حينَ يُطِلُّ الهلالُ مبتسمًا ابتسامة خفيَّة , يُرى وهجها في القلوبِ هذهِ الابتسامة التي تتهيئ كعصفورة فتحلق كرسائل تهنئة , ودموعٍ مشتاقة .. وعيونٍ تتحدَّثُ بالفرحِ و البذل بالعفو و الرحمة . فتبدأ الأرواحُ رحلتها العظيمَة إلى السماءِ , حيثُ الربُّ يأمرنا فنُجيبه , نكفُّ عن المعاصي رمضانُ , يا روحانيةَ تفاصيلك .. .. وجذل من وصلَ إليكَ بعد أن فقدك حولاً شاهقًا تغاريدُ الفرحِ تعلو على أصواتِ الديار لأجلك , لأجل شوقهم إليك . من بعدِ الأيامِ الخاليةِ منك . الجميعُ تلبَّستهُم قلائدُ الضياءِ , ونسجهُم النورُ روحًا أُخرى .. وسافرت أشياؤهم الساذجة مع شياطينهم لكيلا يتلوَّثوا بها بعد لقائك , بعد أيامكَ البيضاء . يا رمضان , النسمة البيضاء الرقيقة , العامرة بالفرح , الفرح المبطّن بالرضا . علّمنا كيفَ تُمسكُ رغباتنا الصغيرة الباهتة وتلفها في طي النسيان ؟ كيفَ تبثُّ فينا الانغماسَ في روحانيتك ؟ كيف تجعلُنا أقربَ إلى الله ؟ كيف تبقي التنافس بيننا و من يسبقنا إلى الله , بعيدًا عن متاعِ الدُنيا ؟ علّمنا ما الذي يجعلنا نورانيين حال حضورك ؟ هذه الأيامُ الضئيلة , الفضيلة التي تقضيها إلى جوارنا كافية لغسلنا من ذنوبنا إن صدقنا . وأصدقُ الفرحِ فرحُ الإلتقاء بك . أهلًا رمضان
التعديل الأخير تم بواسطة мαчơмί ; 07-18-2012 الساعة 06:02 AM