عوضه الله خيراً منه?
كان هناك رجلاًمن العُبّــاد في مكة , وانقطعت نفقته , وجاع جوعاً شديداً , واشرف على الهلاك , وبينما هو يدور في أحد أزقـّة مكة إذ عثر على عقد ثمين غالٍ نفيس , فأخذه في كمه وذهب الى الحرم , وإذا برجل ينشد ( يبحث ) عن العقد , فقال الرجل العابد : فوصفه لي , فما أخطأ من صفته شيئاً , فدفعت له العقد على ان يعطيني شيئاً . فأخذ العقد وذهب , لا يلوي على شيء , وما سلمني درهماً ولانقيراً ولا قطميراً .
فقال هذا الرجل العابد: اللهم إني تركت هذا لك , فعوّضني خيراً منه , ثم ركب جهة البحر فذهب بقارب , فهبّت ريح هوجاء , وتصدّع هذا القارب , وركب هذا الرجل على خشبة , واصبح على سطح الماء تلعب به الريح يمنة ً ويسرة ً , حتى القته إلى جزيرة , ونزل بها , ووجد بها مسجداً وقوماً يصلون فصلى , ثم وجد أوراقاً من المصحف فأخذ يقرأ , قال أهل تلك الجزيرة : أإنك تقرأ القرآن ؟! فقال الرجل لهم : نعم , فقالوا له : عــّلـم أبناءنا القرآن . فأخذ يعلمهم بأجرة , ثم كتب هذا الرجل خطاً , فقالوا له : أتعلّــم أبناءنا الخط ؟ فأخذ يعلمهم الخط بأجـــرة .
ثم قالوا له : إن هنا بنتاً يتيمة كانت لرجل منا فيه خير وتوفي عنها , هل لك ان تتزوجــها ؟ فقال لهم الرجل : لا بأس , فتزوجهــا الرجل , ودخل بها فـــوجد العــقد ذلك بعينه بعنقها . فقال لهـــا : ما قصة هذا العقد ؟!!! فأخبرته الخبر , أن اباهــا أضاعــه في مكة ذات يوم , فوجده رجل فســّلمه إليه , فكان أبوها يدعــو في سجوده , أن يرزق أبنته زوجاً كذاك الرجل . فقال لها الرجل العابد : فأنا الرجل .
فدخل عليه العقد بالحلال , لأنه ترك شيئاً لله تعالى , فعوضه الله تعالى خيرا منه , ورزقه الزوج الصالح , والرزق الحلال .
(( إن الله طيب لا يقبل الا طيباً ))