هما
فكلتاهما لم تسمحا لأهلهما بالتدخل في حياتهما أو مشاكلهما مع زوجيهما



*****************************



اليوم التالي على كل الجبهات
انجلاء غبار المعارك



*******************************



قسم راكان

موضي لم تنم إلا قليلا
فهي من بعد صلاة الفجر لم تنم
أعدت فطور راكان
ثم التهت على جهازها المحمول لتعد بعض البرامج المطلوبة منها لعملها
لأنها تريد الذهاب للعمل لتسليمها ثم تطالب بتمديد إجازتها لأسبوعين آخرين
رغم أنها كانت تريد العودة للعمل لتلتهي عن غياب راكان من ناحية وحتى تثبت أقدامها في عملها الجديد من ناحية أخرى
ولكنها الآن ستلتهي مع أولاد لطيفة بعد سفرها للعمرة ولابد أن تتفرغ لهم

أنهت عملها حوالي الساعة التاسعة
ثم توجهت لراكان النائم على فراشه الأرضي
جلست جواره وهمست بخفوت رقيق: راكان.. راكان

فتح عينيه ببطء ثم ابتسم وهمس بنعاس: تدرين أحلى صباح عندي لما أفتح عيني
ويكون أول شيء أشوفه وجهش

موضي ابتسمت: الكلام هذا تقوله وأنت بكامل قواك العقلية؟؟!!
أو مازلت تحت تأثير النعاس وكوابيس خرعة البارحة علي ومني؟؟

راكان اعتدل جالسا وهو يبتسم: منش أحلى خرعة.. خوفيني كل يوم

مازال كلاهما جالسين على الأرض.. همست برقة: زين ياالخواف.. توديني للدوام مثل ماقلت لي البارحة؟؟

راكان بحنان عذب: أودي مندوبش لو جاني

أنزلت موضي برأسها بخجل.. دائما يخجلها بلباقته ولطفه وكلامه
مع انخفاض رأسها للأسفل تساقطت بعض خصلها الناعمة على وجهها
مد راكان يده ورفع الخصل ودفعها لما خلف أذنها وهو يلمس خدها بطريقة عفوية لم تكن عفوية
كلاهما التمس والتبس وشررات كهربائية تندلع بين الخد واليد
موضي نهضت بارتباك وهي تهمس: يالله غسل عشان نتريق.. انتظرك برا

راكان تنهد بعمق
مازال عاجزا عن تفهم مايحدث له
ولكنه يعلم أن السيطرة على نفسه باتت مرهقة ومؤلمة
لا يريد إحراجها أو إيذاءها
ولكنه بات يتحرق إلى ملامستها بأي طريقة
سيكتفي بمجرد معانقة أناملها أوحتى لمس أطراف أهدابها
شيء من عبقها يعطر أنامله ويبرد بعضا من النار التي باتت تستعر في جوفه
ولكنه لا يستطيع أن يتناسى أنها قالت: أنها لا تحتمل لمسات أي رجل
لذا لجأت له ليكون هو من يحتوي ضعفها ويأسها.. لن يخذلها مرة أخرى
ويكفي رسوبه وبجدارة في الاختبار لمرة.. رغم روعة ذلك الرسوب في مخيلته المثقلة

ابتسم لمجرد الذكرى وهو يقف ليتوجه للحمام




بعد حوالي 40 دقيقة
الاثنان في سيارة راكان متوجهان لمكان عمل موضي
ويدور بينهما كالعادة حديث ممتع كلاهما مستمتع به لأبعد حد
رن هاتف راكان
التقطه وهمس بمودة واحترام: هلا والله بأبو محمد
....................
ليش؟؟ (تغير وجه راكان)
....................
الحين جايينكم (قالها بحزم مخلوط بالقلق)
.....................

موضي شعرت بالقلق من المكالمة المريبة همست لراكان بخفوت وقلق:
راكان وش فيه؟؟

راكان بهدوء حازم: بسيطة إن شاء الله
أم محمد سقطت البارحة.. بس هي طيبة وبخير وفي بيتها الحين
وبأوديش تشوفينها

موضي بنبرة موجوعة متناثرة: لطيفة سقطت.. ليه هي كانت حامل؟!!



**************************



بيت محمد بن مشعل
غرفة ناصر ومشاعل
الساعة 11 إلا ربع صباحا

ناصر يفتح عينيه على صوت حفيف خافت
ابتسم بعمق وهو ينظر لها منهمكة في عملها
بدت له كالملاك العذب مع طلتها الصباحية الأنيقة.. وشعرها الحريري القصير يتحرك مع حركتها الدؤوبة
كانت تسحب صندوقا بخفة حتى لا توقظ ناصر
وتضع فيه الشموع المتناثرة في زوايا الغرفة
ابتسم ناصر وهو يرفع رأسه ويسنده على كفه ويهمس بصوت عميق مثقل ببقايا النعاس:
صباح الخير يا قلبي

التفتت مشاعل وابتسمت برقة: صباح النور

ناصر بعمق ودود: كنها الشمس شرقت عندنا اليوم في الغرفة
وصباح النور حاف ما يمشي حالها

مشاعل بخجل عذب: صباح النور.. حبيبي

ابتسم ناصر: شاطرة
وبعدين وش ذا الأشغال الشاقة اللي بادية فيها نهارش؟؟

مشاعل برقة: وش أسوي؟؟ مايصير أخليها منثرة في الغرفة كذا

ناصر باستغراب: إذا أنا هلكت البارحة وأنا أطفيهم
أشلون أنتي شلتيهم وفرقتيهم وولعتيهم بروحش

مشاعل تتذكر نصيحة موضي تبتسم وترد بعذوبة: عشان رضاك أسوي أي شيء

ناصر بشجن: راضي يا قلب ناصر.. والله العظيم راضي.. ولو فيه شيء فوق الرضا راضي..

مشاعل أنهت مهمتها وتريد حمل الصندوق ولم تستطع لثقله

ناصر هتف لها بهدوء: خليه حبيبتي .. بأركب ساقي وأشيله أنا
قالها وهو يمد يده تحت السرير ليسحب ساقه

حينها توجهت مشاعل ناحيته وجلست على الأرض وهي تتناول الساق من يده
وهمست بحنان: أنا بأركبها.. وكل يوم أنا اللي باركبها وأفكها إذا الله أحيانا وعطانا العمر

ناصر ضغط على يديها الممسكتين بالساق وهمس بحنان موجوع: مهيب سهلة يامشاعل.. خلي منش أنا تعودت خلاص

مشاعل وضعت الساق في حضنها ومدت يديها لساقه المبتورة لتجذبها ناحيتها:
خلاص حبيبي تكفى.. لا تحط بيننا حواجز

لم تكن المهمة سهلة مطلقا على مشاعل الرقيقة وعلى قلبها الرقيق.. أن ترى مكان البتر من هذا القرب وبهذا الوضوح
ثم تركب هي الساق... ولكنها ماعادت تريد شيئا يبعد ناصر عنها أو يبعدها عنه
تريد أن يتمازجا ويتماهيا للحد الأقصى.. ومادام سيحتفظ بتركيب الساق وفكها لنفسه ستبقى حاجزا بينهما.. وهذا ما لن ترضى فيه
تريده أن يعلم انها تتقبله بل وفخورة به على كل حالاته.. بساقه أو بدونها

حاولت أن تقوم بالمهمة على الوجه الأكمل تحت بصر ناصر الذي كان ينظر لها بتأثر وشجن كبيرين
أنهت مهمتها بإتقان وسرعة رغم أنها محاولتها الأولى
ولكن مالم يعلمه ناصر ولن يعلمه أنها حفظت دليل تركيب الساق عن ظهر قلب وكان قد بقي لها أن تجرب.. لذا كانت تجربتها ناجحة تماما

ابتسم ناصر وهو يمد يديه ليمسك بعضديها ويرفعها بخفة ليجلسها جواره ويهمس: ماشاء الله عليش.. كنش متعودة على تركيبها

أنزلت رأسها بخجل.. مد ناصر يده لوجهها ووضع سبابته أسفل ذقنها ورفعه بحنان ثم همس بخفوت: إشرايش نسافر حبيبتي؟؟

مشاعل باستغراب: نسافر؟؟

ناصر ابتسم: إيه نسافر شهر عسل مثل كل الناس.. هذا فارس والعنود سافروا عقب عرسهم بأسبوعين
إحنا نسافر عقب عرسنا بشهرين.. ليش لأ

مشاعل بتردد: وشغلي اللي المفروض أبداه ذا الأسبوع؟؟

ناصر بابتسامة: زحلقيه أسبوعين.. أو تدرين؟؟ خليش ذا الفصل عندي ما أبي شيء يشغلش عني
ووعد علي أجيب لش الوظيفة اللي تبينها في المدرسة اللي تبينها مع بداية السنة الجايه

مشاعل ابتسمت وهزت كتفيها: خلاص بكيفك نسافر.. بس سالفة الشغل خلها لين نرجع ونتناقش فيها

ناصر بمرح حنون: حاضرين.. ويا الله تدللي وين تبين تسافرين.. بس أشري

مشاعل بخجل: بكيفك

ناصر يبتسم: كيفي لا.. أنا أصلا كنت مرتب لش خوش برنامج وحاجز قبل شهرين بس تفركش كل شيء.. ذا المرة ذوقش واختيارش

مشاعل ابتسمت: خلاص خلني أفكر

ناصر وقف وتحرك بناحية الصندوق: فكري ياقلبي بس لا تطولين

انحنى على الصندوق وحمله بخفة وهمس بهدوء: وين أحطه؟؟

مشاعل برقة: تحت السرير

ناصر بمرح: ومتي بيطلع من تحت السرير؟؟

مشاعل ابتسمت: السنة الجاية نفس تاريخ البارحة إن شاء الله

ناصر يضحك: وعد؟؟

مشاعل ضحكت بخفوت وعذوبة: وعد




 
 توقيع : قمرهم كلهم




رد مع اقتباس