مدخلٌ:
سقاك الله يا تلك المغاني
بطيبتنا فما أحلى ربُاها
وباركها النسيم بكل عطرٍ
يفوح شذى و ينمو في ثراها
فما أحلا المقيل بسفح سلعٍ
وفي وادي العقيق وفي قُراها
وفي وادي قناة لنا رفاق
ٌ كزهر الروض بللهُ نداها
المدينة المنورة قديماً:
وكم لي بالمناخة من لقاءٍ
تألق بالأحبةِ في سماها
نبيٌّ شق للاسلام نهجاً
وعبدهُ و أحكمهُ اتجاها
ودك معاقل الأصنام دكاً
و دمرها و دمر من بناها
وأعلا راية التوحيد حقاً
وثبتها وثبت من رعاها
هي البلد الذي ضحَّى بمالٍ
ونفسٍ حين ضَنَّ بها سِواها
هي البلدُ الّذي مَنْ رام خيراً
وهَديَ اللهِ أوغل في هُداها
كريم مقامات تجلت بقاعهـــــــــا
بها أم آت من مقيم وزائر
من لي برؤيتها يوماً و قد عطفت
بواو أصداغها رحماً على العاني
فمُبتدىَ الحب مني نظرةٌ سبقتْ
كانت لها خبراً في نشر إعلاني
لا تنكروا جزعي لم يبقَ لي جَلَدٌ
على النوى فجهول الحب يلحاني
ولو رأى عاذلي من قد شُغِفت بهِ
لبات يأمر فيما ظل ينهاني
قربانُ روحيَ أُفديه لرؤيتها
يا ليت شعريَ هل أحظى (بقربانِ)
هذي الربوع التي أضحى الغزال بها
يرعى القلوبَ وأرعاه و يرعاني
صورٌ متفرقةٌ عن المدينةِ المنورة: سمى المدينة المنورة بيته صلى الله عليه وسلم .. وفي هذا مافيه من الشرف العظيم والتفضيل الجسيم للمدينة المنورة بانتسابها إليه وما فيه مما يفهمه العقلاء ويدركه الفضلاء ويقدره أهل العلم كل تقدير..! http://www.rasoulallah.net/Photo/alb...0435031735.jpg مدينة خير الرسل مهبط وحيــــه سقاها إلهي ماطراً بعد ماطر
ومد عليه وبله وسيولــــــــــــــه
فيغدودق الوادي بأحد وحاجر
وكم من كرامات تجلت لأهلــــــها
بلفظ روينا مسند متواتر
بها مسجد للمصطفى أي مسـجــد
به حجرة فيها الدليل للحائر
صلاة بألف يا سعادتنا بهـــــــــــا
فوائد طابت متجراً لمتاجر
به روضة مع منبر وسط جنـــــة
علت يالها من روضة لمفاخر
ومنبره والحوض تحت رتاجــــه
وهل مثله من منبر في المنابر
حاشا مُسمى القدسِ فهي قريبةٌ
منها ومكــــــــــة إنها إياها
لا فرقَ إلا أن ثَمَّ لطيفـــــــةً
مهما بدت يجلو الظلام سَناها
ونعم لقد صدقوا بِساكِنها عَلَتْ
كالنفسِ حينَ زَكَت زكا مأواها
وبهذه ظهرت مزية ُ طيبةٍ
فغدت وكل الفضل في معناها
حتى لقد خُصت بهجرة حِبِّهِ
الله شـــــــرفها بِهِ وحَباها
ما بين قبر ٍ للنبي ومنبر ٍ
حيا الإلهُ رسولَه وسقاها
هذي محاسِنها فهلل من عاشقٍ
كَلِفٍ شَــــــــجِيٍّ ناحلٍ بنواها
مخرج:
عاد المشوق إليك فاعتنقيه
ويمد كفيه فيحتضن النقا
وينام ملء الجفن يَغْمُرُه الشذا
عاد المشوق إلى ربوعك ظامئاً
لم يُبْقِ منه الشوقُ غَيْرَ ذُبَالةٍ
عَصَفَتْ بها هُوجُ الرِّياح وومضها
فدعيه يَنْعَمُ بالسلام وبالرضا
حتى إذا هدأتْ عواصفُ روحه
والحبُّ بين رفاقه وبنيه
والنَّارُ تلفحُ كلَّ عِرْقٍ فيه
ولهى تذوبُ على دروبِ التيه
كادتْ غواشي الليل أن تطويه
فالحبُّ يُشْعِلُ ضَوْءَه ويقيه
وتهدَّجَ اللحنُ الذي يشجيه
وكهوفِ صبوته ، وما تُخفيه
حـرّى يكاد شـواظُهــــا يُرديـــه