10-11-2010, 12:20 PM
|
#92 (permalink)
|
مستشار المؤسس ~
 آلحـآله ~ : | رقم العضوية : 9952 | تاريخ التسجيل : May 2010 | فترة الأقامة :
5577 يوم | أخر زيارة : 10-19-2014 (08:38 PM) | النادي المفضل : | الإقامة : | المشاركات : 8,755 [
+
] | التقييم : 40 | معدل التقييم ~ :  | زيارات الملف الشخصي : 14118 | الدولهـ | الجنس ~ | | مشـروبيُ ~ | كآكآوي ~ | قنـآتيُ ~ | MMS ~ | مدونتيُ ~  | | | لوني المفضل : Cadetblue |
|
رد: أسى الهجران بيت محمد بن مشعل
ناصر يقف أمام باب غرفته
يتنهد بعمق
يشعر بضيق عميق.. ويتمنى لو يعود أدراجه
ولكنه وصل إلى باب الغرفة.. وليس لديه رغبة بالذهاب إلى أي مكان
ويبدو أنه مجبر الليلة على البقاء مع ذكرى أطيافها الموجعة
فتح الباب وأغلقه دون أن ينتبه للغرفة
أولا صدمته الرائحة العطرة العذبة والكثيفة
ثم حين تلفت حوله شعر بالغرابة وهو يظن أنه ربما أخطأ بالغرفة
فالغرفة كانت مطفأة الأنوار..وتغرق في أضواء عشرات الشموع بمختلف الأحجام والأشكال
عدا عن صفين من شموع صغيرة كانت تصنع مسارا محددا بدءا من باب الغرفة
والباب يفتح أولا على الصالة ثم غرفة النوم وكلاهما شاسعتان
لأنهما كانتا أساسا غرفته وغرفة راكان
ناصر شعر بالغرابة تتزايد وهو يتتبع مسار الشموع
من وضع كل هذه الشموع؟؟ ولماذا؟؟
مشى ناصر في المسار حتى وصل غرفة النوم
ليجد المفاجأة الصادمة أمامه
المفاجأة العصية على التصديق والتخيل
فتح عينيه وأغلقهما عشرات المرات.. كان عاجزا عن تصديق مايراه أمامه
بل كان عاجزا عن مجرد التخيل
كانت مشاعل تقف أمامه يلتهمها خجلها وتوترها
ولم يكن هذا هو سبب عجزه عن التخيل
بل ما كانت ترتديه
فمشاعل كانت تقف أمامه بفستان عروس أبيض حقيقي غاية في الرقي والنعومة
وبطرحتها الطويلة الناعمة
بل وحتى مسكة الورد بين يديها
ناصر تقدم أكثر
حتى وقف أمامها
فهو خطر بباله أنه من المؤكد أنه يهلوس
وأن اشتياقه لمشاعل صور له وجودها أمامه وبهذه الصورة الموغلة في العذوبة والتعذيب
كان ينظر لها بتمعن وهو مازال يظن أنه يحلم
كانت عروسا حقيقية بكل معنى الكلمة
بل أجمل وأبهى من ليلة زواجهما قبل شهرين
كانت رقيقة إلى حد الوجع
وفاتنة إلى حد الهلوسة
كانت مشاعل هي من تكلمت وهي تهمس بصوت مرتعش:
ناصر ترا بيغمى علي من الحرج لا تقعد تخزني كذا كررت سالفة الحمام وخربت الدنيا
ناصر انتفض بخفة وهو يهمس بعمق ويمد يده ليتحسس خدها ليتأكد أنها أمامه فعلا:
أنتي قدامي صدق وإلا أنا أحلم
إن كنت أحلم تكفين لا تصحيني
وإن كنت صاحي يا ويلش تجيبين لي طاري الحمام
مشاعل بخجل: ما أدري تحلم حلم حلو وإلا كابوس؟؟
ناصر اقترب أكثر ليتناول الورد من يدها ويضعه على السرير ويمسك بكفها ويحتضنها ويهمس بعمق دافئ:
أخاف من كثر ماهو حلو أشرق بحلاه
مشاعل صمتت وخجلها يحتويها ودقات قلبها تتصاعد وهي تدعو الله بعمق ألا تخذل ناصر وتفسد فرحته
ناصر رفع كفها لشفتيه وهو يطبع في باطن كفها ومعصمها قبلات دافئة رقيقة مشتاقة
ثم
أفلت يدها فجأة
وهو يهمس بمرح مقصود: دقيقة باروح أقفل باب الغرفة ثم أسحب كل المفاتيح
وخصوصا مفاتيح الحمامات
لا وعندنا حمامين هنا.. على أي حمام بألحق لو قررتي تستخدمينها كلها
مشاعل بصدمة رقيقة: ناصر أنت من جدك؟؟
ناصر تحرك وهو ينفذ ماقاله: إيه والله من جدي
وبالفعل أغلق ناصر باب الغرفة ثم سحب المفتاح وتوجه للحمامات وسحب مفاتيحها
وهو في هذا يقصد إلى إثارة مرح يمتص به توتر مشاعل وخجلها لأنه لاحظ شدة ارتعاش يدها بين يديه
ثم تذكر شيئا هاما بالفعل وهمس لها بمرح: شكلش وأنتي عروس صدق.. ذكرني بشيء كان المفروض عطيتش إياه قبل شهرين
بس تيك الليلة الله لا يعيدها مخي اختبص.. وعقب نسيت أو يمكن ماجات فرصة
وبالفعل بدأت مشاعل تتخلص من توترها وهي ترى أن ناصر يفسح ويترك لها مجالا للتنفس ويثير فضولها
ناصر وضع المفاتيح على التسريحة ثم توجه لحقيبة رسمية كانت تقبع فوق الدولاب
مد قامته الرفيعة ثم أنزلها بخفة
أدار أرقامها ثم فتحها.. استخرج علبة مغلفة بتغليف شديد الفخامة والأناقة
ثم اقترب من مشاعل وشدها بلطف وأجلسها على السرير وجلس جوارها
ثم وضع العلبة بين يديها
وهمس بعمق لطيف: هذي هدية عرسش متأخرة شوي
ثم أردف بنبرة مقصودة: أو يمكن في وقتها
ابتسمت مشاعل وهي تفتح الغلاف: تدري إني كنت أقول اللي ماعنده ذوق ماجاب لي شيء
ناصر ضحك: بعد تبين أجيب لش هدية وأنتي مخليتني أنام على باب الحمام
مشاعل ضحكت برقة مصفاة وهي تكاد تفتح الهدية: مهوب شغلي.. الهدية حقي لو وين ما نمت
ناصر وضع يده على قلبه: يا ويل قلبي.. اضحكي بعد مرة.. بعد مرة تكفين
ولكنها لم تكن تضحك ولا حتى تبتسم...بل تغرغرت عيناها بالدموع وهي ترى الهدية
ناصر بشجن: ياحبيبتي.. وشو له الدموع بعد؟؟ حرام عليش.. أقول سمعيني ضحكتش اللي تذبح.. تبكين
مشاعل ارتمت على صدره وهي تبكي: أنا أسفة يا ناصر.. آسفة على كل شيء
والله أنا ما أستاهلك.. ما أستاهلك
ناصر احتضنها بحنو وهو يطبع قبلاته على شعرها: بس يا قلبي.. وش ذا الكلام؟؟
رفعت رأسها عن صدره وهي تمسح وجهها وتهمس بتأثر: وهذا أنا خربت المكياج ووصخت ثوبك بعد
ناصر بعمق حنون: أنتي عندي أحلى من شافت عيني.. ويفداش الثوب وراعيه
والحين عطيني يدش ألبسش الساعة
ناصر مد يده للعلبة واستخرج الساعة البلاتينية الأنيقة التي حُفر على ميناها الداخلي حرفان مرصعان بالألماس
n&m
ليغلف بها معصمها الرقيق
*******************************
ذات الوقت
وذات المكان
بيت محمد بن مشعل
العنود وصلت ولكنها قررت ألا تدخل من الباب الأمامي
بل توجهت إلى غرف الخادمات بجوار المطبخ الخارجي
فالعنود رغم الحزن الموجع الذي يثقل روحها
إلا أنها لا تريد إثارة فضيحة في هذا الليل
ولا تريد أن يتعارك أشقائها مع ابن عمهم وتكون هي سببا لشرخ في العلاقة بين شباب آل مشعل التي كانت دائما مضربا للمثل في القوة والمتانة
فهي تعلم يقينا أن والدها وأشقائها لن يرضوا مطلقا بضرب فارس لها
لو لم يضربها لبقي الحق معه.. ولكنه بضربها منحها كل الحق.. وجعلها في موقع القوة
طرقت الباب على الخادمات حتى فتحن الباب.. نادت سونيا سائقة مريم وطلبت من البقية العودة للنوم
ثم توجهت للمطبخ دون أن تلتفت للسائقة حتى لا ترى وجهها
ثم طلبت منها أن تتوجه لغرفتها لتحضر لها بجامة
فدخول سائقة مريم للبيت في وقت متأخر ليس مستغربا
والعنود لا تريد إثارة ريبة أحد
فسونيا تبقى أحيانا مع مريم لوقت متأخر.. ترتب معها أغراضها أو حتى تحادثها
سونيا توجهت للداخل وهي تعرف أن هناك خطب ما
ولكنها وبعد سنوات من العمل مع مريم
تعودت أن تصمت أكثر مما تتكلم
بينما العنود غسلت ما تبقى من زينتها عن وجهها
ثم تناولت ثلجا من الثلاجة وبدأت بتدليك خدها به
فأثر كف فارس على وجهها لم يكن قويا.. وهي تتمنى أن يزول قبل صباح الغد
سونيا أحضرت البيجامة وعادت وهي تتسحب حتى لا يراها أحد
العنود همست لها بخفوت: حد شافش؟؟
سونيا بنبرة محايدة: نو
ثم عادت لغرفتها
بينما العنود أغلقت عليها باب المطبخ وأبدلت ملابسها
ثم طوت قميصها وعباءتها ووضعتهما في كيس قمامة وربطته ثم ألقته في القمامة
فهي ماعادت تريد شيئا يذكرها بهذه الليلة المرعبة
ثم عادت لتدليك وجهها بالثلج لفترة من الزمن وهي غارقة في أفكارها.. حزنها.. ومرارتها
تعلم يقينا أنها أخطأت خطئا كبيرا.. وتعلم يقينا كذلك أن فارس قاسٍ
ولكنها اعترفت بخطئها وندمت عليه واعتذرت
فلماذا يهينها بهذه الطريقة؟؟
لماذا يجرحها بهذه الطريقة؟؟
كيف هانت عليه حبيبته العنود؟!!
هل تغلبت القسوة في قلبه على حبها؟!!
هذه ليست القشة التي قصمت ظهر البعير
ولكنها الجبل الذي طحن البعير طحنا
تعلم أنه يحبها وهي أيضا تحبه
ولكنها لا تستطيع أن تكمل حياتها معه.. لا تستطيع
فالحب في قلبها سيموت ويجف مع قسوته
مع خوفها منه
الخوف ينحر الحب.. ولا يمكن أن يتعايشا معا
الحب نبتة تحتاج للشعور بالأمان حتى تعيش وتترعرع وتقوى وتزهر
ومع فارس بدأ شعورها بالأمان يهتز
لذا لن تعود..
لن تعود..
كانت أفكارها تذهب بها للبعيد في دوامات سريعة وعميقة
حتى سمعت أذان الفجر
حينها تنهدت بعمق وهي تنزل شعرها على وجهها
ثم تتوجه للداخل بثقة زائفة
وهي تستعد لاخبار من سيراها أنها باتت هنا أساسا بعد سهرة البارحة
***************************
قبل ذلك
بيت مشعل بن محمد
مشعل يعود للبيت بعد نصف ساعة من مغادرته له
فهو لم يستطع ترك لطيفة أكثر من هذا
وهو يعلم أنه جرحها وأهانها
وكأنه جرح نفسه وأهانها
يشعر بألم عميق متجذر.. يتمنى بالفعل لو استطاع قطع يده التي امتدت على لطيفة
فلطيفة ليست مجرد زوجة أو حتى حبيبة
هي أمه وأم أطفاله ورفيقة دربه.. كانت معه في كل شيء.. في فشله ونجاحاته
في كل مامر به في حياته كانت معه
لا يستطيع الآن أن يتذكر شيئا في حياته لم تكن معه فيه
حتى أيام بروده معها.. لم يكن يستطيع الاستغناء عنها أو عن وجودها جواره
دخل للبيت على عجل
فوجئ بأضواء الصالة السفلية جميعها منارة
ثم فُجع بمنظر أحد الخادمات وهي تمسح الرخام مكان سقوط لطيفة
سألها بحدة: وش تسوين؟؟
الخادمة بخوف: أنظف دم
مشعل برعب حقيقي موجوع: نعم؟؟ دم؟؟
ثم فُجع أكثر بل تمزق وهو يرى نقاط دم متباعدة بين مكان سقوط لطيفة والمطبخ الداخلي
حيث تسندت لطيفة حتى وصلت للمطبخ ونقرت على جرس الاستدعاء
مشعل شعر قلبه يهوي ويهوي من علو وهو يتوجه للخادمة بالسؤال بنبرة مرعبة: وين مدام؟؟
ثم شعر قلبه يصل الأرض ليتحطم شظايا متناثرة والخادمة تجيبه:
روح مع درايفر ونور تو ومن هوسبيتال
مشعل توجه بسرعة جنونية لسيارته ليقود بسرعة أكثر جنونا متوجها لمستشفى النساء
وهو يشعر بالاستغراب المشبع بالألم
لماذا مستشفى النساء وليس مستشفى حمد؟؟؟
كان يتصل بهاتف لطيفة ولكن لا مجيب
ثم اتصل بهاتف السائق الذي أخبره أنه أنزل لطيفة ومعها الخادمة في طوارئ مستشفى النساء
استغرق وصوله للمستشفى أقل من ربع ساعة مع سرعته الجنونية
توجه من فوره لسؤال الاستقبال عن لطيفة
أجابته الموظفة بنبرة مهنية رتيبة: توها دخلت الحين
تسقيط عادي..
بس يسوون لها تنظيف ونطلعها فوق
مشعل جلس بتثاقل على أقرب مقعد
الموظفة وصفته بـ "تسقيط عادي"
لكنه بدا له "جريمة قتل غير عادية"
هل قتل طفله حقا؟؟
هل قتله؟!!
هذا الجنين رغم أنه لم يعلم به.. ولكنه تمناه.. تمناه بكل القوة والوجع
فهذا الجنين بالذات هو ثمرة حب مصفى وولع وغرام لا متناهي
فلماذا ذهب؟؟
لماذا؟؟
ولماذا يذهب بسببه.. بسببه هو؟!!
خطرت له فكرة مرعبة.. موجعة..متوحشة في ألمها.. ولا يعلم لها سببا
"هل موت ثمرة الحب يعني موت الحب نفسه؟!!"
*******************************
بيت فارس بن سعود
قبل أذان الفجر بقليل
غرفة فارس
جالس في الصالة.. يسند رأسه إلى كفيه وأنامله تتخلل خصلات شعره
مشبع بالأسى
بل هو مشبع فوق الإشباع
يرفع رأسه للمرة الألف ليجول بنظره في المكان
ليس سوى صحراء قاحلة دون عطر أنفاسها ورقة خطواتها
أي جناية جناها على نفسها؟!!
أي جناية؟!!
يعلم أنها تحبه كثيرا
ولكنه يعلم أيضا أنه يحبها أكثر مما تحبه.. أكثر بكثير
ستصبر هي على بعده
ولكن هو كيف سيصبر؟؟ كيف؟؟
سيموت بعيدا عنها.. سيموت
وعلى الطرف الآخر يعلم يقينا أن كبرياءه الأحمق لن يسمح له أن يقف أمام عمه وأبناء عمه في موقف المذنب لطلب السماح
لوكان لم يمد يده عليها لكان الحق معه ولكان عمه وأبناء عمه وقفوا معه
فهي أخطأت بخروجها دون أذنه ولمكان نهاها عنه
ولكنه بمد يده لم يترك له حقا عليها... ففي عرفهم لم يكن الضرب يوما هو وسيلة للتفاهم أو العقاب
يستطيع تماما معرفة مشاعر أبناء عمه
فهو رغم محبته لهم جميعا على استعداد تام أن يمزق من سيمد منهم يده على لطيفة أو موضي أو مشاعل
بل هو يكاد يجن من مجرد فكرة أن واحدا منهم قد يمد يده على زوجته العنود لأي سبب وبأي طريقة
فكيف وهو من فعلها؟؟
هو من فعلها!!
مثقل بالتفكير والحزن واليأس
يريدها أن تعود اليوم قبل الغد
قبل أن ينحره غيابها
سينحره غيابها
فهو مجنون بها.. عاشق متيم.. مدله في الغرام حتى أقصى عروقه وخلاياه وأنفاسه
ولكن
كيف يعيدها؟؟
كيف؟؟ |
| |