![]() |
رد: (بعد الغياب) عبدالله دخل المجلس بخطوات مترددة.. كانت نوف تسحبه من يده.. لو عليه كان وده يعطي نوف العلب.. ويرجع.. ماكان يبي يشوف جواهر عقب ماصارت زوجته.. شوفتها تذكره بكلامها الجارح المر.. كانت نوف تشده من يده تبي تجلسه.. شاف خيال أخضر جالس على الكنبة، لكن الحرقة في قلبه كانت تمنعه من التركيز.. جلس على الطرف الاخر من الكنبة.. وعينه في الأرض.. غصبا عنه ورغم محاولاته لعدم الالتفات ناحية جواهر: عينه طاحت بدايةً على قدمين لامعتين مغلفين بخطوط حرير خضراء.. طالعها ببرود مصطنع بدءً من اظافرها الناعمة اللي معمول لها فرنش منيكور، وعلى طرف الظفر وردة خضراء صغيرة.. ارتفعت عينه شوي..لسيقانها وهو لحد الحين مو قادر يستوعب الصورة البالغة الفاتنة والروعة والبهاء اللي بدأ باكتشافها جزءا جزءا سيقان مصقولة.. مشدودة.. خالية من أي شائبة كأنها سبيكتين من ذهب صافي.. وخيوط الحرير الخضراء الملفوفة بنعومة عليها تبين لونهما الاستثائي بشكل بالغ الأثارة.. عيونه ترتفع أكثر.. وببرود أكثر.. ليديها المثبتة في حضنها.. يديها مازالت ذكراها حاضرة من أول مرة شافها فيها.. لكنها اليوم أنعم واكثر إثارة بالفرنش منيكور وبتلات الورد الأخضر المتناثرة بعشوائية على أظافر يدها المقصوصة كالعادة.. ولكن أظافرها نفسها طويلة في امتدادها داخل أناملها.. عيونه المتفحصة المدعية للبرود ترتفع أكثر لخصرها الملفوف.. لصدرها النافر.. (شنو هالمره كل شيء فيها مرسوم بدقة ومحدد بمثالية .. ولكن حتى ولو.. النفس عافتها خلاص.. ومن عافنا عفناه ولو كان غالي) وصلت عينه لحد تلاقي شاطئ الفستان الأخضر بساحل المخمل الأبيض.. امتداد نحرها المبهر في تلاقيه مع عنقها المرتفع بشموخ.. عينه مازالت تكمل رحلتها بذات البرود اللي حاول التمترس والاختباء خلفه: وصل لذقنها الناعم.. ثم.. لشفايفها.. حاول يكمل رحلته.. بس لقى نفسه مجبر غصبا عنه على التوقف عند هذي المحطة.. شفايفها :الجليد والنار.. إلتقاء اليأس والأمل.. انفراجة الحسن والاغراء.. حس كأن شفايفها من رقتها ممكن تذوب في أي لحظة.. ومن إغرائها ممكن تشعل حرائق لاهبة في قلب أي حد يوقعه حظه الحسن أو ربما العاثر في أسرها ( لكن موب أنا.. موب أنا) كمل رحلته بعد ما سيطر على أعصابه ورجع أعصابه تحت جليد جرح كرامته المهدورة لأنفها الناعم المنساب برقة حادة.. لعيونها... اللي سحرته من أول مرة شافهم عبر فتحات النقاب، (لكني اليوم خلاص محصن ضد السحر) مايعرف ليش عيونها بعثت في أوصاله رعشة قاتلة.. لكنها لم تتجاوز أعماقه لتظهر على محياه.. عيونها هالمرة كانت أكثر سحر وفتنة من أي شيء أرضي أو معقول أو متخيل.. شيء يتجاوز حدود أي خيال.. وكانت لتوها تتجرأ وتقدر ترفع عينها لعبدالله.. لتلقي عيونها بعيونه في عناق طويل.. طويل عيونه فيها برود قاتل مصطنع خلفه قلب يحترق.. وعيونها فيها يأس قاتل حقيقي خلفه قلب يرتعش.. كان عبدالله يطالع بذات بروده المصطنع في شكلها الكامل.. شعرها الأسود مثل ليل معتم يحتضن بدر مكتمل البهاء.. عبدالله حس بما يشبه وخزة الألم الحادة في قلبه وهو يطالع حسنها الغير طبيعي.. عبدالله في نفسه يقول: (صحيح عمري ماشفت مره بهذي الفتنة والجمال والسحر..وخلف الجمال شيء يشدني بعنف لروحها.. لكن قلتها قبل يا جواهر.. كله ولا كرامتي) جواهر كانت خايفة ومرتبكة.. لكنها كانت تتسلح بثقة زائفة، وهي تحاول ترفع رأسها بشموخ وتحط عينها بعيون عبدالله.. عبدالله الساحر المؤلم الجارح.. الموغل في رجولته وعنفوانه وهيبته.. بنظرة عينيه الآسرة.. وهالة الضوء غير المفهومة التي تحيط به عبدالعزيز بمرح: شنو ياعرسان بتقعدون ساكتين؟؟ نوف بمرح: يبه قرب شوي من أمي كانك خايف منها.. عشان التصوير يطلع حلو.. عبدالله باهتمام: وأنتي بتخلين المصورة تطلع بصوركم؟؟ نوف بنفي: لا لا تحاتي صور مرتك المزيونة بيعطوني السيدي، والميموري كارد قبل يروحون، وأنا بأظهر الصور على طابعتي.. يالله حبيبي قرب مامي.. عشان تلبسها الدبلة والطقم.. عبدالله قرب منها شوي ببرود.. كل هدفه يحرجها شوي دامه حصل غطا هو أوامر عياله له.. وربما يخفي حتى عن نفسه أهداف أخرى.. نوف فتحت علبة الدبلة : واو يبه، صراحة رووووعة.. كانت الدبلة دبلة من الألماس غاية في الفخامة والرقي والنعومة في ذات الوقت.. نوف بحماس: يالله يبه في بنصر اليد الشمال.. عبدالله مسك ببروده المعتاد يد جواهر اللي كان إحساسها إنها بترجع اللي ببطنها كان يهاجمها.. كانت تحاول إنها تتماسك.. بس غصبا عنها لما حست بيده الدافئة تمسك يدها الصقيعية المرتعشة.. ارتعشت يدها بعنف أكبر.. عبدالله اللي كان حاس بارتعاشة يدها كمل مهمته ببرود يستحق عليه جائزة الاوسكار لإجادته لتمثيل دور البرود بينما هو يكاد يذوب احتراقا.. يكاد لفرط النار في أحشائه أن يشعل نارا قد تلتهم كل ماحوله وفي الوقت اللي كان يلبسها الدبلة، نوف ميلت على أذنه وقالت له شيء.. هو تنفيذا لأوامرها.. بعد مالبس جواهر الدبلة شال يدها وطبع عليها قبلة باردة ظاهريا محرقة داخليا.. جواهر لما شافته يرفع يدها لشفايفه.. حست إنها خلاص بترجع.. لكنها تماسكت، وهي تدعي ربها ما يفشلها في عيالها ويكسر فرحتهم.. نوف بفرح: واو باباتي.. شاطر.. يالله الطقم.. جواهر اللي كانت اول مرة تتكلم من دخلة عبدالله عليهم، قالت بصوت مبحوح حاولت تبث فيه أكبر قدر من الثقة: خلاص نوف لا تلحين على أبوج.. (وهي تتمنى إن ربي يعتقها من تلبيس عبدالله الطقم لها) نوف بخيبة أمل: يبه .. ما تبي تلبس مامي طقمها.. عبدالله ببرود خبيث وهو يطالع جواهر اللي وجهها كان إشارة مرور: لا حبيبتي أنا يسعدني ألبس مامي طقمها (وشدد على كلمة مامي).. عبدالعزيز كان يطالع بهدوء وهو حاس بسعادة حقيقية وهو يطالع أمه وأبوه ويقول في نفسه(فعلا انخلقوا لبعض) نوف تفتح الطقم، تهتف بانبهار: جد بابي واو واااااااو وااااااااو... مذوق يابو عزوز.. كان طقم ألماس وزمرد مبهر وحصري في تشكيله، العقد ناعم، لكن الأسوارة عريضة، الحلق ناعم وطويل، والخاتم فخم ومتوسط الحجم.. عبدالله وهو يطالع جواهر بنظرة خاصة: الحين عرفت ليش أصريتي على طقم يكون فيه زمرد اخضر.. وعندج حق.. أول شيء ناولته نوف الخاتم، لبسها إياه في يدها اليمين... وبعدين الأسوارة لبسها إياه في معصمها اليمين.. ومع مسكه لمعصمها كانت جواهر تحس بتوترها يتعالى... في الوقت اللي عبدالله كان يتعامل مع الوضع ببرود شديد البراعة.. جاء دور العقد، قرب عبدالله أكثر واكثر منها.. في الوقت اللي حنت جواهر عنقها له.. وهي تلعن الساعة اللي خلتها توافق على فكرة تلبيس الطقم هذي.. كان عبدالله قريب منها كثير.. كانت أنفاسه الدافئة المعطرة تصدم بعنقها الطويل في الوقت اللي جبينها يكاد يلاصق كتفه.. طول عبدالله بتقصد غير مقصود ظاهريا وهو يلبسها الطقم واصابعه تلامس بنعومة عنقها.. لحد ما نجحت مهمته ولبسها .. يالله بابي الحلق.. (نوف بحماس) جواهر حاسة خلاص إنها انتهت: ماما نوف خلاص الحلق بألبسه بنفسي.. عبدالله ببرود يقتل: أنا أحب أكمل مهمتي بنفسي.. بدأ بالفردة اليمين.. جواهر لما حست بأصابعها على شحمة إذنها.. توترت وإحساس الترجيع واصل حده وحمدت ربها إنها ماكلت شيء من البارحة، او كان سوتها ورجعت على ثوب عبدالله.. الفردة الشمال.. وانتهت مهمته وجواهر تنهدت براحة لخلاص العذاب هذا.. وكانت تبي تنط تقوم.. لولا إن نوف قالت بفضول: بابا فيه علبة ثالثة ..وش فيها..؟؟ عبدالله بحب لبنته: افتحيها.. هذي هديتي أنا لمامي على قولتج.. فتحت نوف العلبة بسرعة: كانت ساعة ستايل جدا مرصعة كلها بالألماس.. وفيها زمرد أخضر ناعم جدا.. نوب بانبهار: واو بابي تجنن.. والله كلك ذوق.. عبدالله بهدوء: أنا شفتها حسيتها تلبق وايد مع الطقم.. وأمج تستاهل أكثر.. قالها وهو يطالع جواهر بنظرة غامضة.. عقب عبدالله خذ الساعة ولبسها جواهر في معصمها اليسار.. ورجعت جواهر تبي تنط.. على أساس أن التعذيب خلص بس نوف وقفتها وهي تهتف بحماس: يالله يا بابا خلصت التلبيس.. يالله البوسة عشان الصورة... وصارت تصفق وتقول : بوسه هوهوه. بوسة.. هوهوه وعبدالعزيز أخوها يضحك على خبال أخته.. ************* جواهر سمعت طارئ البوسة ، توترت.. وش بوسته بعد؟؟ بس لأنها تعرف إن البوسة اللي بعد تلبيس الطقم، تكون على الرأس.. فما اهتمت وايد.. (خله يبوسني على رأسي ونخلص من ذا السالفة.. وذا البنت اللي جننتني) جواهر قالت كذا ودنقت شوي.. على أساس تتيح لعبدالله فرصة يقبل رأسها.. لكنها فوجئت بأصبع عبدالله تمتد برقة/بقوة تحت ذقنها.. وترفع وجهها، وعينها تجي بعينه وعيونه فيها نظرة غامضة وعميقة قبل ما تستوعب أي شيء كانت تحس بملمس شفايفه على شفايفها، في قبلة عميقة.. ناعمة.. ومستحوذة.. عبدالعزيز كح.. وصد عنهم.. نوف قالت بتوتر في الوقت اللي كان عبدالله يسحب شفايفه بهدوء عن شفايف جواهر: يبه الله يهداك البوسة هذي في غرفتكم مو قدامنا.. المفروض تبوسها على رأسها عبدالله ببرود.. تحته بعض خجل لم يظهره للعلن.. وكثير من الانفعال اللي تركه احساسه بملمس شفايف جواهر الملهب: يا أبوج أنتي اللي صجتينا بوسة بوسة وماحددتي لي مكان.. وأنا أعرف الرجّال يبوس مرته كذا.. هي موب جدتي عشان أتوقع إنج تبيني أبوسها على راسها.. جواهر كانت في عالم ثاني.. كانت بتموت من الحرج من عيالها، وخصوصا من ولدها.. (الله يوريني فيك يوم ياعبدالله.. كذا تسويني فيني قدام عيالي) جواهر وجهت كلامها لنوف اللي كانت مشغولة مع المصورات تطلب منهم يمسحون المشهد والصورة اللي قبل شوي: يمه خلاص نروح داخل؟؟ عبدالله مسك ذراعها بقوة مستحوذة /برقة صارخة: أنتظري شوي.. أبي أقول لج شيء.. جواهر حست بلسعة نار من ملمس يده على ذراعها العاري بعدين وجه كلامه لعياله: عبدالعزيز انطرني برا، وأنتي يا نوف روحي داخل.. |
رد: (بعد الغياب) أول ماطلعوا عيالهم جواهر ألتفت على عبدالله بغضب ناري: ممكن أعرف أيش معنى الحركة السخيفة اللي أنت سويتها..؟؟ عبدالله قام من جنبها وجلس على كرسي لوحده.. ورد عليها ببرود مثلج: مافيه داعي تسوين فيلم.. سوء تفاهم غير مقصود... المرة الجاية أجيب ماجلان او غارمن متخصص بتحديد مواقع القبلات وفق للأفكار النسائية.. وانا أيش عرفني بخرابيطكم؟؟.. ولا تخافين على الشرف الغالي.. محفوظ....... أنتي عندي مثلج مثل الكرسي اللي أنتي قاعدة عليه.. جواهر بغضب: إحنا موب اتفقنا على عدم التجريح.. عبدالله بهدوء مثلج: عشان نحط النقاط على الحروف أنا ما أضمن لج إنه موقف مثل هذا أو غيره ما يتكرر عشان أبين لعيالنا إنه حياتنا حياة أزواج عادية.. مو كل مايصير شي بتسوين لي فيلم.. جواهر بقرف: وهذا اللي انت جلستني عشان تقوله.. عبدالله ببرود: لا جواهر ببرود أكبر: وطيب؟؟ عبدالله بنفس اللهجة الباردة: لبس مثل اللي أنتي لابسته ما تلبسينه مرة ثانية قدام الناس.. يعني ماباقي شيء ما طلعتيه.. باقي تتفسخين.. جواهر اللي ولع وجهها من الاحراج، لكنها ردت ببرود: هذي غيرة.. أو مجرد فرض سيطرة.. عبدالله ببرود: اعتبريه مثل ما تبغين.. المهم تنفذين.. عبدالله وهو بيطلع... فوجئ بنوف وهي داخلة عليهم ساحبة المصورة الفوتوغرافية: يبه.. يمه.. باقي صورة وأنتو واقفين جنب بعض.. جواهر طفشت خلاص.. وتبي تخلص من عبدالله.. لكن عبدالله اللي كان مستمتع بإحراجها، قال: حاضرين وجذب جواهر بقوة حانية من خصرها ناحيته.. لصقها فيه ويده على خصرها.. كان طولها مع الكعب يتجاوز كتفه بسنتمتر واحد بس.. جواهر حست بيده على خصرها مثل نار تحرقها.. ماصدقت تخلص الصور عشان تدخل لداخل.. وعبدالله يطلع لولده اللي ينطره في الحوش.. ************ أول مادخلت جواهر البنات كلهم نطوا.. عشان يشوفون طقمها ودبلتها والساعة اللي كانت مفاجأة لهم.. وسط صيحات الإعجاب والانبهار والاستحسان بعدها جواهر جلست.. نجلاء نطت تجلس جنبها وهي تهمس في أذنها: والله مذوق أبو الشباب... إلا شأخباره؟؟ جواهر بغضب مكتوم وصوت واطي: الله يأخذه ابو الشباب.. قولي أمين.. نجلاء باستنكار : لا حرام عليج.. خلاص صار ريلج مايصير تدعين عليه.. جواهر بحقد: قهرني واحرجني بشكل ما تتخيلنه.. نجلاء بمودة: لا تلومينه.. من يشوف هالزين ومايخبط المخ عنده... جواهر بصوت واطي: لا من هالناحية لا تهتمين، كان ثلاجة فريزر.. وأنا عنده مثل الكرسي على حد قوله.. نجلاء بعيارة: لا تصدقينه يخرط عليج.. وبعدين شنو هالرجّال يا جيجي.. إحنا قعدنا نطالعه من الدريشة.. صراحة ما أقدر أقول شيء غير مسكت.. مســــــــــــــــــكـــــــــــــت.. والله حتى مسكت شوي عليه.. هذا القاموس كله ما يكفي لوصفه.. جواهر بعيارة: أنتي جاسم مارجع؟؟ نجلاء بحب: بلى فديت روحه رجع.. جواهر وهي حابة تفرفش وتنسى الهم شوي: زين هذاك اليوم في البنك عديتها لج... عشان جاسم موب موجود.. اليوم حدج ما تقربين صوب عبودي الله يأخذه ويرحيني منه.. نجلاء وهي تضحك: على قولت بنت خالج موزة يوم شافته: إن الله جميل يحب الجمال.. وعبدالله يا أختي شيء فوق الجمال بمراحل وايد.. جواهر تضحك: موزة عطته عين.. خلاص راح الدكتور فيها.. موزة اللي نطت جنبهم: سامعة اسمي... الله لا يبيح منكم... لو كنتو جبتو سيرتي بشيء .. إلا تعالي جيجي.. هالرجّال من وين جبتيه؟؟.. أنا خلاص راحت علي.. أخليهم يسوون لبناتي 2 مثله.. خلي بناتي يعيشون.. وبعدين ميلت على أذن جواهر وقالت شيء.. جواهر ولع وجهها منها: أنتي من يوم خذتي غانم وأنتي مضيعة السنع... قومي... قومي من جنبي.. موزة تضحك: عدال.. زين دواج عندي.. ورجعت تميل على أذن جواهر.. وقتها جواهر عصبت.. و قبصتها في ذراعها.. موزة ماسكة ذراعها وتضحك: ول قبصتها والقبر.. بس والله ما خليها لج.. إذا ما استلمتج.. ما أكون بنت أبوي ************* الساعة 3 الصبح سعود داخل بيتهم الهم ماليه.. ماكان يبي يرجع.. هو عارف إن دانة طلعت من اليوم المستشفى.. وأكيد راحت بيت أبوها.. لولا المطر اللي جاء ودخل عليهم في الخيمة، ماكان رجع.. الدوحة بكبرها حاس بضيقه ذابحته منها.. فتح الباب بدون اهتمام.. أول شيء صدمه الريحة اللي هبت عليه أول مافتح الباب.. كانت ريحه بخور مختلطة مع زيوت عطرية..ريحة عذبة ونفاذة.. استغرب من اللي بيبخر غرفته.. وعقب عصب مين اللي تجرأ ودخل غرفته وبخرها بدون ما يستأذنه.. ولع النور اللي كان مطفي..ودخل وهو داخل حس إن الغرفة فيها تغيير كبير.. كوشيات ملونة مرمية على الكنبات.. صحن كرستال فيه ورد مجفف على الطاولة.. مفارش حرير وشنتون هندي على التلفزيون والطاولات.. والأهم الأهم الأهم الأهـــــــــــــــــــــم المخلوق اللي نايم على الكنبة.. حس سعود إن قلبه بيوقف.. وفعلا رجوله ماكانت قادرة تشيله.. فجلس على الكرسي المقابل للكنبة وهو يطالع في دانة اللي كانت مستغرقة في نوم عميق.. ومتغطية موب باين منها إلا وجهها.. جلس سعود وقت طويل.. زمن طويل ما ينحسب بالدقايق أو الساعات..زمن مسروق من عمر الفرحة اللي هزته بعمق.. كان متخيل أي شيء أي شيء.. إلا أنه يلاقيها قدامه.. "لا وأنا اللي ما كنت أبي ارجع" جلس يتأمل وجهها يبي يشبع منه.. بس كان كل ما يطالع فيها أكثر.. كل ما يحس إن شوقه لها أكبر واكبر.. أخر شيء قرر يسحب نفسه ويقوم.. عشان يأخذ شاور ويبدل ملابسه.. دخل غرفته وكانت صدمته أكبر.. وأكبر.. المفرش الراقي المفروش على السرير مع العديد من المخدات بمختلف الأحجام.. الأغراض المرتبة على التسريحة.. عطورها ومكياجها على جنب، وتركت عطوره على جنب صغير جدا بعد ما تعبت التسريحة بعلب لا حصر لها .. وأهم شيء على التسريحة: صورة لها في برواز.. حس قلبه بيوقف وهو يطالع الصورة كانت صورتها في مناسبة بفستان سهرة.. حس في قلبه بعذاب صارخ لمنظرها اللي هزه بعنف.. كان سعود مستمتع وهو يسكتشف أغراضها اللي أعطت للغرفة زخم أنثوي حميم.. راح للدولاب عشان يطلع فوطته وملابسه.. فوجئ بملابسها تحتل الدولاب.. عصب: "وملابسي وينها؟؟" فتح الناحية الثانية من الدولاب.. لقى ملابسه الداخلية مصفطة ومرتبة بتنظيم شديد ، وثيابه وغتره وبدله العسكرية معلقة بنظام.. حس سعود بألم عميق في قلبه مايعرف له سبب... ورجع يفتح الدولاب اللي فيه ملابسها.. يتلمسها بحنان وهو ومايعرف سبب الحزن الغريب اللي غزا قلبه.. حط بيجامته على السرير.. وخذ فوطته ودخل الحمام.. اعتقد إنه يدخل حمام غير حمامه.. طقم الحمام الراقي بذوق أنثوي بأكسسوراته الكثيرة على المغسله... وفوطه، وسجاجيده الصغيرة المفروشة على أرض الحمام..وسلة الغسيل.. وسلة المهملات.. بقرب المغطس الكثير من علب الشامبو والكريمات والجل والغسول ..أشياء عمره ماشافها ولا اهتم فيها.. سعود في داخله تساؤل محموم ومؤلم: بما إنه جابت أغراضها كلها.. ونثرتها بهذه الطريقة في كل الغرفة، هل معنى هذا إنها قررت إنها تقعد معي؟؟ الأمل في قلب سعود كان كبير.. لكنه ماحب إنه يخلي هذا الأمل مفتوح.. لأنه يعرف عناد دانة، ومايعرف شاللي ممكن يدور في رأسها.. ***************** قبل ذلك حوالي الساعة 12 في بيت جواهر.. أم فهد استاذنت.. وموزة عشان عيالها.. ونجلاء عشان حمودي.. وشمسة والعنود اتصلوا فيهم فهد وطلال وكانوا يطلعون.. وحصة ونورة بعد ماشافوا الكل بيروح.. قرروا يستاذنون.. جواهر متوترة لأقصى حد.. نوف اتصلت في أبوها: يالله باباتي.. نمشي؟؟؟ الكل راح.. جواهر من سمعتها تكلم أبوها قلبها وقف.. طلعت تغير ملابسها.. قبل يجي عبدالعزيز.. لبست تايور أخضر لونه مناسب لتسريحتها ومكياجها.. كانت تبي عبدالعزيز يشوفها متأنقة ومتألقة.. عشان يحس إنها مبسوطة.. وما يحاتيها.. نزلت جواهر عبايتها على يدها.. كان عبدالله وعياله وأخوها قاعدين تحت ينطرونها.. نوف صارت لابسة عبايتها.. كانت تنزل بثقة رغم إن داخلها يذوب توتر واضطراب ماتعرف أشلون تسيطر عليه.. غصبا عنها كان نظرها وهي تنزل مركز على عبدالله اللي كان يطالعها ببرود.. أول ما وصلت نط عبدالعزيز يحضنها.. ويبارك لها.. كان نفسها تبكي في حضن عبدالعزيز.. لكنها مستحيل تسويها قدام عبدالله.. عبدالعزيز يوجه كلامه لعبدالله بتاثر: عبدالله تكفى.. وصاتك أم عبدالعزيز.. عبدالله بمودة وثقة: في عيوني يا بو منصور.. نوف لأخوها: عزوز قوم جيب شنطة أمي من فوق.. سيارة عبدالله البنتلي واقفة في الحوش قدام باب البيت على طول.. جواهر لبست عبايتها ورجعت تحضن عبدالعزيز.. وقتها ما قدرت خلاص.. بكت وبعنف : حبيبي فديتك لا تنسى تتسحر الأيام اللي تصوم فيها.. ولا تاكل حبوب بنادول وايد.. ولازم أشوفك كل يوم.. عبدالله اللي تأثر بشكل كبير.. طلع عشان يخليهم على راحتهم.. وراح لسيارته وشغلها ينتظرهم.. بعد دقايق طلعت جواهر وعيالها.. نوف فتحت الباب اللي ورا وركبت.. وعبدالعزيز جاء بيركب جنبها.. بس أمه مسكته من يده : يمه مايصير أنت الرجّال تركب ورا.. اركب جنب ابوك.. عبدالعزيز بحب: أنتي اليوم عرسان مايصير نخرب عليكم.. بس جواهر أصرت وركبت ورا.. ركبوا كلهم.. وعبدالله حرك سيارته.. في الوقت اللي كان عبدالعزيز الكبير.. يطالعهم مع الدريشة وحزن كبير وعميق يغتال مشاعره |
رد: (بعد الغياب) هذه الليلة رجلان.. حياتهما كانت جافة دون وجود لمسة أنثوية.. يغتالهما الوجود الأنثوي فجأة.. وبكل الزخم.. أحدهما يذوب شوقا حقيقيا .. والأخر يتجمد برودا مصطنعا .. عائلة عبدالله بعضوها الجديد تصل لبيت عبدالله.. نوف أول مادخلت: واي مامي تعبانة موووووت... أبي أروح أنام.. عشان أصحا الصبح أدرس شوي.. قالتها نوف وهي تطلع الدرج فعلا.. عبدالعزيز وأبوه دخلو وراهم.. وعبدالله شايل شنطة جواهر.. عبدالعزيز أستأذن بعد ماحضن أمه بقوة.. وحبها على راسها وكتفها ويدها: أنا بعد ميت تعب.. أبي أنام.. وخل العرسان يأخذون راحتهم.. جواهر ظلت واقفة متوترة بعبايتها ونقابها.. عبدالله واقف قريب منها والشنطة بجنبه.. تناول الشنطة، وقال لها ببرود: جواهر إحنا صرنا في البيت.. جواهر بحرج خلعت نقابها.. ونزلت شيلتها على كتفها.. وقالت بحرج: عفوا عبدالله على السؤال.. بس أنا وين غرفتي..؟؟ عبدالله بنظرة ساخرة: وين بتكون يعني؟؟ اتبعيني.. عبدالله طلع الدرج وهو يشيل بخفة شنطة جواهر الضخمة..وجواهر وراه.. وصلها عبدالله لغرفته الشاسعة اللي عبارة عن 3 غرف مفتوحة على بعضها.. غرفة نوم.. وجلستين مختلفة وحدة منهم فيها تلفزيون بشاشة سينمائية والثانية فيها طاولة كمبيوتر كلها زجاج..عليها كمبيوتر موديل حديث جدا بشاشته البلازمية الضخمة.. حمام ضخم يفتح على صالة التلفزيون.. وغرفة تبديل ملابس واسعة.. جواهر عرفت بنفسها إنه هذي غرفة عبدالله قبل ماهو يقول.. حست إحساس الترجيع يرجع لها وبعنف.. هالمرة خلاص ماقدرت.. لأنها كانت شربت عصير تحت إلحاح نجلاء قبل حوالي ساعة.. يدها على فمها: وين الحمام؟؟ عبدالله وهو مستغرب أشر لها عليه: ركض للحمام وترجيع على طول.. عبدالله المصدوم واقف على باب الحمام المفتوح يسرق عينه المصدومة لها.. وهو يسمع صوتها تكح وترجع.. بيده كأس ماي وفوطة.. طلعت جواهر تناولتها منه بخجل.. وفي عيونه نظرة لوم وحزن.. عبدالله بحزن: لو سمحتي جواهر... اتبعيني.. عبدالله راح وجلس على الكنبة..جواهر جات وجلست مقابله.. عبدالله بحزن عميق حاول يدفنه تحت بروده المعتاد بس ما قدر: جواهر أعتقد إني ومن قبل زواجنا.. بينت لج إني ما ابي منج أي شي من اللي ممكن يدور في بالج.. والله ما أبي شي.. أرجوج جواهر لا تحسسيني إنج قرفانة مني لهالدرجة.. مهما كان أنا أبو عيالج... خلينا نتعامل مع بعض باحترام عشان عيالنا.. جواهر ردت بنبرة محايدة: أحاول.. هذي 17 سنة يا عبدالله كان حقدي عليك فيها يتزايد ويتزايد لحد ماخنق روحي.. لا تتوقع إني ممكن اتقبلك ببساطة.. عبدالله بذات النبرة المحايدة: أنا ماطلبت منج تتقبليني أو تحبيني.. بس احترميني على الأقل.. أنا الحين زوجج وقبلها أبو عيالج جواهر بذات النبرة: قلت لك عبدالله أحاول والله أحاول.. وبعدها كملت جواهر بصوت واطي: ممكن أخذ شاور الحين لو سمحت لي.. عبدالله بهدوء غريب: تفضلي.. **************** سعود طلع من الحمام.. لبس ملابسه.. صلى ركعتين.. وعقب..راح وجلس على الكرسي المقابل لدانة.. كان يبي يطالعها وبس.. يبي يملا عينه منها.. يبي يعبي روحه من ملامحها.. عمر سعود ما تخيل إنه ممكن يحب.. ويحب بهذا العنف الموجع.. كان بيموت يبي يقرب منها .. يلمس خدها.. يمسك يدها.. يستنشق عبير شعرها.. أي شي ممكن يبرد شوي من نار الشوق المستعرة في أحشاءه.. لكنه أكتفى بالجلوس صامت مكتفي بمتعة مراقبتها **************** جواهر طلعت من الحمام.. ملتفة بروبها وفوطتها.. وهي تشعر بحرج شديد من عبدالله.. لكنها طلعت فوجئت إنه غير موجود في الغرفة.. جواهر بدلت ولبست بيجامة حرير مشجرة بخطوط جلد النمر.. لبست فوقها ثوب الصلاة.. وصلت التهجد.. وهي تدعي ربها بكل صدق.. إنها تتقبل وجود عبدالله في حياتها عشان عيالها.. خلصت جواهر الصلاة.. وعبدالله بعده مختفي.. باقي على أذان الفجر حوالي نصف ساعة.. قضتها جواهر في قراءة القرآن.. لما أذن الفجر راحت تصحي عيالها للصلاة.. عبدالعزيز راح للمسجد.. ورجع.. وعبدالله بعده مارجع.. جواهر كانت تبي تسأل عبدالعزيز لوكان أبوه معاه في الصلاة.. لأنها عرفت من عبدالعزيز قبل.. إن عبدالله مايفوت أي صلاة في المسجد وخصوصا صلاة الصبح.. بس حست اولا إن السؤال ماله داعي(إن شاء الله مارجع.. أنا وش يهمني؟؟) ثانيا: ماحبت تقلق عزوز على أبوه.. رجعت جواهر لغرفتها.. تمددت على السرير.. لكن غصبا عنها ماجاها نوم.. وهي مو عارفة عبدالله وين راح.. حست إن الذنب ذنبها.. وكانت تبي تتصل فيه تسأل عن مكانه.. وكانت على وشك إنها تسويها لما سمعت باب الغرفة الرئيسي ينفتح.. (حمدت ربها إنها ماسوتها) جواهر سوت حالها نامت.. لكنها عقب خطر ببالها شيء خرعها.. (أنا جيت ونمت على السرير.. وما سألت عبدالله وين يبي ينام، ياربي..خلاص الحين ما ينفع.. انا سويت حالي نايمة) عبدالله اللي قضى الساعات اللي طافت على الكورنيش في هذا البرد.. وصلى في مسجد هناك.. ودار في الشوارع شوي بسيارته.. يحاول يبعد عن تفكيره منظر جواهر وهي ترجع من قرفها منه.. المنظر اللي هزه وجرحه لأبعد حد.. عبدالله دخل وخذ له شاور.. لبس بيجامته.. جا بينام.. لقى جواهر نايمة ومعطيته ظهرها.. جا بيرجع (بأنام على الكنبة، أخاف تصحا تلقاني جنبها ترجع علي........ وإلا ليش انام عالكنبة.. باظل عمري كله أنام على الكنبة.. بكيفها...... مصيرها غصبا عنها تتعود علي وعلى وجودي) جواهر اللي حست بحركة على الطرف الأخر من السرير.. حست بتوتر قاتل وخوف غريب.. لكن رغبة الترجيع كانت اختفت بالمرة (ياربي أشلون أنام الحين.. وهذا قريب مني كذا.. ؟؟ السرير كبير وايد.. نامي يا جواهر أنتي موب مراهقة وهو موب شاب متهور.. عشان تخافين من نومتج معاه بسرير واحد..) الأثنين قضوا وقت طويل وهم صاحين كل واحد منهم يعبث به توتره ويأسه.. لكن في الأخير ناموا وإحساس التعب يغلق الأعين الساهرة.. **************** دانة صحت قبل أذان الفجر بشوي.. كانت تبي تروح للحمام.. فتحت عيونها فوجئت إن النور مولع رغم إنها طفته امس.. وفوجئت اكثر بل انصدمت: لما شافت سعود نايم وهو جالس على الكرسي قبالها.. (هذا شاللي نيمه هنا؟؟) كانت تبي تصحيه ينام داخل.. بس استحت.. تركته نايم ودخلت الحمام... وهي في الحمام سمعت صوت الآذان.. توضت وطلعت برا وهي تنشف وجهها ويديها بالفوطة.. نزلت الفوطة عن وجهها عشان تتفاجأ اكثر بسعود واقف مقابلها يراقبها بتمعن غريب.. استحت دانة غصبا عنها من نظراته.. (وش فيه هذا يخزني كذا؟) دانة تجاوزته تبي تروح لسجادتها في الصالة.. وقفها صوته العميق وهو يقول :دانة.. دانة بتردد وهي معطيته جنبها: نعم.. سعود بلهجة محايدة: أشلونش الحين..؟؟ دانة: الحمدلله احسن.. لما شافته سكت.. كملت طريقها لسجادتها.. في الوقت اللي سعود تنهد.. ودخل الحمام وهو يقول لنفسه (غبي وبتقعد طول عمرك غبي.. ولا تعرف تتصرف) توضأ وطلع وهي بعدها تصلي.. لبس ملابسه وراح للصلاة.. ********** دانة ماحبت تواجه سعود وتأجل المواجهه لوقت ثاني.. فقررت إنها تخلص صلاتها وتمدد على كنبتها وتتغطى قبل يجي سعود.. دانة نفذت قراراها بسرعة.. سعود اللي رجع من الصلاة بسرعة.. تفاجأ بدانة متغطية موب باين منها شيء.. لأنها خلت وجهها هو الي ناحية الكنبة سعود حس بخيبة أمل كبيرة.. (مهيب طايقة تطل في وجهي أو حتى تتكلم معي....... من زين علومك تتكلم معك.. مابعد نشف الحبر اللي انكتب فيه عقد زواجكم.. كنت معطيها ذاك الكف المحترم.. ويعني الكلام اللي هي قالته ذاك اليوم كلام ينقال يعني..؟؟ ليه حتى تعبيرها عن الرفض مرفوض.. بعد ما غصبوها عليك..؟؟) سعود المحتار والمتردد والجاهل في طريقة التعامل مع الجنس الآخر.. كان يتمنى يعبر عن مشاعره لدانة.. يحاول يجذبها لناحيته.. ويصفي قلبها المليان حقد عليه.. بس مشكلته.. مـــــــــــــا يـــــــــــــــــعـــــــــــــرف.. *************** الساعة 9 صباحا غرفة عبدالله عبدالله صحا من النوم رغم إنه يمكن مانام إلا ساعتين.. بس هو أصلا متعود على قلة النوم والقيام بدري.. صحا من النوم وهو خالي الذهن ناسي الضيف الجديد اللي نايم جنبه.. فتح عيونه وكان وجهه ناحية الكوميدينو... تناول الساعة اللي جنبه يشوف الوقت.. جلس ومدد يديه.. وتلفت .. تفاجأ بالملاك اللي نايم جنبه ووجهه ناحيته.. أمس اللي كان أول مرة يشوفها.. شافها بالمكياج الكامل.. والشعر المرفوع.. لكن اليوم وجهها خالي تماما من أي مساحيق.. وشعرها الحريري مطلق العنان يعانق وجهها.. الغطاء لخصرها وبيجامتها النمرية تعكس ذوقها الرفيع بتناسقها مع لون بشرتها الصافية.. حاول عبدالله يصد ويفر وجهه بس ماقدر وغصبا عنه لقى نظراته سجينة ملامحها.. عبدالله رجع يتمدد وهو مسند راسه على كفه..وجهه ناحيتها.. اليوم حس جمالها أكثر من مبهر.. أكثر من موجع .. (شنو هالأنثى؟؟ معقولة فيه حد بهالجمال.. الفتنة.. البراءة.. والأثارة في نفس الوقت؟ حتى ولو عبدالله.. حتى ولو.. جواهر مو لك.. وانت وهي اللي أتخذتم هذا القرار.. بس إحنا ما أتفقنا إن النظر ممنوع.. مين يقدر يشوف هالجمال نايم جنبه.. ومايطالع.. ارحم نفسك شوي يا بو عبدالعزيز.. مهما كان انت رجّال..) عيون عبدالله تطوف بملامح جواهر وتمسح ملامحها بدقة متناهية.. وهو غارق في أفكاره اللي تبدأ من جواهر وتنتهي بها.. تذكر منظرها أمس وهي ترجع.. حس جرحه يتجدد.. ووجهه يلف للناحية الثانية.. بعدها عبدالله قام من سريره للحمام.. يأخذ شاوره الصباحي.. رغم ان الشاور اللي قبله ماكمل 3 ساعات.. جواهر صحت بعد دقايق.. عبدالله مو موجود.. لمست مكانه.. (بعده دافئ يعني توه صحا.. أكيد في الحمام).. حمدت ربها أنهم ماصحوا مع بعضهم.. توجهت للصالة وفتحت التلفزيون على أخبار الـbbc تنطر عبدالله يطلع.. عشان تدخل الحمام هي .. بعد دقايق عبدالله طلع بطوله الفارع وفوطته ملفوفة على خصره وقطرات الماي تنزل من شعره المبلول لتلمع على عضلات صدره وزنوده النافرة.. شاف جواهر جالسة.. قبل مايبدر من جواهر أي تصرف.. عبدالله رجع مرة ثانية للحمام.. وطلع هو لابس روب.. وينشف شعره بالفوطة.. جاء يمشي ناحية جواهر ومنظرها وهي جالسة بيجامتها وشعرها المسترسل على أكتافها.. وبشرتها الخرافية.. شيء أشبه مايكون بالعذاب الموجع لأقصى حد جاء وجلس على الكرسي الثاني و قال بابتسامة: عشان تعرفين أني مؤدب..... : الروب هذا أول مرة ألبسه.. ابتسامته عذبة.. وحلوة..وأسنانه رائعة أول مرة تشوف جواهر ابتسامته .. اول مرة من يوم عرفته من 18 سنة.. تذكرت تعليقها وهي نجلاء على الموضوع فضحكت.. غصبا عنها.. عبدالله سمع ضحكتها.. حس قلبه طاح في رجوله.. وكأنه أصيب بما يشبه الحمى.. وإن حرارته على وشك إنها تتجاوز الـ45... جواهر بابتسامة وهي تقوم: طيب يا مؤدب.. أنت خلصت شاورك.. خليني أنا بعد أخلص.. عبدالله ماقدر يرد عليها.. حس أعصابه فالته منه.. وجواهر تجاوزته.. ودخلت الحمام.. وهو لما تاكد إنها دخلت.. جلس يهف على روحه من الحرارة اللي هو حاسس إن جسمه ولع منها.. |
رد: (بعد الغياب) أم فهد قاعدة في صالتها عند دلالها تتقهوى.. وعندها موزة اللي بناتها ناموا قبل يجي أبوهم البارح.. فخلاهم اليوم على أساس يجيهم الصبح إذا صحو.. أول حد صحا حصة اللي نزلت ووراها نورة.. الثنتين سلموا على أمهم.. وقعدوا موزة بعيارة: واختكم الكبيرة مالها سلام.. نورة بعيارة: والله أختنا الكبيرة قارفتنا في عيشتنا.. تقعد عندنا اكثر ما تقعد في بيتها.. زين غانم صابر عليج للحين.. وماقال خلاص اقعدي في بيت هلج مرة وحدة.. موزة وهي تضحك: زين خل نشوفج لا عرستي.. لا أجي وألاقيج عند أمي.. طردتج برا البيت.. نورة بعيارتها: ومن قال أصلا بأطل في وجهج أنتي وإلا أمج مع احترامي البالغ للسيدة الفاضلة أم فهد.. ما ابي حد غير عزوزي.. عزوزي وبس.. أم فهد مدت عصاها وخبطت نورة على رجلها: أنتي يا بنت ما تعرفين السحا.. قومي انقلعي فوق.. ما أبي أشوف وجهج.. في الوقت اللي موزة انفجرت تضحك.. وحصة تبتسم بخجل نورة قامت ونطت جنب أمها تبوس رأسها: أفا يا أم فهودي أفا.. كذا تشمتين مرت غوينم فيني أنا بنتج حبيبتج.. خل الضرب والمضارب إذا راحوا العوازل لبيتهم.. كفخيني على كيف كيفج حلالج.. أم فهد صدت عن نورة اللي أصلا ما تقدر تزعل عليها: موزة يا أمج.. حتى لو رحتي لبيتج.. نبي نروح العصر لجواهر في بيت رجلها نسلم عليها.. نورة وحصة مع بعض: يمه وإحنا بعد نبي نروح بس أنتو يعني اللي تبون تسلمون على جواهر.. أم فهد بعصبية: نعنبو أصبروا على رزقكم.. زين بتروحون راحت روح العدو... موزة تميل على أذن نورة بصوت واطي: شفتي رجل جواهر البارح؟؟ نورة بعيارة: صراحة شيء خارق للعادة.. كنه شيء موب حقيقي أو بطل في التلفزيون مسوين له خدع سينمائية ومكياج عشان يطلع بذا الشكل لانه مستحيل رجّال حلو بهالطريقة.. والله حتى اللي في التلفزيون عمري ماشفت حد منهم مثله.. موزة بخبث: على طاري رجل جواهر..ذكريتني بجواهر.. لها دين في رقبتي.. موزة طلعت موبايلها وكتبت مسج وبعثته لجواهر.. جواهر وقتها كانت في الحمام عبدالله خلص لبس وكان بيطلع يشوف عياله.. رن موبايله على التسريحة رنة مسج.. فتحه بسرعه.. تفاجأ إن المسج من وحدة اسمها موزة ولجواهر.. والكلام اللي فيه كلام ماينقال.. عبدالله غصبا عنه ابتسم واستغرب.. (المسج هذا أشلون وصلني..؟؟) تفاجأ اكثر لما اكتشف إن الموبايل اللي في يده موب له.. وموبايله بعده على الكوميدينو جنب السرير.. كان موبايله وموبايل جواهر نفس النوع واللون بالضبط.. عبدالله رجع يقرأ المسج.. ابتسم أكثر.. ورجع الموبايل لمكانه.. ************* عبدالله اللي راح ولقى عياله نايمين رايحين في النوم.. نزل تحت وطلب من العمال يغسلون سيارته وينشفونها بسرعة عشان هو يبي يطلع.. لف في الحديقة شوي عشان يشوف أشلون ترتيب العمال واهتمامهم فيها.. وبعد نص ساعة رجع كانت جواهر خلصت لبس.. وتبي تروح تشوف عيالها.. كانت لابسة تايور احمر سادة بنطلون رسمي واسع شوي.. وجاكيت ماسك طويل بدون أكمام أزراه صغيرة ومتراصة تتسكر من الجنب.. تحته بدي ماسك كم طويل هاي نك مشجر باللونين الأبيض والأحمر..وصندل ابيض كعب عالي.. مشطت شعرها.. وحطت روج أحمر بس.. وماكانت محتاجة أصلا لشيء أكثر من هذا كانت جالسة على التسريحة ووقفت لماشافت عبدالله دخل.. وعبدالله حس قلبه بيوقف لما شافها وقفت.. كل مرة يشوفها يعتقد إنها أحلى من المرة اللي قبلها.. وكل مرة يحس إن شكلها وطلتها وابتسامتها.. مصادر عذاب وتعذيب غير محتمل.. وكله ولا ضحكتها.. كل شيء كوم وضحكتها اللي يوم كوم.. عبدالله تجاوزها .. وحاول يبين إنه مشغول باخذ شيء من الدولاب.. جواهر جات بتطلع، سألها عبدالله كأنه غير مهتم: وين بتروحين؟؟ جواهر بهدوء: باروح أشوف العيال.. عبدالله بهدوء: نايمين توني جيت منهم.. جواهر بخيبة أمل: كنت أبي اشوف لو صاحين جلست معهم.. عبدالله بنبرة عتب خفيفة: وأنا ما أستحق إنج تجلسين معي جواهر بحرج خفيف: ما قصدت.. بس عبدالله قاطعها بحماس خفيف: تجين نطلع أريقج في أي فندق تبينه..؟؟ جواهر استحت.. واصلا ماكانت تبي تطلع معه: مافيه داعي عبدالله.. عبدالله يحس إن اسمه من بين شفايفها يكون له طعم وجرس غير: والله جواهر أن قعدتي حلوة.. بشهادة الكل.. مافيه داعي تخلين حساسيتج ناحيتي تحضر كل وقت.. على الأقل خلينا أصحاب..ألبسي عباتج خلينا نطلع.. العيال نايمين ماراح يصحون قبل الظهر.. وأنا ما تعودت أقعد في البيت هالحزة.. البنك معطيني إجازة أسبوع .. والمؤسسة بأروح لها العصر.. جواهر باستفسار: أنت عندك مؤسسة؟؟ عبدالله بابتسامته اللي بدت جواهر تستظرفها كثير: عندي مؤسسها تحتها عدة شركات، أمشي معاي ونمر على مقرها تشوفينها من برا.. وأقول لج كل شيء وإحنا في الطريق.. جواهر ما حبت تعقدها (الرجّال لطيف جدا ومحترم معي، خلينا نطلع نغير جو) : خلاص عطني دقيقة ألبس عبايتي.. عبدالله بتحذير: عباية مسكرة موب مفتوحة .. جواهر بابتسامة : أكيد مسكرة... عبدالله : زين أنا ناطرج في السيارة **************** عبدالله في سيارته جواهر نزلت وطلعت لعبدالله اللي واقف برا.. قربت من السيارة وقفت محرجة شوي وين تركب... عبدالله فتح الدريشة يكلمها: لا تكونين واقفة تشاورين مخج تركبين ورا.. لمعلوماتج أنا رجلج ماني بسواقج.. جواهر انحرجت وركبت معاه قدام.. عبدالله مبتسم: حيالله ام عبدالعزيز.. تو مانورت سيارتنا المتواضعة.. جواهر وهي تبتسم وتتلفت حواليها: سيارتك ممكن ينقال عنها أي شيء إلا أنها متواضعة.. التواضع في صوب وهي في صوب.. عبدالله بثقة ورجولة: والله إنها جاتج.. جواهر بابتسامة: يعني بتخليني أسوقها.. عبدالله يضحك: لا لا لا تضربين تحت الحزام.. أنا بجيب لج سواق من أحسن سواقين المؤسسة.. والبيت مليان خدامات اختاري اللي تبين منهم ترافقج على طول.. جواهر كانت مفكرته يمزح معها في سالفة إنها عطاها السيارة اللي كانت بنتلي فول أوبشنز أخر موديل... لها شهر واحد فقط عند عبدالله قالت بمرح : خلاص إذن ما أبي سيارتك.. دام بيسوقها سواق.. خله يسوق سيارتي.. عبدالله با بتسامة: انا ما أرجع هديتي.. من بكرة السيارة وسواقها تحت امرك.. وأنا اليوم بأشتري لي سيارة غيرها.. جواهر كحت بحرج: لا عبدالله لو سمحت.. لا تحرجني.. انا مشيت معك في السالفة أحسبها مزح.. عبدالله بثقة: وأنا ما أمزح.. خلاص الموضوع ما يستاهل.. أنا أصلا كنت أبي اجيب لج سيارة.. جواهر بحرج: بس عبدالله سيارتي جديدة، وبعدين مو تعطيني سيارة مثل سيارتك هذي وبذي القيمة..و لو سوا عليها السواق حادث لاقدر الله..؟؟ عبدالله بود: فدوة لراسج.. جواهر (لحول وش ذا البلشة.. الأخ شكله صدق روحه): مشكور.. بس اسمح لي ما أقدر أقبلها.. عبدالله اللي كنه بدأ يعصب.. بس مازال متماسك: جواهر أنا زوجج.. ويوم أهدي لج شيء.. مو من الذوق إنج تقولين اسمح لي ما أقدر أقبلها.. جواهر بحدة: مو كنك زودتها يا عبدالله.. وصدقت نفسك.. عبدالله تنهد وخذ نفس عميق: تدرين خلينا نأجل النقاش في هالموضوع اللي ما أعرف خلاج تعصبين كذا ليه.... أي فندق تبين تروحين؟؟ جواهر اللي كانت محترة منه.. وكان خاطرها تنزل لو أنها ما كانت السيارة تمشي..: كيفك.. عبدالله: نروح الريتز.. قعدتهم حلوة.. ******************* الساعة 10 ونص الدانة صحت من النوم.. قامت بشويش.. تتسحب تبي تشوف سعود على الجبهة الثانية نايم أو صاحي.. لقته نايم بس بدون مايخرب المفرش.. نايم عليه ومتغطي بفروته.. (وجه الفقر ما تعود ينام في مفارش مثل العالم والناس... حده سليب باق العسكرية) جات تبي تشغل السخان عشان تتحمم.. بس لقت السخان مشغل.. غصبا عنها ابتسمت.. وكانت بتضحك.. بس كتمت ضحكتها: يا حليله تأدب من المرة اللي فاتت.. دخلت الحمام روبها وفوطتها في الحمام معلقين من أمس.. سعود اللي نومه خفيف جدا.. صحا من لما سمع صوت باب الحمام ينقفل.. بس ماحب يقوم من السرير لحد هي ما تطلع.. حب إنها تأخذ حريتها شوي.. سعود اللي قاعد متمدد وهو خلاص مافيه نوم..(نعنبو.. ساعة تتسبح.. هذي لا تكون ساحت في الحمام) دانة طلعت بشويش.. وقفلت باب الحمام بشويش.. وفتحت باب الدولاب بشويش.. وطلعت ملابسها بشويش.. وسعود بيموت من الضحك على شكلها وهي تتسحب عشان ما تصحيه.. وهي مو منتبهة له.. رجعت للحمام ولبست هناك.. تنورة غجرية ستايل وبلوزة بدي ماسك لونهم خليط من البني والذهبي.. جات للتسريحة تبي تمشط شعرها المبلول.. طلعت مكواة السيراميك عشان مالها صوت.. جلست تحط ميكب خفيف تنطر المكواة تسخن.. وبدت تستشور شعرها اللي أصلا كان أقرب للنعومة فخلصت بسرعة.. وسعود مستمتع بمراقبتها وهي مو منتبهة له.. كانت تقريبا خلصت لما سمعت صوت الآذان.. (الآذان أذن والأخ بعده نايم.. خلني أصحيه) قربت بشويش منه : سعود سعود.. الأذان أذن... سعود كان بيموت وهو يسمع اسمه منها بهالعذوبة.. فمارد عليها مسوي روحه رايح في النوم.. قربت زيادة وهي تقول: سعود سعود.. أصحا الله يهداك.. الأذان أذن.. الحق الصلاة.. مارد عليها.. دانة وهي تضحك: شكلي لقيت واحد نومه اثقل من نومي.. سعود عجبته الفكرة..في نفسه: (ليش لا.. نومي ثقيل.. خليه ثقيل..) دانة قربت من سعود: وهزت كتفه بشويش: سعود.. سعود.. سعود اللي قال لروحه: أنا نومي ثقيل.. وهل على النائم حرج..؟؟ مسك يد دانة اللي كانت تهز فيها كتفه.. وسحب دانة من يدها جنبه.. *************** عبدالله وجواهر راجعين.. بعد ما تريقوا في الريتز.. كان بينهم حديث منسجم.. جواهر غصبا عنها.. لقت نفسها مستمتعة جدا بجلسته.. حست نفسها أميرة وهي معه.. يفرض هيبته واحترامه على الكل.. حضوره يفرض نفسه في المكان مثل ماشافت بنفسها من اهتمام الكل فيه.. عنده كاريزما غير طبيعية.. والعين ما تشبع من تكرار النظر له وهو يتكلم.. ألتواء شفايفه وقوة فكه وهو يتكلم شيء أكثر من ساحر.. متحدث لبق جدا لما يكون رايق.. ثقافته واسعة.. تكلموا في أشياء وايد.. في السياسة والاقتصاد..والسياحة والشأن الداخلي.. وفي كل موضوع كان يتكلم بثقة العارف.. غصبا عنها غصبا عنها: بهرها بشخصيته .. اللي كانت اول مرة تتعرف عليها عن هذا القرب.. جواهر لنفسها ( جواهر عادي انعجبي فيه كشخصية.. بس أحفظي حدودج معه كرجل وزوج) عبدالله على الجانب الأخر.. كان يقول لنفسها: ( مو لسان حية على طول.. يا حلوها وحلو كلامها وهي مروقة...) أول مرة يحس إنه فيه أنثى ممكن تكون ند له.. ثقافتها حضورها.. لباقتها.. عجبها كثير فلسفتها للاشياء.. بهرها نبره صوتها.. وطريقة كلامها.. وصياغتها لجملها وهي تخوض في كل نقاش بهدوء غريب ناضج.. وصلوا للبيت بدون مايحسون وهم مستمرين في حوارهم ونقاشاتهم.. عبدالله يوقف سيارته عند الباب: تفضلي يا أم عبدالعزيز.. وصلنا بحمد الله ورعايته.. أنا عارف أنه أنتي ماصدقتي نوصل.. تبين تفتكين مني ومن غثاي.. جواهر سكتت.. ماحبت تبين له إنه قدر يتجاوز وبكل سهولة كثير من الحواجز اللي هي كانت حاطتها بينهم.. عبدالله اللي حس بنوع من الحزن لصمتها لأنه اعتقده يؤكد جملته قال بهدوء: خل ننزل نصحي العيال لو مابعد صحوا.. الظهر أذن.. دخلوا داخل.. عشان يتفاجأون أكبر مفاجأة بالشخص اللي كان قاعد ينتظرهم.. |
رد: (بعد الغياب) صوت مرح: مشكلة الشيبان إذا عرسوا.. أنا قايلة لنفسي عرسان خلهم ينامون.. عشان كذا ماجيت إلا الظهر.. لقيت العرسان برا.. جواهر شافت وجه عبدالله يشرق إشراقة مذهلة.. وهو يشوف المره اللي كانت تنتظرهم.. ووقفت لما دخلوا: هلا والله وألف مرحبا.. نعنبو دارج 3 أسابيع برا الدوحة.. نسيتي ولد أختج وعياله.. (عبدالله بنبرة فرح غامر) كانت المره اللي تنتطرهم فاسخة عبايتها ولابسة تايور بيج رسمي.. باين إنها في الأربعينات.. وملامحها ودودة جدا وحنونة.. قرب منها عبدالله وحضنها حضن عميق جدا.. والمره تصيح بمرح: كسرت رقبتي وأنا أطالع فوق يالزرافة.. عبدالله يأشر لجواهر بمرح: تعالي تعالي.. أعرفج على أسوأ دكتورة أعصاب في الشرق الأوسط.. جواهر اللي كانت خلعت نقابها ونزلت شيلتها على أكتافها، كانت عرفت إن المره هي عائشة خالة عبدالله.. قربت جواهر بابتسامة ودودة.. سلموا على بعض بحرارة.. عائشة وهي تطالع جواهر بتمعن وإعجاب ألتفتت على ولد أختها وقالت له بعيارة: إيه ما ألومك مقاطع جنس الحريم هالسنين كلها.. اللي يشوف زوجتك يحس كل الحريم جنبها تماسيح وأنا أولهم وأكبر تمساح.. جواهر ابتسمت بخجل.. وعبدالله يقرب من جواهر ويضمها من كتفها: تستحق الصبر.. صح؟؟ جواهر كحت من الحرج من حركة عبدالله.. بس ماتقدر تسوي شيء.. وخصوصا إنهم متفقين يكونون طبيعين قدام الناس.. عائشة بمرح: أكيد تستاهل ونص وثلاث أرباع بعد.. عائشة التفت لجواهر تسألها عن صحتها واحوالها السلامات المعتادة.. ردت عليها جواهر.. اللي كانت تقوم بدور سيدة البيت بجدارة.. رحبت بعائشة وجلستها.. وراحت للخدامات تطلب منهم يجيبون الشاي والقهوة والفوالة.. عبدالله كان مبسوط جدا وهو يشوف جواهر تتصرف بحرية وكرم ضيافة كانها في بيتها... لكنه استاذن منهم عشان يصحي عزوز يلحقون الصلاة.. ***************** دانة قربت من سعود: وهزت كتفه بشويش: سعود.. سعود.. سعود اللي قال لروحه: أنا نومي ثقيل.. وهل على النائم حرج..؟؟ مسك يد دانة اللي كانت تهز فيها كتفه.. وسحبها من يدها جنبه.. سحب يدها تحت رأسه.. ونام على عضدها.. ورأسه مدفون بصدرها.. دانة من شافته سوى كذا أرتعبت/ وحست جسمها كله صابته قشعريرة شديدة وخصوصا لما حست بدفء أنفاسه تلفح صدرها.. حست إنه قلبها بيوقف وممكن تموت في أي لحظة من الخجل.. (لحول هذا طلع بعد يتحرك وهو نايم.. وش ذا البلشة؟؟.. ليتني ماجيت جنبه) سعود اللي كان ملك البرود والتحكم في الأعصاب، كان مسيطر على نفسه، ومستمتع لأقصى أقصى أقصى حد بقربه الشديد منها دانة كانت تحاول تخلص يدها من تحت رأسه بس ماقدرت، كانت متحطمة على الآخر وتقول لنفسها: (وش بيقول علي سعود الحين لا صحا ولقى نفسه في حضني كذا... بيقول هذي ما تستحي ولا تعرف العيب.. جايه هاجمة علي في سريري..) دانة لما وصل تفكيرها لذا النقطة خافت.. والعبرة خنقتها.. وبدت تشهق شهقات خافتة مكتومة.. سعود لما سمعها تشهق.. ارتعب.. خفف ضغطه على يدها .. ولف للناحية الثانية كأنه كان يتقلب.. دانة ماصدقت إنه ربي خلصها.. سحبت نفسها من جنب سعود و ركض للصالة وهي مو قادرة تمسك أعصابها.. كانت تنتفض بعنف.. عمره ماخطر ببالها إنها ممكن تكون بذا القرب الملاصق لسعود (يمه.. يمه.. قلبي كان بيوقف.. خلاص حرمت أقرب جنبه وهو نايم.. يمه.. يمه) سعود اللي كانت ابتسامته شاقة.. ويكتم ضحكه عليها في نفسه.. قام من سريره هو يقول: يا حليلها.. ماظنيت دانة تخاف كذا.. أنا توقعت إنها ممكن تعضني.. بس ما توقعت إنها تبكي كذا مثل بزر.. زين يادانة.. زين.. **************** عبدالله وعبدالعزيز رجعوا من الصلاة.. عشان يلاقون جواهر وعائشة منسجمين في الحديث.. عائشة قامت تسلم على عزوز..اللي كان باين عليه الفرحة لشوفتها.. في الوقت اللي جواهر أستاذنتهم تصلي.. وتصحي نوف تصلي.. عائشة بمودة: هلا بعزوز، قرت عينك بشوفة أمك.. عزوز بفرح: تسلمين خالتي.. الحمدلله اللي جمعنا من جديد.. عائشة اللي تاثرت من فرح عزوز اللي كان دايما جامد: الله لا يفرقكم.. عزوز بمودة: أشلونها ديمة؟؟ عائشة بجدية: ديمة زعلانة علي.. عبدالله اللي تدخل في الحديث: أفا.. شيخة البنات زعلانة.. عائشة بحزن: تقول تأخرتي علي وايد هالمرة.. عبدالله بمودة: لا تلومينها.. ديمة مالها غيرج.. وانتي كل شوي فاركة لها.. انتبهي لبنتج شوي.. عائشة بتوتر: هي بروحها صار لها فوق أسبوع في دبي مع خالها.. عبدالله: أدري.. هي بروحها أتصلت وقال لي.. بنتج أذرب منج.. وبعد خالي ثاني قال لي.. شيسوي عطلة بنتج جات وأنتي بعدج ماجيتي.. ماحب يكسر بخاطرها.. وداها مع إنه عنده سفرة للصين عقبها على طول.. عائشة اللي حبت تغير الموضوع: عزوز قل لي شأخبار ديمة في المدرسة..؟؟ عزوز بمودة: ماشاء الله عليها... كلت الكتب أكل.. حتى الامريكان منبهرين منها.. عائشة بفخر: بنتي.. طالعة على أمها.. ديمة بنت عائشة عمرها 15 سنة.. في نفس المدرسة مع عبدالعزيز.. Grade10.. يعني ورا عزوز بسنة.. بنت مؤدبة وشاطرة جدا جدا بس معقدة.. أبوها توفي وعمرها 5 سنين.. وامها من انشغالها في المستشفى والعمليات و من مؤتمر في مؤتمر.. مع إن عائشة حنونة جدا على بنتها.. بس اهتمامها بشغلها مخليها مقصرة في حقها كثير.. عبدالله ماكان راضي إنها تخليها لحد الحين في نفس المدرسة المختلطة.. عبدالله خلى نوف بس سنة وحدة في المدرسة هذي كمرحلة انتقالية بعد رجعتهم من أمريكا.. وبعدها نقلها لمدرسة بنات.. عبدالعزيز أستأذن منهم.. وطلع.. عبدالله بابتسامة وهو يطالع عزوز اللي اختفى: شوفيه ولد أمه.. مو قادر يبعد عنها شوي.. عائشة بابتسامة خبث: والكبير قادر يبعد أو لا؟؟ أحس إنك لاصق 24 ساعة.. وما ألومك.. عبدالله ماحب يشغل عائشة اللي توها وصلت الفجر بمشاكله رغم قربها الكبير من قلبه.. عبدالله بعيارة: تستاهل أم عزوز والله عائشة بود: على كذا ننطر بعد كم شهر بيبي جديد يجي يخرب على نوف وعزوز دلع 17 سنة.. عبدالله كح: بيبي؟؟ عائشة اللي صبت له كأس ماي وناولته اياه بمحبة: وشفيك تخرعت.. بسم الله عليك.. ايه بيبي.. صحيح انت شايب مخرف.. بس جواهر بعدها صغيرة.. صحيح انا ما احب أتدخل في مواضيع خاصة مثل هذي.. بس أنا أشوف أنكم ما تأجلون موضوع انجاب طفل ابدا.. حتى نوف وعزوز بينبسطون وايد على أخ أو أخت صغار في البيت.. عبدالله اللي راح تفكيره بعيد.. بعيييييد.. لأكثر من بيبي واحد.. وارتسمت على شفايفه ابتسامه واسعة.. رجع يكشر.. وافكاره تعيده لأرض الواقع.. واشمئزاز جواهر منه اللي رجعه لحالة الكآبة.. ******************** دانة لما سمعت صوت الحمام ينقفل.. ارتعبت.. وولع وجهها خجل.. وهي تتذكر اللي صار من دقايق.. "بس هو كان نايم.. يعني ما يدري عن شيء.. يعني تصرفي كأن شيء ماصار" "بس أنتي ما كنتي نايمة.. وتدرين باللي صار" "يمه.. ما أقدر أحط عيني بعينه" دانة لما وصل تفكيرها لذا النقطة نطت.. وطلعت من الغرفة لغرفة البنات اللي جنبها.. بعد ما حطت على رأسها جلال وغطت فيه وجهها.. تخاف تصدف محمد.. دخلت على البنات.. الجازي كانت تصلي.. ومها تدرس.. فتحت الباب بشويش ونزلت طرف الجلال عن وجهها.. "سلام بنات.." مها لما شافتها.. نطت مبتسمة: حيا الله عروستنا.. وخر عنها وش ذا الكشخة الصاروخية.. دانة بابتسامه: حيا الله مدام متعب.. مها بعيارة: وه.. فديت الطاري.. دانة بعيارة: اللي يسمع الطاري.. يقول يا شي هناك.. كله متعب أبو كرش.. مها تضحك: أنتي ما نسيتي شتيمته أبد.. والله إنه صار رشيق ذا الحين.. عقبالي يارب.. دانة تضحك: زين ممكن أصلي عندكم.. مها بعيارة: أفا من ذا الحين بدا التشويت.. لا يكون سعود شايتش من الحجرة.. شوفي إذا شايتش بزنوبة لازم ترفعين عليه قضية خلع.. إذا سيزارباشيوتي وإلا أرماني ماعليه ابلعيها.. دانة تضحك: شاتني بفيرزاتشي.. نخلعه وإلا نبلعها؟؟ مها تضحك: لا إبلعيها بالثلث.. ولا ترجعينها عليه.. هاتيها ادسها لتعوبي.. دانة: مالت عليش أنتي وتعوبي حقش.. لهيتيني عن الصلاة.. قالتها دانة وهي تتوجه لسجادة مها، وبعدين خطر ببالها سؤال وهي تلبس ثوب الصلاة.. سألت بشوي إحراج: إلا سعود نومه ثقيل على طول؟؟ مها المصدومة واللي تضحك: نعم نعم.. من اللي نومه ثقيل؟؟ دانة بخجل: سعود.. مها بابتسامة وثقة: سعود هذا يمكن أخف واحد نوم على وجه الأرض.. لو تمر ذبانة وهو نايم صحا.. دانة المصدومة: أنتي متاكدة؟؟ مها تضحك: إلا متأكدة.. محمد مسميه الذيب.. يقول سعود ينام عين مفتوحة وعين مسكرة من قد مانومه خفيف واقل صوت يقومه.. دانة حست إنها مو قادرة توقف.. جلست على سرير مها ووجهها ولع من الخجل لأقصى أقصى حد.. مها بقلق: دانة فيش شيء؟؟ دانة تأشر بيدها: لا مهاوي..بأقوم أصلي الحين.. (يعني كنت صاحي يا سعود.. يا ربي ..هو ليش سوى كذا.. صدق قليل أدب.. الحين أشلون أقدر أرجع أقعد معاه في نفس الغرفة) ***************** سعود اللي كان راجع من صلاة الظهر.. وقف سيارته في حوش بيته.. وأتصل بخالد.. خالد بنبرة خجل: هلا والله بأبو سعيد سعود بهدوء: الله يحييك.. خالد بمودة: فيك الخير.. أنا والله كنت أبي أكلمك.. سعود قلبه طاح برجوله، خاف إنه يبي يجي يأخذ دانة، لكنه رد بطريقته الهادئة المعتادة: خير إن شاء الله.. خالد بثقة: أنا كنت أبي أعتذر لك عن الموقف اللي صار يوم ملكتك.. أنا الغضب أعمى بصيرتي.. بس من ناحية ثانية.. مهوب معنى أني أعتذرت لك.. أني ممكن أسمح لك يوم إنك تهين دانة.. سعود بهدوء: أنا ما أحتاج حد يوصيني على دانة، دانة على رأسي وفي عيوني... وأنا أتصلت كنت أبي أسألك عن شيء يخصها.. خالد باهتمام: ويش؟؟ سعود بشوي حرج: دانة خوافة؟؟ خالد ميت من الضحك: مسرع اكتشفت.. مع إن دانة ما تحب تبين خوفها لأحد... دانة غريبة.. تشوفها احيانا تقول هذي أشجع مره في التاريخ.. بينما هي تخاف من ظلها.. سعود في نفسه: (خلاص صدناها).. مشكور خالد مشكور **************** كانت جواهر تسلم من صلاتها.. لما دخل عليها عبدالله.. وبيده كيس عليه اسم محل مجوهرات شهير.. جواهر خلعت ثوب الصلاة وتعدلت في المراية.. تبي تنزل.. عبدالله اللي كان قاعد على الكنبة ومسكر عيونه، بهدوء: وين رايحة؟؟ جواهر بنفس هدوءه: بانزل لخالتك.. عبدالله فتح عيونه وهو يمد لها الكيس: خالتي تسلم عليج.. راحت لبيتها.. وهذي هديتج منها.. جواهر وهي تأخذ الكيس بخجل.. وتحطه على الطاولة: وليش ماحلفت عليها تقعد للغداء.. عبدالله اللي قعد وهو مبين عليه التعب: والله حاولت فيها بس هي مارضت..تبي تروح لبنتها.. فحلفت عليها تتعشى عندنا جواهر تعرف عن بنتها من كلام عيالها اللي ماخلو شيء ما خبروها عنه.. عبدالله بهدوء وهو يقطب جبينه: ممكن أطلب منج طلب بس ما تسوين لي سالفة وفيلم هندي.. |
رد: (بعد الغياب) عبدالله بهدوء وهو يقطب جبينه: ممكن أطلب منج طلب بس ما تسوين لي سالفة وفيلم هندي..؟؟ جواهر قلبها رقع من ذا المقدمة: عسى ماشر عبدالله؟؟ عبدالله بهدوء: اقعدي طيب.. جواهر اللي راحت تبي تجلس على الكرسي المقابل له.. أشر لها تجي تجلس جنبه على نفس الكنبة.. جواهر اللي ماكانت حابة تجلس جنبه.. ماحبت تسوي سالفة على موضوع مثل هذا لين تعرف هو وش يبي منها.. جات وجلست معه على نفس الكنبة بس على الطرف الثاني.. عبدالله حط غترته على على الطاولة اللي قدامه.. وحط رأسه على فخذ جواهر.. جواهر حست بمثل صاعقة البرق تخترقها من أقصاها إلى أقصاها.. عبدالله بهدوء متألم: رأسي بينفجر.. بالعادة نوف هي اللي تدلك لي رأسي.. رحت لها.. طردتني.. قالت لي أنا قدمت استقالتي.. عندك مره الحين.. وأنا أبي أدرس.. جواهر ارتبكت.. وماعرفت أشلون ممكن تتخلص منه، قالت بارتباك: بس أنا ما أعرف.. عبدالله اللي كان فعلا مصدع ورأسه بينفجر من شدة الألم: تكفين أي شيء.. رأسي بينفجر.. والبنادول ماتجيب نتيجة معي.. جواهر طالعت في وجه عبدالله اللي كان نايم على حجرها.. عيونه مسكرة..والألم باين عليه.. لفت جواهر أكثر ناحية عبدالله وطوت فخذها تحت رأسه..وحطت أصابعها السبابتين على صدغ عبدالله والأبهامين على مؤخرة الراس أعلى العنق وهي حاسة بتوتر وارتباك..وبدت تدلك بالراحة بطريقة دائرية.. شوي شوي بدت ملامح عبدالله تهدأ .. جواهر تتمعن في ملامح عبدالله لأول مرة براحتها.. بدون إحساسها بنظرته المتحدية أحيانا.. والمتسلطة أحيانا.. والباردة أحيانا.. لاحظت إنه ما تغير كثير عن أول مرة شافته فيها قبل 18 سنة.. نفس الملامح الحادة المرسومة بدقة.. الملامح اللي انحفرت في ذاكرتها ..... واللي..... (جواهر مو كنج خرفتي؟؟ اقلبي الأسطوانة.. قبل توديج أفكارج بعيد) جواهر حبت تفتح موضوع تتلهى عن الأفكار اللي بدت تتوارد لذهنها.. وهي مستمرة في تدليك رأس عبدالله: عبدالله أنت فحصت على الصداع اللي عندك؟؟ عبدالله بهدوء بنبرته العميقة: فحصت وسويت أشعة مقطعية ومغناطيسية.. مافيه شيء غير طبيعي.. بس هو كثير يجيني.. تفاجأت جواهر إن عبدالله جلس.. ورجع لمكانه في الطرف الثاني من الكنبة، وهو يقول بمودة: شكرا.. الحين أحسن بوايد.. أنا أسف لو كنت ثقلت دمي عليج.. ماتدري ليش تمنت في داخلها أمنية غريبة وغبية ومالها معنى.. ومع عبدالله بالذات.. تمنت إنه ماقام بذا السرعة.. واستمر نايم على فخذها لمدة أطول.. **************** سعود تغدى مع محمد ورجع لغرفته.. دانة مختفية.. مايدري في أي مكان في البيت.. دانة اللي تغدت مع أم سعود والبنات.. ظلت قاعدة في الصالة الداخلية.. أم سعود راحت تقيل شوي.. والبنات طلعوا لغرفتهم يدرسون.. وهي استحت ترجع لغرفة سعود.. "زين لمتى بأقعد هنا خايفة من سعود.. ومواجهة سعود" "من يوم رجعت من المستشفى وهو صاير رقيق معي.. لو يهادني أو يعصب علي.. كان لقيت لي سبب أسرع أرجع عشانه بيت هلي" موبايلها يرن.. ردت بدون ما تشوف الرقم.. دانة بهدوء: ألو.. ................... دانة كحت لما عرفت صوته: هلا سعود.. (وش يبي ذا؟) سعود بهدوء : دانة أنتي وين؟؟ دانة قلبها رقع (وش يبي فيني هذا): تحت في الصالة.. سعود بنفس نبرته الهادئة الباردة: ممكن تطلعين لي شوي لو سمحتي... دانة بلعت ريقها: ليه فيه شيء..؟؟ سعود ببرود: إذا جيتي عرفتي وش فيه.. دانة برجاء مغلف بالبرود: طيب ممكن تقول لي وش تبي الحين؟؟ سعود بذات بروده: دانة أنا قلت تعالي.. وإذا جيتي بتعرفين أنا وش أبي.. أي جزء من كلامي كان صعب عليش تفهمينه؟؟ دانة كان ودها ترفض وكانت خايفة منه، بس مستحيل تبين له: زين سعود أنا جايه الحين ****************** بعد الغداء الأسري الحميم الأول اللي جمع جواهر وعبدالله وعيالهم نوف وعبدالعزيز كانوا مبسوطين لأبعد حد.. بوجود امهم وابوهم معهم على نفس السفرة.. جواهر قامت بمهامها كربة بيت وأم وحتى زوجة لعبدالله قدام عيالها على أكمل وجه.. عبدالله اللي كان صداعه خف كثير.. كان فاكهة الوجبة بحديثة الشيق.. بأسئلته الدقيقة لعياله عن دراستهم وهواياتهم.. الشيء اللي كشف لجواهر اهتمامه الكبير فيهم وحرصه على معرفة كل شيء يخصهم بعدها العيال وابوهم طلعوا لغرفهم.. وجواهر طافت شوي في البيت.. وراحت للمطبخ تشوف شنو اللي ناقص.. تعرفت على الخدامات كلهم.. ومهمة كل وحدة.. وبدت تعيد تنظيم مهامهم من جديد جواهر بعدها راحت تطل على عيالها .. نوف كانت تدرس لامتحاناتها.. وعزوز يدرس لامتحان التوفل اللي كان مقرر يقدمه كتجربة أولى بعد حوالي أسبوعين.. قعدت مع كل واحد منهم شوي.. كانت مبسوطة فيهم كثير..وهم مبسوطين بوجودها أكثر.. إحساسها بهم كان أكثر من مبهج.. أكثر من رائع.. أكثر من مرضي لمشاعرها الأمومية.. عيالها الثنين ذكروها بولدها الثالث رغم إنها اتصلت عليه اليوم أكثر من 5 مرات.. كلمت أخوها عبدالعزيز.. وتطمنت إنه تغدى وكان يبي يريح شوي قبل صلاة العصر.. حتى جواهر حست إنها فعلا تعبانة ومحتاجة تنام شوي قبل العصر.. ( أروح انام في وحدة من غرف الضيوف دام عيالي لاهين موب دارين عني؟؟.. بس أنا لازم أبدل التايور اللي علي.. ألبس بيجامة أو قميص أنام فيه... لحول يعني لازم نروح لغرفة عبدالله) جواهر دخلت الغرفة بالراحة.. غرفة النوم كانت معتمة، معناها عبدالله نايم بعد.. حمدت ربها جواهر خذت بيجامتها وجات تطلع.. صوت عبدالله اللي معطيها ظهره: تعالي جواهر لو سمحتي .. خلي نسولف شوي لين انام.. لو ماعندك مانع.. جواهر لما يطلب منها بمثل هذه النبرة اللطيفة المهذبة تلاقي إنه صعب عليها إنها ترفض: دقيقة بس ابدل وبأجيك.. جواهر اللي لبست بيجامتها، جات وتمددت على أقصى الطرف الثاني من السرير عبدالله بصوت هادئ وهو معطيها ظهره: سولفي لي عن أي شيء تبينه.. إن شاء عن نيوتن والجاذبية أو تكوين الذرة.. أي شيء بصوتج.. **************** عائشة تدق باب غرفة بنتها ديمة اللي هي مسكرتها عليها عائشة برجاء حازم: ديمه افتحي لي الباب.. ياماما.. خمس دقايق صار لي أدق عليج.. وش تسوين ذا كله..؟؟ ديمة اللي فتحت الباب بقوة وهي لابسة تريننغ رياضة واسع لونه داكن.. ووقفت على فتحة الباب وهي تطالع أمها بتحدي: غريبة مافيه عمليات اليوم.. أو حد بيموت.. أو مؤتمر طاير من هنا أو هناك (قالتها بسخرية مريرة) كانت ديمة طويلة بالنسبة لسنها..سمراء وسمارها حلو .. شعرها بني فاتح على شقار خفيف وعيونها عسلي فاتح.. جميلة جمال استثنائي جدا.. لكنها كانت تخبيه بنظارة كبيرة سميكة (رغم إنه نظرها مافيه شيء).. شعرها كان لكتفها لكنه مقصوص قصة ولادية.. ديمه كان في حياتها مشكلتين وسرين.. المشكلة الأولى: إنها كانت ذكية لدرجة تتجاوز العبقرية.. المشكلة الثانية: إهمال أمها لها.. وتحسسها الشديد من الموضوع. في الحالات الطبيعية الذكاء لا يعد مشكلة.. ولكنه في حالة ديمة كان مشكلة كبيرة.. وخصوصا إنه أدى لحدوث سرها الأول.. سرها الأول: إن ديمة كانت هكر من أكبر الهكرز على الشبكة العنكبوتية، وإهمال أمها لها.. خلها تصنع شبكة علاقات معقدة مع أكبر الهكرز في العالم عشان تحس بأهميتها.. وهذا السر أصبح يتبعه العديد من الأسرار اللي العقل مستحيل يصدقها من هذه الأسرار إن الشاب البريطاني اللي اخترق موقع البنتاغون (وزارة الدفاع الأمريكية) قبل عدة أشهر كان أحد أصدقائها على الشبكة لكنها بذكائها لما قال لها على اختراقه للبنتاغون.. عرفت إنه خلاص نهايته قربت.. دخلت على جهازه ومسحت كل بياناتها عشان ماحد يقدر يوصل لها.. ومن أسرار هذا السر مثلا: إن ديمة أصبحت معروفة جدا في عوالم الشبكة الغربية وليست العربية، لانها كانت تحس أن الهكرز العرب أطفال ومبتدئين بالنسبة لها.. كان شغلها على كبير كبير لدرجة إنه صار لها أكثر من سنة، تتلقى عروض مهام من شركات ومؤسسات عالمية لتنفيذ أهداف على الشبكة: تدمير أو تخريب أو صيانة أو اكتشاف ثغرات أمنية.. وكانت تتلقى مبالغ مهولة ومرعبة على المهام اللي كانت تسويها المبالغ كانت تتحول لرقم حساب بدون اسم في جزر الكاريبي. كانت ديمه تديره عن طريق الشبكة.. عمرها ما استخدمت هذي المبالغ لنفسها أولا ماكانت تبي شيء يربطها فيها، ثانيا هي لا مادية ولا طماعة.. هي كانت تسوي كذا عشان تثبت نفسها بس.. ثالثا كل المبالغ كانت تحولها لحسابات اليونيسيف واليونسكو والانروا.. حتى جهات التبرع كانت تختار جهات معروفة.. تتبع الأمم المتحدة.. يصلها ملايين التبرعات من كل انحاء العالم.. حتى يصعب تتبع تحويلات الحساب الخبر اللي ممكن يسبب الجلطة لمن لا يصدق هذه الأشياء إنه حاليا متوافر بحساب ديمه في الكاريبي حوالي 3 ملايين دولار.... هي فقط ثمن مهمتها الأخيرة اللي كلفتها فيها شركة كمبيوتر شهيرة جدا.. لاكتشاف الثغرات الأمنية في أنظمتهم الحاسوبية.. كان نظامها في عملياتها هذي: إنها كانت تأخذ نصف المبلغ قبل العملية والنصف الآخر بعدها.. وماكان أحد من الطرفين يقدر يخل بالأتفاق.. لأن كل منهم محتاج للثاني وخايف منه.. الشركات تفكر بمنطق إنها ممكن تحتاج ديمة لمهمة ثانية، هذا أولا........ وثانيا يخافون إنهم ما يعطونها باقي المبلغ، تخرب عليهم مواقعهم.. أما من ناحية ديمة، فهي تحب تحافظ على سمعتها كهكر بروفشنال ينفذ وعوده بمصادقية ودقة... ومن ناحية ثانية تعرف إنها لو أخلفت وعدها مع هذه الشركات ممكن يجندون كم هكرز لتتبعها رغم إنها صعب تتبعها.. لكنها تحب تكون حذرة.. والاتفاق بينهم كان يتم بواسطة اسمها الحركي المستعار عن طريق شبكة معقدة من الايميلات..يصعب تتبعها هذا سر ديمة الاول المرعب وسرها الثاني كان أخطر... أخطر بكثير.. |
رد: (بعد الغياب) سر ديمة الثاني المرعب: إنها كانت مقررة تسوي عملية تحويل لجنسها من ورا أمها.. بس لحد الحين ماتدري أشلون.. هي قامت ببحث عن البلدان والمستشفيات اللي ممكن تسوي مثل هذي العملية.. لكن عائقها هو أنها لم تبلغ السن القانوني.. وماتقدر تسافر بروحها.. وحتى إن سافرت (لأنها تقدر تدخل على كمبيوتر وزارة الداخلية وتطلع تصريح سفر بأسمها يعمم على كل منافذ قطر"وأهلا بالحكومة الإلكترونية") لكن حتى حينها المستشفى بيرفض يجري العملية دون موافقة ولي أمرها. ديمة لا كانت شاذة ولا مثلية.. كانت بنت مشاعرها طبيعية مثل أي بنت.. لكنها تعاني من عقد عميقة.. وكانت تعتقد إن أمها مهملتها لأنها بنت، وإن أمها تتمنى لو كانت ولد.. عشان ما يكونون ثنتين حريم بروحهم.. عشان كذا كانت تبي تحول نفسها.. كانت تعتقد إنها بهالطريقة ممكن تكسب أمها لصفها.. وخصوصا إن ديمة كانت تعتقد إنها بنت بشعة.. فكانت تقول لحالها: الولد مايضره لو كان قبيح.. بس بنت وقبيحة ما تنبلع.. ديمة المسكينة كانت تعاني من انحرافات حادة في التفكير وانعدام في ثقتها بنفسها كأنثى.. وغرور كبير بعقلها كهكر، بدون ما تلاقي اللي يمد يده لها.. وينتشلها من جنونها اللي بيوديها في أكبر داهية من كل ناحية أمها بعدها واقفة عند بابها: حبيبتي هلكتيني أدق عليج.. هذا كله على النت.. شكلي أقطعه عن البيت أحسن.. ديمة برعب داخلي وبرود خارجي: واشلون أحل دروسي إذا قطعتيه..؟؟ أو بتعطيني من وقتج الغالي شوي تدرسيني فيهم..؟؟ عائشة اللي حاسة بتقصيرها: عبدالله عازمنا على العشا.. تعالي نطلع أشتري لج طقم لبس جديد تحضرين فيه.. ديمه ببرود: ما أبي أروح.. ولو بغيت اروح.. دولابي مليان ليش نشتري لبس جديد.. عائشة بحنان: أولا لبسج كله بناطيل وتيشرتات.. تعالي نشتري شيء بناتي شوي.. ثانيا: خبر جديد، عبدالله رجع أم عبدالعزيز ونوف وأنا أبيج تروحين تتعرفين عليها.. ديمه بلهفة: عزوز صار عنده أم..؟ وبعدين كملت ببرود مصطنع: زين نروح نسلم عليها.. بس لبس ما أبي.. عائشة باستسلام سريع: زين اللي تبينه.. ************** دانة واقفة على باب غرفة سعود، كانت مرعوبة (يمه.. وش يبي فيني؟؟) .. خذت نفس عميق.. ودخلت لقت سعود قاعد في الصالة.. قدامه رشاش كلاشينكوف يفككه.. دانة قلبها رقع( لحول هذا وولد عمه والرشاشات.. وش راه هو ورشاشه بعد؟؟) دانة بصوت واطي: السلام عليكم.. سعود عينه في الرشاش اللي قاعد يفككه.. مع إنه بيموت يبي يرفع عينه يمتعها بشوفتها وماسوى ذا الفيلم كله.. إلا يبي يشوفها.. سعود بهدوء: وعليكم السلام.. أنا أسف ..بس وانا أبي أنزل رشاشي من فوق الدولاب.. طيحت بعض ملابسش.. دانة تنهدت براحة: (الحمدلله مناديني عشان كذا بس).. وقالت بصوت هادئ: عادي ماصار إلا الخير.. ارتبهم الحين.. ودخلت ترتب الملابس اللي لقتهم واقعين على الأرض (بفعل فاعل مجهول تقصد اسقاطهم مع سبق الاصرار والترصد) .. وسعود قاعد ينظف الرشاش بعد ما فككه.. سعود فعلا استغرق في الشغلة اللي هو قاعد يسويها باستمتاع.. وهو ينظف الرشاش بدقة.. باستخدام عدة خاصة.. جات دانة وجلست وهو ما انتبه لرجعتها.. كانت تراقبه بفضول.. وهي تشوف دقته واهتمامه.. بعد ماخلص تنظيف.. رجع يركب الكلاشينكوف.. وكان يركبه بمهارة وسرعة.. أول ما خلص، ابتسمت دانة.. وقالت: برافو.. رفع سعود رأسه وهو يبتسم: أنا أسرع واحد في الثكنة يفك كلاشينكوف ويركبه.. دانة كانت مبتسمة وهو يكمل بحماس: من تدريباتنا الاعتيادية.. إنه نفك الكلاشينكوف ونركبه خلال أقل من دقيقة.. دانة بدهشة: لا لا.. ما أصدقك.. دقيقة وحدة تفكه وتركبه؟؟ سعود بحماس وسعادة وهو يشوف تفاعلها معه: تتحديني أفكه وأركبه في 40 ثانية..؟؟؟ دانة اللي تحمست: أتحداك.. سعود وقف ورفع أكمام ثوبه لحد كوعه .. وقال بثقة: خليني أسويها على طريقة المعسكر شال الرشاش وجا وجلس على الأرض على ركبه قدام دانة.. وبدأ يفك الكلاشينكوف في الوقت اللي دانة ركزت في ساعة يدها.. عشان تشوف كم الوقت من لما بدأ.. كانت أصابعه تتحرك بسرعة هائلة.. لدرجة عن دانة ماكانت قادرة تلحق على سرعة حركة إيديه.. فك القطع وصفها قدامه وعقب رجع يركبها من جديد.. خلال 38 ثانية كان مخلص.. دانة ابتسمت وقالت له: 45 ثانية.. يعني خسران.. سعود بصدمة: مستحيل.. عمري ما تجاوزت 39 ثانية أصلا.. دانة بعيارة: الساعة تقول مو أنا.. سعود وهو مبتسم: يالساعة مخبطة يا راعيتها مخبطة.. واحد منكم يغش.. سعود اللي كان طاير بالجو الرايق اللي بينه وبين دانة.. رن موبايله.. (من اللي يتصل هالوقت الله يأخذه).... كان جابر صديق سعود.. سعود بهدوء ومودة (وهو وده يزنطه): هلا جابر.. ................... في البيت .................. سعود بعيارة: زين يا ابن الحلال لا تبكي علينا.. جايك الحين.. دانة كان نفسها تسأل وين بيروح من فضولها.. بس كتمت الفضول في نفسها.. بس سعود أرضى فضولها بدون ما تكلف نفسها: هذا رفيقي جابر.. في مخيمنا اللي بروضة راشد.. وسيارته تعطلت عليه.. بأروح أخذ لي ميكانيكي وأروح له.. دانة بفضول: عندكم مخيم في روضة راشد؟؟ سعود بود كبير: عندنا.. لو تحبين تشوفينه.. وديتش يوم يكون الشباب كلهم في الزام..وعقب ما أنبه عليهم .. دانة اللي عارفة إنها خلاص مو مطولة في بيت سعود.. ماحبت تكون قليلة أدب قدام عرضه اللطيف، فردت عليه بنبرة لطيفة: إن شاء الله.. سعود دخل الحمام يتوضأ.. لأن أذان العصر ماباقي عليه إلا شوي.. أول ما طلع وهو يبلس غترته دانة سألته بهدوء: طيب دامك رايح لروضة راشد ويمكن تتأخر.. ممكن أروح لهلي؟؟... أبو خالد اليوم كلمني أكثر من مرة وشكله مشتاق لي شويتين.. بأتصل بخالد بعد صلاة العصر.. (حتى أنا مشتاق ..ومشتاق على طول.. وبأموت من شوقي.. وش تبين بذا الشيبه اللي قلبي ناغزني منه؟) سعود كاره طاري روحتها لبيت أهلها، يخاف تروح يمسكها عمه فسأل بطريقة عادية وقلبه يرقع في انتظار إجابتها: طيب أمرش وأنا راجع من المخيم؟؟ دانة بهدوء: مافيه داعي تتعب نفسك.. خالد بيرجعني.. سعود اللي تنفس بعمق وارتاح: مافيه داعي تتعبين خالد، قومي ألبسي عباتش أنا بأوديش وأنا بأرجعش.. ************** محمد اللي كان متمدد على سريره.. كان يفرفر في الكتب شوي.. استعدادا لامتحاناته.. هو أساسا ماعنده إلا مادتين.. والفصل هذا أخر فصل..بعد سبع سنين قضاها في الجامعة.. الأصح ست سنين ونصف.. طرأ عليه طاري، لقط موبايله: جبير يالعلة.. الوعد بكرة.. ترانا بنمشي عقب صلاة الفجر على طول.. طرف قشك.. جبر يضحك: زين قول السلام عليكم أول.. محمد: وعليكم السلام.. وما أبغي كثرة بربرة.. بكرة موعدنا للنعيرية.. جبر اللي يضحك: بس أنا عندي دوام بكرة.. محمد بابتسامة: فيه شيء اسمه أجازة عارضة.. يعطونك 7 أيام في السنة.. منت بميت إذا خذت يوم عارضة.. جبر اللي ميت ضحك: وامتحانك الاسبوع الجاي محمد: مهوب طاير... بينتظرني لين أرجع.. يعني بتسوي لي الفالح.. يأخي توك متخرج الفصل اللي طاف عقب ماشابت عيونك في الجامعة.. والنعيرية رايحين رايحين ولا لك عذر.. جبر باستفسار: ومن بيروح معانا..؟؟ محمد بعيارة : معنا معنا.. ريح روحك من الالف الزيادة ذي.. بيروح معنا خويلد وسويلم.. ****************** جواهر اللي صحت على منبه تلفونها لصلاة العصر.. صحت وهي مرعوبة.. لأنها قامت لقت نفسها تقريبا لاصقة في عبدالله.. وهي اللي كانت متحركة.. بينما عبدالله كان على نفس الجهة اللي نام عليها.. جواهر نطت واقفة: الحمدلله أني صحيت قبله.. لا يشوفني أنا اللي لاصقة فيه.. جواهر صحت عبدالله على أساس يتوضأ قبلها لأنه بيروح للصلاة في المسجد.. عبدالله المبتسم وهو توه يفتح عيونه: جواهر ولا عليج أمر.. شوفي عزوز توضأ أو لا.. عشان يروح معي المسجد. ابتسامته صارت تفــــــتنها.. وغصبا عنها.. صدت جواهر تحاول تكسر تأثير سحر ابتسامته عليها.. وطلعت تشوف عيالها ***************** جواهر بعد ماصلت العصر.. لقت مسج من نجلاء.. ومسج قبله من موزة: غريبة ماشفت مسج موزة قبل، يظهر اني فتحته بدون ما انتبه.. قرت مسج موزة... حست وجهها عطى كل ألوان الطيف من وقاحة المكتوب ( طيب ياموزة.. طيب مردودة) مسحته ..و دقت على نجلاء.. نجلاء بحب وعيارة: هلا والله بالعروس.. زين تذكرتينا.. جواهر بعيارة: انتي قلتيها.. عروس.. وش أبي فيج؟؟ نجلاء بخبث: أيه اللي نامت بحضن واحد مثل عبدالله.. تنسى العالم كله.. جواهر بحرج كبير: نجلاء عيب يا قليلة الأدب.. نجلاء بمرح: شنو عيب بعد، لا تكونين مفكرتني صدقت خرابيط التنازل عن الحق الشرعي.. والفيلم اللي ماله طعم كله.. جواهر بحرج: والله السالفة جد.. وانتي وحدة فيوز مخج ضاربة.. نجلاء اللي تضحك: والله مافيه حد فيوزه ضاربة غيرج أنتي وعبدالله.. لو كان الكلام اللي تقولينه حقيقة.. مع أني طبعا موب مصدقة.. جواهر بهدوء: وليه يعني موب مصدقة حضرتج..؟؟ نجلاء بهدوء: لأن هذا شيء مخالف الفطرة.. رجل وزوجته مقفول عليهم باب.. وماعندهم مشاكل صحية.. وخصوصا في وضعك أنتي وعبدالله بالذات.. كل واحد منكم يقول للقمر قوم وأقعد محلك.. لا ومحرومين طول عمركم.. يعني حد يلاقي الماي جنبه وهو بيموت من العطش.. ويقول لا ما أبي أشرب.. حدث العاقل بما يعقل.. جواهر كحت من الحرج: نجلاء شكلش استخفيتي.. كأنج منتي بعارفة عبدالله وش سوى فيني.. نجلاء بعيارة: وخري بس.. السبب اللي كانت حاقدة عليه عشانه.. وخلص بح.. عيالج في حضنج.. وش هالكآبة اللي تبين تعيشين روحج فيها.. صدق موب وجه نعمة.. يامره اسمعي الكلام.. عبدالله قبلج حارم روحه لأنه صاك على روحه هو وعياله، ومافيه حد لاصق بوجهه بس الحين عنده مرة صاروخ مثل القمر.. ما يقدر يحرم نفسه أكثر.. ولو هو يبي يحرم نفسه منج.. صدقيني بيطالع برا.. وعذره معه.. جواهر بدون ما تعرف ليه، حست بضيق غير طبيعي يكتم على قلبها وروحها.. وهي تتخيل إن عبدالله ممكن يطالع مره غيرها .. أو..... أو.... يكون معها... (لا لا مستحيل يسويها.. عبدالله رجال مصلي.. وسنينه كلها ماسواها يسويها الحين) نجلاء بعيارة: وين رحتي مدام عبدالله؟؟ جواهر : مدام عبدالله بعينج.. يالله سلمي على أم جاسم.. عندي شغل أبي أسويه.. جواهر نطت لدولابها تبي تلبس.. موب عارفة هي ليه مهتمة بشكلها كذا..وفكرت إنها محتاجة تروح للسوق تشتري لها شوي ملابس.. المهم طلعت تنورة بيضاء سادة ضيقة طولها لنص الساق بلوزة شيفون مشجرة بالأسود واسعة وأكمامها واسعة لكنها ضيقة ومزمومة من عند الخصر وأساور الأكمام ولبست معاها بوت أسود للركبة كعب عالي.. ولبست دبلتها اللي هي خلعتها وهي تتوضأ.. ماتدري ليه صارت تحس يدها ناقصة من غيرها.. مشطت شعرها الحريري.. وتركته منسدل على أكتافها بعد ماحطت ماكياج خفيف.. الباب يدق.. جواهر ارتبكت.. وحطت نفسها مشغولة بشيء في الأدراج.. كانت تحسب إنه عبدالله.. لكنها فوجئت إنه عزوز.. اللي ابتسمت بسعادة حقيقية من أعماق قلبها لما شافته.. عبدالعزيز قرب منها بحب.. حضنها من ظهرها وباسها على كتفها وجواهر حاضنة راسه بحب.. جواهر بحب: تبي شيء.. صح؟؟ عبدالعزيز بحب واضح: خلاص ما عاد استغرب من قدرتك على قراءة أفكاري.. صح أبي شي.. جواهر برقة: عيوني لك.. عزوز بهدوء: الليلة خالتي عائشة بتعشى عندنا.. صح؟؟ جواهر باستفهام: صح.. والمطلوب مني؟؟ عبدالعزيز بجدية: حاولي تقنعين خالتي عائشة تطلع ديمة من مدرستي.. توديها مدرسة بنات.. ثاني شي قولي لها تهتم في ديمه شوي.. ديمة مراهقة و محتاجة أمها جنبها.. جواهر بحب: يعني أنت اللي مو مراهق..؟؟ عبدالعزيز بهدوء: أبوي عمره ما أهملنا.. والحين أنتي معانا.. يعني من اللي مثلنا.. لكن ديمة أبوها متوفي.. وأمها مهملتها.. مع ان خالتي عائشة مافيه مثل قلبها أحد.. جواهر بود وحذر لأنها تتفهم تماما مشاعر المراهقين وحابة أنها تحتوي أي شي قبل مايستفحل: انا أمك وأحب أنك تكون صريح معي بدون خوف.. اهتمامك بديمه.. هل هو اهتمام عادي أو خاص؟؟ |
رد: (بعد الغياب) جواهر بود وحذر لأنها تتفهم تماما مشاعر المراهقين وحابة أنها تحتوي أي شي قبل مايستفحل: انا أمك وأحب أنك تكون صريح معي بدون خوف.. اهتمامك بديمه.. هل هو اهتمام عادي أو خاص؟؟ عزوز بحرج: ديمة مثل أختي الصغيرة.. جواهر بحب: وبتكون مثل بنتي.. خل بس علاقتي تقوى بعائشة وأنا أوعدك ما يصير الا الخير.. وعقب جواهرسألت بشكل حاولت إنه يكون طبيعي: الا أبوك وينه مارجع معك؟؟ عبدالعزيز بهدوء: راح المؤسسة.. جواهر حست بضيقة إنه راح قبل ماتشوفه ويشوف لبسها.. " صدق ما تستحين.. توج ماكملت يوم من يوم خذتي الرجّال.. بدت مشاعرج تخونج ناحيته" ************* عبدالله له ساعة من لما وصل المؤسسة.. في البداية كان مشغول جدا.. بس الحين خف الشغل.. فحضر التفكير.. ونتيجة للتفكير اللي مارحمه، تناول موبايله ودقه: مساء الورد أم عزوز.. جواهر على الطرف الثاني كانت حاسة برغبة كبيرة إنها تسمع صوته.. فكانت سعيدة جدا لما شافت إنه أمنيتها تحققت، لكنها ردت بصوت هادئ: هلا عبدالله.. عبدالله بهدوء وبنبرة فيها رقة: أنا خلصت شغلي.. أشرايج أعزمج على كوفي.. قبل موعد خالتي عائشة؟؟ جواهر ضحكت ضحكة ناعمة، عبدالله من سمع رنة ضحكته حس انه ساح على كرسيه: لا عبدالله ما أقدر.. خيرها في غيرها.. خالتي أم فهد وبناتها على وصول.. عبدالله بعيارة: خلاص لنا الله.. أروح أعزم أفضل.. جواهر بود: يستاهل أبو محمد.. عبدالله بود أكبر: زين خلاص أنا أستأذن.. نشوفكم بالليل.. ************** سعود كان متوتر.. ويبي يرجع الدوحة.. وسيارة جابر تأخر تصليحها.. جابر بعيارة: أنت وشفيك تحرقص كأنه راكبك 60 جني..؟؟ تركد يا معرسنا.. العروس مهيب طايرة.. سعود كح من الاحراج: جويبر تحشم.. قدام أخليك تحشم غصب.. جابر يضحك: أنت شوف حالتك أول.. يا أخي طرش لها مسج وإلا مسجين من المسجات الثقيلة.. تجيها تلاقيها مروقة.. جابر خبير بنات سابق.. تائب حاليا.. سعود ابتسم عمره ماخطر على باله ذا الشيء (صدق إنك عليمي) .. (دامني أحتاس إذا شفتها ولا أعرف أتصرف.. خل نستخدم أسلوب المسجات).. وبدأ سعود يرسم مخططه على كبير .. كبير *************** هند قاعدة في غرفتها تدور من الحرة والعصبية.. من لما عرفت إن عبدالله رجع جواهر.. كانت بنتفجر.. وهي على حالتها دخل عليها توأم الشر حقها: أفا هنودة وش فيها معصبة؟؟ هند بحرة: عبدالله أبو نوف رجع أم نوف.. فايز بتحسر: أفا الغزال طارت.. هند اللي ماكانت تبي فايز يعرف عن مخططها الشخصي قالت بكذب: الحين ماراح تخليني أكمل مخططك على نوف.. فايز بخبث وبرود واللي مخططه على نوف ماعاد هامه كثير: لكل خطة خطة بديلة.. أنا الحين أبيج تجيبين لي رقم أم نوف.. إلا هي شنو اسمها؟؟ هند بحقد: جواهر.. فايز في نفسه( يالبي الاسم وراعيته): جيبي لي رقم جواهر.. هند باستغراب: وش تبي فيه؟؟ فايز ببرود: موب شغلج.. نفذي وبس.. هند باستفهام: وأشلون أجيبه؟؟ فايز باستحقار: صج غبية.. اتصلي في نوف وقولي أبي أكلم أمج أبارك لها.. عطيني رقمها.. وش الصعب في الموضوع؟؟ هند باستفسار: وممكن أعرف وش تبي بأم نوف؟؟ فايز بعصبية: هند قلت لج موب شغلج.. في نفسه (جواهر هذي شغل خاص جدا..خارج نطاق الحسابات المادية) ******************** منيرة وسارة قاعدين يدرسون.. سارة رفعت رأسها عن الكتاب والتفتت على منيرة: الا انتي متى قلتي بتخلصين..؟؟ منيرة بعيارة: تدرين أنس سألتيني ذا السؤال 20 مرة.. اليوم الأربعاء وبكرة الخميس وعقبه الجمعة السبت عندي امتحان والاحد امتحان والثلاثاء امتحانين وعقبها خلاص... فهمتي والا اعيد.. سارة صايدتها حالة كآبة حادة.. كل ماقرب موعد إخبار منيرة بموعد عرسها.. سارة عارفة باللي بيصير.. وماتقدر تلوم منيرة.. وخايفة أنه اتفاق سارة مع سالم يسبب لها شرخ في علاقتها مع أختها.. سارة حاولت تطلع من الأفكار هذي من رأسها: منيرة تبين كابتشينو.. بأروح أسوي لي..؟؟؟ منيرة اللي كانت مستغرفة في المذاكرة: ليش لا؟؟ وسارة تطلع من الغرفة.. كان موبايل منيرة يدق.. كانت وحدة من بنات جماعتهم.. منيرة بمودة: هلا والله بالقاطعة.. ............................. طيبة الله يسلمس ................. الله يبارك فيس.. بس على شنو؟؟ ................... منيرة اللي طاح التلفون من يدها وصرخت برعب.. رعب موجع حاد قاتل : شنهو؟؟ ******************* كانت دانة جالسة مع مزنة في غرفتها.. ومزنة فاتحة معها تحقيق: شأخبار سعود معش؟؟ دانة بهدوء: زين.. مزنة بفضول: شنو زين ذي..؟؟ عطيني تفاصيل.. دانة بشوي توتر: ما أدري شأقول لش..يتعامل معي بلطف.. عليه حركات غريبة وتخوف.. بس بشكل عام لطيف.. مزنة بأمل: يعني فيه أمل؟؟؟؟؟؟؟ دانة بنفي: ما أعتقد.. لأنه شيء بدأ غلط لازم ينتهي غلط.. أنا انغصبت على سعود وماخذته برضاي.. حتى لو تجاوزنا ذا النقطة.. أنا عنيدة وسعود عصبي.. والطبعين هذولاء لا يمكن يتوافقون.. ودانة تتكلم مع مزنة رنة مسج وصل موبايلها.. فتحته..طلعت عيونها وكحت لما قرته.. كان من سعود: " اشتقت لك.. ممكن أقولها وإلا خويلد بينط في حلقي بعد" مزنة اللي شافت وجه الدانة ألوانه تتغير.. سألتها بفضول: ممن من المسج؟؟ دانة ماردت عليها لأنها كانت تكتب مسج.. (طيب يا سعود، تبي تلاعبني يعني؟؟) بعد ثواني كان فيه مسج يوصل سعود اللي كان متكي جنب النار.. فتحه سعود بلهفة: " تدري إنه فيه شيء أكتشفته اليوم؟؟" مسج سعود " اللي هو ؟؟" مسج دانة " أنهم مسمينك الذيب من قد ما نومك خفيف" سعود لما قرأ المسج انفجر من الضحك.. لأنه عرف إنه تقصد إنها كشفته اليوم.. جابر اللي واقف عند سيارته: يكلم سعود من بعيد: وشفيك استخفيت؟؟ تضحك بروحك.. سعود رد عليه: مهوب شغلك يالملقوف.. كتب لها سعود مسج " وتدرين إنه فيه شيء أكتشفته اليوم؟؟" دانة ردت عليه نفس رده " اللي هو؟؟" مسج سعود " إن ريحتك حلوة وتجنن وتطير العقل أنا عقلي طاير من الظهر لحد الحين الريحة عذبتني فكيف بصاحبتها" دانة وصلها المسج لون وجهها قلب أحمر دم.. ومزنة قاعدة تطالع اختها وتضحك.. دانة ما قدرت ترد ( وش يعني.. سكتني كذا.. ما أقدر أرد عليه؟؟) سعود أكثر من خمس دقايق ينطر رد منها .. عرف إنه خلاص حكرها في الزاواية.. واتسعت ابتسامته.. لكن بعد دقيقة وصله مسج منها: " شنو يعني؟ كلب بوليسي حضرتك" (طيب يا دانة) بعد ثواني وصل رد سعود اللي لما وصل دانة شهقت شهقة عنيفة منتزعة من أقصى أعماق روحها.. وبعدها خنقتها العبرة.. وبعدها ما قدرت.. صارت تبكي بهستيرية مريرة.. |
رد: (بعد الغياب) شابتان مقبلتان على حياتهما الجديدة تتلقيان صدمة عمرهما.. يفقدان التوازن.. تتفجر المشاعر.. لتغرق كل ماحولها.. سارة رجعت من المطبخ معاها الكابتشينو.. حطته على الطاولة وألتفتت على منيرة وقالت بمرح: كابتشينو إنما أيه.. يستاهـ ....... الكلمة ماتت على لسان سارة وهي تشوف أختها قاعدة على سريرة عيونها مبققة ومليانة دموع.. وكتبها وموبايلها مرميين على ألارض.. سارة نطت جنب منيرة، وقالت بقلق لاحدود له: مناري حبيبتي وش فيس؟؟ ردي علي فديتس.. حرام عليس لا تسوين فيني كذا.. منيرة .. منيرة.. ردي علي.. منيرة بعد فترة صمت طويلة.. ورجاءات كثيرة من سارة قالت بصوت ميت مرعب خاوي من الحياة: سارة أنا عرسي بعد حوالي 25 يوم..؟؟؟؟؟ سارة عبرتها نطت في بلعومها.. ما قدرت تقول شيء غير إنها هزت رأسها.. منيرة اللي شافت اهتزاز رأس سارة.. حسبته زلزال في قلبها.. وصارت تصيح صيحات مرعبة وهي تلطم وجهها بقوة بكل وتصيح : ليه ؟؟ ليه ؟؟ لــــــــــــــــيـــــــــــــــه؟؟ لـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــيـــ ـــــــه؟؟ لـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــيــــــه؟؟ .. وبعدها هجمت على كتبها ومزعتها.. وموبايلها وخبطته في الطوفة بكل قوتها.. واستمرت تصيح بهستيرية وهي تكسر كل شيء في الغرفة.. وتصيح: ليه؟؟ لـــــــــــيه؟؟ لـــــــــــــــــــــــــيه؟؟ لــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــيه؟؟ ثم أغمي عليها ******************** مزنة اللي شافت دانة أنكبت على سريرها.. وهي تبكي بشكل هستيري.. أنخلع قلبها من مكانه.. عمرها كله ماشافت دانة (اللي كانت دايما قوية قدامهم) تبكي كذا.. عرفت أن سبب بكاها.. مسج وصلها.. لأنها كانت تقرأ وتكتب مسجات قبل حالة البكاء الغير طبيعية اللي اجتاحتها.. مزنة دورت على موبايل دانة.. كانت دانة ماسكته بكل قوة.. مزنة فلتت بالراحة أصابع دانة اللي كانت شادة على الموبايل.. وقرت المسج اللي كان سبب بكاء دانة الهستيري واللي عمر مزنة ماشافت دانة تبكيه في حياتها: " وليه ما تقولين عاشق ولهان متيم مغرم مجنون يعشق كل شيء فيك من ريحتك لابتسامتك لصدى اسمه على شفايفك أحبك والله أحبك ومن زمان زمـــــــــان قبل ما نولد حتى لأن حبك الأسطوري اخترقني من الوريد للوريد حبك أعاد تشكيلي وإطلاق الإنسان في داخلي هل فيه أمل أنه في يوم بتستقبلني جنة حبك في أحضانها؟؟؟" *************** جواهر حلفت على أم فهد وبناتها يقعدون للعشاء.. فكان عشاء نسائي بحت.. الكل كان منخرط في الحديث نوف وحصة ونورة مع بعض.. أم فهد وعائشة وموزة وجواهر مع بعض.. وديمة قاعدة لحالها.. حصة تهمس لنوف: إلا بنت خالتج هذي ليش كاشة وقاعدة بروحها..؟؟ نوف بنفس الهمس: ديمة لها أجواءها الخاصة.. نورة بعيارتها: موب منها إلا من لبسها اللي كنه وجهها.. فيه بنت أنثى مخلوق ناعم وحساس.. تلبس تيشرت عليه جمجمة يسيل منها دم.. وامها أشلون مخليتها على كيفها؟ نوف بشوي حرج: ديمة عنيدة شوي.. وخالتي عائشة تعتبر اللبس حرية شخصية.. عشان كذا ما تشدد معها عليه نورة بمرح: حرية شخصية؟؟ لو أنها قد ذاقت العقال على مقفاها كان نست أبو الحرية الشخصية وأمها.. على الجهة الأخرى كانت جواهر تميل على أذن عائشة: أم ديمة.. ليش ما تسوين لديمة نظارة أصغر من هذي واكشخ شوي.. حرام هذي بنت صغيرة.. هالنظارة ماكلة نص وجهها.. وستايلها قديم شويتين.. عائشة تتنهد: ومن قال لج إن ديمة محتاجة نظارة.. ديمة نظرها 6 على 6.. جواهر بدهشة: زين ليش تلبس نظارة؟؟ عائشة تتنهد تنهيدة طويلة: أول شيء كانت تبي تقلد ولدج عبدالعزيز.. جننتني تبي نظارة من يوم عمرها 8 سنين..فصلت لها نظارة حماية عشان تنبسط.. وحسبتها يوم ويومين وتخليها.. بس هي أصرت عليها بشكل.. وهذي النظارة هي اللي فصلتها بنفسها من 3 سنين واصرت تلبسها.. على فكرة جواهر.. ديمة حلوة وايد.. بس هي نهائي موب مقتنعة إنها حلوة.. جواهر تنهدت: طيب وموضوع ثاني: ليش للحين تاركتها بمدرسة مختلطة..؟؟ البنت صارت كبيرة.. ومايصير تدرس مع صبيان.. عائشة بهم: أنا حاولت بس هي موب راضية تترك مدرستها.. تقول خايفة علي من الأولاد؟؟.. لاتخافين.. لا هم يطالعوني ولا أنا أطالعهم.. جواهر بدهشة: هذي بنت صغيرة ما تعرف مصلحتها.. إذا هي أصرت على شيء تخلينها تسويه.. عائشة بتردد: أنا لأني مقصرة بحقها .. أعترف أني أحاول أعوضها بطرق ثانية.. جواهر بحكمة: بس أنتي عارفة إنه هذا غلط.. وأنتي مهما ماوصلتي من نجاح في شغلج.. بنتج المفروض تكون في المقام الأول.. اهتمي فيها أكثر.. وقربي منها أكثر.. بنتج محتاجتج وايد.. لو صار لبنتج شيء.. كل نجاح الدنيا.. ماراح يعوض دمعة وحدة من عينها.. عائشة برعب: بسم الله عليها.. ديمه هي الشيء الوحيد اللي أنا طلعت به من الدنيا.. بس يا جواهر أنا والله احس بمسئولية كبيرة.. اقول كم جراح أعصاب عندنا في قطر..؟؟ معدودين.. أحيان كثيرة أندم أني درست هالتخصص الدقيق اللي خذني من بنتي.. بس شاسوي؟؟ شاسوي؟؟ **************** عبدالله تعشى مع عبدالعزيز الكبير وعبدالعزيز الصغير في المجلس.. عبدالعزيز الكبير كان جاي يسلم على جواهر اللي جات وجلست معاهم شوي قبل ترجع للحريم عبدالعزيز أستأذن بدري لأنه متواعد هو وراشد.. عشان يستشيره في المشروع الخطير اللي هو مقبل عليه..واللي ماحد بيعرف عنه غير راشد.. ثم عبدالله بعدين.. عبدالله وولده كل واحد منهم طلع لغرفته.. عبدالله خذ شاور.. وجلس يسمع الأخبار.. عبدالعزيز في غرفته وباله مشغول بشيء **************** سارة جالسة جنب أختها اللي صحت من غيبوبتها... لكنها كانت صامتة جامدة بدون كلمة.. سارة اعتقدت إن صدمة منيرة هي صدمة وقتية.. وإنها بكرة بتروق وتتقبل نصيبها.. منيرة ماردت على سارة بكلمة وتمددت على السرير.. وتغطت حتى رأسها كله ***************** دانة اللي هدت هي الأخرى.. واللي مارضت تقول لمزنة عن السبب اللي خلاها تبكي كل هالبكاء لما قرت المسج.. والحين دانة خايفة ما تبي ترجع مع سعود لبيته.. كانت مطمئنة له وهي تعرف إنه يكرهها.. بس بعد ماعرفت إنه يحبها.. صارت مرعوبة.. مرعوبة.. مرعوبة لأسباب تتعلق فيها أكثر ما تتعلق بسعود.. موبايلها رن.. رقع قلبها لما شافت اسم سعود.. تركته يرن لحد ما قطع.. بعدها بعثت مسج لسعود: "سعود تكفى خلني الليلة هنا بكرة أنا بأرجع بنفسي" بعد ثواني وصلها المسج: " أنا صرت واقف تحت خلاص إذا أنتي حابة تصغريني وتحرجيني قدام هلش براحتش" دانة انحرجت.. وغصبا عنها.. قامت تلبس عبايتها ************** الساعة قربت على 11 ..في بيت عبدالله العشاء خلص على خير.. أستأذنت أم فهد وبناتها قبل حوالي نص ساعة.. باقي عائشة وديمه جواهر جات وقعدت جنب ديمة.. جواهر بود ورقة: أنتي أي صف الحين؟؟ (مع إن جواهر تعرف بس تبي تفتح باب للحوار) ديمه بثقة ممزوجة بحياء: Grade10 جواهر قربت من ديمة بحنية وسحبت النظارة عن عيونها.. ديمه حاولت تمسك نظارتها.. بس استحت وتراجعت لما شافتها خلاص بيد جواهر.. جواهر فعلا تعجبت من جمال ديمه اللي كان متخبي بالكامل ورا النظارة الكبيرة والبشعة التصميم.. وأكثر شيء تعجبت منه لون عيونها الغريب وطول رموشها.. جواهر بحنان: اللي عندها هالجمال كله تخبيه ورا نظارة مثل هذي؟؟ ديمه بحرج: أنا ما أقدر أشوف من غيرها.. جواهر ماقالت إنها تعرف إن نظرها مافيه شيء: لبس النظارة شيء اعتيادي وما يخبي جمال الحلوة.. بس لما تكون النظارة متناسبة مع الوجه.. أشرايج أروح أنا وانتي ونوف بكرة ونسوي لج نظارة جديدة.. ومنها تتمشون شوي وتشترون لكم شوي أغراض جديدة.. ديمه بحرج: مافيه داعي خالتي.. جواهر وجهت كلامها لعائشة: عائشة بعد أذنج ممكن بكرة العصر أمر ديمة نروح السيتي سنتر.. تفصل نظارة جديدة.. ونشتري كلنا شوي ملابس جديدة.. عائشة بابتسامة: أكيد ما عندي مانع.. خصوصا بكرة عندي عمليات من الصبح لليل.. ديمه حست انها انحكرت في زواية.. وصار لازم تروح معهم **************** سعود ودانة في غرفتهم.. دانة طول الطريق وهي ساكتة.. وسعود محرج وساكت.. (معقول لهالدرجة تضايقت من تعبيري عن مشاعري) دخلوا ساكتين.. بدلوا ملابسهم ساكتين.. دانة دورت أبشع بيجامة بين بيجامتها.. ماكانت تبي تحسس سعود إنها تحاول تعجبه أو تغريه بأي صورة.. بس المشكلة إنه أي شيء تلبسه أو تسويه كان في عيون سعود أحلى شيء وأعذب شيء.. دانة كان توترها واصل حده.. وسعود كان ترقبه واصل حده.. ساعتين كاملة وهم جالسين في الصالة ساكتين.. سعود يفرفر في القنوات.. وهو اصلا مو مركز في أي كلمة .. كل تركيزه مع المخلوقة اللي قاعدة مقابله تفرك إيديها بتوتر وهي سرحانة.. سعود لما تعب من الانتظار.. قرر إنه يقوم بواحد من مخططاته.. قام متوجه لغرفته.. وهو قايم مسوي نفسه رايح.. ألتفت على دانة وسألها بلهجة حاول إنه يدفع فيها أكبر قدر من عدم الاهتمام: إلا دانة كنت أبي أسألش عن شي؟؟ دانة اللي انتزعها صوته من عالم السرحان اللي كانت فيه: هاه سعود؟؟ سعود بهدوء مدروس : أقول كنت أبي أسالش عن شيء؟ دانة بهدوء متوتر: هلا سعود ببرود تحته عيارة خارقة: البارحة لما كنتي ترتبين في الصالة.. ماسمعتي أصوات غريبة؟؟ دانة با ستغراب: لا سعود ببرود تحته بيموت من الضحك: زين الحمدلله.. دانة اللي بدأ يتسرب لها الخوف: لا.. قل: أي أصواته؟ سعود مسوي حاله يبي يسكر الموضوع: خلاص يا بنت الحلال دامش ماسمعتي شي.. خلاص انسي السؤال... يالله تصبحين على خير.. دانة اللي نطت من مكانها قالت بتوتر ونبرة خوف: لا سعود مو تقول لي كلمة وتروح .. أصوات شنو؟؟ سعود بلعانة: يعني صوت بزر يبكي.. قطوة .. عنز.. كلب.. أحيانا ضحك.. أصوات مختلفة.. دانة رجعت تنط وهي تنفض ملابسها: بسم الله الرحمن الرحيم.. بسم الله الرحمن الرحيم.. ليه غرفتك فيها شيء..؟؟ سعود بخبث: يا بنت الحلال مافيها شيء.. أنا بس كنت أسأل.. يالله تصبحين على خير.. ودخل سعود لغرفته.. عقب ما سوى اللي يبيه.. ودخل رعب غير طبيعي في قلب دانة الخوافة.. |
رد: (بعد الغياب) سعود دخل وتمدد على سريره.. ودانة برا.. قاعدة فوق الكنبة ضامة رجولها لصدرها.. خايفة يطلع شيء من تحت الكنبة يمسكها.. (يمه.. يمه.. خلاص بكرة بارجع بيت هلي.. هو يخوف.. وغرفته تخوف.. ليتني مارجعت معه.. ليتني قعدت في بيت هلي) دانة خلاص موب قادرة تستحمل ..كل شوي تتخيل شيء.. نادت سعود وهي في الصالة، وهو داخل: سعود.. سعود.. سعود اللي متمدد على سريرة وبيموت من الضحك.. رد عليها بصوت مكتوم: نعم دانة؟؟ دانة بارتباك: تعال.. فيه فيلم حلو في التلفزيون.. تعال تفرج معي.. سعود اللي عرف إن مخططه نجح نجاح هائل رغم إنه ماثقل العيار عليها: لا دانة ..تعبان وأبي أنام.. خلال أقل من دقيقة، كانت دانة واقفة فوق رأسه، وبرجاء تقول له: سعود تكفى.. تعال أقعد معي.. سعود بخبث: ليه؟؟ دانة وهي تحاول تجاوب بثقة: عادي.. أبي أسولف عليك.. سعود ببرود تحته انفعالات حادة: تعالي سولفي هنا.. دانة كحت: وين هنا؟؟ سعود ببرود: تعالي جنبي وسولفي علي.. دانة بارتباك: لا خلاص.. بأرجع مكاني.. وعطته ظهرها استعداد للردة لمكانها سعود بنفس النبرة: كيفش..وكمل بلعانة: لو سمعتي شيء صحيني.. دانة اللي رقع قلبها من الخوف.. رجعت بخطوات مترددة.. وراحت لطرف السرير الثاني بشويش.. وقعدت على طرف طرف السرير بدون حتى ما تقرب جنب الغطاء.. وهي بتموت من الخجل.. سعود اللي رفع راسه وسنده على كفه ووجهه ناحيتها، قال بابتسامة: والله العظيم أنا ما أعض.. مخلوق مسالم.. دانة اللي عضت على شفايفها: بس أنا خايفة.. سعود اللي انلسع من كلمتها، جلس على حيله.. وقرب من دانة.. ومسك يدها..وقال بثقة وحنان ورجولة: أرجوش دانة إنش ما تخافين مني.. أنا أوعدش أنه عمري ما أمد يدي عليش مرة ثانية.. تنقص يدي لو أسويها.. دانة اللي هزها بعنف احتضان يده ليدها، جاوبت وعبرتها خانقتها: ومن قال إني خايفة منك... وبدت دانة تبكي بكاء هستيري.. ********************* جواهر اللي دخلت على عبدالله الساعة 12.. كان متمدد على سريره يقرأ كتاب.. لما شافها ترك الكتاب من يده وابتسم: ماشاء الله طولوا الحريم عندكم.. جواهر بإرهاق: شوي.. عبدالله بابتسامة: إلا قولي شويتين.. (ياحلو ابتسامتك) جواهر هزت رأسها تنفض الفكرة عن رأسها وهي تقول: تعبانة والله من طول الوقفة.. أحس رجولي مو قادرة تشيلني عبدالله بمرح: تعالي أسوي لج مساج.. أو اهمزج على قولت الشيبان.. جواهر كحت: لا شكرا.. بأخذ الحين شاور وأنام.. عبدالله ابتسم ورجع يقرأ في كتابه جواهر طلعت لها بيجامة من الدولاب علقتها في غرفة الملابس.. وتوجهت للحمام.. **************** سعود انخلع قلبه لما شاف دانة انكبت على المخدة تبكي..وخبت وجهها فيها.. قرب منها لحد مالصق فيها.. ويده تمسح على ظهرها بحنان، ويقول لها برقة: دانة حبيبتي ليش تبكين؟؟ دانة وهي تبكي ووجهها في المخدة.. تقول بصوت مكتوم: لا تقول حبيبتي.. سعود بنبرة تذوب حب وحنان: لا بقول حبيبتي وقلبي وعمري وروحي وكل شيء بحياتي.. دانة أنتي شاكة أني أقول لش كلام أنا ما أقصده.. أحبش والله العظيم أحبش.. أنتي وبس.. والقلب والله ما نبض لغيرش.. حرام اللي تسوينه فيني وفي نفسش.. قومي كلميني.. دانة ماردت عليه.. ومستمرة في البكي.. سعود مسكها وقعدها بالقوة.. خذ كلينكس ومسح وجهها.. وصب لها ماي وعطاها تشرب.. هدت شوي.. سألها بحنان: ليش تبكين؟؟ دانة وهي تتحاول تتماسك: ماعليه سعود.. أحب أحتفظ بالسبب لنفسي.. سعود يمسح على شعرها بحنان: براحتش يا قلبي.. المهم توعديني أني ما أشوف ذا الدموع الغالية مرة ثانية.. دانة بصوت واطي: أحاول.. ************* جواهر طلعت من الحمام.. بعد ما نشفت شعرها بالسيشوار اللي في الحمام.. ولبست بيجامتها اللي كانت بينتاكور سودا بدون أكمام.. جواهر حست إنه شكلها ملفت في ذا البيجامة تحسست شوي.. وقالت: وش بيقول علي عبدالله؟؟ قاعدة تشتغل لي شغل إغراء.. بس المفاجأة اللي صدمتها إن عبدالله كان نايم لما طلعت.. حست جواهر بضيقة غصبا عنها.. كان نفسها تسولف معه قبل تنام شوي.. راحت جواهر لبست ثوب الصلاة.. وصلت التهجد.. وعقب جات تمددت جنبه بشويش خايفة تزعجه بأي شكل من الأشكال.. بس اللي هي مو عارفته.. إنه عبدالله صاحي.. بس هو مثل النوم.. لانه حس إنه شوفتها في هالوقت بالذات بتشكل ضغط نفسي لا يحتمل عليه.. وقبل ما توصل جواهر وتمدد على السرير.. كانت ريحة عطرها المثير سابقتها.. (يالله صبرني) *********** دانة كانت متمددة على أقصى طرف السرير، وسعود كان قاعد براحته على الناحية الثانية.. دانة اللي كانت هدت تمام.. كانت مستمعتة جدا بحديث سعود.. اللي طوال أكثر من ساعتين.. ماخلى شيء ماسولف لها عنه.. المعسكر.. أيام الكلية العسكرية.. القنص وأيام البر.. سفراته.. سعود بحنان: هاه.. شأخبارك الحين؟؟ دانة بابتسامة واسعة: تمام والله تمام.. سعود بخبث: ويوم أنتي تمام.. ليه كاشة لطرف السرير؟؟.. قلت لش أنا والله ما أعض.. دانة قربت شوي بس.. وهي متوترة.. سعود بخبث: ماسويتي شيء.. قربي بعد.. دانة بخجل: لا خلاص مكاني زين.. سعود شد دانة من خصرها بيد وحدة ولصقها فيه، وقال بنعومة: كذا مكانش أزين دانة اللي حست بانفعالات سعود تجتاحها.. قالت بنبرة منفعلة: سعود واللي يخليك أصبر علي.. سعود بنبرة عميقة: أنا أنتظرتش عمري كله.. أحس مافيني أقدر أصبر دقيقة بعد.. أنتي ليش متوترة كذا.. ( وكمل ويده تعبث بخصلات شعرها بنبرة أعمق وأخفت): أنتي بس هدي.. والله العظيم ما أغصبش على شيء أنتي ما تبينه.. وعلى فكرة الغرفة عمري ما سمعت فيها صوت حد غيري *************** عبدالله ما قدر ينام.. بينما جواهر نامت بعد ما تمددت بشوي.. قام عبدالله وجلس.. شغل الأباجورة اللي جنبه يبي يشوف جواهر صاحية وإلا نايمة.. كانت جواهر رايحة في النوم.. وشكلها وهي نايمة في الأسود اللي مبرز صفاء بشرتها.. كان مصدر تعذيب حاد لعبدالله.. عبدالله قرر يقوم ويطلع من البيت كله.. يروح للمجلس الخارجي يتمدد هناك لصلاة الفجر.. عبدالله كل طاقة المقاومة اللي عنده خلصها أمس.. ليلة زواجهم.. كان يعتبر نفسه إنه قام بمجهود خرافي اللي ماخق وأنهار وسلم من يوم شاف الاخضر.. مثل البرود حتى على نفسه..وخدع روحه شوي.. لكن خلاص خلاص ماعاد قادر.. وفي نفس الوقت مستحيل يقدم على أي خطوة.. وهو يعرف إنها قرفانة منه.. والاهم إنه وعدها.. ومستحيل يخلف وعده.. المشكلة إنها صايرة لطيفة.. يعني لو أنها تعامله بتحدي أو قسوة.. كان نفر منها.. بس كل شيء فيها يجذبه.. بعنف.. حتى المجلس ماقدر يرتاح فيه.. قرر يرجع للبيت.. ويروح لغرفة الرياضة اللي تحتل صالة واسعة تحت.. ظل يرفع أثقال ويستخدم جهاز الجري بالتناوب وبعنف لأكثر من ساعة.. لحد ماحس خلاص إنه أنهد وغرق عرق.. عقبها ما قدر حتي يطلع فوق.. نام على أقرب كنبة.. جواهر اللي صحت لصلاة الفجر مالقت عبدالله.. استغربت: وين راح ذا؟؟ راحت صحت عيالها للصلاة.. عزوز سال عن أبوه.. قال بمرح: أمس عذرناه قلنا عريس جديد.. بس اليوم بعد موب رايح معي للصلاة.. جواهر بحرج: أبوك سبقك للمسجد.. عزوز هز كتوفه: غريبة بالعادة ينطرني.. ****************** سعود اللي كان يلبس ملابسه.. ودانة توها تطلع من الحمام بروبها وفوطتها.. دانة برقة: سعود تكفى لا تطلع للمسجد وشعرك مبلول كذا.. والله بتمرض.. تعال أنشفه لك بالسيشوار.. سعود بعيارة: وينها اللي قبل كم يوم تقول لي قلعتك..الحين خايفة علي أمرض دانة بخجل: مشكلة الناس الحقودين ما ينسون.. سعود وهو يلبس غترته: لا تخافين على الناس الحقودين.. بأتلطم.. سعود طلع يبي يمر على غرفة محمد يصحيه للصلاة.. لقى محمد على باب غرفته معه شنطته والسليب باق.. سعود برعب: وينك رايح؟؟ محمد بابتسامة وهو يحب خشم سعود: بلاك عريس جديد ماعاد دريت عن العالم.. أنا رايح النعيرية.. ومعي خالد وسالم وجبر.. سعود بغضب: أشلون تروح بدون حتى ما تعطيني خبر..؟؟ محمد بابتسامة: طال عمرك.. عطيتك خبر قبل كم يوم.. وأمس اتصلت عليك وقلت لك أبي أقول لك شيء.. قلت لي أنا مشغول الحين وباكلمك ولا كلمتني.. يعني أنا مالي ذنب.. سعود تذكر إن محمد فعلا كلمه.. بس وقتها كان مشغول بإرسال المسجات لدانة.. سعود بود: زين الله يحفظك.. وطلع سعود فلوس وحطها في جيب محمد.. محمد جا بيرجعها: معي فلوس طال عمرك.. كله من خيرك يا أبو سعيد.. سعود مسك يد محمد على جيبه: زيادة الخير خيرين.. وبعدين كمل بمرح وهو يمسك أذن محمد: ودرس السفر مع الرياجيل متذكره وإلا لا؟؟ محمد يفرك أذنه ويقول وهو يضحك: أفا عليك هذا درس ما ينسى: أولا : ماحد يباشر علي وانا اللي أباشر على الرياجيل (يباشر: يدفع.. تستخدم مثلا لما واحد يدفع عن غيره) ثانيا: سيد القوم خادمهم.. ثالثا: الصلاة أولا وأخيرا.. سعود وهو يضحك: عفية عليك.. ويالله أمش نلحق الصلاة *************** جواهر اللي كانت خلصت صلاة .. فوجئت بعبدالعزيز يدخل عليها معصب: يمه ممكن أعرف شاللي صار بينج وبين أبوي؟؟ |
رد: (بعد الغياب) جواهر اللي كانت خلصت صلاة .. فوجئت بعبدالعزيز يدخل عليها معصب: يمه ممكن أعرف شاللي صار بينج وبين أبوي؟؟ جواهر فوجئت بعبدالله يدخل ورا عبدالعزيز.. ويتوجه ناحيتها.. ويحضنها من كتفها ..ويحب راسها ويقول بمودة: أشفيك تتفول علينا يا ابن الحلال تونا مالنا يومين.. عبدالعزيز بخجل: اسمح لي يبه أنا ما أبي أتدخل بينكم.. بس لما أشوفك نايم تحت على كنبة وبدون غطا في ذا البرد.. أكيد لازم أشك أنه فيه شيء غير طبيعي.. وخصوصا أنه عمرك ماسويتها.. جواهر صارت في نص ثيابها.. ودها الارض تنشق وتبلعها، مع أنها ما سوت شي.. ولا زعلت عبدالله حتى.. عشان يشك ولدها إنها سوت لأبوه شيء.. بس الموقف كله كان محرج.. وخصوصا يد عبدالله اللي على كتفها.. كانت حاسة إنها تحرق كتفها بنار لاهبة.. عبدالله وهو يشدد من قبضته على كتف جواهر ويرجع يحب رأسها: يا ابن الحلال كنك أنت إللي أبوي.. أنا نايم أمس بدري.. صحيت قبل الفجر سويت شوي رياضة.. حسيت أني تعبان فنمت على الكنبة.. هذي كل السالفة.. عبدالعزيز بحرج شديد: أنا أسف يمه.. أنا أسف يبه.. وانسحب فورا برا.. وقفل الباب وراه.. عبدالله فلت جواهر بالراحة.. وقال بهدوء وتعب: سامحيني أني مسكتج وانا معرق كذا.. بس كان لازم اتصرف كذا قدام عزوز.. جواهر ما شمت ريحة عرق مطلقا.. كل اللي هي شمته ريحة رجولية عميقة وعذبة جدا.. حركت مشاعر دافئة وساكنة بأعماقها.. جواهر حاولت تتماسك وقالت لعبدالله بهدوء: والكلام اللي قلته لعبدالعزيز صحيح أو لا؟؟ عبدالله بجدية مصطنعة: صحيح جدا.. وكمل: والحين اسمحي لي اخذ شاور وألحق أصلي.. **************** مر يومين الخميس والجمعة.. وصرنا في يوم السبت خلال اليومين اللي فاتت سعود ودانة.. كناري الحب.. في غاية السعادة والانسجام.. سعود بيموت بيموت بيموت ويسمع من دانة كلمة " أحبك".. لكنه ما يبي يستعجلها.. لحد ما يحس إنها تقصدها.. وأنها فعلا طالعة من قلبها ينتظر محمد يرجع عشان يسافر هو ودانة يقضون الباقي من إجازتهم في أي مكان تختاره دانة دانة شرطت عليه عشان يكملون حياتهم سوا.. أنه ما يمنعها من شغلها.. سعود وافق عشان مايزعلها أو يخسرها.. رغم أنه داخليا كان رافض لشغلها.. منيرة مازالت منهارة.. ترفض تأكل أو تتكلم مع أحد.. أبوها حاس بذنب كبير.. أولا لأنه ضغط عليها توافق..رغم إنه عارف تمسك ولد اخيه ببيته.. (إذا كان أنا الشايب اللي عمري 50 سنة ما أقدر أدخل ذاك البيت.. أشلون بنية عمرها 20.. طاوعني قلبي أحكم عليها تعيش في بيت مثله.. وين قلبي وقبله وين عقلي) فالح (أبو علي) قرر أنه أول مايرجع سالم من النعيرية، إنه يطلب منه يطلق منيرة.. وكان قراره هذا قرار نهائي لا رجعة فيه.. لأنه البنية مستحيل تأخذه.. وحتى لو حاول ابوها يجبرها موب بعيد إنها تستخف.. اللي جاتها هالحالة.. من موعد العرس.. أشلون العرس نفسه..؟؟ أكيد إنها بتستخف بتستخف.. هذا إذا كانت ما أستخفت أصلا (أنا ماني بايعن بنتي وخايفن من عقوبة ربي على اللي سويته فيها.. والعذاب اللي تعذبته طول فترة ملكتها.. ياربي سامحني في اللي سويته في ذا الشوفه.. وسالم رجّال مهوب قاصره شيء.. يأخذ بدل الوحدة أربع) علي أخ منيرة كان مولع من الغضب على أبوه وعلى ساره بالذات : ( يوم أنتو عارفين إن البنية ما تبغيه من البداية.. ليه تجبرونها..؟؟ وأنتي ياسارة ليه ما علمتيني.. ؟؟ سالم مستحيل يأخذ وحدة يدري إنها ما تبغيه.. يعني لو أنتو قايلين له من أولها ما كان صار شي من ذا كله... الحين منيرة يمكنها استخفت.. يمكن الا أكيد.. هذي حالة وحدة صاحيه. الحين ارتحتو يوم جننتوها.. ارتحتوا.. وأنتي ياسارة ارتحتي يوم قدمتي اختس ذبيحة لأخوس سالم) سارة كانت حاسة بذنب فضيع فضيع يقطعها من داخل ألآف القطع..وخصوصا أن منيرة رفضت تدرس وشققت كل كتبها.. مها وفاطمة عرفوا باللي صار لمنيرة وكل يوم كانوا عندها من الصبح لليل.. بس هي ما كانت ترد على حد.. كانوا يدرسون عندها ويحاولون يقنعونها تدرس معهم.. لكنها ما كانت تستجيب لأحد.. فقرروا مها وفاطمة يقدمون لها الامتحانات (غير مكتمل) على أساس تقدمها مع بداية الفصل الدراسي الجديد.. عشان مايروح عليها الفصل اللي كان خلص خلاص.. عبدالله وجواهر الحكاية المستعصية الثنين يصحون الصبح بدري غالبا.. يطلعون سوا على سيارة عبدالله الجديدة لكزس فورويل.. سيارة عائلية على قولته بعد ماترك سيارته مع سواقها الجديد لجواهر اللي تقبلتها غصبا عنها .. يتمشون شوي.. يتقهون بكوفي.. يمشون على الكورنيش كانوا يقضون وقتهم يسولفون بانسجام كبير.. بينهم توافق مدهش في الأفكار.. وحديث شيق.. واستمتاع كل واحد منهم بصحبة الثاني وكلامه.. عبدالله وجواهر كانوا مستمعين جدا بحياتهم الجديدة كصديقين حميمين.. كأب وأم يشوفون الفرحة في عيون أولادهم.. لكن كزوج وزوجة كرجل وامرأة الأثنين كانوا أتعس مخلوقين في البشرية جواهربدت تحس بتبدل مشاعر سريع وثوري وجذري ناحية عبدالله.. كانت تحاول انها تمنع سيل مشاعرها الانثوية اللي عانت الكبت لسنين طويلة من الاندفاع ناحية عبدالله.. لكنها عجزت وفشلت.. يمكن لوكانت طباع عبدالله غير.. يمكن كان لقت لها عذر تستمر على كراهيتها لعبدالله.. بس عبدالله كان غاية في اللطف والرقة والحنان مع الكل.. وكان عبق رجولته الصارخة يغرق المكان من حوله.. الرجولة اللي تدير رأس أعتى امرأة.. وبسهولة من ناحية ثانية: سبب كرهها له.. أولادها.. لما شافت حبه لأولاده وحرصه عليهم وعلى تربيتهم.. ما قدرت انها ما تحس بفضله.. وخصوصا انه رباهم تربية ممتازة رغم انه كان وحيد في زمن يصعب فيه السيطرة على المراهقين.. صحيح نوف دلوعة شوي.. وعزوز حساس شوي.. بس هذا ما يعتبر عيب.. وعدا ذلك الثنين اخلاقهم وتربيتهم رفيعة جدا.. وكل هذا كان بفضل الله ثم عبدالله اللي قدر يحمي عياله ويحاوطهم برعايته وحرصه جواهر غزتها مشاعر الانثى بحدة وعنفوان.. قرب عبدالله منها فجر مشاعرها المدفونة تحت الرماد.. عبدالله اللي اصبح شبه عاشق وشبه متيم.. كان يقضي طول اليوم يسولف مع جواهر الصديقة وام عياله.. كعبدالله الصديق وابو العيال لكن لما يأتي الليل بسحره وتقليبه للمواجع.. يحضر عبدالله الرجل المفعم بالرجولة والعنفوان.. اللي مايشوف قدامه غير جواهر الانثى.. مايصدق ان جواهر تحط رأسها.. حتى ينط لغرفة الرياضة يهلك نفسه تمارين حتى ينهد ويرجع يرمي نفسه جنبها بدون ما يحس بنفسه.. لكن جواهر اللي من بعد اول ليلة راح وماعرفت وين.. صارت تحس فيه كل ليلة وهو يقوم ويغيب ساعة عشان يرجع مهدود تفوح منه ريحته الرجولية اللي دوختها.. وينام مثل القتيل... جواهر ماكانت متأكدة هو ليه يسوي كذا لأنه كان يعاملها باحترام كبير يصل احيانا لدرجة البرود.. وعمرها ما حست في نظراته برغبة او شوق.. او حتى انه شايف قدامه انثى من أساسه.. هذا الشيء كان يجرح جواهر بعمق.. ويشككها في أنوثتها (معقولة يكون مريض.. او يعاني من مشاكل..(جواهر مثل اللي انضربت على رأسها بمطرقة) ممكن يكون في هذا تفسير لبروده.. وانه قعد طول هالسنين بدون زواج.. والا رجال في عز شبابه اشلون بيصبر هالعمر كله بدون مره..؟؟ وعشان كذا سالفة التنازل عن الحق الشرعي عجبته.. لأنه بتخلي سره محفوظ) جواهر لما وصل تفكيرها لهذه النقطة.. حست بطعنة حادة في قلبها.. (معقولة..؟؟ معقولة؟؟) ونطت تتصل بنجلاء تفرغ بعض توترها لكن طبعا بدون مايخطر ببالها إنها تقول لها عن شكوكها في عبدالله. نجلاء بعيارة: هلا والله بعصفورة الحب.. جواهر بتحسر: والله انج متفرغة.. نجلاء بمرح: افا.. الحلو زعلان.. عبدالله مزعلج في شيء؟؟؟ جواهر بصوت عميق: بالعكس عبدالله ما باقي الا يحطني فوق رأسه.. نجلاء باهتمام: زين ليش زعلانة؟ جواهر بود: موب زعلانة.. متصلة أسولف معج.. نجلاء بحب: إلا زعلانة.. وخليني أنا أسهل عليج.. شأخبار خرابيط الحق الشرعي؟؟ جواهر تنهدت بعمق لتفهم نجلاء لها: الوضع على ماهو عليه.. نجلاء بصدمة: من جدج؟؟ جواهر بحرج: ليش مستغربة؟؟ نجلاء بدهشة: إلا ليش ما أستغرب؟؟ (وبعدين كملت بعيارة) وبعدين ليش زعلانة؟؟ مو انتي اللي تبين كذا؟؟.. وقرفانة منك...!! وارجع اللي في بطني إذا فكرت فيك..!! فيه وحدة تقول كذا لزوجها.. زين ماهج برا البيت من أول ليلة.. جواهر بتموت من الحرج: نجلاء..عاد اللي صار.. وكلام الواحد على البر.. غير إحساسه وهو في المعمعة.. أنا ما توقعت أن وجود عبدالله جنبي ممكن يفجر أحاسيسي بهذا الشكل.. نجلاء بعيارة: شنو هذا؟؟ حب؟؟ جواهر بعمق شديد: ما ادري هو هو حب أو شوق لماضي تمنيته وماعشته.. عبدالله كان الرجّال الوحيد اللي انا عرفته، وبعده سكرت قلبي وعيني...(جواهر سكتت لأنها ماحبت تسترسل في هذا الموضوع بالذات، ثم كملت ببعض انفعال) المشكلة نجلاء أنه كأنه يشوف أخته قدامه.. محترم زيادة عن اللزوم.. لطيف زيادة عن اللزوم.. يمكن مرت أوقات حط يده على كتفي.. حط رأسه في حضني.. باس رأسي.. بس كنت أحس أنه يسويها معي مثل لو كنت أخته.. مو زوجته.. وأنثى قدامه.. في الوقت اللي كنت أنا أحس أني بأذوب لقربي منه.. نجلاء باهتمام: طيب هل مشاعرج كانت واضحة بالنسبة له..؟؟ جواهر باستنكار: طبعا لا.. نجلاء بتفهم: وليش هو مايكون نفس الشيء؟؟ جواهر بشك: ما أعتقد.. الرجّال ما يقدر يكتم مشاعره مثل المره... (وطبعا جواهر مستحيل تقول لها عن إنها شاكة أنه مريض.. لأنه لو كان فعلا مريض مستحيل تخلي حد يعرف عن الموضوع) نجلاء بعيارة: أكتشفي بنفسج.. جواهر باستفهام: أشلون؟؟ نجلاء بخبث: أنا اللي بأقولج يعني؟؟؟ أغريه.. الإغراء لعبة تفنن فيها الزوجة.. وبعدين هذا زوجج.. حلالج.. جواهر كحت: أنا أغريه.. ومن؟ عبدالله؟ لا لا مستحيل.. نجلاء بعيارة: أنا قلت لج نطي في حضنه.. كل السالفة قميص نوم مغري.. وهو بيفهم بروحه إنج تعطينه القرين لاين.. جواهر باستنكار: لا لا مستحيل اللي أكون أبدأ بالخطوة الأولى.. هو اللي لازم يبدأ.. نجلاء بمرح: زين كل واحد منكم خله يقعد على كرامته اللي ذابحته.. وخلوها تنفعكم *************** في الوقت اللي كانت نجلاء تكلم جواهر.. كان جاسم داخل على أمه جاي من برا.. دنق على رأس أمه بحب واحترام.. أمه كانت قاعدة مهمومة ، جاسم بحب: أفا.. أم جاسم شكلها ضايقة.. قومي أروح أنا وياج سوق واقف.. نفر شوي أم جاسم بهم: همي مايوديه كل أسواق الدنيا.. جاسم برعب : أفا يمه.. لاعاش من يضيق خاطرك.. وش مزعلج..؟؟ كان جاسم في أواسط الثلاثينيات.. مربوع وملامحه طفولية جدا.. وقلبه أشبه مايكون بقلب طفل من قد ماهو طيب ونظيف.. متزوج نجلاء من حوالي خمس سنين.. لكنهم قعدوا ثلاث سنين لحد ماحملت نجلاء بحمد.. أمه بصوت حزين وعميق: يمه جاسم أنت عارف إن نجلاء غلاها من غلا خواتك والله العظيم.. جاسم بخوف: يمه نجلاء مضايقتج في شيء..؟؟ أم جاسم بحب: حاشاها أم حمد.. والله إنها تعاملني مثل أمها وأكثر.. جاسم اللي تنفس براحة: زين وش فيج؟؟ أم جاسم بقلق: دلال.. بنت خالك أحمد جاسم بحذر: وش فيها؟؟ أم جاسم بتردد: فكت حدادها من كم يوم.. جاسم وهو مو فاهم شيء: وطيب؟؟ أم جاسم مثل اللي تلقي قنبلة: أبيك تتزوجها.. |
رد: (بعد الغياب) هند قاعدة في الصالة تشوف التلفزيون.. فايز اللي جاي من برا.. جاء وقعد جنبها.. سألها: وين أمي؟؟ هند بدون اهتمام: ما أدري.. عند خالتي.. عند الجيران.. في السوق.. هي أمك تقعد يعني..؟؟ فايز باستفسار غاضب: ووين الرقم اللي قلت لج جيبيه؟؟ هند بطفش: أتصل بنوف موبايلها مقفول.. تدري؟؟... السالفة ذي كلها أقرفتني.. ومالي مخ لها.. فايز بحدة: بس أنا لي مخ.. ورقم جواهر لازم تجيبينه لي.. هند ألتفتت عليه بحدة: من وين يعني؟؟ من مخباي؟؟ فايز بحدة أكبر: قومي ألبسي أوديج.. وخذي معاج ورد على أساس أنج جايه تسلمين وتباركين.. وجيبي لي الرقم.. هند بعصبية: فايز.. اعتقني من شوفة عجوز النار.. تركبني العفاريت لاشفتها.. فايز اللي فاهم أخته.. قال بخبث: يعني عشان شفت حد أحلى منج انطبقت الدنيا.. عشر دقايق وتكونين جاهزة.. انا ناطرج في السيارة.. *************** جاسم دخل على نجلاء وهو مهموم.. نجلاء من يوم شافت وجهه.. أعتفست.. جاسم ما يعرف يخبي مشاعره أو اللي داخله.. كان دائما بالنسبه لها زجاج شفاف تستطيع قراءة انعكاسات مشاعره وانفعالاته خلفه.. نجلاء قربت من جاسم اللي سلم وقعد على السرير سرحان.. خذت غترته من فوق رأسه وعلقتها.. ورجعت قعدت جنبه.. وقالت برقة: حبيبي وش فيك..؟؟ جاسم ألتفت عليها برقة.... وقال لها: مافيني شيء يا قلبي..لا تشغلين بالج.. نجلاء بالها أنشغل.. جاسم عمره ماخبا عليها.. وقالت بقلق: حبيبي تخبي علي؟؟ جاسم بتعب.. وهو يتمدد على السرير بثوبه: تكفين نجلاء ..لا تلحين علي.. أبي أنام شوي واللي يخليج.. **************** هند وصلت لبيت عبدالله بدون ما تعطيهم خبر دخلتها الفلبينية لمجلس الحريم بعد ماخذت الورد منها.. وطلعت تبلغ ربة البيت الجديدة.. جواهر وقتها كانت توها مخلصة لبس.. لبس جديد اشترته قبل أمس هي والبنات من السيتي سنتر.. كان فستان شيفون قصير لتحت الركبة بشوي صدره وأكمامه الجابونيز مزمومة.. ولبست معه صندل واطي مرصع بالكرستال.. وعملت شعرها كيرلي كانت تبي عبدالله اللي على وشك الرجوع من المؤسسة يشوفها بطلتها الجديدة.. إحساسها الانثوي حضر بحدة صارخة مؤلمة.. نزلت للضيفة اللي مادرت من هي لحد ماشافتها.. رحبت فيها بمودة.. رغم إنها ما كانت تبي تشوفها.. وهند ولعت لما شافت منظر جواهر الخيالي.. وقالت من تحت أضراسها: ألف مبروك خالتي.. وأمي بعد تبي تبارك لج.. ياليت تعطيني رقمج عشان تبارك لج بنفسها.. جواهر اللي ما تدري بشيء، وحسن النية رائدها.. قالت بود: إن شاء الله حبيبتي.. وعقب ماخذت هند رقم جواهر، قالت بود مصطنع: وينها نوف؟؟ جواهر ما كانت تبي بنتها تقابلها.. وخصوصا إن نوف عندها امتحان وتدرس فقالت لها بود : سامحيني يا قلبي بس نوف عندها امتحان بكرة.. وتدرس.. انتي ما عندج؟؟ هند بمياعة: عندي.. بس درست وخلصت.. وقتها دخلت الشغالة.. وخبرت جواهر إن عبدالله وصل ويبيها برا جواهر أستأذنت من هند : دقايق حبيبتي وراجعة لج.. هند ولعت ( نعنبو.. موقادر يصبر على بعدها دقايق..) ودقت تتصل على فايز اللي كان أصلا بعده ينتظرها تحت عبدالله وهو داخل شاف سيارة فايز واقفة تحت.. نزل عليه.. وسلم.. وحلف عليه ينزل يتقهوى.. بس فايز الل كان قاعد يتميلح عند عبدالله مارضى وقال مستعجل.. وهو يشوف بحقد عبدالله بطوله ووسامته منافس يتجاوز فايز رغم وسامته بمراحل كثيرة.. عبدالله دخل .. وطلب من الفلبينية تنادي له جواهر.. رغم انه ماكان يبي شيء... بس يبي يشوفها.. هذه الأيام عبدالله يشعر وهو في مشاويره برا البيت.. أن يسار قفصه الصدري شديد الخواء.. لين يشوفها فيشعر حينها أن هذا اليسار امتلأ إلى حد الانفجار.. إلى حد العجز عن الاحتمال.. شعور غاية في الروعة.. غاية في الوجع إلى حد الانتهاء عبدالله لما شاف طلة جواهر المختلفة.. حس قلبه بيطلع من مكانه لوعة ولهفة وإعجاب.. (حرام عليج يا جواهر خفي علي.. أنتي شكلج تبين تجلطيني) جواهر قربت منه مبتسمة وهي بتموت تسمع كلمة إعجاب وحدة.. وحدة بس.. تحسسها أن تعبها في التأنق له.. ولهفتها الحادة عليه.. ماراحوا خسارة بس عبدالله كتم مشاعره المتأججة المحرقة في داخله.. عشان ما يبين قدام جواهر إنه يخلف بوعده الغبي لها.. ابتسم وقال: حيا الله أم عزوز.. عندكم ضيوف؟؟ جواهر بابتسامة: فيه رفيقة نوف.. عبدالله بود: زين رفيقة نوف خليها مع نوف.. وانا وأنتي خلينا نطلع نتعشى برا.. جواهر بنفس الود: ما أقدر.. نوف عندها امتحان وتدرس.. وعلى كل الأحوال ما أقدر أخلي نوف وهي تدرس.. لازم أظل قريب منها.. عبدالله بابتسامته العذبة: الله لا يحرمكم من بعض.. وكانت جواهر تبي تستأذنه وترجع لهند لكنها تفاجأت بهند تطلع عليهم، وتمر عليهم وتقول بطريقتها المايعة: عن أذنج خالتي.. أخوي مستعجل..بأروح.. عبدالله لما شاف البنية طلعت نزل عينه، وكان يبي يروح.. لكن هند وقفته لما قالت: عمي بو عبدالعزيز.. مساء الخير ومدت يدها لعبدالله... عبدالله كان أصلا ما يصافح حريم.. لكن شاف البنت مدت يدها.. قال في نفسه: حرام هذي مثل بنتي.. وماني مفشلها.. فمد يده.. جاء يبي يفك يدها بسرعة.. بس هند ظلت شادة على يده.. وهي تقول بمياعة: الف مبروك عمي.. منك المال ومنها العيال.. إذا كان بعدها خالتي تقدر تجيب عيال.. جواهر هنا حست إنها خلاص على وشك الانفجار لشظايا محرقة مدمرة وعرفت إن عبدالله خلاص اقتحم أخر حصونها اللي كانت تحاول بضعف الاحتماء خلفها من طوفان مشاعرها ناحية عبدالله.. لأن الغيرة كانت دليل صارخ على حبها لعبدالله وشعورها أنه ملكها هي وبس. واللي كانت جواهر تحسه ماكان (مجرد) غيرة .. كانت حاسة بنار محرقة قاتلة مرعبة تلتهم بوحشية قلبها واعصابها وأحشائها.. نار مستعرة ممكن تحرق كل شي قدامها بلمح البصر.. وخصوصا إن هند كانت بنت حلوة وجذابة جدا.. وجواهر اعتقدت أن عبدالله هو اللي طول وهو ماسك يد هند.. عبدالله في الأخير شد يده بقوة وقال بشوي حدة: يا بنتي تأخرتي على أخوج اللي قاعد ينطرج.. هند بمياعة وهي تطالع عبدالله بنظرة خاصة: مع السلامة عبدالله.. والتفت على جواهر وقالت بملل: مع السلامة خالتي.. هند أصلا كانت قررت إنها ما ترجع لذا البيت.. عبدالله مستحيل يكون لها معه فرصة وهو عنده زوجة مثل هذي... ونوف أصلا تحسها أفكارها طفولية بالنسبة لأفكار هند الشيطانية.. لكنها قررت إنها تترك لهم ذكرى صغيرة.. وتركتها.. **************** الشباب طالعين من النعيرية متوجهين للدوحة محمد يسوق.. سالم جنبه وجبر وخالد ورا.. محمد بنبرته المرحة: هاه يا جبير.. عادك بتخاوينا؟؟ جبر يضحك: لا حرمت.. ذبحنا البرد يا أخوك.. محمد يضحك: مهوب حولك.. الاسبوع الجاي احتفالا بامتحاناتي اللي بأخلصها.. بنرجع.. وبنخيم أسبوع وكلكم معي.. سالم بابتسامة: أنا اسمحوا لي.. خالد بعيارة: إيه المعرس.. ما يبي يبعد من الدوحة.. ما يبي يبعد عن ريحة الحبايب سالم بضحك: نعنبو.. انتو تبون الواحد يذبح هله.. والا يذبح روحه عشان يخلص من تعليقاتكم.. محمد بعيارة: المهم يالربع.. تراني نسيت أقول لكم: ترا سالم عازمنا كلنا نخاويه لشهر العسل.. وبعد المداولات ولأنه ما يصير مره معنا واحنا كلنا شباب.. فإحنا بناخذ سويلم مربط معنا وبنخلي المدام تقعد في ربوع الدوحة تستانس بروحها.. وسالم يستانس معنا.. سالم يضحك: مهوب حولي.. أنا أصلا قبل عرسي بأسبوع بأعين بودي جارد معي.. أخاف تخطفوني. محيميد ذا يسويها.. وينكبني.. محمد بعيارة: يمكن أبي أنقذك.. جبر بمرح: عقبال ما تنقذني أنا.. خالد يضحك: وانا مالي نصيب في الانقاذ.. خاطري تنقذوني بعد.. محمد يضحك: أنت عادك بزر.. خلوهم لين يفطمونك من المرضاعة.. ******************** نجلاء نزلت شايلة حمودي عشان تقعد مع أم جاسم.. وبالها مشغول مع جاسم اللي تركته نايم في الغرفة.. مع أنه عمره ماسواها ونام هالحزة.. أم جاسم كانت قاعدة مهمومة.. لما جات نجلاء.. دنقت على رأسها.. وسلمت.. وقعدت جنبها.. أم جاسم بهم كبير: نجلاء أنتي عارفة بغلاج عندي والله الشاهد.. نجلاء قلبها رقع (وش ذا المقدمة): أكيد يمه.. مافيه شك.. أم جاسم تكمل بذات النبرة المهمومة الجادة: أنتي تدرين أن دلال بنت أحمد فكت حدادها..؟؟ نجلاء بمودة: والله..؟؟ لازم أتصل فيها واسلم عليها... زين والله.. عشان ترجع لشغلها المسكينة.. أكيد بتموت من قعدة البيت.. أم جاسم بتردد: وهذا هو الموضوع.. أنتي تدرين ان دلال كانت وحيدة أهلها.. وأمها توفت وهي صغيرة.. وأبوها توفى عقب عرسها بسنة.. وتعرفين إن دلال مسكينة لا تهش ولا تنش.. قعدت عند رجلها 6 سنين وماجابت عيال.. والحين مايصير تقعد بروحها.. البنية حلوة وصغيرة وينخاف عليها.. نجلاء عبرتها نطت ببلعومها وكأنها فهمت عمتها وش تبي: طيب يمه؟؟ أم جاسم بهم : أنا أبي جاسم يتزوجها.. أدري أنه الموضوع صعب عليج.. وما ألومج.. بس هالبنية نخليها لمن..؟؟ أخوي أحمد وصاني أنا وجاسم عليها.. مايصير تقعد في بيتها لحالها.. أدري ان المره مستحيل تقبل ضره.. بس دلال تعرفينها.. مافيه أطيب من قلبها.. نجلاء اللي حست إنها انذبحت بكل معنى الكلمة وكأنها تشوف دمها يجري نهر ثائر أمامها يضرب ضفتيه بقسوة محمومة ( مره تشاركها في جاسم... ولا.. من بين كل الحريم.. دلال.. دلال عاد!!!!!!!) نجلاء بنبرة مذبوحة: يمه تكفين بأخلي حمود عندج وجاسم لو سأل عني.. قولي له طلعت مع ماجد شوي.. وبأرجع.. نجلاء قامت..وهي تطلع الدرج تبي تجيب عبايتها اتصلت بماجد.. بصوت ميت: ماجد تعال ابيك الحين.. حاسة أني باموت والله بأموت.. أبي أطلع من البيت الحين.. تعال خذني.. تكفي يابو فيصل.. ماجد حس قلبه نُزع من مكانه بكل وحشية: 5 دقايق واكون عندج.. **************** جواهر بعدها واقفة حاسة بنار تحرقها .. تحرق كل خلية فيها وتحيلها لرماد.. نار تصهر جسدها وروحها وأعصابها ومشاعرها.. وعبدالله كان واقف محرج: أشفيج جواهر؟؟ جواهر اللي خلاص واصلة اخرها: لا تكلمني.. ما أبي أسمعك ولا أسمع صوتك.. وطلعت بحدة لغرفتها ماوصلت غرفتها إلا عبدالله وراها.. يمسكها من عضدها ويشدها ويلفها ناحيته بقوة.. وأصابع كفه تضغط بقسوة على عضدها ويسألها بحدة: ممكن أعرف سبب الكلام السخيف والحركة الأسخف اللي أنتي سويتيها.. أنا ماني بأصغر عيالج.. أنا رجلج.. جواهر اللي خلاص الغيرة والغضب اعموها: مبين رجلي.. ويا عيني على الرجولة.. أنت والطوفة واحد.. عبدالله اللي كان يحاول يمسك نفسه، عشان مايمد يده عليها.. رد عليها بغضب رجولي هادر: جواهر أنا رجّال وغصبا عنج.. ومن قبل تجيبج أمج رجّال.. ومنتي باللي تجين الحين تعلميني الرجولة.. ولا تستفزيني.. يصير شيء مايرضيج جواهر بغضب أكبر: وإن استفزيتك.. أصلا أنت منت برجّال ولا عندك إحساس.. كيس ثلج لا تحس.. ولا تراعي مشاعر الناس اللي عندك.. |
رد: (بعد الغياب) جواهر اللي خلاص الغيرة والغضب اعموها: مبين رجلي.. ويا عيني على الرجولة.. أنت والطوفة واحد.. عبدالله اللي كان يحاول يمسك نفسه.. عشان مايمد يده عليها رد عليها بغضب رجولي هادر: جواهر أنا رجّال وغصبا عنج.. ومن قبل تجيبج أمج رجّال.. ومنتي اللي بتجين الحين وتعلميني الرجولة.. ولا تستفزيني.. يصير شيء مايرضيج جواهر بغضب أكبر: وإن استفزيتك.. أصلا أنت منت برجال ولا عندك إحساس.. كيس ثلج لا تحس ولا تراعي مشاعر الناس اللي عندك.. عبدالله اللي خذ غترته ورماها على الأرض.. دف جواهر على السرير.. وقال لها وعيونه تطق شرار:يعني أنا في عينج ماني برجال؟؟ تبين تتأكدين؟؟ جواهر ما كانت مستوعبة اللي يصير.. شافت عبدالله يروح يقفل باب الغرفة.. ويرجع عليها وهو يفتح ازرار ثوبه.. كاشف عن عضلات أعلى صدره النافرة وعروق رقبته البارزة بقوة من شدة الانفعال.. جواهر نطت واقفة عبدالله بغضب وهو يدفها مرة ثانية على السرير: أنا ما قلت لج قومي.. أنتي ما تبين تتأكدين من رجولتي..؟؟ خل نعطيج درس يأكد لج.. إذا كنتي نسيتي الدرس اللي قبل 18 سنة.. جواهر حست إنها مشلولة، وتفكيرها مشلول (وش سويت بروحي يارب؟) .. لكنها كانت تحاول تقاومه بعنف.. بس ماقدرت على قوة عبدالله الجسدية الهائلة.. كانت ايدين عبدالله تثبت ايديها بقوة.. ووجهه مدفون في شعرها.. وانفاسه الحارة تكاد تحرق رقبتها.. وريحته الرجولية العميقة تحتويها بسحر موجع حست قلبها بيوقف.. والاضطراب يهزها بعنف مدمر.. وكانت على وشك إنها تنهي مقاومتها.. اللي حست إنها تمثيلية مالها معنى.. لولا إن عبدالله بنفسه فلتها و نط واقف.. وهو يقول بانفاسه الطايرة وصوته المرتعش: أنا آسف جواهر آسف.. سامحيني.. بعد عن السرير شوي.. في الوقت اللي جواهر رجعت لرأس السرير.. ولصقت ظهرها فيه.. وهي تضم نفسها.. وتوطي أطراف فستانها القصير على سيقانها.. وترتعش بعنف قاتل مثل عصفور مبلل عبدالله بحزن وهو يتناول شنطة صغيرة فاضية من تحت السرير: ما أنكر أني كنت أتمنى لو أني استمريت للأخر.. وأني والله العظيم بذلت جهد خارق وقاتل ومؤلم وموجع عشان أوقف نفسي.. لأني مستحيل أغلط الغلطة هذي معج.. أنا حلمت كثير باللحظة اللي بتكونين فيها لي... بس كان الحلم دايما مشترك.. أخذ الشنطة وبدا يحط فيها ترينغات رياضة وملابس داخلية وكمل بانفعال يهزه هز: جواهر خلاص أنا ماعاد فيني صبر.. تعبت من التمثيل وكبت مشاعري.. وانتي منتي بحاسة فيني أبد.. ومربطة يدي بإحساسج بالقرف مني اللي ما اقدر أتجاوزه.. تدرين جواهر لو القضية مجرد شهوة ورغبة جسدية، كان شيء مقدور عليه.. لأني تعودت طول عمري على كبت رغباتي (وكمل بمرارة ممزوجة بحزن قاتل) لكن الأمر عندي يتجاوز هذا بكثير.. بكثير.. (بتردد حزين) روحي اللي تعبت من الوحدة والغربة والوجع تذوب والله تذوب بكل معنى الكلمة.. تذوب شوق ولهفة ووله لروحج.. ورغبة في الامتزاج بها ومعها وفيها.. جواهر لحد الحين مو قادرة تستوعب اللي هو يسويه لأن مشاعرها كلها مع كلامه اللي كان يهزها هز: أنا باروح كم يوم للشاليه اللي في الخور.. عشان ترتاحين مني.. وانا اريح أعصابي اللي على وشك إنها تنفجر.. وإذا رجعت بأخذ وحدة من غرف الضيوف وأنقل أغراضي فيها.. انا ما أقدر أقعد معج في غرفة وحدة خلاص.. ما أقدر استحمل.. جواهر كان نفسها تنط.. وتوقفه.. وهي تشوفه يسكر شنطته.. ويسكر أزرار ثوبه.. ويتناول غترته وعقاله من الأرض.. بس ماسوت شيء غير إنها ظلت تراقبه.. لحد ماطلع وسكر الباب وراه وغاب عن عيونها ******************* ماجد خذ أخته اللي من لما ركبت معه وهي تبكي بهستيرية ووداها لبيته.. تركها تبكي براحتها على كتفه.. لحد ما شبعت.. لما بدت تهدأ، سألها بحنان: نجولتي الغالية ليش تبكي؟؟ نجلاء بصوتها الباكي: عمتي أم جاسم تبي تزوج جاسم.. ماجد بغضب نط واقف: وليه ؟؟ نجلاء بتأثر: تبي تزوجه بنت أخوها اللي توها فكت حدادها.. ماجد بتفهم: بس إذا هي تبي.. مو معنى كذا إن جاسم بيطيعها.. ليش سويتيها سالفة.. وخصوصا ان جاسم يموت عليج.. نجلاء رجعت تبكي: بس البنية أبوها وصى جاسم عليها، وساكنة في بيت بروحها ومالها حد.. يعني الواجب يقول إن جاسم ملزوم فيها.. ماجد بعيارة يبغي يفرفشها: حتى لو تزوجها جاسم.. بتصير هي سكند كلاس.. وأنتي الفرست.. نجلاء بانهيار: بلاك ماشفتها.. والله جاسم لو يتزوجها أصير أنا ثيرد كلاس.. حتى سكند ما أحصل.. ماجد اللي كانت جواهر حركت احساسه نحو الجنس الآخر: ليه لذا الدرجة حلوة؟؟ نجلاء بتاثر والتفكير الأنثوي يشل قدرتها على التفكير المنطقي: أنا أعرف أن جاسم يحبني وايد.. بس أنا أعرف أني عادية.. دلال أصغر مني وأحلى بوايد.. وعليها بياض ونعومة تفلق الصخر.. أشلون أقدر أنافسها ذي..؟؟ ممكن جاسم يظل وفي لي شهر والا شهرين.. بس عقب الا يذوب.. وخصوصا إنها طيبة ومسكينة والحق يقال.. يعني لو حلوة وأخلاقها شرسة كان قلت لي أمل.. ماجد بجدية: دام مواصفتها كذا أكيد بتحصل لها زوج..بعيد عن زوجج.. نجلاء بحزن: وهم يعني بيقعدون ينطرون لين حد يخطبها.. وخصوصا إنها كانت متزوجة 6 سنين وماجابت عيال.. يعني أي حد بيخطبها بيخاف إنها ماتجيب عيال.. ماجد مثل اللي يلقي خبر قنبلة: طيب ولو أنا خطبتها.. توافق علي؟؟ ************** جواهر اللي كانت بعدها قاعدة على سريرها مو قادرة تسيطر على أعصابها.. فوجئت بنوف تدخل عليها.. مثل الأعصار.. " يمه صدق أبوي رايح يقعد في شاليهنا اللي في الخور؟" جواهر حاولت تمسك أعصابها وردت بهدوء: وهي تمسح على شعر نوف: إيه حبيبتي؟؟ نوف بحزن: ليه ياربي.. أنا متعودة على وجوده أيام امتحاناتي.. أحس ما أقدر أدرس من غير طلته كل شوي علي.. جواهر حست بطعنة قاسية في قلبها.. وهي تشعر إن زواجها من عبدالله بدل ما يدعم نفسية عيالها ويدفعهم لقدام، بدأ يأثر على نفسيتهم هذاك اليوم عزوز زعل من نومة أبوه تحت، واليوم نوف حزينة أنه راح وقت امتحاناتها.. جواهر ردت بهدوء: هو عازم رياجيل هناك.. وبيرجع بكرة ان شاء الله.. نوف بتشكك: بس هو قال بيقعد كم يوم؟؟ جواهر بثقة: بيرجع بكرة يا قلبي.. المهم أنتي تركزين في دراستك.. وامتحانج اللي بكرة.. نوف اللي ابتسمت: أكيد مامي.. جواهر بحب: أكيد يا قلبي.. ويالله روحي كملي دراستج وأنا جايتج بعد شوي.. جواهر اللي كانت معتزة بكرامتها جدا.. لكن توصل لحد مصلحة عيالها ولا.. أرسلت مسج لعبدالله: " نوف متأثرة وايد من غيابك.. أنا قلت لها أنك عازم رياجيل و بترجع بكرة أتمنى ما تطلعني كذابة قدامها.. ومشاكلنا أعتقد أنه ممكن نحلها بيننا بدون ما يحسون عيالنا" بعد دقايق وصلها رد عبدالله " جواهر أنا تعبان حدي ما أقدر أرجع بكرة عطيني كم يوم واللي يرحم والديج دوري لنوف عذر" جواهر تربطت يدها.. ما تقدر تهين نفسها وتترجاه أكثر من كذا.. **************** منيرة في غرفتها قاعدة على سريرها عيونها شاردة.. أهلها أصبحوا شبه متاكدين أنها أصبحت مجنونة.. إلا سارة.. اللي كانت دموعها ما تنشف وإحساسها بالذنب يقتلها.. أبو علي دخل غرفة بناته بالراحة لما شاف منيرة بعدها على قعدتها وعيونها خالية من الحياة.. حس ألف رمح يطعنون قلبه بكل قسوة الدنيا قرر يريح ضميره ويقول لها شيء يمكن ينتزعها من حالة الجنون رغم أنهم أصبحوا يشكون أنه فيه شيء ممكن يرجع منيرة المجنونة اليوم.. لمنيرة المرحة المليانة حياة أمس قرب منها وجلس جنبها.. وقال لها بحنان كبير: " منيرة يا أبوس سالم بيوصل الليلة من السفر وبكرة إن شاء الله من الصبح بأروح أنا وياه المحكمة وأخليه يطلقس" منيرة من سمعت كلام أبوها حست كأن الحياة رجعت لروحها اليابسة كأرض جرداء أغرقتها أمطار الخصب نطت تسأل أبوها بحماس :صدق يبه صدق مع أنه لها 3 أيام ما تكلمت بكلمة أبوها بصدق وحب وفرحة خرافية: اللهم لك الحمد والشكر.. لو أدري أن الكلمة ذي بتونسس كان قلتها لك من أول يوم صدق يا أبوس صدق..بكرة بأخلي سالم يطلقس وسالم الله بيرزقه " سارة اللي غرد قلبها من الفرحة لرجوع منيرة لهم...ماكانت مصدقة اللي قاعد يصير قدامها.. وخصوصا أن منيرة نطت تحضن أبوها وتبوسه: يبه تكفى أرسل السواق لبيت مها.. خله يصور لي أوراق امتحان بكرة... أبي أدرس.. ويالله الوقت يكفيني أبوها بحب وسعادة وهو طالع: إن شاء الله يا أبوس.. إن شاء الله.. سارة قربت بفرحة مجنونة تبي تحضن منيرة لكن منيرة وقفتها بيدها.. وقالت بحقد : سارة أنا عمري ماراح انسى انس خدعتيني.. وبديتي سالم علي.. أنتي مو بس خدعيتيني.. أنتي طعنتيني أقسى طعنة ممكن أخت تتلقاها من أختها.. وضحى تبي فستان لعرسها؟؟ هاه ؟؟ لذا الدرجة هنت عليس؟ لذا الدرجة سارة حست إن قلبها مات وروحها انطفت.. وتراجعت وهي تحس قلبها ينزف دمع ودم.. ****************** نجلاء المصدومة طالعت في ماجد: أنت من جدك؟؟ ماجد بثقة: أكيد.. نجلاء بدهشة: يعني عقب ماصرعتنا على جواهر.. وكنت حتى بتخرب زواجها من عبدالله.. جاي بهالسرعة تبي وحدة غيرها.. ما تدخل في الرأس ذي.. ماجد بلهجة جادة: أنا قبل كنت رافض فكرة الزواج بالكامل.. وتدخل أي مره في حياتي.. بس بعد جواهر صرت مقتنع بالفكرة.. ولما جواهر صار نصيبها مع غيري.. ليش أنا بعد ما أشوف نصيبي مع وحدة تنسيني إياها.. نجلاء بتحذير: بس دلال موب نفس مستوى جمال جواهر.. ماجد بتحسر: وجواهر من مثلها.. بس خلاص صارت نصيب عبدالله أول وتالي وكمل باستفسار: أنتي مو بنت خال زوجج ذي تقولين حلوة وأخلاقها زينة؟؟ نجلاء بثقة: إلا حلوة ونص.. وأخلاقها فوق ما تتصور.. بس (كملت بحذر) بس أخاف إنها يكون عندها مشكلة في الانجاب.. ماجد بإيمان: ويمكن كانت المشكلة من زوجها... أنا نفسي انشرحت لذا البنية خلاص.. نجلاء بخوف: أخاف جاسم يقول أنتي دزيتي أخوج عشان يخلصج من بنت خالي.. ماجد بثقة: ماعليج من جاسم وأم جاسم.. خليهم علي.. وانتي طمني نفسج على جاسم اللي بيقعد من أملاكج الحصرية.. *************** دانة نايمة على ذراع سعود.. وسعود يلعب بشعرها القعدة اللي أصبحت قعدة سعود المفضلة.. ويسولفون.. رن موبايل سعود.. (غريبة من بيدق ذا الحزة؟؟) تناول موبايله بيد.. ويده الثانية تحت رأس دانة وشاف اسم محمد سعود بشوي غضب: محمد مو كنك تأخرت.. سعود انتزع يده بعنف من تحت رأس دانة ونط بعنف وهو يسمع محمد يصيح في التلفون بكل ألم الدنيا ووجيعته: " ألحقنا يا سعود ألحقنا.. أفزع لنا تكفى .................................................. .................................................. ............." |
رد: (بعد الغياب) سعود رمي موبايله على السرير ونط يفتح أدراج التسريحة بسرعة وتوتر وجنون.. كأنه أصيب بما يشبه ماس كهربائي ينفض جسده بأقسى درجات الرعشة.. دانة اللي ارتعبت من شكل سعود اللي تغير 180 درجة نطت وهي تسأل سعود بقلق: سعود انت ايش تدور؟؟ ومحمد بعيد الشر فيه شيء؟؟ سعود المتوتر والقلق والحزين واللي ضايع في انفعالاته: أدور جوازي.. وين راح؟؟ بأروح الحسا الحين.. دانة مثل اللي انضربت على رأسها صاحت برعب وهي تطيح على الأرض: خالد مع محمد.. العيال فيهم شيء سعود..؟؟ تكفى يا سعود علمني.. سعود طلع جوازه ورجع مكان مادانة طايحة على الارض ووقفها بقوة .. وركز في عيونها مباشرة وايديه على أكتافها.. وهو يقول بتوتر وجدية: العيال إن شاء الله أنهم بخير.. اسمعيني يا دانة عدل.. أمي وخواتي أمانة في رقبتش لين نرجع.. عمرنا ماخليناهم انا محمد بروحهم.. لازم حد منا موجود.. والحين حتى خالد اللي كان ممكن أوصيه عليهم مهوب موجود.. أبي أحس أني وراي رجال في البيت لا تشغلين بالي عليكم (سعود كان يتكلم في الوقت اللي عشرات الانفعالات تخطف دانة ووجهها وقلبها) تكفين.. أمي لا تدري بشيء: أنا في الزام.. ومحمد عجبه الوضع في النعيرية وبيقعد يومين.. وعقب التفت سعود على موبايل دانة المحطوط على التسريحة خذه ودقه شوي وعقب قال بنفس لهجته الجادة المليانة توتر: أنا سيفت رقم سواقنا سيد علي عندش، والحين أنا باعطيه فلوس وأنا طالع أي شيء تبونه وصوه عليه.. هو رجال كبير وله سنين عندنا، أنا بأوصيه يقفل بيبان البيت الخارجية من برا.. قبل ينام.. ويفتحها الصبح بس انتي تاكدي أنش قفلتي كل البيبان من داخل كل ليلة.. دانة برعب: سعود لا تخوفني عليكم.. وش السالفة؟؟ أنتم مطولين..؟؟ سعود باستعجال: إن شاء الله ماحنا بمطولين.. بس انا للحين ما اعرف الوضع هناك.. و هذي مجرد تنبيهات عادية.. وعقب طلع سعود بطاقة فيزا من محفظته وقال بجدية: خذي يا دانة، ولا تخلين شيء يقصركم لين اجي، بارسل لش رقمها السري مسج الحين.. دانة رجعت البطاقة وهي تقول بألم جارح: الخير واجد يا سعود انت ليش تسوي كذا.. كانكم بتغيبون سنة حرام عليك اللي تسويه فيني.. موتت قلبي والله العظيم سعود بلهجة حزن وهو يفتح يد دانة ويسكر على البطاقة فيها: دانة تكفين ماعندي وقت للكلام.. مثل ماقلت لش.. انا تارك وراي رجال في البيت خلي بالش من نفسش وامي وخواتي.. وما ابي حد يعرف عن أي شيء لحد ما اتصل فيش.. بعدها حب رأسها وطلع، وهو على الباب قالت له دانة بحزن بلهفة بوجع: لا إله إلا الله.. سعود بحزن: محمد رسول الله.. **************** ماجد رجع أخته لبيتها.. وطلب يتكلم مع أم جاسم شوي.. أم جاسم لبست برقعها وجلالها، وقالت لنجلاء: خليه يتفضل.. كانت أم جاسم محرجة جدا ، كانت متوقعة إن ماجد يبي يعاتبها وهي ما تقدر تلومه، مافيه رجال حر يرضى الضيم على أخته.. ماجد دخل وسلم، وقعد على الكرسي المقابل لام جاسم.. في الوقت اللي نجلاء انسحبت تشوف زوجها وولدها النايمين.. ماجد باحترام: أم جاسم طال عمر غاليج، وش تقولين فيني؟؟ أم جاسم بحرج: والنعم والسبعة أنعام.. ليت كل الرياجيل مثلك.. ماجد بنفس النبرة الجدية: يعني لو خطبت عندكم.. تزوجوني؟؟ أم جاسم باستغراب: بس ياولدي أنا ماعندي إلا بنتين كلهم متزوجات.. ماجد بلهجة خاصة: وبنت أخوج أحمد... أم جاسم كحت: إذا أنت جاي تسوي ذا الحركة عشان أختك، ترى دلال ما تستاهل كذا.. دلال تستاهل رجّال شاريها.. ماجد بثقة: وانا شاري.. يعني يا أم جاسم.. أنا الرجّال العزابي اللي ماني بشاري وجاسم الرجّال المعرس اللي يحب زوجته وعندهم ولد هو اللي شاري.. وربي اللي خلقني يا ام جاسم، أنه من مدح نجلاء لبنت أخوج أني نفسي انفتحت لها.. وتمنيتها صدق تصير مرتي.. إلا لو أنتي شايفتني ماني بكفو نسبكم.. أم جاسم باستنكار: إلا كفو ونص.. ودلال وين تلاقي مثلك.. بس يا ولدي عشان تكون على بينة، البنت لها 6 سنين متزوجة ماجابت عيال.. وماحد يدري العيب فيها أو في رجلها الله يرحمه.. ماجد بجدية: نجلاء قالت لي.. وانا قلت لج إني شاري.. أسألي البنت، لو وافقت علي.. مهرها في نفس اليوم عندكم.. وموعد العرس براحتكم.. أم جاسم بجدية: الموافقة إن شاء الله إنها بتوافق.. بس العرس على طول تتملكها وتأخذها لبيتك.. لأني أصلا ما أصريت أزوجها جاسم إلا لاني خايفة عليها من القعدة بروحها.. وإذا إن شاء الله كتب لكم نصيب مع بعض.. عرفت ليش أنا خايفة عليها كذا.. ماجد بتوتر(لحول وش ذا البلشة.. ما أسرع) : زين يا أم ماجد اللي تشوفونه.. نادي لي ولا عليج أمر على جاسم أتكلم معه بشكل رسمي *************** نوف وعبدالعزيز ما ناموا إلا بعد ما اتصلوا في أبوهم عشرين اتصال.. عبدالله طمنهم عنه بس ماقدر يقول لهم كم يوم بيقعد.. في الوقت اللي جواهر كانت بتموت تبي تسمع صوته.. تبي تتأكد إن نبرة الحزن اللي غرقت أخر كلماته لها قبل يطلع واللي ذبحتها من الوريد للوريد تغيرت.. بتموت تبي تطمن عنه.. تشوف وضعه أشلون.. كانت على اعصابها وهي عارفة انه بيسوق هالمسافة كلها ووضعه النفسي على الحال اللي هو طلع بها.. ارتاحت شوي.. لما أكدت لها نوف إنه وصل بالسلامة.. جواهر متمددة على سريرها.. والنوم مجافيها.. الحزن يغزو قلبها من كل ناحية، ماتوقعت إن الوضع بينها وبين عبدالله ممكن يوصل لهذا الحال من التأزم وبعد ايام بس من زواجهم.. (لو كان حد قال لي قبل 5 ايام.. انه أنتي وعبدالله بيصير بينكم خلاف بيخليه يطلع من البيت، كان قلت: أبركها من ساعة، فكة منه ومن وجهه.. أشلون الحين حاسة كأن روحي فارغة وجرداء كصحراء قاحلة مثل الغرفة بدون حسه.. وصوته ورائحته..) جواهر قامت من السرير، على الشماعة باقي غترة لعبدالله معلقة مابعد انغسلت.. خذتها جواهر بحنان.. ورجعت للسرير، لكن للناحية الي كان عبدالله ينام عليها، فرشت الغترة على مخدته، وحطت رأسها عليها... خذت نفس عميق جدا من أعمق أعماق روحها وماضيها ومراهقتها وشبابها.. والباقي من عمرها.. وبكت.. *************** عبدالله على شاطئ الخور.. يجلس مقابل الشاليه على الشاطئ مباشرة.. الجو شديد الرودة.. يحمل نسائم بدايات يناير الصقيعية.. أشبه مايكون في جلسته بـ(مارس) رمز الحرب عند الرومان.. مارس الأسطورة.. محرك الحروب.. وآسر الحسناوات يجلس على مقعده يبث شكواه الأسطورية للبحر، عل شقيقه اليوناني بوسايدون رمز البحر يرسل حورياته لانتزاع الحزن من قلبه.. عبدالله كان أسطورة حقيقية بوسامة أسطورية.. رماها حظها العاثر في حبائل أنثى أسطورية بحسن أسطوري.. وحينما تتواجه الأسطورتان .. يحضر حزن أسطوري بنفس مستواهما.. بنفس عمقهما.. بنفس يأسهما.. عبدالله يجلس بلبس خفيف دون أن يخطر بباله انه يرجع للداخل لارتداء جاكيت يصد عن جسده العاري لسعات البرد القارصة.. (البرد سكن قلبي.. وش فيها لو سكن جلدي بعد!!!) (تعبت ياعبدالله والله تعبت.. والله وجابت رأسك جواهر.. آه ياجواهر على قسوتك.. لهالدرجة قلبك أسود.. ماسمعتي: ارحموا عزيز قوم ذل.. هذا أنا وانتي.. حبك داس على كرامتي.. وأنتي تطاولتي على رجولتي.. والشرخ بيننا اتسع ومسامحتك لي اصبحت حلم بعيد المنال بعد الجنون اللي أنا سويته) *************** الوقت قرب صلاة الفجر سعود قرب من الأحساء دانة نهائي ماتركته تقريبا كانت تكلمه طول الطريق وهو عشان كذا ركب سماعة البلوتوث في أذنه عشان يقدر يكلمها وينتبه للطريق.. سعود حاس بضيق نفسي غير طبيعي..حاس بثقل في روحه المرهقة من الخوف والقلق والفزع يتصل على جوال محمد اللي يعطيه مغلق.. ومع كل اتصال لا رد عليه.. تزداد حالة سعود سوء على سوء والرعب والقلق أتلفوا أعصابه اللي أصبحت مثل شعرة رفيعة على حد سكين مشحوذة بحدة.. رغم أن الفرق بينه وبين محمد 3 سنوات بس.. لكنه يحس أن محمد ليس مجرد أخوه.. لكن ولده.. مثل ما يحس إن الجازي ومها بناته.. وصل مستشفى الملك فهد بالأحساء.. وقف سيارته مايدري حتى وين وقفها.. ونط يركض بدون إحساس للطوارئ.. بعد ماقفل تلفونه اللي كان اصلا شحنه خالص.. مايبي دانة توتره لين يتأكد من وضع الشباب أشلون.. أول مادخل مع باب الطوارئ.. شاف محمد قاعد على الكراسي دافن وجهه بين إيديه.. وثيابه غرقانه دم.. وقتها سعود ماقدر يكمل.. انهار وطاح على ركبه على بلاط المستشفى البارد.. |
رد: (بعد الغياب) سعود لما شاف محمد والدم مغرقه.. ماقدر يستحمل.. حس رجوله أصبحت مادة هلامية غير قادرة على احتمال ثقل جسده محمد اللي انتبه للرجّال اللي طاح عرف بقلبه قبل عينه أنه سعود.. قام يركض له وهو يسحب رجله والممرضين وراه برعب.. محمد بعمق حزين قاتل ساكن كسكون الموت: سعود أنا بخير.. قم جعلني فداك.. سعود تسند على يد الممرض اللي قومه وقال له بقلق: لا يا أخويا.. الأستاز مش بخير خالص.. عنده أصابات مختلفة في مختلف نواحي جسمه ونزف كثير.. واعتقد أنه يمكن عنده التواء في الكاحل.. إزا ماكنش كسر.. بس هو معند.. ما يتعالجش إلا لما يتأكد أن التلاتة اللي معاه كلهم كويسين.. سعود بلهجة قلق قاتل: والثلاثة الباقيين أشلونهم؟؟ الممرض: اتنين وضعهم مستقر وحالتهم أحسن حتى من حالة الأستاز اللي مش راضي يتعالج.. بس التالت حالته صعبة خالص وتحت رحمة ربنا ************** جواهر صحت بدري.. مع أنها ما نامت إلا بعد ماصلت الفجر.. كانت تبي تتطمن على نوف ودراستها.. وخصوصا أن امتحان نوف بعد ساعتين.. بدلت وجات تبي تطلع، رن موبايلها، رقع قلبها لهفة ووجع مافيه حد بيتصل بدري كذا إلا لو كان عبدالله.. لكن المتصل كان أخوها عبدالعزيز يخبرها عن العرض الخيري اللي مسويه راشد وزملائه في فيلاجيو لجمع التبرعات لأهالي غزة.. ويطلب منها تبلغ كل الناس اللي تعرفهم.. جواهر ردت عليه بود: إن شاء الله ياقلبي، وانا راجعة أنا ونوف من الجامعة بنمر عليه شوي.. عشان نوف لازم ترجع تدرس امتحانها اللي بعد بكرة.. لما قفلت من عبدالعزيز، فوجئت بثمان مسجات ماانفتحت فتحتهم وصعقت.. السبعة الأولى مسجات حب وغزل ساخنة جدا.. في كل مسج اسمها هي.. (شكت بأمل ضعيف دامي أنها ممكن تكون من عبدالله) حتى وصلت للمسج الأخير فيهم " جواهر ياروحي أنتي والله أنه مايعرف قيمتك ولا يستاهل تراب رجولك أنتي قاعدة في البيت بس هو وين الحين؟؟ ومع من؟؟ وفي حضن من؟؟ إذا هو ماعارف النعمة اللي عنده والله غيره عارفها إذا هو يرفس النعمة غيره بيموت يبيها " جواهر توترت.. وتوترت بشدة.. (من هذا؟؟ وأشلون عرف إن عبدالله موب في البيت...) (يكون ماجد؟؟ لا لا مستحيل.. ماجد رجّال فيه خير ومايسويها..) جواهر كانت تبي تتصل في أخوها عبدالعزيز.. تعطيه الرقم.. عشان يتصرف.. بس عقب قالت لروحها: عبدالعزيز بيستغرب ليه أقول له، وما أقول لعبدالله... أنا بأنتظر شوي.. لو تكررت المسجات تصرفت.. وعقب مسحت المسجات كلها **************** عبدالله مانام نهائيا.. كان مرهق جسديا ونفسيا ومستنزف روحيا.. قعدته هنا ماريحته ولا حتى شوي.. وهو قلق على نوف وامتحاناتها.. بس مايبي يرجع العذاب بعيد عن جواهر أهون من العذاب جنبها (الحين أبي أنام واذا صحيت يحلها الحلال) خذ حبتين منوم.. مع أنه أصبح يكره اضطراره لاستخدام المنومات عشان يخدر روحه قبل جسده.. ****************** أم جاسم عند بنت أخوها دلال في بيتها..دلال كانت ساكتة وحزن حاد يعصرها.. أم جاسم بود: هاه يا بنتي وش قلتي؟؟ دلال بحزن: يمه تكفين.. أنا جربت نصيبي في العرس.. الله يرحمه ما أبي أتكلم عليه.. بس كرهني في الزواج والرياجيل.. ويوم الله رحمني منه.. تجين تبين ترجعيني لذا الدوامة مرة ثانية.. أم جاسم بحب: يادلال أنا مربيتج مع بناتي.. وأنتي والله العظيم أغلى على قلبي منهم.. تعتقدين أني بارميج على واحد ممكن يعذبج..؟؟ دلال بحزن غامر: مثل ما أبوي رماني.. مع أن أبوي كان يحبني أكثر من روحه وعيونه.. أم جاسم بحزن: أبوج أنغش فيه.. وأنتي عارفة أني ما كنت راضية بالمرحوم.. بس ماجد غير والله غير يا بنتي.. دلال بحزم حزين: ما أبيه يمه.. يمكن أنتي بعد منغشة فيه مثل ماكان أبوي منغش في المرحوم.. وأنا ما أبي أتزوج خلاص لا ماجد هذا ولاغيره.. أنا اكتفيت من جنس الرياجيل كله أم جاسم بحزم: يا تاخذين ماجد.. يا تأخذين جاسم.. وبما أنه أنتي خايفة من ماجد لأنج ما تعرفينه.. فأكيد ماراح تخافين من جاسم لأنج تعرفينه عدل.. **************** فاطمة ومها ومنيرة.. توهم خلصوا امتحانهم.. منيرة حزينة لابعد حد، والبنات قاعدين جنبها ويواسونها منيرة بحزن: زين لو نجحت على الحفة، عقب ما كنت متوقعة أجيب في المادة هذي أ.. الله يأخذك ياسالم الله يأخذك.. كله سبايبك.. مها برعب: حرام عليش تدعين عليه كذا.. لا ومن قلبش بعد.. منيرة بحقد: الله يوريني فيه عقوبته.. مثل ماخرب حياتي.. فاطمة برعب هي الثانية: حرام عليج منتي بصاحية.. ليش تدعين على الولد كذا.. خلاص طلاق بيطلقج.. وش تبين فيه تدعين عليه..؟؟ منيرة اللي قلبها انحرق وصار أسود: زين وطلقني..؟؟ وأيام العذاب اللي أنا شفتها وعانيتها تعدي كذا.. مايعاقبه ربي عليها..؟؟ مها بعمق: بس سالم ماله ذنب.. لا تصيرين حقودة كذا.. لا تحطين حقدش على هلش فيه.. يعني لأنش ماتقدرين تدعين عليهم.. تدعين على ذا المسكين.. منيرة بقهر: خلي الله ياخذه.. من اللي بيحزن عليه يعني..؟؟ لا أم ولا أخوان ************* جواهر ونوف راجعين من الجامعة.. جواهر طلبت من أفضل يوديهم فيلاجيو.. نوف بتوتر: يمه أبوي بيرجع اليوم؟؟ جواهر بنبرة هادئة خلفها ألف انفعال: إن شاء الله حبيبتي.. جواهر كان فيه ألف هم يتنازعون في قلبها... غياب عبدالله اللي هي بتموت قلق عليه وشوق له.. والمسجات الوقحة اللي ما وقفت من صبح.. واللي مع كل مسج تزداد حراراتها ووقاحتها.. ونبرة التحريض على عبدالله والتشكيك فيه.. وأنه صاحب علاقات نسائية متعددة.. جواهر أخر شيء هداها بالها، إن موضوع المسجات خطير وما ينسكت عليه.. ولو سكتت عليه ممكن يخرب بيتها.. قررت أنها تقول لعبدالله عنها.. لأنه هذا هو الحل الصحيح حتى لا تدخل نفسها في دوامات بعد كذا.. اتصلت في عبدالله مرتين بس مارد عليها.. جواهر حست بألم.. (مايبي يرد علي) جواهر كانت كرامتها تحاول إنها تقنعها أنها خلاص ما تقول لعبدالله شيء.. وبكيفه.. بس عقلها قال لها: لا تتهورين في موضوع خطير مثل هذا.. فارسلت لعبدالله مسج: " عبدالله اتصل لي أبيك في موضوع ضروري" لكن عبدالله (اللي كان رايح في النوم) مارد عليها.. أخر شيء قررت جواهر انها تجيبها له على (بلاطة) وبكل حدة جارحة : " عبدالله فيه واحد مستلمني مسجات وقحة من لما أنت طلعت من البيت أنا حبيت ابري ذمتي بما أنه اسمك زوجي" بس عبدالله بعد مارد عليها.. جواهر ولعت (صدق مافيه نخوة ولا مروة ولا غيرة) قررت تلعب على الحبل الاخير.. " عبدالله استلم كم مسج من المسجات اللي جاتني" بس بعد عبدالله مارد عليها.. حست قلبها مات بكل معنى الكلمة (معقول لهالدرجة أنا بدون قيمة عنده؟!!) لكن قبل ما تنهار الانهيار الأخير.. قررت تقوم بمحاولة أخيرة خذت نفس عميق: نوف دقي على أبوج.. نوف اللي دقت مارد عليها أبوها، فقررت تتصل على حارس الشاليه اللي قال لها أنه راح جاب لعبدالله بنادول نايت.. وإنه نايم الحين.. جواهر اللي قلبها رجع يتنفس من جديد والحياة تدب فيه.. ارتعبت (يا ويلي.. ليتني ما أرسلت له المسجات اللي جاتني.. الحين وش بيفكني منه؟) ****************** دانة من لما طلع سعود من عندها.. أصبحت مثل جسد بدون روح.. حاسة بقلق خرافي..بل رعب قاتل.. طول اليوم وهو تدور في البيت.. موبايل سعود مقفول وتتصل من أمس على موبايل خالد اللي مغلق هو بعد.. أصبحت متأكدة إن الشباب صار عليهم شيء كايد والرعب عندها ارتفعت وتيرته لأقصى حد... وهي صارت مثل حارس للبيت.. كل شوي تطل على البنات وأم سعود.. مها من لما راحت الجامعة لحد مارجعت وهي كل شوي تتصل عليها.. والجازي ما أرتاحت لحد مارجعت من المدرسة.. مها تقول لها بعيارة: يعني عشان سعود في الزام.. تخنقيننا كذا.. وإلا هذا من تأثير الشوق له.. تحطين الحرة فينا ************** سعود متمدد تعبان على سرير جنب سرير محمد اللي كان مخدر.. رايح في النوم سعود طلب من الدكاترة والممرضين أنهم يساعدونه يمسك محمد بالغضب.. ويبنجونه عشان يشوفون وضعه الصحي.. محمد كان مصمم بجنون أنه مايخلي حد يقرب منه لحد مايصحا سالم ويتطمن عليه.. بعد ما تطمن على خالد وجبر.. وكان ينط على رجله المكسورة.. قدام غرفة العناية اللي سالم مرقد فيها.. سعود جاه من وراه وكتفه.. سعود كان أطول من محمد وأعرض وبنيته أقوى.. في الوقت اللي محمد أصلا كان منتهي ونازف كثير.. فماقدر يقاوم كثير.. رغم أنه كان يصيح بألم ووجيعة وقهر: تكفى يا سعود..تكفى خلني.. تكفى خلني لحد ما أتطمن على سالم أول.. سعود أصر ما ينقل لمحمد دم غير دمه هو.. فسحبو دم كثير من سعود.. لحد مابدأ سعود يفقد وعيه.. الحين سعود وضعه أحسن شوي بس بعده مرهق لأبعد حد.. كان يبي يتصل بدانة يطمنها ويتطمن عليها وعلى أمه وخواته.. بس كان مو قادر يقوم من التعب.. والموبايل فاصل شحنه.. ومايدري من وين يشحنه.. كان سعود يطالع محمد بحنان.. يبي يتأكد للمرة الألف انه حي وبخير.. محمد كان في جسمه إصابات مختلفة من شظايا زجاج السيارة اللي تحطم من قوة ارتطامهم بالشاحنة اللي كانت واقفة في نص الطريق بس محمد ما أنتبه لها.. عدا عن كسر مضاعف في رجله اليسار.. قد ماكان سعود فرحان لسلامة محمد وخالد وحتى جبر.. كان حزين بذات العمق على وضع سالم الخطير.. سعود كان يحس ناحية سالم بمودة خاصة.. لأنه كان يحس وبعمق أخوي إنساني كبير بأحاسيس سالم اللي تيتم من كل ناحية.. ومع كذا ماخلى الحياة تهزمه.. لكنه حاول يهزمها.. لكن الحياة الحين طلعت لسانها لسالم.. وقالت له: نجيت أول مرة من الحريق مع هلك؟؟ ياترى بتنجى الحين؟؟ ****************** جواهر ونوف في فيلاجيو.. نوف بتوتر: يمه أخاف أبوي يرجع البيت ما يلاقينا.. وانا أبي أدرس.. خلينا نروح.. جواهر بحب: يا حبيبتي بس أروح للعرض الخيري.. أتبرع هناك.. واعطيهم تبرعات القسم.. ونشجع راشد شوي.. نوف بطفش: ومن راشد بعد؟؟ جواهر بنبرة احترام ودية: هذا ولد والله العظيم انه يمثل نموذح مثالي للشباب.. الله يحفظه.. أعرفه من يومه صغير.. هله جيران بيت خالي.. وصلت جواهر لمكان التبرع.. وشافت راشد واقف يوزع البورشورات.. جواهر اتجهت ناحيته: السلام عليكم.. راشد اللي عرف صوتها، قال وعينه في الأرض: هلا والله بأم عبدالعزيز.. الحمدلله على سلامة عيالج.. عبدالعزيز قال لي.. وقلت له يوصل لج سلامي.. جواهر بود راقي: وهو بلغني.. وهذا أنا وبنتي جايين اليوم نسلمكم تبرعات باسم قسمي في الجامعة.. راشد رفع رأسه باحترام وود، وشاف البنت اللي ملامحها طفولية جنب جواهر ولابسة عباية مسكرة وشيلتها مثبتتها عدل على رأسها : ياحليلها بنتج..الله يخليها لج.. زين تسترينها كذا من وهي صغيرة.. ووجه كلامها لنوف: أي صف يالشاطرة؟؟ نوف ضحكت وقالت بعيارة محترمة: صف أولى جامعة يا عمي.. راشد تمنى الأرض تنشق وتبلعه من الاحراج وجواهر عصبت على نوف لابعد حد.. بس كتمت عصبيتها.. وقالت لراشد: تفضل.. واسمح لي أهنيك على تفانيكم في خدمة قضايا الأمة.. الله يكثر من أمثالك.. راشد خذ الفلوس وهو موقادر يرفع عينه من الأرض: مشكورة يا أم عبدالعزيز والله يكثر من أمثالك بعد.. ثم انسحبت وهي تشد نوف من يدها نوف بتوتر: يمه وش فيج علي؟؟ لما وصلوا السيارة، جواهر بحزم: عقب اليوم ما تطلعين من البيت إلا لابسة النقاب اللي عطيتج.. حجتج المتكررة أنج صغيرة خلاص ما أبي أسمعها.. نوف برجاء: يمه فديتج توني على النقاب.. جواهر بحزم أكبر: أنا قلت كلمتي وخلاص .. إلا لو تبين تسمعينها من أبوج بعد.. نعنبو.. الولد استحى وانتي ما استحيتي.. نوف باستسلام: خلاص يمه خلاص اللي تبينه.. ******************** جواهر .. انتظرت اتصال من عبدالله طول فترة المساء لحد ماجات الساعة وحدة بالليل بدون مايتصل جواهر بحزن وتوتر: خلاص .. أكيد ماراح يتصل الليلة ولا يجي.. وتمددت جواهر بنفس وضعيتها البارحة.. على غترة عبدالله.. وفي مكانه.. وهي تحس إن ريحة عطره الدافئة اللي معبية غترته تهدي شوي من وجيب قلبها المضطرب.. وتسكن أعصابها المنهارة ***************** عبدالله صحا من النوم تقريبا على الساعة 12 ونصف.. قبل مايسوي أي شيء توضأ وصلى صلواته الفايته.. وهو يلعن الشيطان.. وهو عاتب جدا على نفسه.. (ماذي بحالة يا عبدالله .. عمرك مامرت عليك ذا الحالة.. تفوتك كم صلاة ورا بعض من سبة النوم) عقب سوى له كأس شاي عشان يصحصح.. وخذ التلفون يبي يتصل بماجد.. يفضفض شوي ويسولف.. فوجئ بالاتصالات.. لكن انصرع واحترق وانذبح من المسجات.. عبدالله حس أنه ولع.. احترق.. انتهى من الغضب.. حس بالنار تجتاحه من أطراف أصابعه لأخر أطراف شعره.. وهو يتخيل مجرد تخيل (مجرد تخيل) إن جواهر قرت ذا المسجات.. فكيف وهي قرتها حقيقة (لا وهذي بعضها.. عجل الباقي أشلون..) بدون تفكير .. وحتى بدون مايبدل ملابسه الرياضية.. ركب سيارته وهو راكبه الف عفريت.. ******************* الساعة 2 ونصف صباحا.. جواهر نايمة بغرفتها.. عبدالله وصل للبيت مايعرف أصلا أشلون وصل لأنه ماكان يشوف الطريق من الغضب والحرة والعصبية اللي كانت معميته.. أشلون قطع الطريق من الخور لبيته في الدوحة في 40 دقيقة.. مايعرف.. كم رادار قطع.. مايعرف.. أشلون ربي ستر عليه طول الطريق.. مايعرف رأسه فيه هدف واحد بس مثل علامة استفهام ضخمة تلتهم أفكاره.. ثم تعيد نسفها هدف واحد بس جواهر |
رد: (بعد الغياب) جواهر كانت مستغرقة في النوم تحتضن تحت رأسها مخدة عبدالله المغلفة بغترته... عبدالله المجنون الثائر الغاضب المحترق غيرة وغضب يقتحم الغرفة بصوت مدوي وهو يصفق الباب بعنف وراه وهو يغلقه.. جواهر فزعت من الصوت وكانت على وشك أنها تفتح عينها في نفس اللحظة اللي حست بملمس أصابع نارية تمسك عضدها العاري بعنف.. وتنتزعها من فراشها بقسوة وصوته العميق الغاضب الثائر يصرخ بعمق وحشي: عطيني موبايلج بسرعة.. عبدالله ما انتبه لمكان نوم جواهر المتغير ومخدتها الحمراء المخططة.. لأن الغضب كان معميه.. في الوقت اللي جواهر كانت تحس بحرج شديد ومو قادرة تحط عينها بعينه.. وهي تدعو ربها وتتمنى أن عبدالله ما ينتبه هي أشلون كانت نايمة.. لكن دعواتها ما اُستجيبت.. وعبدالله انتبه.. ومع انتباهته المفاجئة: فلت يدها كأنما لسعته نار محرقة.. وتراجع بحدة.. وهو يشوف إن جواهر كانت نايمه على مخدته وغترته.. حس بألم حاد شديد العذوبة والجمال يغزو مشاعره.. يخترق قلبه كرمح سعادة مسنون.. ينسف مشاعره الثائرة في فضاءات من البهجة المتلاحقة في الوقت اللي جواهر كانت تتمنى الأرض تنشق وتبلعها.. كانت تفرك إيديها بتوتر حاد قاتل.. وخجل أكثر حدة وقسوة.. وهي تشعر بنفسها كطفل قُبض عليه بالجرم المشهود.. طفل على وشك البكاء خجلا وألما عجز قلبه الصغير عن احتماله.. هل سبق لك أن مررت بلحظة شعرت فيها أنه لفرط تدفق مشاعرك وانفعالك.. تفضل أن تعتصم بالصمت حتى لا تخونك مشاعرك وكلماتك وانفعالك؟؟ لأن كلمات الدنيا كلها بكل اللغات وكل القواميس لن تكفي للتعبير حتى عن جزء بسيط مما تشعر به.. هكذا كان عبدالله وجواهر.. جواهر لبست روبها وقررت تطلع من الغرفة.. عبدالله كان واقف في نفس مكانه كتمثال عظيم سُلبت منه الحياة ولكن لم تُسلب منه العظمة.. بصوت شديد العمق: جواهر وين بتروحين؟؟ جواهر وهي معطية ظهرها لعبدالله مو قادرة تطالعه من خجلها، بصوت خافت: عبدالله أنا محرجة بمافيه الكفاية.. خليني أطلع لا تحرجني زيادة.. جواهر طلعت.. في الوقت اللي عبدالله رجع يجلس على السرير مكان ماكانت جواهر نايمة، وهو يمسح مكانها بوجع حنون.. ومشاعر كثيفة تجتاحه بعنف.. مشاعر هو عاجز عن احتمالها أو تخيلها أو استيعابها.. مشاعر تهديه لاول مرة الفرحة بعد طول حرمان.. وهو من تعودت روحه على الحرمان الموجع ***************** أذان الفجر أذن عبدالله بعده قاعد في غرفته على نفس جلسته.. جواهر مارجعت.. والمشاعر العاتية تغتال عبدالله وتجرفه في دوامات عنيفة من الانفعالات العميقه.. عبدالله راح لغرفة عزوز يصحيه للصلاة.. ومر على نوف اللي كانت بتجن من الفرحة لشوفته.. ومالقى جواهر في غرفة أي واحد منهم..!!! عبدالله وعزوز رجعوا من الصلاة.. كل واحد منهم راح لغرفته.. عبدالله كان يتمنى بوجع قاتل أنه يشوف جواهر وفعلا لقاها في الغرفة تصلي.. في الوقت اللي جواهر كانت جات للغرفة عشان سجادتها وثوب صلاتها وكانت تبي تصلي وتطلع قبل يجي عبدالله.. لأنها ماتبي تواجهه وهي متوترة من الاحراج بهذه الطريقة.. وهي حاسة بتيار مشاعر قوي يضغط عليها لدرجة الانهيار.. ولّده بعنف وشدة عاتية عودة عبدالله اللي أضناها الشوق له جواهر سلمت من صلاتها.. وهي بتموت من الحرج أن عبدالله وصل قبل هي تطلع.. شالت سجادتها وثوب الصلاة معاها وجات تبي تطلع.. عبدالله مسك يدها بحزم حنون: جواهر وين بتروحين؟؟ جواهر وعينها في الأرض: بأروح لغرفة الضيوف الكبيرة بأنام هناك.. عبدالله بعمق آسر: وممكن أعرف السبب؟؟ جواهر بحرج: أنت عارف السبب.. عبدالله شد جواهر من يدها: تعالي.. خلينا نتكلم شوي.. جواهر غصبا عنها لقت نفسها تنجر لجلسة التلفزيون.. وعبدالله يجلسها بالقوة على الكنبة.. في الوقت اللي هو جلس على الكرسي اللي مقابلها وقال بصوت عميق جدا: لهالدرجة تشوفين مشاعرج تجاهي شيء مخجل ومحرج لدرجة أنج تتهربين من مجرد النظر في عيني..؟؟؟ طالعيني جواهر.. جواهر اللي ماحبت عبدالله يحسها ضعيفة لذا الدرجة، رفعت عينها بتردد لتغرق نظراتها الخجولة التائهة في نظرات عبدالله العميقة الوالهة.. عبدالله بذات العمق: أنا مازلت أنتظر جواب لسؤالي.. جواهر بصوت خافت: ماعندي جواب.. عبدالله برقة حازمة: ماعندج جواب الحين.. أو ماعندج جواب بالمرة؟؟ جواهر بخجل هادئ: عبدالله أنت أذكى من أنك تنتظر جواب على شيء أنت شفته بعينك.. عبدالله حس بإنفعالات حادة مثل بركان يلقي عبر فوهات روحه حمما متزايدة من السعادة الصافية اللي غمرت أحاسيسه المرهقة.. أحس كأنه كان مثل مسافر مبحر في لجة عميقة لا تنتهي من المحيطات المتصلة ... مسافر وحيد على مركبه الموحش في رحلة مضنية استغرقت سنوات وسنوات طالت رحلته القاسية بدون أن يلقى ميناء يرسو عليه.. فإذا به يفاجئ بأجمل موانئ الدنيا يبزغ فجأة أمام عينيه ويفتح ذراعيه له.. بعد أن يأس من النجاة.. واستعد لاستقبال الموت.. عبدالله قام من مكانه، وجلس جنبها وألف انفعال يهزه بكل عنفوان.. مسك يدها بحنان فياض/حنان يشبهه هو فقط.. وطبع في باطن كفها قبلة عميقة جدا.. أودعها كل لهفته ووجعه وشوقه وهو يقول بأمل موجع: يعني أصدق اللي شافته عيني؟؟ جواهر كل خلية في جسدها كانت ترتعش بعنف وانفعالاتها تجتاحها بلا هوادة، ويدها التي تعطرت بأنفاس عبدالله يرجعها لتعود للاستكانة بوداعة في كفه كطفل رضيع عاد لاحضان أمه بعد طول غياب: صدق اللي أكثر منه بعد.. اللي أكثر بكثير ****************** دانة لها يومين مانامت صارت خلاص على وشك الانهيار.. القلق ينهشها مثل ذئب مسعور.. يستمتع بطعم لحمها.. كل ما ينهش.. كل ما يحس بإزدياد السعار عنده.. فيعود للنهش الموجع دون رحمة.. صاح موبايلها، لقطته بكل لهفة الارض المؤلمة كان رقم سعودي غريب عليها، لكنه ردت بسرعة ولهفة: سعود على الطرف الآخر جاها صوت سعود المرهق: دانة.. دانة لما سمعت صوته.. خلاص انهارت القوة اللي كانت متسلحة فيها اليومين اللي فاتو.. وانخرطت في بكاء حاد.. سعود بحنان حمله لها صوته المتعب: حبيبتي ليش تبكين؟؟ دانة من بين شهقاتها: سعود تكفى طمني عليك.. وعلى محمد وخالد.. سعود بهدوء: كلنا بخير.. دانة بصوتها الباكي: ماني بمصدقتك أحلف لي.. سعود بهدوء متعب بالفعل: والله العظيم كلنا بخير.. اشلونش وأشلون أمي وخواتي؟؟ دانة وهي تحاول تتماسك: كلنا طيبين.. مانبي إلا شوفتكم.. سعود بهدوء: قريب ان شاء الله.. انا اتصلت ابي اطمنش وهذا تلفون رجال لازم ارجعه له.. دانة بلهفة: وتلفونك ليش مسكر على طول.. سعود: مافيه شحن، اول ما اشحنه باتصل لش.. سعود سوا اتصالاته بوزارة الصحة القطرية.. ومستشفى حمد عشان يرسلون طيارة طبية تشيل محمد وربعه... لكن وضع سالم اللي كان في غيبوبة و كان مصاب بكسور متعددة وارتجاج حاد بالمخ منعهم لخطر الحركة عليه.. في الوقت اللي أصر محمد وخالد وجبر اللي رجعوا لوعيهم الكامل.. أنه ماحد منهم يتحرك من المستشفى لحد مايرجع سالم معهم.. سعود بعد ماشد حيله خذ شاحن من الممرضين وشحن تلفونه وقرر يتصل في عمه.. وعم سالم.. وابو جبر.. عشان يبلغهم عن عيالهم اللي أكيد أنهم بيجنون عليهم الحين.. ابو علي كان خلاص قرب يستخف من القلق على سالم.. اللي تلفونه يعطي مغلق على طول.. في الوقت اللي منيرة جننته تسأل عن رجعة سالم عشان يطلقها.. قال لها ابوها عشان يسكتها: إن سالم بيطول شوي في السعودية.. واول مايجي بيطلقها.. أبو علي كان قاعد في مجلسه، القلق بيقتله.. وهو يحاول للمرة المليون يدق على موبايل سالم المغلق... رن تلفونه، رد بهم: هلا.. صوت هادئ على الطرف الآخر: صبحك الله بالخير يابو علي.. ابو علي بقلق: صباحك أخير.. سعود بتوتر أخفاه تحت قناع هدوءه: أنا سعود بن سعيد الـ .. عرفتني طال عمرك؟؟ أبوعلي حس بمثل الطعنة في قلبه: بلى عرفتك مهوب انت اللي أخوك محمد رفيق سالم.. سالم وش فيه؟؟ هو كان متخاوي هو ويا أخوك للنعيرية؟؟ أدري أنه صار عليهم شيء.. قل لي بس سالم حي وإلا لا..؟؟ تكفى يا ولدي لا تفجعني.. |
رد: (بعد الغياب) منيرة تدرس في الوقت اللي سارة تدور في الغرفة وتحاول تتصل بسالم اللي له يومين ماكلمها.. وموبايله مسكر منيرة ببرود: أنتي أطلعي برا.. انا أبي أدرس.. وانتي ازعجتني.. سارة بقلق موجع: سالم مايرد على تلفونه له يومين.. باموت من الخوف عليه.. منيرة وعينها في كتابها: إن شاء الله مايرد طول عمره.. سارة اللي أصلا معصبة زادت عصبيتها: منور وعمى يعميس كله ولا سالم..أنا ما اسمح لس تدعين على سالم.. سالم ماله ذنب في شيء.. الذنب كله ذنبي.. أنا اللي ماقلت له إنس ماتبغينه، وأنا اللي ماقلت لس عن موعد العرس.. حسبت اني كذا اربط احب اثنين على قلبي ببعضهم.. وخلاص سالم إذا رجع بيطلقس ويخلص منس.. ومافيه خسران إلا أنتي.. لأن سالم كنز أنتي ماعرفتي قيمته.. وسالم بأزوجه شيختس.. وأنتي قدرس واحد يدفن وجهس في التراب.. منيرة اللي عصبت وقامت من مكتبها: سويرة احترمي نفسس.. سارة بغضب هادر: أنا سكتت على فعايلس اللي سويتيها فيني اليومين اللي فاتوا.. بس كله ولا أنس تدعين على سالم.. منيرة وهي تبي تقهر سارة: الله يوريني فيه يوم .. جعلس ماتشوفينه واقف على رجوله.. سارة ألتفتت على منيرة بكل حدة، رفعت كفها وعطت منيرة أقوى كف هي قدرت عليه وبكل قوتها وحرتها ووجيعتها.. منيرة طاحت على الأرض مذهولة صارت تشهق وتقول بصياح بين شهقاتها لسارة اللي كانت تبي تطلع من الغرفة: اكرهس واكره سالم .. اكرهكم كلكم.. الله يحرق قلبس عليه مثل ماحرقتوا قلبي.. الله يحرق قلبس عليه.. سارة المتألمة من الحال اللي وصل له الوضع بينها وبين اختها.. طلعت وهي تحاول تسد أذونها عشان ماتسمع كلام منيرة.. اللي كان يقطع قلبها.. ***************** جواهر صحت من النوم على حركة ناعمة فوق جفونها مثل رفة أجنحة الفراشات.. كان عبدالله يقبل جفونها قبلات سريعه خفيفة متلاحقة وهو يقول لها بحب: قومي يالكسلانة الظهر بيأذن.. جواهر فتحت عيونها بالراحة وهي تملأ عيونها من ملامح وجهه: الظهر بيأذن؟؟ وليش ماصحتيني قبل؟؟ وأنت من متى صاحي؟ عبدالله بلهجة غامضة مرحة: كان لازم أخلص أولا من سالفة صاحب المسجات.. اصلا من الحرة عليه ماقدرت انام.. جواهر جلست وهي تقول بقلق وتوتر: عبدالله أنا فعلا أسفة.. لو الموضوع ضايقك.. عبدالله بود: هو من ناحية ضايقني فهو ضايقني فوق ماتتخيلين.. لكن بصراحة لازم أشكره.. وأشكره بعمق لأنه هو اللي خلانا نكسر الحاجز اللي بيننا.. جواهر ابتسمت بخجل في نفس الوقت اللي عبدالله مال جنبها.. وقبل كتفها العاري وهو يقول بعد ماحط رأسه على كتفها وحضن خصرها بقوة: طلعت اسم صاحب التلفون طلع هندي.. مع أني كنت عارف أنه هذا اللي بيصير.. دقيت وايد على الرقم بس ماحد رد.. من الحرة اللي فيني بعثت لصاحب الرقم عشرين مسج حست فيهم أبوه وجده وطوايفه.. لو فيه خير خليه يرجع يبعث لج مسج واحد عقب.. عبدالله فلت جواهر بحنان هو ما يبي يفلتها بس قام وهو مستعجل يبي يتوضأ قبل أذان الظهر مع قومته رن موبايل جواهر رنة مسج.. جواهر فتحت المسج وهي تبتسم لعبدالله اللي كان واقف.. لكن لما قرت المسج تغير وجهها.. عبدالله رجع لها وخذ الموبايل من يدها بحزم وقرأ المسج: " الشيخ عبدالله يعتقد أنه بيخوفني كذا قولي له يلعب بعيد لأنه أنتي داخلة مزاجي وبقوة وأنا مافيه شيء يدخل مزاجي وأخليه قبل أطوله" عبدالله تغير لون وجهه وعيونه صارت تطق شرار مرعب وصاح بغضب ناري مخيف وهو يضرب الموبايل بالأرض ويدوسه برجله رغم أنه تكسر عشرين قطعة: ما أكون ولد أبوي إذا ما طلعت ولد الكلب هذا.. عبدالله قال كلمته ودخل الحمام وصفق باب الحمام بدوي مرعب وراه.. جواهر بتوتر حزين (وذا الزفت وش جابه الحين؟؟ ماصدقت الوضع يروق بيني وبين عبدالله) ******************* أبوعلي متوجه للأحساء بدون مايقول لاحد عن السبب الحقيقي ولا حتى لعلي اللي كان في فترة امتحانات هو وخواته.. قال لهم إن سالم يمدح الجو هناك.. وإنه بيروح يقعد معه يومين وعقب يرجعون كلهم.. نفس الشي سواه أبو خالد وأبو جبر.. وتقريبا الشيبان الثلاثة وصلوا المستشفى في نفس الوقت.. صرنا في اليوم الثالث بعد الحادث خالد وجبر ومحمد كلهم تحسنت حالتهم.. خالد وجبر كان فيهم شوي رضوض بس كانت شديدة شوي.. خالد عنده مناطق في جلده تدحست.. وجبر انكسرت ثناياه.. محمد رجله مسكورة.. لكن بشكل عام الثلاثة وضعهم متحسن جدا وممكن يطلعون لبيوتهم.. عشان كذا أبو خالد وأبو جبر كل واحد منهم قرر يأخذ ولده ويرجع فيه.. وخصوصا إن أبو خالد مايقدر يترك بناته وبنات أخوه عقب مادرى أنهم لحالهم هم بعد.. خالد وجبر كانوا رافضين الرجعة.. بس الشيبان حلفوا عليهم وخذوهم غصبا عنهم.. بعد ماسدحوهم على الأسيات الخلفية لسياراتهم.. وتوجهوا بهم للدوحة.. محمد وسعود قرروا يقعدون مع أبو خالد.. اللي انهار بالمرة لما شاف سالم.. ***************** أم جاسم صار لها يومين قاعدة عند دلال.. تلفونها يرن، ترد بدون ماتطالع الرقم أو الشاشة لأنها مثل غالبية عجايزنا الكبار: ماتعرف تقرأ: ألو.. ........................ أم جاسم بحرج وهي تطالع دلال بنظرة خاصة: هلا يمه ماجد.. دلال من سمعت اسم الخاطب، حست بتوتر غاضب وقررت تقوم تروح المطبخ، تسوي لها شيء هي وعمتها.. أم جاسم لما تأكدت أن دلال غابت عن عينها: خلاص يا امك.. أنا أدري أنك خطبت دلال عشان أختك.. بس خلاص مافيه داعي.. دلال ماتبي تتزوج أبد.. لا انت ولاجاسم ولاغيركم.. وأنا خلاص قررت أجي أقعد عندها.. وجاسم بيطل علينا كل يوم.. ماجد في نفسه( وأنا الله مايبلاني إلا في اللي مايبون يتزوجون) قال بثقة لأم جاسم: بس أنا أبيها من جدي يا أم جاسم.. أم جاسم بجدية: والله أني حاولت يا أمك.. بس هي موب راضية ورأسها يابس مع أنه موب عوايدها ذا العند كله.. بس رجلها الله يرحمه كرهها في الرياجيل والعرس من فعايله الشينة.. ماجد بحزم: وأنا مصمم عليها.. أم جاسم بحزم أكبر: وأنا أقول لك مالك نصيب عندنا ياولدي ***************** عبدالله وجواهر وعيالهم قاعدين على الغدا.. عبدالله مزاجه معتفس لاخر حد.. حاس بما يشبه دخان الحرائق يتسرب من روحه.. عروقه بتنفجر من الحرة والغضب على صاحب المسجات اللي ماقدر يطلعه.. الهندي اللي الرقم باسمه مبعد ابعاد نهائي عن الدوحة.. حتى عنوانه في الهند حاول يطلعه بس مالقاه.. (لعبها صح.. ابن الكلب.. يامن يخليني أطول رقبته بس.. والله مايفكه من يدي شيء) نوف اللي خلصت غداها، قامت بمرح وراحت وقفت ورا عبدالله اللي كان سرحان في أفكاره النارية الدموية.. حاوطت رقبته بيديها وحطت خدها على خده: عبودي ليش زعلان كذا؟؟ عبدالله فر جسمه صوبها وهو يقول بحب : ومن قال لج إني زعلان؟؟ نوف تمرر أصبعها على المنطقة المقطبة بعنف بين حواجبه، وتقول بمرح: هذي تقول أنك موب زعلان بس، إلا خذت وكالة الزعل كلها؟؟ عبدالله مايقدر على نوف، ابتسم وانفرجت تقطيبة حواجبه: والحين زين؟؟ نوف لفت وباسته بقوة بين حواجبه: أبو الزين وكملت بسرعة: ويالله اسمحوا لي.. أنتوا ناس فاضين وانا ووحدة مشغولة وعندي دراسة.. دعواتكم.. جواهر اللي كانت متوترة من لما طلع عبدالله للصلاة، ورجعته وهو ساكت ومعصب وعافس وجهه.. انفرجت أسرايرها وحست بشوي راحة، وهي تشوف أن نوف قدرت تغير مزاج أبوها للأفضل.. في الوقت اللي كان عزوز حس بجو التوتر بحاسته السادسة المعتادة كان الحين جالس ساكت مبتسم ومستمتع.. **************** عبدالله قاعد على كمبيوتره..بعد الغدا ينفذ شوي تحركات مالية في حسابه عن طريق النت.. جواهر بخطوات مترددة شوي..جات وقفت جنبه وحطت يدها على كتفه.. عبدالله مسك يدها بحنان.. قبلها بعمق كبير وعينه مركزة على شاشة الكمبيوتر.. جواهر بعد ما أسترجعت يدها.. وكل يد ماسكة الثانية بحزم، قالت بود: عبدالله واللي يخليك.. انسى لي سالفة المسجات هذي..هذا واحد حقود يبي يخرب علينا..و هذا أنت كسرت الموبايل.. طلع لي رقم جديد.. ولا تخلي موضوع مثل هذا يوتر علاقتنا اللي توها بدت تتحسن.. العيال عندهم امتحانات.. وهم على طول يلاحظون أي توتر.. وبعدين كملت بمرح: ولو أن الأرقام موب مسيفة عندي على موبايلي القديم.. كان سويت لك سالفة أصلا.. عبدالله لف كرسيه الدوار ناحية جواهر، سحبها من يدها برقة، وجلسها على حجره، وهو ماسكها بيديه الثنتين من خصرها.. وقال بحنان: أنا أسف حبيبتي.. أدري مالج ذنب.. بس أنا شايب مخرف على قولت خالتي عائشة..وتدرين احنا الشيبان ماعندنا تفاهم.. وعقب كمل بنبرة عصبية: وابن الكلب والله حرق أعصابي........... جواهر حطت اصبعها على شفايف عبدالله بنعومة: أششششش، خلاص خل ننسى الموضوع.. ***************** العصر في بيت عبدالله جواهر قاعدة تتعدل قدام التسريحة بعد مالبست.. فوجئت بعبدالله راجع بعد ماصلى العصر جواهر ألتفتت عليه وقالت بود: غريبة منت برايح للمؤسسة؟؟ عبدالله بود اكبر مغلف ببعض توتر: لا.. عبدالعزيز أخوج جاي الحين.. وأبي أواجهه.. جواهر باستغراب: عادي عبدالعزيز كل يوم يجي.. وش معنى اليوم تبي تنطره؟؟ عبدالله تلقى اتصال من عبدالعزيز وهو طالع من المسجد هذا الاتصال خلاه يغير اتجاهه من المؤسسة للبيت.. بعد حوالي ربع ساعة جواهر تحت تنطر عبدالعزيز.. وعقلها بدأ يودي ويجيب وبعنف وحشي.. لما شافت اصرار عبدالله أنه نوف وعبدالعزيز يكونون في استقبال خالهم.. كلهم كانوا قاعدين ينطرون عبدالعزيز اللي دخل عليهم بطلته المحببة اللي الواحد ما يشبع من النظر لبهائها وكأن نقاء عبدالعزيز ينعكس من داخله على خارجه..فيعكس مظهره الخارجي صورته النقية الداخلية.. جواهر أول ماشافته، نطت عبرتها ببلعومها عبدالعزيز مايحتاج يتكلم عشان جواهر تفهمه.. حست في وجهه شيء كبير.. وحست في داخلها ألم أكبر.. عبدالعزيز بابتسامته الودودة، سلم وقال لهم كلهم: أنا مستعجل.. أنا طالع للمطار..بأسافر للأردن.. فيه تبرعات نبي نوصلها لفلسطين وللعراق وبنسلمها هناك.. وكمل بحنان غامر: وقبل ماتسوين لي ياجواهر الفيلم اللي أنا عارفة..(وليش ماقلت لي قبل).. بأقول لج أنا ماحبيت أشغلج.. وادري أنج بتجنيني من كثر الأغراض اللي بتحطينها في شنطتي.. وعقب ابتسم: أول مرة أسافر بشنطة خفيفة.. كل مرة تخليني أسحب وراي أكبر شنطة في الدوحة.. جواهر الكلمات ميتة على شفايفها، مو أول مرة يسافر، ليش حاسة انه هالمرة غير.. غـيــــــــــــــــــر بس عقب استجمعت شجاعتها وحاولت إن صوتها يخرج طبيعي، بس خرج مبحوح فيه رنة بكاء واضحة: وعرسك اللي عقب 5 أسابيع..؟؟ عبدالعزيز حضنها بقوة، فخلاص انهارت تبكي: ياحبج للبكي يا أم عزوز.. أنا مسافر أسبوعين وراجع.. والعرس عقب 5 أسابيع.. إلا لو نورة بتغير رايها وما تبيني.. هذا شيء ثاني عبدالعزيز سلم عليهم كلهم، في الوقت اللي عبدالله طلع معاه، وقال له: باوصلك أنا للمطار.. عبدالعزيز بود: مافيه داعي، راشد أصلا ينطرني تحت وهو اللي بيوصلني.. بس أنت تعال معي فيه شيء أبي أقوله لك.. عبدالله نزل معه تحت وسلم على راشد اللي كان قاعد ينطر في السيارة.. عبدالعزيز بحزم: عبدالله أنا بأقول لك شيء بس أمنتك الله ماتقول لجواهر شيء.. عبدالله حس بقلق كبير: أفا عليك عبدالعزيز.. وش السالفة؟؟ عبدالعزيز وهو يلقي الخبر القنبلة: أنا رايح العراق.. |
رد: (بعد الغياب) عبدالعزيز وهو يلقي الخبر القنبلة: أنا رايح العراق.. عبدالله مثل اللي صابته صاعقة: شنهو؟؟ العراق؟؟ عبدالعزيز بابتسامة صافية: وش فيك تخرعت كذا؟؟ يا ابن الحلال لا تخاف والله ماني برايح أفجر نفسي هناك.. لاهذي أفكاري.. ولاهذا ديني.. عبدالله بعصبية: ما أعتقد أن العراق في وضعها الحالي..رغم التحسن الأمني، مكان الواحد يروح له إلا لو كان مضطر.. عبدالعزيز تنهد وقال بهدوء: يا ابن الحلال.. السالفة ومافيها إن بيت الزكاة يبي يوصل تبرعات للعراق.. والقنوات اللي كنت نوصل فيها التبرعات.. أحيان كثيرة ماتوصل التبرعات وفق للمخطط الموضوع.. والحين فيه مبلغ كبير نبي نوديه.. بينحط في حساب هنا.. وانا باسحبه على دفعات وأسلمه للهيئات الخيرية المختلفة وفق المخطط المرسوم.. اسبوعين وأكون راجع.. ولو أنت شاك، رئيسي في الشغل قال لي أنه من ربعك.. اتصل فيه أسأله.. عبدالله بقلق: ومافيه حد غيرك يقوم بذا المهمة، حد من اهل البلد نفسها؟؟ عبدالعزيز بجدية وتفاني: أنا اللي تطوعت للمهمة.. المهمة صار لها مدة معلقة.. فأنا حبيت أخلصها بسرعة قبل موعد عرسي.. عبدالله ماعرف وش يقول، قال بود وقلق: الله يحفظك يابو منصور.. أتصل فيني أول ماتوصل وطمني.. وأنا لي أصدقاء عراقيين هنا وهناك.. لو احتجت شيء كلمني على طول.. ****************** عبدالله رجع داخل مالقى حد تحت.. طلع لغرفته والهم ماليه.. والخوف على عبدالعزيز خانقه.. لقى جواهر قاعدة على الكنبة.. دافنة وجهها بين إيديها.. وتبكي بصوت مكتوم.. قعد جنبها بهدوء، حاوط أكتافه بذراعه وقال بلهجة تقطر حنان: حبيبتي ليش هالبكاء كله؟؟ عبدالعزيز رايح في شغل.. وكلها أسبوعين وراجع.. جواهر كأنها كانت تنتظر هالكلمة عشان تنهار من البكاء.. رمت نفسها في حضن عبدالله وبكت بحرقة.. عبدالله ضمها لصدرها بقوة، وسألها برقة: وعبدالعزيز كل مايجي يسافر كنتي تسوين له هالفيلم الهندي؟؟ جواهر بين شهقاتها ووجهها مختفي في كتف عبدالله: لا عبدالله .. لا.. هالمرة غير.. قلبي يقول إنها غير..قلبي ناغزني.. عبدالعزيز لو صار له شيء بعيد الشر، انا أموت والله أموت.. عبدالله كان مذهول من إحساس جواهر بأخوها.. ودعا من قلبه أنه ربي يحفظ عبدالعزيز ولا يشوفون فيه مكروه وحس قلبه يذوب كقطعة ثلج على صفيح ساخن من بكاء جواهر.. وإحساسه بملمس دموعها اللي بلل كتفه.. عبدالله رفع وجه جواهر ومسح دموعها بكفه.. قبّل أصبعه المبلل بدموعها وكأنه يقبل دموعها ذاتها.. وقال بكل حنان: دموعج غالية ياقلبي.. وعبدالعزيز مافيه إلا الخير.. لا تفاولين عليه.. البكاء فال شين.. ********************** ماجد صابته حالة جنون جديدة اسمها (دلال) يبدو أن ماجد عشق حالة جنونه بجواهر فحول حالة الجنون لدلال جواهر جن فيها لأنه شافها، ودلال جن فيها لأنه ماشافها.. ماجد قرر أنه يتزوجها.. يتزوجها.. لو مهما صار انه يتزوجها.. لو حتى غصبا عنها.. ماراح يسمح أنه ينرفض مرتين واصبح مؤمن بإن دلال هي فرصته الأخيرة أو ربما كانت هي فرصته الوحيدة.. وإن كل الظروف كانت تهيء دلال أنها تكون له هو.. هو .. وبس.. عشان كذا جواهر رفضته.. وزوج دلال مات.. والدليل عنده: إنه في نفس اليوم اللي جواهر تزوجت فيه.. كانت دلال تفك حدادها.. كأن في الأمر إشارة قدرية له.. (وعشان كذا دلال بتكون لي..برضاها.. غصبا عنها.. بتكون لي) ****************** انتهت فترة الامتحانات في الجامعة والمدارس عزوز رجع لمدرسته الأجنبية اللي انتهت إجازتها.. هو وديمه طبعا.. أبو خالد رجع الأحساء وخذ محمد ورجعه للدوحة لأنه أم سعود عرفت بالحادث وانفجعت على محمد.. فحلف عليه سعود يرجع عشان يطمن أمه عليه.. في الوقت اللي سعود أصر أنه يقعد مع سالم وأبو علي.. لين يتحسن وضع سالم، ويقدرون يرجعونه للدوحة.. محمد فاتته امتحاناته كلها.. بس ربعه في الجامعة قدموا له غير مكتمل.. عشان يقدمها مع بداية الفصل.. خالد فاته امتحانين وامتحن ثلاثة.. وقدم هو بعد الاثنين الفايتين غير مكتمل.. بنات المدارس: حصة والجازي وغالية، خلصوا امتحاناتهم.. بنات الجامعة: نوف ومها ومنيرة وفاطمة ومزنة وسارة وحتى هند ، خلصوا امتحاناتهم.. عايلة أبو علي: لحد الحين ماعرفوا باللي صار لسالم.. أبو علي قال لهم.. أنه مبسوط وهو سالم بالجو.. وشكلهم مطولين.. سارة جننت أبوها تبي تكلم سالم ووأبوها يتهرب بالف حجة.. ومنيرة جننت أبوها تبي سالم يطلقها وأبوها يتهرب بنفس الحجج.. دانة ارتاح قلبها لما تطمنت على خالد.. لكنها بتموت من شوقها لسعود اللي طولت غيبته.. رغم أنه بينهم اتصالات تلفونية لا تنقطع.. نجلاء وجاسم مبسوطين مع حمودي بعد انتهاء أزمة دلال.. ماجد مازال يرسم مخططاته للحصول على موافقة دلال.. من خلال خطوة الخطبة رقم 2 اللي يستعد لها بتكنيك استراتيجي مدروس دلال مع خالتها أم جاسم.. اللي لحد الحين موب مرتاحة لقعدتهم ثنتينهم بدون رجّال معهم.. لكنها تعبت من عناد دلال اللي رافضة فكرة الزواج بالمرة.. فايز استمر يرسل مسجاته على الرقم اللي تكنسل.. منتظر اللحظة اللي جواهر بتلين له فيها.. أو اللحظة اللي زواجها بيخرب فيها.. عائشة : بين العمليات والمؤتمرات.. ولكنها بدت تنتبه أكثر لديمة وتشدد عليها في القعدة على النت ديمة: بين الهواجس والتهكير على الاجهزة.. والملايين اللي تدخل حسابها عشان تطلع معه.. في لعبة ما تنتهي.. رغم أن أمها بدت تشدد عليها شوي.. رجعت تلبس نظارتها القديمة.. وتركت نظارة جواهر اللي هي فصلتها لها.. عبدالعزيز ونوف مبسوطين جدا ومستمتعين جدا جدا بحياتهم بين أمهم وابوهم.. نورة: تتجهز بحماس لعرسها اللي قرب.. جواهر كان في قلبها غصة لغياب عبدالعزيز لكنها تطمنت بعد ماصار يتصل عليها في اليوم أكثر من مرة (من رقمه القطري!!!).. جواهر مستمتعة جدا بحياتها الجديدة مع عبدالله.. عبدالله خلى لحياتها بريق مذهل.. كساه بروعته ومشاعره ودفئه ورجولته.. تشعر لأول مرة بروعة أنها تكون أنثى.. عبدالله عزز ثقتها بنفسها كامرأة لأبعد حد.. بحبه المتدفق... بمشاعره الفياضة ... برجولته المتفجرة ... بغزله الدائم والمختلف.... بطريقته الفريدة في التعامل معها.. وإضفاء نكهته الخاصة على كل شيء يحيط به عبدالله: يشعر أنه الرجل الأسعد في الكون.. جواهر عوضته سنوات الحرمان الطويلة بأنوثتها الطاغية.. بحنانها الأسطوري.. بحواراتها الفكرية العميقة.. جواهر أرضت كل شيء فيه حتى الثمالة: جسدا وروحا ومشاعرا عبدالله يشعر هذه الأيام براحة نفسية عميقة ماحس فيها طول حياته.. في الوقت اللي أصبح مولع بجواهر إلى حد الجنون.. الساعة حوالي العاشرة مساء.. جواهر وعبدالله في جلسة التلفزيون..في غرفتهم جواهر تحتضن اللابتوب.. تراجع محاضراتها للفصل القادم في الوقت اللي كان عبدالله يقرأ في مجلة اقتصادية أمريكية جواهر كل مارفعت عينها.. لقت عبدالله يطالع فيها هي.. ابتسمت جواهر وهي تدق على لوحة المفاتيح: عبدالله أنت قاعد تقرأ مجلتك أو تقرأ شيء بوجهي؟؟ عبدالله نزل المجلة جنبه، وطالع جواهر بعمق: أنا قلت لج اليوم أني أحبج؟؟ جواهر بابتسامة دافئة: قلت لي 20 مرة عبدالله تمطط في مكانه بكسل وقال بهيام: خليها 21 مرة مايضر.. جواهر بحب: خليناها 21 مرة عبدالله قام من مكانه وتوجه ناحية جواهر وجلس جنبها، سحب اللابتوب وقفله وحطه على الطاولة اللي أمامهم.. عبدالله بعيارة محب: وانا مسكين.. حتى مرة وحدة ماقلتي لي.. جواهر رفعت حواجبها: يالكذاب.. وعقب كملت برقة: عبدالله أخلص علي.. أنا صرت حافظة حركاتك.. قل وش تبي؟؟ عبدالله بعيارة: يمه منج جنية!!!.. وعقب ميل عليها بحنان وحط يده على بطنها: مافيه بيبي؟؟ جواهر كحت بحرج، وضربت يد عبدالله: شنو بيبي عبدالله.. الله يهداك.. مالنا أسبوعين ونص متزوجين.. شنو هالبيبي جاي في الميكرويف؟؟ عبدالله بحنان وهو يحط رأسه على فخذ جواهر: موب شغلي..مايكرويف.. فرن.. تنور.. أنا أبي بيبي؟؟ جواهر بابتسامة شفافة وهي تدلك رأسه بحنان فياض: أنت وش طاري عليك راكبك عفريت اسمه أبي بيبي؟؟ عبدالله بابتسامه دافئة وعيونه مسكرة: عيالج صاروا ثيران مايليق عليهم الدلع.. وأنا بصراحة أبي لي بيبي أدلعه.. أنا تعودت على تدليع عيالي.. وحتى الثيران الثنين اللي عندنا من يوم شافوج كني أبو الشارع مايبوني.. كله أنتي وبس.. جواهر قرصته في خده، وقالت بنبرة زعل مصطنعة: وش فيك على عيالي؟؟.. صدق أنك طماع ومايبين في عينك شيء.. أنا أحس من كثر ما يحبونك كأنهم مايبوني أنا.. عبدالله بطل عيونه، ومسك يد جواهر اللي كانت على راسه وحضنها قريب من قلبه بقوة رقيقة: أكيد نوف وعبدالعزيز ماراح يجي بغلاهم حد.. بس أنا جد بأموت أبي بيبي بيبي أتمتع أنا وياج بترقبه وهو يكبر في بطنك لين يجي.. ثم تربيته سوا لحظة بلحظة.. جواهر بحب: يعني مستعجل على محمد؟؟ عبدالله بابتسامة: ومن قال لج باسمي محمد؟؟ جواهر باستغراب: طيب وش تبي تسميه؟؟ عبدالله اللي كان يغمر أصابع جواهر بقبلات حنونة: ماجد.. ..محمد ثاني بيبي.. جواهر كحت: ماشاء الله عليك.. لا قاعد تخطط.. وعلى كذا كم بيبي تبي؟؟ عبدالله قعد على حيله وقال بعيارة: أنتي كريمة واحنا نستاهل.. جيبي لي 12 ماراح أقول لا.. جواهر بابتسامة: يا سلام.. عبدالله يضحك: أنا عجبتني نمونة عيالج الثنين اللي قبل ، خلاص ماراح أثقل عليج جيبي لي 10 مع نوف وعبدالعزيز يكملون 12. جواهر وهي تحط يدها على خده بعشق حقيقي: بأجيب لك ماجد ومحمد وانا أبي أجيب نجلاء.. واللي بيجي من الله حياه الله.. عبدالله بعيارة: مو كأن ماجد واخته مسخوها؟؟.. يبون يأخذون اسماء عيالنا بالجملة |
رد: (بعد الغياب) سالم حالته استقرت.. بس مازال في الغيبوبة.. وتقرر نقله للدوحة على طيارة طبية معه سعود وابو علي.. أبوعلي أتصل في أهله وبلغهم سارة اصلا بدأ القلق يقتلها.. وقلبها كان ناغزها على سالم اللي لها أكثر من عشر أيام ماسمعت صوته.. من لما عرفت سارة بالخبر صابتها حالة انهيار من كثر البكا سالم كان بمثابة توأم لروحها.. منيرة كانت مذهولة.. مصدومة.. أشبه بحطام يائس.. شعرت بذنب عظيم ..وحشي..مر.. حاد..قاسي .. يخنق روحها...يمزقها.. يذبحها.. ينهيها.. صحيح إنها دعت عليه.. بس من الحرة اللي فيها (والله العظيم أني ماكنت أقصد.. والله العظيم ما كنت أقصد.. يارب سامحني.. حتى الأم تدعي على عيالها وهي ماتقصد.. ليش ياربي تعاقبني كذا على كلمة غبية أنا والله ماقصدتها) منيرة قربت بتردد من سارة اللي كانت منهارة تبكي على سريرها.. حطت يدها على ظهرها برقة: سارة فديتس.. سارة انتفضت بعنف، وضربت يد منيرة: دعيتي الله يحرق قلبي عليه.. وهذا قلبي احترق وصار رماد..أربس مبسوطة بس؟؟.. ارتحتي الحين.. وقلبس تهنأ.. ارتحتي.. ارتحتي.. واستمرت سارة تصيح وتقول: ارتحتي.. في الوقت اللي كانت دموع منيرة بدت تتساقط بغزارة صامتة.. وقلبها يبكي بدموع أكثر قسوة وحرقة وألم متمرد لاتحده حدود ولاتقيده مسافات .. ألم خرافي ترسب في عمق روحها التي أثقلها الاحساس الموجع بالذنب.. **************** الطيارة الطبية وصلت كان في الاستقبال محمد بالجبس في رجله وومعاه عكازه خالد بشوي لزقات على وجهه جبر بأسنانه الجديدة.. علي بقلقه العاصف.. عدد من جماعة سالم وقرايبه.. سالم بعده في الغيبوبة .. بس وضعه مستقر نُقل لغرفته في الطابق السادس من مستشفى حمد/ قسم العناية المركزة الوقت كان بالليل متأخر.. أبو علي (اللي صار لسعود غلا خاص وكبير جدا عنده) حلف على سعود يرجع لبيته.. لأن سعود كان منتهي من التعب والتعب باين على شكله.. أبو علي حضن سعود وقال له بتأثر: والله ما ألحق جزاك يا ولدي لو مهما فعلت وسويت.. جعل ربي يقدرني على رد بعض فضلك يوم.. سعود باحترام: لا تقول كذا يا أبو علي.. أنت مثل أبي وسالم أخي.. وجعل ربي يفرحنا بسلامته سعود كان بيموت من شوقه لدانة إجازته كلها خلصت وهو بعيد عنها.. بس ذكراها مافارقت خياله.. حتى وهو نايم.. كل شيء فيها يتذكره بغصة.. بشوق حاد.. ابتسامتها شعرها كلامها ريحتها عيونها روحها العذبة.. وحتى صمتها على قد ماكانوا يتكلمون في التلفون.. بعد كل مكالمة طويلة.. يحس شوقه لها أطول وأطول.. أحد واقسى وأكثر وجع.. وعلى قد ما كان يقول (أحبك) في كل المكالمات عشرات المرات.. ماسمعها منها ولا مرة.. ولا حتى سمع كلمة (حبيبي) منها.. هو كان متأكد أن دانة تحبه مستحيل تكون تمثل كل هذي اللهفة والحنان والتدفق والعاطفة المشتركة.. بس ليش ماتقولها له.. وتريح قلبه المتعب؟؟ بيموت ويسمعها من بين شفايفها.. ومستحيل يستجديها منها.. أو حتى يلمح لها.. يبيها تجي منها ومن كامل احساسها ورغبتها.. سعود ماقال لدانة عن رجعته .. حب يسويها لها مفاجاة.. ويمكن هي تسوي له مفاجأة وتقول الكلمة اللي ذبحها الشوق لسماعها..واللهفة للاستمتاع برنينها بصوتها.. وصل للبيت قبل الفجر بساعتين.. دخل لغرفته يتسحب.. دانة ما تقفل باب الغرفة بالمفتاح من يوم راح سعود تخاف إن أم سعود أو حد من البنات يحتاجون شيء.. سعود دخل وقفل الباب بشويش مع أنه متاكد أنه حتى لو صفق الباب يمكن دانة ما تحس من قد ما نومها ثقيل كانت نايمة على السرير ووجهها ناحيته.. الأباجورة مولعة وطايح جنبها كتاب كانت تقرأ فيه.. (فديت روحها ..شكلها نامت وهي تقراه بدون ما تطفي النور اللي جنبها) قرب سعود منها.. وهو يحس قلبه بيطلع من مكانه.. كأنه يشوفها للمرة الاولى.. لهفة هادرة.. وشوق قاتل.. وانفعال عنيف.. بيجامتها الحمراء الحرير تعانق جسدها.. وشعرها تتطاير خصلاته حول وجهها.. في صورة سحرت سعود المسحور بها في كل حالاتها.. سعود قرب منها ، شال الكتاب وجلس مكانه جنب دانة.. مد يده يمسح وجهها بحنان، بلهفة، بشوق (ميت من شوقي لش يادانة؟؟ ياترى اشتقتي لي ربع شوقي لش؟) دانة اللي أصلا نومها ثقيل.. مع دخلة سعود بدت تحلم احلام عذبة كان سعود فيها كلها.. ومع ملامسة يده الرقيقة لوجهها.. شهقت بعنف.. سعود تخرع من شهقتها.. حسب أنه خوفها.. بينما دانة شهقت لسبب آخر.. شديد العذوبة.. دانة اللي فتحت عيونها ولقت سعود جالس جنبها.. نطت قاعدة وعيونها تتحول لبحيرتين صامتتين من الدمع.. سعود بحنان وهو يمسح أسفل عيونها قبل تنزل دموعها: أنا ماقلت لش قبل.. الدموع الغالية ذي ما أبي أشوفها.. دانة ما أستحملت رمت نفسها في حضن سعود اللي حضنها بعنف ولّده شوقه القاتل لها دانة بين شهقاتها: حرام عليك يالظالم، أسبوعين.. اسبوعين ماشفتك.. زين ماجيت لقيتي ميتة من شوقي لك سعود برعب وهو يحضنها أكثر وأكثر كأنه يبي يدخلها في صدره ويخبيها فيه: بسم الله عليش من الموت يومي قبل يومش ياروحي وحبيبتي انتي.. دانة اللي استكانت في حضن سعود: أنا اللي يومي قبل يومك يا... (سعود هنا حس أعصابه توترت وأذنه أصبحت مثل رادار لاقط.. "أخيرا بتقول لي: حبيبي") لكنها كملت وقالت: ياسعود.. سعود حس بما يشبه الحزن العميق يغزو قلبه .. (دام أنها لذا الدرجة كانت كانت مشتاقة لي.. ليه مهوب هاين تريحني) لكنه رجع ينتهد (أنا والله أحبها وأدري أنها تحبني، خل الكلمة تجي براحتها.. المهم أنها جنبي وهذا يكفيني عن الدنيا) سعود وخرها من صدره بالراحة، وقال لها بحب كبير: ميت أبي أخذ لي شاور مثل العالم والناس.. دانة نطت: زين باروح أجيب لك عشاء على ما تخلص حمامك.. سعود بابتسامة ونظرة خاصة جدا: لا تتحركين من هنا ولاخطوة.. ما أبي عشاء.. أنا خمس دقايق أتسبح وجاي لك.. اتنيني.. تدرين كنت ميت من التعب.. بس شوفتك حسستني كأني نايم لي 10ساعات جاي.. اتنيني **************** ديمة في المدرسة.. كان مفترض أنها تنفذ عملية مهمة أمس.. عملية تخريب لموقع.. عملية سهلة مثل هذي.. ما تأخذ منها نصف ساعة.. لكن أمس النت انقطع في البيت.. وامها مارضت تخلي خالها ثاني يدفع فاتورته.. ديمه تقدر تدفع الفاتورة من حسابها القطري لحساب كيوتل مباشرة.. لكنها ما كانت تبي تصعد الموقف بينها وبين أمها.. اللي صار لها كم يوم متشددة عليها.. المشكلة أن نصف المبلغ دخل لحساب ديمة في الكاريبي.. وهي ماتقدر تخل بوعدها لهم.. قررت أنها تدخل على النت من مختبرات المدرسة.. بعد انتهاء الدوام..وتخلص العملية بسرعة اتصلت بعزوز اللي كان توه خلص حصص وبيطلع للبيت.. ديمة بتوتر واستعجال: عزوز بليز تعال لي في فصلي.. عبدالعزيز بهدوء: ألف مرة قايل لج عبدالعزيز.. وبعدين أنتي موب مفروض تطلعين أنا شايف سواقكم والخدامة معه واقفين برا.. ديمة بثقة متوترة: عبدالعزيز تعال الحين عند صفي وعقب نتفاهم.. ديمة كانت تقف بنظاراتها البشعة و بحجابها المربوط على خصرها.. واكمام بلوزتها المثنية، وجيب بلوزتها المفتوح على طريقة الشباب.. تذكرت تنبيهات عبالعزيز لها، ارتعبت.. لكن الوقت كان فات خلاص.. لأن عبدالعزيز كان واقف قدامها يغلي من الغضب.. عبدالعزيز بغضب هادر: أنتي ما تفهمين؟؟ كم مرة قايل لج حجابج على رأسج لا على خصرج ولا على كتفج والشيء الأهم سكري ازرار بلوزتج ونزلي أكمامج.. ألف مرة قايل لج أنتي بنت منتي بولد.. واللي تسوينه عيب.. والله لو أدري أنج كسرتي كلامي مرة ثانية.. أن تشوفين شيء مايرضيج.. ديمة بتحدي خايف وهي تفك حجابها من خصرها وتحطه على رأسها وتغطي به صدرها: موب شغلك عزوز أنت منت بأبوي.. عبدالعزيز بغضب: ديمة أنتي بتتعدلين أو أعدلج غصب.. ديمة ماكانت تبي تزعله لأنها محتاجته الحين، قالت له بلهجة مستكينة رغم أن اللي في راسها في راسها: زين عبدالعزيز تكفى أنا أبي لاب الكمبيوتر شوي.. ممكن تنطرني لين أخلص.. عشان لو قالوا لي المشرفين شيء أقول أنك معي.. عبدالعزيز وهو بعده مفول عليها: زين روحي أنا بأنطرج في ملعب السلة اللي جنب اللاب لين تخلصين... وكمل بغضب: ونزلي أكمامج.. ديمة قالت له بلهجة خنوع مصطنعة: زين ان شاء الله.. راحت لمختبر الحاسوب اللي كان خالي تماما.. خلعت حجابها وحطته على الكرسي، وخلعت نظاراتها وحطتها جنبها، والحال على ماهو عليه بالنسبة لجيب بلوزتها المفتوح وأكمامها المرفوعة.. وبدت تشتغل بحماس وسماعتها البلوتوث في أذنها.. كانت مستغرفة في عملها بشدة.. لدرجة أنها ما أنتبهت للعيون الجائعة اللي كانت تراقبها بوحشية مرعبة.. ******************** ماجد وصل للمرحلة الأخيرة من التفكير اتصل بأم جاسم.. ماجد باحترام: مساج الله بالخير.. أم جاسم بود: هلا والله بولدي.. أشلونك يمه؟؟ ماجد: طيب طاب حالج.. يأم جاسم طال عمرج.. أنا أبي أكلم دلال بعد أذنج.. أم جاسم كحت: وشو؟؟ ماجد بهدوء: وش فيج تخرعتي سلم غاليج؟؟ دلال مو بنت صغيرة عشان تخافين إنها تكلمني.. وأنا بيني وبينها موضوع معلق.. أعتقد أنه ماحد يقدر يحله غيري أنا وياها.. أم جاسم بحرج: طلبك غريب، غير إن دلال مستحيل توافق تكلمك.. دلال اللي كانت قاعدة تشوف برنامج في التلفزيون، توترت لما سمعت أنه فيه حد يبي يكلمها.. ماجد بنفس الثقة الطاغية: إذا تبي تكلمني في التلفون؟؟ أو جبت جاسم وجيت أكلمها شخصيا؟؟ خليها تستعد وتتغطى لاني الليلة مكلمها مكلمها.. في التلفون أو شخصيا.. خليها تختار.. أم جاسم وخرت وجهها عن الموبايل، وسدته بيدها، رغم أن صوتها كان واصل لماجد: يمه دلال.. هذا ماجد يبي يكلمج.. دلال انصدمت: يبي يكلمني أنا؟؟ صاحي هذا وإلا مجنون؟؟ قولي له ما أبي اكلمه.. هو شمفكر نفسه؟؟ أم جاسم بتوتر: يقول تبين تكلمينه في التلفون أو بيجيب جاسم عشان يكلمج شخصيا ******************** جواهر واقفة قدام الدولاب ترتب ملابس عبدالله المغسولة والمكوية في الأرفف.. واقفة حافية وهي لابسة بنطلون برمودا أسود مع تيشرت أزرق بدون أكمام.. ما أنتبهت لدخول عبدالله اللي وقف وراها ، قرب منها بشويش، وحضنها من الخلف وهو يوخر خصلاتها المتناثرة ويطبع قبلة دافئة على جانب عنقها.. جواهر ارتعشت بعنف كل لمسة منه تشعر كما لو كانت هي لمستها الأولى ذات الانفعال الموجع ذات القرب اللاسع ذات الوجيب المتلاحق في قلبها الذي يمزق أوردتها وشرايينها من تدفق الدم الساخن المنفعل فيها.. قالت بحب متدفق وهي تضع كفها على خده بينما خده الآخر ملاصق لعنقها: هلا حبيبي.. من زمان جاي؟؟ عبدالله وهو يستنشق نفس عميق من شعرها قبل يرفع رأسه: توني واصل.. جواهر برقة: أنا مو قايلة لك تنبهني قبل تجي.. عشان ألبس كعب.. كذا حسستني أني قزمة.. عبدالله بحب وعيارة: قزمة قبل 18 سنة وانتي رأسج عند خصري.. بس الحين يسلم لي طولج بس.. هالطول اللي ذابحني جواهر بابتسامة عذبة: وانت عقب طولك خليت فيها طول.. عبدالله بتساؤل: العيال وينهم؟؟ جواهر: عبدالعزيز أكيد على وصول الحين، ونوف عندها حصة بنت خالي، ومسوين معسكر بناتي ممنوع الاقتراب.. عبدالله بخبث: والله تمام.. فكة من عيالج.. لاصقين فيج 24 ساعة.. خنقوني.. الواحد مايقدر يقعد مع مرته شوي، إلا الثنين واقفين فوق رأسج حراسة.. وعبدالله يشد جواهر من يدها بحب وشوق رن موبايله كان رقم عبدالعزيز العراقي اللي كان يدق منه على عبدالله عبدالله بود كبير: هلا والله بأبو منصور.. أكيد تبلغنا بموعد وصولك.. الأسبوعين خلصوا.. خلاص مالك عذر التلفون طاح من يد عبدالله ورجع يلقطه برعب .. وهو يقول بصدمة مرعبة : شنهو؟؟؟؟؟؟؟؟ |
رد: (بعد الغياب) الليلة السابقة في منطقة قريبة من بغداد.. كانت المهمة الأخيرة لعبدالعزيز تنتهي على خير.. بعد ما أنهى توزيع جميع التبرعات كان يقول لـنصّار مندوب بيت الزكاة في بغداد واللي كان يسوق السيارة بصوت متعب: الحمدلله يا نصّار اللي خلصنا على خير.. بكرة أبي أحجز للدوحة أرجع على أول طايرة.. نصّار بود: إيه الحمدلله.. عبدالعزيز: الطريق بعده مطول؟؟ نصّار بشوي تردد: أني دا أحجي لك الله يهديك أنا كايل لك أنه احنا تاخرنا هوايا في هالروحة.. هسه الدنيا ليل.. لو خليناها باجر جان زين.. الله يستر بس من السلابة وإلا غيرهم اللي لابدين بهالسكك.. عبدالعزيز بلهجة مطمئنة: صار لنا اسبوعين ماحد تعرضنا..بالعكس الوضع كان أمان جدا وبعدين كمل عبدالعزيز بعيارة: وبعدين أنا رجّال وراي عرس عقب 3 أسابيع حد يسوي لي شيء أسيل دموع عليكم أكثر من دجلة والفرات وشط العرب سوا.. أغرقكم وأخليكم تندمون على اليوم اللي جيتوا جنبي فيه.. نصّار بود كبير: أنته مافيه مثلك آغاتي..والله هالعروس ماتلاكي مثلك بكل هالدنيا يامعود.. شقد امها داعيت لها والله وعبدالعزيز ونصّار مستمرين في حوارهم الودي، برز شيء أمامهم بسرعة.. نصّار برعب: باوع عزيّز باوع.. ************************ اليوم في مدرسة ديمة.. ديمة اللي منهمكة في مهمتها الخطيرة اللي محتاجة دقة وتركيز.. وتقريبا كانت انتهت.. ما أنتبهت للعيون اللي كانت تلتهم ملامحها : عنقها وصدرها بلونهم البرونزي المختلف، عيونها بلمعتها المثيرة.. شفايفها الناعمة.. الوقت صار متأخر، والمدرسة شبه فاضية.. ولاب الحاسوب مبطن بالكامل بعوازل صوت.. يعني حتى لو صرخت واستنجدت واستغاثت ماحد راح يسمعها.. وهو يراقبها بحذر صدر عنه صوت خافت جدا.. لكن الصوت كان كافي جدا عشان ديمة بذكائها تنتبه وتسوي روحها ما انتبهت.. دقت موبايلها على أخر رقم.. رقم عزوز.. حطت يدها على فمها وكلمت عزوز من سماعة البلوتوث، بصوت واطي مرعوب حاولت تتماسك فيه: عزوز الحقني الحقني.. الولد الصايع اللي في grade12 هنا في اللاب وقاعد يطالعني بنظرات تخوف.. عبدالعزيز حس كأن قلبه انخلع من مكانه من الخوف على ديمة قال لها وهو يركض بكل سرعته: الحين اطلعي من اللاب بسرعة وانا جاي لج.. ******************* دلال خذت التلفون بتردد من أم جاسم، وقالت بصوت خافت: نعم أستاذ ماجد؟؟ ماجد بثقة (بايعها): فيه مرة تقول لزوجها أستاذ، قولي لي ماجد، أو أبو فيصل على اسم ولدنا اللي بيجي قريب.. دلال كحت بحرج ووجهها صار أحمر قاني وشعر رأسها وقف من الخجل: عفوا أستاذ ماجد أنت شارب شيء؟؟ ماجد بثقة بعد ماخذ الأخبار كلها من جاسم: إذا كان المرحوم اللي يرحمه يشرب فأنا ولله العظيم ماعرفتها وحتى الزجاير ماعمرها طبت ثمي وإذا كان الله يرحمه ماكان يعرف طريق المسجد فأنا الفرض مايفوتني في المسجد مع الجماعة.. وإذا كان الله يرحمه نفسه سمحت له أنه يمد يده عليج كل يوم والثاني فانا تنقص يدي لو رفعتها عليج يوم.. دلال اللي هزها كلام ماجد بعنف، ماعرفت شتقول رجعت التلفون لأم جاسم وعيونها شاردة، وانسحبت لغرفتها.. ****************** سارة راجعة من زيارة سالم.. منيرة اللي ماوقفت دموعها من يوم عرفت بالخبر.. بتموت تبي تسأل سارة عن سالم.. بس مالها وجه.. تحس إن اللي صار لسالم كله من سبتها.. إن الله أستجاب دعواتها على سالم.. عشان كذا ربعه (أصحابه) كلهم طلعوا سليمين إلا هو.. ظلت تدور في الغرفة مثل الشاة المذبوحة اللي تنازع انتفاضة قطرات دمها الأخيرة.. في الوقت اللي سارة تناولت المصحف بهدوء بدون ما تكلم منيرة.. منيرة الكلام ميت على لسانها.. ما تبي تفتح موضوع مع سارة.. لأنها تخاف من لسان سارة الحاد الموجع.. وتعرف إن سارة بتلاقيها فرصة عشان توجعها بالكلام مثل اليومين اللي فاتو.. اليومين اللي فاتو كانوا عذاب مستمر لمنيرة اللي اضطرت تحمل كل كلام سارة الحاقد المؤلم الموجع بدون ماترد عليها بكلمة وحدة.. نزلت منيرة تحت لقت أبوها يستعد لصلاة العصر، قربت منه بتردد: يبه بتروح لسالم؟؟ أبوها بحزن: بأصلي وبأروح له.. منيرة برجاء موجع: تكفى يبه بأروح معك.. أبوها باستغراب: أنتي تبين تروحين له.. غريبة؟؟ منيرة بثقة مترددة: مهوب رجّالي؟؟.. لو أنا مارحت له الحين.. متى بأروح له؟؟ أبوها المصدوم: أنتي واعية يا بنتي..؟؟ منيرة بثقة خجولة: أنا توني وعيت يبه.. ***************** عبدالله بود كبير: هلا والله بأبو منصور.. أكيد تبلغنا بموعد وصولك.. الأسبوعين خلصوا.. خلاص مالك عذر التلفون طاح من يد عبدالله ورجع يلقطه برعب وهو يقول بصدمة مرعبة : شنهو؟؟؟؟؟؟؟؟ عبدالله سحب نفس عميق، وقال بصوته القوي اللي يستخدمه للسيطرة على خصومه: عطني واحد منهم أكلمه.. ........................................ عبدالله بنفس صوته القوي المدروس، وفي جملة واحدة قاطعة : كم تبون؟؟ .............................. عبدالله بقوة حازمة: لا لا.. هذا الكلام مايمشي.. (لأنه يعرف إنه إذا وافق على عرضهم الأول مباشرة، بيعرفون إنه مستعد يدفع أكثر.. عشان كذا لازم يفاصلهم عشان يكون المبلغ نهائي) جواهر اللي كانت تسمع مفاصلة عبدالله الحادة مع الخاطفين واتفاقه معهم.. وفهمت أن عبدالعزيز مخطوف في العراق من خلال كلام عبدالله معهم.. ورود كلمات مثل نسلم المبلغ في بغداد.. وأشلون أضمن سلامتهم.. أحست كأن صدرها شُق بسكين صدئة وانتزع قلبها من مكانها بكل وحشية بيد باردة حديدية ليُهرس هذا القلب بكل سادية الكون ودمويته ثم يُداس أشلاء متناثرة على الأرض دون رحمة.. انهارت على الأرض مغمى عليها.. دون أن ينتبه عبدالله اللي كان كل مشاعره وأحاسيسه مع المكالمة اللي كانت تسير باتجاه هو متخوف منه.. والاتفاق تقف في طريقه عثرات عن كيفية توصيل المبلغ للخاطفين حتى يقوموا بإطلاق سراح عبدالعزيز.. اتفق عبدالله معهم على اتصال آخر.. في الوقت اللي كان تفكير عبدالله يسير في عشرات القنوات الأخرى وفق تفكير منطقي عقلاني تمرس فيه لطول خبرته في الحياة والمفاوضات وحتى التعامل السياسي.. لعمله فترة في مجال التمثيل السياسي حين عمل في سفارة قطر في واشنطن.. كان تفكيره يطالبه بعشرات التحركات.. تبليغ دولي هنا في قطر وهناك في العراق.. بدء تحويل المبلغ المطلوب لحساب موجود في العراق، حتى يتم تسليمه فور الاتفاق.. إيجاد قنوات آمنة لتسليم المبلغ التأكد من ألتزام الخاطفين بتسليم عبدالعزيز وزميله فور تسلمهم المبلغ... إبلاغ جهة عمل عبدالعزيز.. إبلاغ خاله فهد.. و.. و...... و.............. .................جواهر.. ***************** سعود طالع من الحمام متوضي لصلاة العصر اللي باقي عليها نصف ساعة.. دانة كانت تتغدى مع البنات وأمهم تحت.. فلما رجعت ماكانت تدري إن سعود موجود.. جلست على التسريحة، تعدل مكياجها.. في الوقت اللي سعود طلع من الحمام، ووقف على باب الحمام يتأملها. دانة برقة: لا يكون فيني شيء غلط مهوب عاجبك؟؟ سعود وهو يقرب منها بابتسامة: إلا قولي شنهو اللي فيش مهوب صح، وشاللي فيش مهوب عاجبني..؟؟ انتي كلش على بعض تتأكلين أكل.. دانة بابتسامة: ماشاء الله حضرة الملازم مروق.. سعود بحب وهو يقرب من دانة ويوقفها بحنان.. ويحضنها حضن عميق جدا: اللي يشوف دندونته الحلوة ومايروق.. بصراحة ماعنده سالفة.. دانة وسعود يفلتها بالراحة: والله أنك تجنن وقلبك مافيه أطيب منه.. أبي أعرف خواتك ليه مرعوبين منك كذا.. لادخلت البيت كأنه قائدهم العسكري دخل عليهم. سعود يضحك: خليهم.. البنات لازم يخافون عشان يتأدبون.. بس أنا والله العظيم أحب خواتي مثل بناتي بالضبط.. بس أنا بصراحة ما أعرف أفتح حوار معهم.. أنا بس من أشوفش أنتي.. أحس أنه ودي أتكلم ولا أسكت.. دانة بحب: فديت روحك والله.. ودامك ماشاء الله مروق وتشوفني تبي تتكلم ولا تسكت... تعال أقول لك شيء.. قالتها وهي تشده من يده وتقعده على السرير وتجلس جنبه، سعود بمودة: ذا المقدمة والقعدة مالي بها.. شام ريحة خيانة.. دانة باستجداء أنثوي لطيف: فديتك سعود.. إجازتي خلصت.. ولازم أرجع شغلي بكرة.. سعود من سمع طاري شغلها أعتفس مزاجه فوق حدر.. لكنه رد عليها بلهجة هاديه تحتها بعض غضب: دانة أنا وعدتش ما امنعش من شغلش.. بس دانة حبيبتي أنا والله ماشبعت منش ولا من القعدة معش مالحقنا تراضينا إلا حادث العيال صاير، وتوني راجع من كم يوم.. والحين أنا مداوم.. ودوامي زامات.. يعني ممكن أغيب يومين واجي يومين، أحيانا 3 ب3 يعني أيام ما أنا موجود بالبيت بتكونين في المستشفى، وانا ذابحني شوقي لش من الأيام اللي قبلها.. خذي إجازة لو شهر واحد.. وخلينا نسافر أسبوع فيهم أي مكان مثل باقي الأوادم.. دانة باستجداء: سعود أنا صار لي تقريبا شهر ماخذة إجازة.. مالي وجه أطلب إجازة بعد.. وخصوصا أني توني طبيبة جديدة.. مايصير.. والله مهيب حلوة في حقي.. يقولون أني ماني بقد الشغل.. رغم أن السبب اللي قاله سعود سبب حقيقي فعلا لكن فيه سبب ثاني أهم سعود يشعر بغيرة جنونية على دانة، وفكرة أنها ممكن تشتغل في أسنان رجّال أو شاب.. كانت ذابحته وقاتلته.. سعود بثقته المعتادة : أنا موافق ترجعين شغلش.. بس بشرط.. دانة بحذر: اللي هو؟؟ سعود بجدية: تتركين مستشفى الرميلة.. وتطلبين نقل للصحة المدرسية.. عشان أضمن أنه أنتي ماتعالجين إلا أسنان البزارين وبس.. دانة ماكانت مرتاحة لطلب سعود وخصوصا أن الصحة المدرسية أبعد بكثير والمشوار مهلك.. وجو العمل فيها غير تنافسي بالمرة بالنسبة لطبيبة شاطرة مثلها.. لكنها ماحبت تزعله عشان ذا الموضوع، قالت له باستسلام: اللي تبيه.. سعود كان وده إنها عندت شوي ورفضت عشان يحلف عليها تترك الشغل بالمرة.. لكن بما أنها وافقت بذا السرعة على قراره.. ماراح تكون أحسن منه.. (خلها تروح الصحة المدرسية الحين.. وشغلها ذا دواه عندي) ************* عبدالله اللي ألتفت يدور على جواهر.. شافها طايحة على الارض مغمى عليها.. حس بخوف مرعب عليها.. شالها بخفة من الأرض.. وحطها على السرير.. رش شوي عطر في يده وحطه على أنفها.. جواهر اللي شمت ريحة العطر عطست.. وعقب جلست.. كانت نظرتها ميتة بكل ما تحمله الكلمة من معنى.. عبدالله كان يطبطب على خدها بحنان.. يحاول تخليها تنتبه له.. : جواهر.. جواهر ياقلبي.. ردي علي .. ردي علي حبيبتي.. |
رد: (بعد الغياب) عبدالله لما شاف حالة جواهر الساكنة كسكون الموت.. حس قلبه يتفتت مثل حفنة رمل هبت عليها ريح عاتية ففرقتها ذرة ذرة.. بصوت عميق شديد العمق: جواهر حبيبتي تكفين.. لا تسوين فيني كذا.. والله العظيم اللي ماعمري حلفت به باطل.. و اللي زرع جذور حبج في أعمق أعماق روحي.. أنه مايفوت أسبوع.. إلا ويكون أخوج عبدالعزيز عندج.. وما أكون رجّال ولد رجّال وتحرم علي مجالس الرجّال لو فات الأسبوع وهو مابعد جاج.. جواهر ارتعشت بعنف حاد.. وبدأت دموعها تنسكب بغزارة وهي ترمي نفسها في حضن عبدالله اللي حضنها بعنف يائس: أنت حلفت لي ياعبدالله.. حلفت لي.. عبدالله وهو يشد على جواهر في حضنه: وأنا حلفت.. تطمني.. جواهر تشهق في حضن عبدالله: أبي عبدالعزيز يا عبدالله.. أبي عبدالعزيز.. عبدالعزيز أمي وأبوي واخوي وولدي.. أنا والله ما أقدر أعيش من حسه في الدنيا..تكفى جيب لي عبدالعزيز.. عبدالله وهو يحضنها بعنف أكبر ويقول لها برجولة مفعمة بالحب/رجولته الخاصة به: وحق دموعج الغالية مايكمل أسبوع إلا هو عندج.. حتى لو أروح العراق أجيبه بنفسي ****************** ديمة اللي بلغ توترها اقصى حد.. حاولت إنها تقوم بثقة.. لبست نظاراتها.. جمعت كتبها.. عشان تطلع.. لولا أن الولد إياه.. كان في نفس اللحظة واقف جنبها ويهمس بصوت أشبه بالفحيح: الحلوة وين بتروح؟؟ ديمة اللي بتموت من الخوف ردت عليه بتحدي صبياني: أي حلوته الله يهداك.. وخر بس يالأخو.. وسع الدرب.. الولد شال النظارة من فوق عيونه ورماها على الارض وداسها وكسرها: أنا شفتج تشتغلين من غيرها.. يعني مالها داعي.. والعيون اللي تلسع ذي حرام ينحط عليها نظارة.. ديمه دفته بخوف تبي تطلع بس هو مسك ذراعها بقوة وهو يشدها يرجعها.. ويحط يده على صدرها ويمسك جيب بلوزتها ويشده بعنف لأسفل .. تقطعت الأزرار وانفتحت البلوزة بالكامل الولد صار يضحك بهستيرية، كان متوقع منظر وشاف منظر ثاني.. ديمة كانت لابسة فانلة رجالية.. ماكانت تحب تلبس صدريات عشان مايبين حجم صدرها.. الولد بنفس الصوت اللي مثل فحيح الحية: أحسن بعد.. دليل أنج وحدة سبيشل.. قالها وهو يدفها بقسوة على الأرض في الوقت اللي كانت ديمة تشوته برجولها بكل عنف.. وصراخها بدأ يتعالى بعنف وهي تصيح: عزوز.. عزووووز.. عزووووووووووووز.. الولد بدأ يضربها بقوة على وجهها عشان يفقدها وعيها.. مع الكف الأول اللي هو عطاها، حس بيد عنيفة تسحبه من فوق ديمة وترميه على الأرض.. وعبدالعزيز اللي ماكان يشوف الغضب كان يشوته بكل قوته بالجزمة في وجهه وفي بطنه وفي صدره.. لما بدأ الولد اللي ماكان متوقع الهجوم ينهار.. برك عبدالعزيز على صدره يخنقه.. ديمة اللي كانت تحاول إنها ما تبكي وهي تلم أطراف بلوزتها عليها... توها انتبهت لعبدالعزيز وأنه خلاص كان بيقتل الولد شدت عبدالعزيز وهي تبكي لأول مرة منذ سنوات تبكي عشان عبدالعزيز مو عشان نفسها: عزوز تكفى لا تذبحه.. عزوز لا تودي روحك في داهية عشانه ولا عشاني.. تكفى هده.. خلاص جاه ماكافاه.. عبدالعزيز اللي كان يصيح صيحات مرعبة: لا.. ماجاه ماكفاه.. لازم أذبحه ابن الكلب ذا.. ديمة كانت تخلص يدين عبدالعزيز من رقبة الولد اللي صار وجهه أحمر وقرب على اللون الأزرق لحد ماقدرت تخلص يدين عبدالعزيز.. الولد نط واقف وهو يكح ووجهه كله دم وطلع يركض وهو يقول بحقد: والله لأخليك تندم ألف مرة على اللي سويته فيني.. عبدالعزيز وقف وأنفاسه تعلو وتهبط.. ووجهه منتفخ من الغضب والعصبية والثورة وديمة كانت واقفة بتموت من الحرج وهي تلم بلوزتها على صدرها.. مو قادرة تحط عينها في عين عبدالعزيز.. ودموع صامتة تنساب على خدها.. عبدالعزيز ألتفت ناحيتها بعنف وعيونه تلمع بنارية قتالية، وعطاها بكل قوته كف طيحها على الأرض.. ديمة اللي طاحت على الأرض وقفت بروحها بدون مساعدة من عبدالعزيز اللي واقف بحدة جامدة... ديمة ماقالت ولا كلمة.. ولا بكت.. ولا اعترضت.. ولا شرحت.. عبدالعزيز خلع جاكيته، وعطاها إياه.. وقال لها بسكون قاتل: قومي قدامي، أنا بأوصلج البيت.. *************** ديمة وعبدالعزيز جالسين على الكرسي الخلفي من سيارة سواق عائشة عبدالعزيز قعد جنبها عشان يقول لها كلام مايبي السواق أو الشغالة يسمعونه.. عبدالعزيز بهدوء تحته ثورة عاتية من الغضب وهو يهمس لديمة: اسمعي اللي أقوله حرف حرف وكلمة كلمة.. وكله يتنفذ وغضبا عنج.. أولا: اللي صار اليوم يا ويلج ويا سواد ليلج لو حد عرف فيه.. وليه ماحد يعرف فيه؟؟ عشان سمعتج اللي موب هامتج!! (محاولة اغتصاب طالبة في المرحلة الثانوية من قبل زميلها بعد قيامها بمحاولة إغرائه) مانشيت حلو ينحط في الجرايد!! صح؟ ديمة شهقت بعنف: حرام عليك عبدالعزيز.. أنا راعية ذا السوالف؟؟ عبدالعزيز بغضب وبصوت مكتوم: شب ولا كلمة مابعد خلصت حكيي الولد مافكر يسوي اللي سواه إلا لأنج أغريتيه ولا تقولين لي لا.. وما أدري شنو..والكلام الفاضي اللي مايدخل المخ فاتحة جيبج وفاكة شعرج للرايح والجاي.. دعوة مفتوحة يعني!! وهو اللي سواه أنه لبى دعوتج الكريمة جدا!!! ديمة خلاص ما استحملت بدت تبكي: حرام عليك عبدالعزيز.. والله حرام عليك.. عبدالعزيز مسك ذراع ديمة وغرز أظافره فيها: أنا قلت شب ولا كلمة.. عقب اليوم تلبسين مثل ماباقي بنات خلق الله يلبسون تلبسين عباية مسكرة وحجاب مايطيح من رأسج وياويلج لو شفت خصلة شعر واحدة باينة من تحت حجابك.. ديمة بصوت مذبوح: حاضر.. أوامر ثانية.. عبدالعزيز وهو يحاول يسيطر على أعصابه: أهم أمر المدرسة ذي ماعاد ترجعين لها مرة ثانية أنا بكرة باسحب أوراقج وأعطيها خالج ثاني يسجلج في مدرسة بنات.. حالج حال البنات.. ديمة شهقت: عزوز حرام عليك.. احنا في نص الكورس، مافيه مدرسة بتقبلني.. حرام عليك تضيع السنة علي.. أنا مرشحة أخوض امتحان بين أبرز 20 طالب على مستوى العالم.. عبدالعزيز بغضب: أنا قلت لذا المدرسة مافيه رجعة، والله لو شفتج فيها لأكسر رجولج الثنتين.. وخلي السنة تضيع عليج.. أحسن.. خالتي عائشة من زمان تبي تنقلج وانتي اللي موب راضية.. ديمة بدت تبكي بهستيرية ،كل شيء عندها ولا دراستها عبدالعزيز بعنف: خلاص لا تبكين، أبوي عضو في مجلس إدارة المدرسة اللي كانت نوف فيها أعتقد أنه يقدر يجبرهم تدخلين عندهم.. حتى لو كان الأمر مخالف للوائح والقوانين.. بكرة بأسحب أوراقج واعطيها أبوي ومن بعد بكرة تداومين في مدرسة نوف اللي كانت فيها.. مفهوم؟؟ ديمة بنفس النبرة المذبوحة: حاضر عمي عبدالعزيز أي اوامر ثانية.. عبدالعزيز ببرود: لا .. وهذا احنا وصلنا بيتكم، انزلي، ولا تخلين أمج تشوفج على ذا الحالة ********************* في مستشفى حمد/ الطابق السادس أبو علي يعبر ممرات الطابق بخطواته الثقيلة.. تتبعه منيرة بخطواتها المترددة الخجلة.. أبو علي بحزم: أنتظري هنا لين أشوف من عنده، دايم عنده زور (زوار) رياجيل.. أبو علي وصل أمام غرفة سالم، كان محمد وعلي مرابطين أمام الغرفة من اليوم الأول إلى اليوم.. أبو علي قرب من محمد وهمس في أذنه، محمد قام يسحب روحه المثقلة وجسده الثقيل وهو يتوكأ على عكازه كان شكله كأنه كبر عشر سنين.. شكله مبهدل.. ولحيته نمت بشكل أشعث.. وروحه الشفافة التي ماعرفت غير التغريد والتحليق حُملت بقسوة الذنب الذي طحن هذه الروح وشدها بأغلال تثبتها إلى الأرض لتحرمها خيار التحليق والابتسامة.. اجتمع في ذات الطابق أكثر مخلوقين مثقلين بالذنب.. الذنب كان واحد (حالة سالم المتردية) والأسباب كانت مختلفة محمد لأنه هو اللي كان يسوق السيارة ومنيرة لأنها دعت عليه.. محمد صديقه، ومنيرة زوجته وبنت عمه منيرة لما شافت الرجّال اللي كان واقف اختفى.. راحت لأبوها وأخوها، سالت بتردد: أقدر أدخل عليه؟؟ قال لها علي بحزن: وش الفايدة؟؟ شوفيه من ورا الزجاج.. على كل الأحوال مهوب حاس فيس.. الله يشفيه أو يحسن خاتمته بس.. منيرة حست كلمة علي كأنها سيف شطر قلبها لشطرين.. (يحسن خاتمته... لذا الدرجة؟؟!!) منيرة برعب وحشي: لذا الدرجة حالته صعبة؟؟ علي بتوتر حزين: الدكاترة يقولون الكسور فيه كلها مقدور عليها مافيه شيء منها لمس مناطق حساسة.. لكن إصابات الرأس لحد الحين ماعرفوا تأثيراتها.. وضغطه كل يوم في النازل.. ولو مافاق من الغيبوبة مع استمرار الضغط ينزل كذا.. احتمال كبير يتوقف قلبه وهو في الغيبوبة.. منيرة صُعقت وإحساسها بالذنب يخنق روحها أكثر وأكثر حاسة إنها خلاص على وشك الانهيار.. : علي تكفى أبي أدخل عنده شوي.. منيرة فتحت الباب بتردد.. بروح مذبوحة.. بيأس قاتل.. خذت نفس عميق واقتربت منه بهدوء ساكن.. كان رأسه مغطى بالضمادات، بالكاد مبين وجهه الناحل.. جسده العلوي العاري موصل بعشرات الأسلاك.. منيرة حست أنها لو بكت بكاء يملأ أنهار الدنيا كلها بدموعها.. ماراح يعبر عن حزنها وإحساسها بالذنب.. تمعنت في ملامحه بنظرة تبحث عن معنى للحياة يطل من قسماته.. عله يحمل لها بشائر فرح ما ( ماتغير شكله كثير.. عن لما طلع من بيتنا وعمره 15 سنة وانا عمري 9 ..) قربت بشويش منه.. جلست على الكرسي اللي جنب يده اليمين وعطت ظهرها للزجاج اللي يطل على غرفته حطت كفها على ذراعه بحنان.. لسعتها برودة يده.. لكنها تركت يدها الدافئة على ذراعه وهي تمررها بنعومة عليها في محاولة لبعث بعض الدفء فيها.. ما استحملت فيض المشاعر اللي اغتال مشاعرها.. شهقت بعنف وبكت لدقائق.. قبل تتمالك نفسها وتقول بصوت واطي وهي تميل أكثر ناحية سالم: يا ويلك ياوسويلم لو فكرت تموت وتخليني.. والله ما اسامحك.. بأطاردك حتى في الآخرة.. ماراح أسمح لك ترملني وعرسنا بعد أسبوعين.. لذا الدرجة تبي تهرب مني.. تبي تموت عشان ما تتزوجني.. مهوب على كيفك.. عرسنا عقب أسبوعين.. حتى لو خذتك أنت وسريرك هذا للصالة.. المهم تتزوجني.. منيرة كانت متأكدة إنه مايسمعها .. لكنها كانت تحاول بيأس.. وهي تحاول تغلف كلماتها الميتة بمرح ميت.. منيرة ويدها تمسح يد سالم بيأس حنون وتقول بحزن حاد: سالم تكفى لا تموت.. سالم أنت لو صار لك شيء.. انا بأموت. (بسم الله عليس من الموت) منيرة انتفضت بعنف وهي تسمع الصوت الرجولي الخافت المبحوح.. تراجعت منيرة بعنف أكبر.. لدرجة إن الكرسي البلاستيكي وقع بدوي خافت.. كانت تطالع في سالم اللي كان يفتح عيونه بشويش ويقول بضعف حاني: منيرة.. صح أنتي منيرة..؟؟ حلمت بصوتس واجد.. بس الحقيقة أعذب من كل حلم.. منيرة بخجل حاد.. بفرحة عارمة.. بخليط مدمر من المشاعر الصارخة: الحمدلله على سلامتك .. الحمدلله على سلامتك سالم بحنان وهو يلتفت بالراحة ويفتح عيونه على الأخر: الله يسلمس.. تكفين ولعي النور خليني أشوفس.. لا تصيرين بخيلة.. يعني سمعتيني صوتس.. ماتبين توريني زولس.. منيرة انفجعت.. انفجعت.. تدمرت.. انذبحت.. انتهت.. وهي تنظر حولها في الغرفة الغارقة في الأنوار الساطعة.. |
رد: (بعد الغياب) في ضواحي بغداد.. في مستودع مهجور.. في غرفة مغلقة بأحكام داخل المستودع كان عبدالعزيز يؤم نصّار لصلاة المغرب.. بعد الصلاة توجه عبدالعزيز لله سبحانه بخالص الدعاء أن يفك أسرهم ويفرج همهم.. أول ماخلص دعاء رجع يقعد جنب نصّار على حصيرة موضوعة في جانب الغرفة... نصّار بتوتر: أنته واثق إن زوج أختك.. كادر يطلعنا من هنانا..؟؟ عبدالعزيز بثقة المؤمن: بأذن الله.. نصّار بذات التوتر: بس يا عزيّز أخاف يأخذو الفدية.. ويكتلونا.. على مود يخافون نفشي سرهم.. عبدالعزيز بثقة كبيرة:بالعكس.. أنا أشوف العملية مثل بيع وشراء.. يعني هم مايبون يورطون نفسهم في قضية قتل.. يبون عملية خفيفة ياخذون من وراها مبلغ محترم وعقب يختفون... نصار بخفوت: أنا بعد أكول هيج.. بس الوسوسة اللي يبعدنا عن شرها.. وإن شاء الله أنه زوج أختك يكدر يطلعنا عبدالعزيز بود كبير: نصّار أنت ماتعرف عبدالله مثل ما أعرفه.. عبدالله مثل لي من طفولتي لحد الحين الرجل السوبرمان.. عبدالله مايحط شيء برأسه وما يسويه.. ابتسم عبدالعزيز رغم أن وقتهم الصعب أصعب وقت للابتسامات: حط برأسه يخطف عيال أختي خطفهم حط برأسه يرجع أختي رجعها.. حط برأسه يربي عياله أحسن تربية مع أنه وحيد في غربة رباهم.. حط برأسه أعلى منصب بنكي في الشرق الأوسط: وصل له رغم صغر سنه بالنسبة للمنصب... وأشياء كثيرة أتذكرها من طفولي لحد اليوم.. لا تخاف نصّار: قل لن يصيبنا إلا ماكتب الله لنا.. وأنا إن شاء الله عندي أمل كبير بعبدالله، والله لا يخيب أملنا.. ********************** جواهر تدور متوترة في البيت.. عبدالله طمنها كثير.. وهي قررت ما تتوتر أو توتر عيالها اللي خبت عليهم الموضوع.. وتعطي عبدالله مهلة الأسبوع اللي وعد يرجع عبدالعزيز خلالها.. عبدالله مشغول باتصالاته.. عشان موضوع عبدالعزيز.. جواهر نزلت تحت تحاول تفرغ شوي من توترها بالمشي في البيت.. رن موبايلها.. كانت عائشة بعد السلامات المعتادة، عائشة بقلق: ديمة من لما رجعت من المدرسة اليوم وهي تبكي.. أنا خايفة عليها وايد وايد.. ديمة أخر مرة بكت فيها وهي عمرها 7 سنين.. لي 8 سنين ماشفت دمعتها.. تكفين جواهر أسألي عزوز بطريقتج الخاصة.. السواق يقول أن عبدالعزيز رجع معاهم للبيت.. وصلها ...وعقب جاكم... عدا أنهم تأخروا عن موعد الطلعة المعتادة أكثر من نص ساعة.. عائشة نقلت حالة القلق لجواهر جواهر من البداية فيه شيء مو مرتاحة له بين عزوز وديمة.. قررت أنها تطلع لعزوز فورا وتطالبه بتوضيحات.. ولكن بطريقة المسايسة الأمومية.. جواهر دخلت غرفة عزوز بهدوء وقفلت الباب وراها بالراحة قربت من عزوز اللي قاعد على مكتبه يدرس.. جواهر بحنان: يمة عزوز.. احنا ربع صح؟؟ عزوز بحب: أكيد يمه.. وأكثر من ربع والله.. جواهر باستدراج: والرفيق مايخبي على رفيقه - أكيد يمه.. - يعني لو فيه شيء صاير معاك.. أكيد بتقول لي.. - بدون شك.. - مهما كان خطير؟؟؟ - مهما كان خطير جواهر بهدوء وحنان: وش صاير بينك وبين ديمة اليوم؟؟ عبدالعزيز انصدم من السؤال هو يعرف ديمة عدل.. مستحيل تقول من وين عرفوا؟؟ بس ماحب يستبق الأحداث..: ليه يمه ديمة قايلة لكم أنه فيه شيء صاير.. جواهر بود: أمها تقول إنها صاكة على روحها تبكي.. وبما أنك اللي رجعتها اليوم للبيت.. أكيد عندك خبر.. عبدالعزيز تنفس بهدوء وحمد ربه أنهم مو عرفوا السالفة بس حب يجيب لهم سالفة كبيرة وفيها جانب صدق عشان تضبط حكايته: يمه السالفة ومافيها إني تخانقت أنا وديمة اليوم خناقة شديدة في المدرسة عشانها رابطة حجابها على خصرها.. فحلفت عليها أنها ماترجع للمدرسة.. وبكرة باسحب ملفها.. عشان تروح لمدرسة نوف القديمة.. وهي عشان كذا تبكي: خايفة السنة تضيع عليها.. جواهر باستغراب: من حقك تنهاها عن المنكر اللي هي سوته بخلعها لحجابها.. بس مو من حقك أنك أنت اللي تقرر مستقبلها.. ديمة أمها وخالها موجودين وهم اللي من حقهم القرار.. موب أنت ولا غيرك.. عبدالعزيز بهدوء: خلاص يمه الموضوع منتهي.. ديمة ماراح ترجع لذا المدرسة لو مهما صار.. جواهر ببعض غضب: بس عزوز.. عزوز قاطعها بوقوفه وتقبيله لرأسها بود: يمه فديتج ديمة خلاص موافقة.. وأسألوها لو بغيتو.. جواهر احتارت في طريقة ولدها في فرض قرارته بطريقة تجبر الآخرين على تقبلها.. وبعدين ابتسمت في قلبها (هذا الشبل من ذاك الأسد) بس بعدين حست بنوع توتر عزوز ليش شايف أنه له حق على ديمة لدرجة إنه أنه يمشي عليها كلامه بهذي الطريقة الحادة.. تكون مجرد الأخوة اللي هو يقول عنها؟؟ أو شيء آخر؟؟ قررت جواهر تقصح عن أفكارها بصراحة: للمرة الثانية عزوز أسألك: فيه مشاعر خاصة بين وبين ديمة؟؟ عزوز كح بحرج : يمه أنا شايفج معطية الموضوع أكبر من حجمه؟؟ جواهر بجدية: لأنه فعلا لو فيه علاقة ود مختلف أو خلنا نقول بصراحة (حب) بينك وبينها.. بيكون شيء مرفوض وغير مرضي لأي أحد.. عبدالعزيز كح كحات متواصلة من صراحة أمه الصادمة، بس بعدين عبدالعزيز تماسك ورد بهدوءه المعهود: يمه على فرض وانا أقول على فرض أني أحمل مشاعر لديمة، فتأكدي أني ماقلت لها ومستحيل أقول لها أنا واحد بين المراهقة والشباب وديمة بين الطفولة والمراهقة.. يعني أي شيء ممكن يربط بيننا بيكون دماره كاسح.. ولو فعلا ديمة لها مشاعر خاصة في قلبي.. تأكدي إنها بتظل في قلبي ومستحيل تطلع.. ولو على فرض أني أحبها اليوم.. احنا المراهقين متقلبين.. يمكن بعد سنتين أو 3 تلاقين مشاعري تغيرت.. فأنا أبيج يمه تتطمنين من ناحيتي.. ولدج رجّال يمه.. ومو أنا اللي ألف على بنات الناس وأشاغلهم بكلام حب وغرام وخصوصا أني أنا وديمة متربين سوا.. يعني هذي قلة مروءة لو سويتها.. وأنا ما أني بعديم مروءة.. جواهر حست الانفعال يهزها بعنف.. وهي تسمع كلام عزوز اللي أكبر من سنة (صحيح ياعبدالله عرفت تربي) جواهر حضنته بحنان كبير وهي تقول بعمق: الله يكملك بعقلك.. وسلمت يمين اللي رباك.. أنا أشهد أنه رجّال ولد رجّال.. الله يغفر لعمي محمد.. ويخلي لنا أبوك... وعقب جواهر طلعت تبي تدق على عائشة تبلغها بكلام عزوز عن سبب زعل ديمة وطبعا بدون كلام عزوز الأخير.. في الوقت اللي عزوز اتصل بديمة اللي ردت عليه من غير نفس.. مع أن أمها اتصلت فيها قبله 20 مرة بدون رد: نعم عمي عبدالعزيز؟؟ عزوز ببرود: عمج وغصبا عنج واسمعيني عدل (حكى لها السالفة بسرعة) وعقب قال بنفس البرود: عشان لما أمج تسألج.. تدرين وش تقولين.. وياويلج ياديمة لو طلعتيني كذاب قدامهم.. والله لأسود عيشتج.. ديمة اللي فارت من الحرة اللي فيها: أنت وش مفكر نفسك عزوز؟؟ يعني عشاني احترمت فرق السنتين اللي بيننا.. تسوي فيها ولي أمري.. تدري... أقلب وجهك.. وأنا بأقول لأمي اللي على كيفي.. موب شغلك.. وسكرت الخط بغضب هادر في وجهه.. عزوز طالع الشاشة ببرود.. وهو متأكد إن ديمة.. ماراح تقول غير اللي هو قال لها بالحرف.. ********************* محمد اللي مابعد وصله خبر استفاقة سالم من الغيبوبة كان موجود معهم في نفس الطابق في الاستراحة ينتظر خروج المره الزائرة من عند سالم.. شاف علي جاي ناحيته يركض.. ووجهه يشرق ومختلف لدرجة النقيض عن وجهه لما تركه قبل دقايق.. محمد نط من الكرسي وهو يتسند على عكازه.. علي وصله شده من يده وهو يصرخ بفرح جنوني: أبشرك أبشرك.. سالم فاق.. سالم توعى.. وتكلم.. محمد حس كأن كل حمائم العالم اطلقت أسرابا محلقة في روحه.. لتحمل هذه الروح معها وتحلق بها نحو أفق أرحب.. أرحب (يالله وش كثر انتظرت ذا الكلمة: سالم فاق.. وأخيرا يا سويلم.. !!!! والله حرمت أسوق سيارة في طريق طويل وأنا معي حد.. حرمت.. الحمدلله اللي ردك لنا بالسلامة) محمد لما وصل كان الدكاترة متجمهرين حول سالم في الوقت اللي كانت المره اللي جات تزور سالم.. تبكي بعنف على كتف أبو علي برا قدام الغرفة.. محمد اقتحم الغرفة بعنف.. (المره ليش تبكي يوم سالم فاق..؟؟) طالع في وجه سالم اللي كان قاعد باستواء.. (هذا هو قاعد ليش تبكي؟؟) هو وعلي بعدهم مو مستوعبين... لأن علي من سمع منيرة طلعت عليهم وقالت سالم فاق ركض لمحمد بدون مايسمع باقي كلامها.. قربوا من سالم اللي الدكتور كان يسأله بود مهني مدروس وهو يرفع يده قدام وجه سالم: سالم.. شايف يدي..؟؟ سالم بهدوء ميت بصوت حاول يستجمع فيه كل قوته: لا يادكتور.. ما أشوف شيء.. والحمدلله على كل شيء.. الله يعوضني أخير منها في الآخرة.. عكاز محمد سقط على الأرض.. تبعه جسد محمد اللي انهار بالكامل.. *************** منيرة من لما رجعت للبيت.. وهي تبكي بهستيرية حتى سارة انخلع قلبها عليها.. تروح وتجي وكل مرة توقف فوق رأس منيرة.. تبي تكلمها.. يمنعها زعلها عليها... بس في الأخير ماقدرت.. مهما كان هذي منيرة الغالية قربت منها بالراحة: مناري وش فيس؟؟ منيرة ماصدقت إن سارة تكلمها.. انهارت أكثر وهي ترمي نفسها في حضن أختها.. سارة حضنتها بقوة.. بحنان: مناري فديتس خلعتي قلبي.. وش فيس؟؟ منيرة وهي تشاهق: مايشوف ياسارة.. مايشوف.. كله سبتي.. أنا السبب... أنا ما أستحق أعيش على الدنيا.. ليت الله يأخذني ويريحكم كلكم من شري.. آآآه ياسارة آآآآه.. يا قلبي اللي احترق دعيت قلبس يحترق... وأثرني أدعي على قلبي أنا.. بأموت ياسارة.. باموت.. سارة لحد الحين مو مستوعبة حتى منيرة تتكلم عن من؟؟ سارة بحذر: من اللي مايشوف يامنيرة؟؟ منيرة وهي تشاهق بعنف : سالم ياسارة... سالم.. سارة بعدت منيرة من حضنها بعنف الحركة اللي خلت منيرة تنهار أكثر: أنا أستاهل أكثر من كذا.. أستاهل أكثر من كذا.. أستاهل كرهكم كلكم.. أنا حشرة.. حيوانة.. أنا مستحيل أكون إنسانه.. والحيوان مالازم يعيش على الدنيا.. الحيوان لازم يموت.. قالتها وهي تنط على المكتب.. وتمسك بالموس الطويل اللي ينقص فيه الورق.. سارة كانت بعدها مو مستوعبة منيرة وش تبي تسوي.. لكن لما شافت الموس في يدها وهي تهوي به بسرعة على عروق معصمها.. سارة نطت في قفزة وحدة جنب منيرة.. وعصرت يد منيرة وهي تحاول تخلص الموس من يدها.. في الوقت اللي منيرة كانت ماسكته بإصرار وحشي، وتصرخ صراخ أكثر وحشية: خليني أذبح روحي.. ما أبي أعيش في دنيا سالم مهوب قادر يشوفها بعيونه من سبتي.. أنا اللي حرمته نور عيونه بدعاويي.. خليني أذبح روحي.. تكفين.. أرحميني من العذاب اللي أنا فيه أم علي اللي سمعت صراخهم طلعت مفزوعة وقلبها بيطلع من مكانه، شافتهم يتخانقون على الموس.. وسمعت صراخ منيرة وهي تقول: خليني أذبح نفسي.. وماكانت محتاجة أكثر من كذا عشان تفهم.. جات من ورا منيرة وكتفتها في الوقت اللي سارة خطفت الموس من يدها.. ومنيرة مازالت مستمرة في صراخها الهستيري.. واستمرت أمها مكتفتها.. وهي تصرخ وتصرخ وترفس.. لحد ما أنهارت من التعب والحزن واليأس والألم.. |
رد: (بعد الغياب) بعد صلاة العشاء أبو فهد صار عنده خبر باختطاف عبدالعزيز في العراق.. بعد ما اتصل عليه عبدالله وبلغه.. أبوفهد اتصل في عياله وبلغهم.. الوضع في مجلس أبو فهد أكثر من مأساوي عبدالعزيز بمثابة ولد حقيقي لأبو فهد واخو لعياله... تقرر أن طلال هو اللي ينقل الخبر لنورة.. طلال حاول يتهرب من المهمة.. بس ماقدر.. طلال في سن عبدالعزيز تقريبا.. ونورة أخته اللي أصغر منه على طول.. بينه وبين نورة فرق 3 سنين.. العلاقة بينهم أكثر قرب وودية وحميمية.. طلال طلب من الشغالة تنادي له نورة وهو يحس المهمة صعبة عليه وتثقل روحه المثقلة أصلا بالخوف على عبدالعزيز.. (يطلبون مني أذبح أختي.. ويسمونها : انك أنت اللي لازم تبلغها) نورة طلت عليه من فوق وهو تحت وصاحت بطريقتها المرحة وابتسامتها اللي ما تفارقها على طريقة نبرة الشخصيات المدبلجة: من عندنا؟؟ ياللهول... طلول بعل العنود عندنا.. وكيف أطلقت العنود أسارك ولاتتبعك مثل الصخلة المرفوسة التي تتبع أمها؟؟... سجل سجل في كتاب جينيس.. طلول بروحه بدون ظله المقرود العنود هانم.. أنتظرني.. انتظرني جايتك.. على جناح السرعة وجلست على الدرابزين نص جلسة وتزحلقت لين تحت.. طلال كان يتابع جنونها ومرحها وهو يحسها سهام تخترق صدرة بكل وحشية نطت عليه تحضنه وهي تقول: شفت من فرحتي بشوفة حريتك الغالية اليوم من أسر المحتل الغاشم.. مانزلنا بالطرق المعتادة.. استخدمنا الطريق السري.. طلال وهو يحاول يرسم ابتسامة ميتة: أنتي متى بتعقلين..؟؟ ماكنج خلصتي جامعة ولا مره متملكة.. نورة وهي تضحك: ذنب الحكومة وعزوز... الحكومة ماوظفتني رغم مضي أشهر على تخرجي الميمون.. وعزوز أبو تمبة صار له مالك علي سنة ونص.. وخبر خير.. بس خلاص صدناه الحين مافيه فكة.. طلال كح بحزن: نورة يمكن عرسج يتأخر شوي.. عبدالعزيز يمكن يتأخر شوي في سفرته.. نورة بمرح: له له له.. بايخة طلول.. دور غيرها.. أنا أقول لك تبي دروس عندي في صنع النكتة المعتبرة طلال ماحب يكذب عليها، هم مايدرون هل عبدالعزيز يطلع سليم من عملية الاختطاف أو لا.. فمعرفتها للخبر بتهيئها للي أكبر منه، قال لها طلال بجدية: نورة... عبدالعزيز مخطوف في العراق... نورة انفرطت تضحك لحد مادمعت عينها: هذي حلوة طلول.. وربي حلوة.. تطورات عندك والله وعقب حاولت تتماسك وهي تقول من بين ضحكاتها: تدري أنا كنت حاسة أنه عبدالعزيز بيهرب مني قبل العرس لينفذ بجلده من جنوني وأني بأخلي الانتربول يجيبونه لي مكبل بالأغلال .. بس توقعت يهرب سويسرا مثلا بعد مايهرب فلوسه، على طريقة الأفلام المغبرة... بس العراق حلوة منك على قد سنك... بس لاتعيدها.. تراها عقب تجيب لك حساسية مخية.. وانت مو ناقص... كفاية عليك الحساسية المخية اللي اسمها العنود.. طلال مسك يد نورة بحنان وهو يقول: نورة ياقلبي.. ياروح أخوج أنتي.. لا تخافين.. إن شاء الله بيرجع.. هم طالبين فدية.. وعبدالله رجّال جواهر قاعد يتفاوض معهم.. أسبوع بالكثير ويكون هنا.. وعقب كمل بتوتر: ولو الله بغا فيه شر.. ماحد يقدر يرد قضاه.. وأنتي إنسانة مؤمنة.. نورة كانت مبتسمة ابتسامة واسعة.. بس لما بدت تشم في كلام طلال ريحة الجدية بدت ابتسامتها تنطفئ تدريجيا حتى انطفت نهائيا مع انتهاء طلال من كلامه.. حست كأن روحها سحبت منها بالكامل.. تماما مثل مصباح كان في غاية الإنارة والإشعاع.. بكبسة زر.. ينطفئ إشعاعه ليظلم ماحوله.. هكذا كانت نورة التي كانت كلمة طلال لها هي كبسة الزر التي أطفئت أنوار روحها.. لتغرق في ظلام دامس.. عبدالعزيز نور الأرض وبهجتها.. نورها هي.. القلب الطاهر المحلق النقي الذي حمل هموم كل البشر دون أن يُحمّل أحدا همه قد يختفي من الحياة.. لتبقى هي فيها وحيدة تجتر ظلام روحها الأبدي.. نورة اعتصمت بصمت موحش دون أن تنطق بكلمة واحدة عيناها جامدتان لا أثر للمعة الحياة في رفيفهما ..شفتاها مطبقتان في تلازم يائس.. ويداها متشابكتان بعنف ضائع.. طلال بتوتر: فديتج نورة قولي شي.. صمتج هذا يذبحني.. أبكي.. أصرخي.. سبيني.. أضربيني حتى.. بس لا تسكتين كذا.. لا تقهرين روحج تكفين.. صارخي..طلعي اللي في خاطرج كله.. نورة لم ترد عليه.. وقفت بصمت.. وعيناها تائهتان..خاليتان من أي نبض يوحي بالحياة.. وشفتاها المزمومتان تفتقدان رفيقة دربهما التي مافارقتهما يوما: ابتسامة نورة وصعدت الدرج بخطوات صامتة أشبه بخطوات شبح على سلالم بيت مهجور.. ************************* بعد صلاة العصر دانة قاعدة مع عمتها أم سعود تحت يتقهون.. الجازي دنقت على خشم دانة، وقالت بعيارة: قولي تم.. دانة بود: تم.. الجازي باستجداء: تكفين قومي وديني الصالون أبي أقص شعري قبل المدرسة.. دانة بمودة: ماطلبتي شيء.. بس خليني أستاذن سعود.. سعود كان في المخيم مع جابر.. رخص لهم يروحون.. بس يرجعون قبل المغرب.. دانة والجازي لبسوا في السيارة دانة سألت الجازي: أي صالون تبين؟؟ الجازي: الماجدة.. دانة بتردد: بس شارع النصر وفي زحمة الدوحة العصر.. يمكن يفوت المغرب مابعد رجعنا.. الجازي برجاء: تكفين الدانة.. أنا متعودة أقص شعري هناك.. الدانة: لو قايلة لي كان وديتش الصبح.. الجازي برجاء أكبر: خلاص صرنا في السيارة.. خلينا نروح .. كلها هالشعرتين اقصهم ونرجع بسرعة.. دانة كانت متوترة وماتبي تخلف وعدها لسعود انها ترجع قبل المغرب.. بس ماحبت تكسر خاطر الجازي: سيد علي اطلع للماجدة اللي في النصر.. الصالون كان زحمة.. والمغرب أذن والجازي دورها مابعد جاء.. سعود اتصل في دانة بعد ماصلى المغرب وهو راجع من المخيم للدوحة: الدانة وينكم؟؟ الدانة وهي تبلع ريقها: في الصالون؟؟ سعود بغضب: انا موب قايل لكم ترجعون قبل المغرب... يعني كسرتوا كلامي.. دانة وهي تحاول تمتص غضب سعود: سعود الله يخليك مايحتاج الأمر لكل ذا العصبية.. الحين الجازي بتخلص وبنرجع على طول.. سعود بنفس نبرة الغضب الهادر: والصالون هذا وينه ان شاء الله؟؟ دانة بتردد: في النصر.. سعود ولع: يعني خلصت المحلات ماتلاقون الا في النصر وفي ذا الليل.. شكلش انتي وياها تبون لكم تربية مهيب ذي.. دانة فولت حست كأنه يبي يهينها ردت بصوت مكتوم: سعود أنا متربية في بيت هلي.. منت اللي بتجي الحين تربيني.. لو كانت الدانة نادت سعود بدل اسمه بكلمة (حبيبي) كان يمكن سعود مشى الموضوع عنده بدون شد الأعصاب هذا كله.. يعني كان شد معاهم بس بشكل معقول.. بس سعود بدت تنتابه حالة عصبية سيئة سببها إحساسه أن دانة يمكن أنها ما تحبه، وأن مشاعرها تجاهه نوع من الرضا بالقسمة والنصيب من باب: سعود خلاص صار زوجي خليني اتعامل معه، مثل ما أي مرة تعامل زوجها.. عشان كذا كان رد سعود مبالغ فيه شوي: زين دانة دواش عندي.. اذا ماربيتش يا بنت هادي.. ما أكون ولد أبي.. دانة اللي ماحبت يزودنها في الحكي قالت له بكلمة حادة: مع السلامة، وقفلت الخط.. سعود على الناحية الثانية ولع: قليلة أدب.. أنا بأربيها.. خلصت الجازي قبل أذان العشا، طلعوا على طول، بس مالقوا سيد علي واقف برا، دانة اتصلت فيه وهي واقفة في البرد هي والجازي: سيد وينك؟؟ سيد بنبرته الهندوعربية: بابا سعود كلام.. انتا روح بيت.. انا يجي شيل بنات.. دانة توترت: شكل سعود مايبي يجيبها البر، والله اليوم العصر كان وش حليله .. وش قلبه ذا القلبة السودا.. جاو بيرجعون ينتظرون في الصالون لين يجيهم سعود لولا أنا راكبين الدراجات النارية اللي غالبا متواجدين في النصر من بعد المغرب لنص الليل.. قطعوا عليهم الطريق وهم يصيحون صيحاتهم التشجيعية المعتادة لفوا لفتين ثم حركوا درجاتهم ومشوا، لكن مع وصول سعود اللي شاف المشهد كامل.. سعود حس بنار تطلع مع أذونه وخشمه وعيونه، مع زفيره وشهيقه.. من الغضب اللي فيه حس أنه ممكن يكسر الدنيا بجنونه.. ممكن يحرقها بزفراته الحارة لولا أن الزحمة مسكته..وهو يشوف المشهد قدامه.. أو كان يمكن صدم سواقين الدراجات بالسيارة من شدة استحكام حالة الجنون اللي صابته.. ركبت دانة قدام والجازي ورا.. والكل صامت.. والصمت أشبه فعلا ليس بالصمت قبل العاصفة.. ولكن الصمت قبل الأعصار.. سعود حاول يمسك نفسه.. لأنه عارف نفسه.. لو عصب..ماراح يشوف قدامه و يمكن يصدم الحين في إشارة مرور.. كان كاتم في نفسه وساكت.. ودانة مستغربة وساكتة.. أول ماوقف سيارته في حوش البيت: ألتفت على البنتين مثل فيضان مدمر من الغضب.. هزئهم وهزئهم وهزئهم.. مرة تهزيء جماعي.. ومرة تهزيء منفرد لكل وحدة.. واللي نالت أكبر قدر من التهزيء كانت دانة بحكم أنها الكبيرة.. وظل يهزئ لحد مافرغ طاقة الغضب اللي عنده كلها.. الجازي نطت من السيارة وهي تبكي.. دانة لولا وجود الجازي او كان لها كلام ثاني مع سعود.. كما أنها من ناحية ثانية ماحبت تشد مع سعود اللي كان واصل أخره من الغضب.. قررت تنزل بهدوء.. وسعود مستغرب من صمتها.. سعود مسكها من ذراعها بقوة قبل تنزل: يعني ماعندش رد على سواد وجيهكم؟؟ دانة بهدوء: خلاص سعود أنت كفيت ووفيت.. ماعقب حكيك حكي.. سعود بغضب: تتمسخرين حضرتش؟؟ دانة نفضت يدها من أسر يده ونزلت وهي تقول: أفهمها مثل ما تبغي.. دانة لو كانت في طبعها الحقيقي كان خلت سعود يندم على كل كلمة قالها.. وكان عندت وأصرت على موقفها.. بس مع سعود أصبحت تقدم الكثير من التنازلات لمجرد إرضاءه.. على الجبهة الأخرى سعود كان مجروح ومتألم: يعني كأنها تقول لي قلعتك.... بس انا بعد زودتها.. شنو زودتها.. باقي الكلاب اللي على الدراجات يمدون يديهم.. عشان أقول الحين أتكلم.. بس هم ماكان لهم ذنب.. وبس.......... وبس........... ويمكن..... سعود سبب توتره العالي أنه بدأ يحس أن حبه الخرافي لدانة قد لا يكون له نظير أو حتى شبيه في قلب دانه.. (أنا قبل كنت مكتفي بقربها مني.. بس الحين أنا أبي كل شيء.. أبيها قلب وروح وجسد.. يعني معقول تكون محتلتني بهذي الطريقة.. ومستولية على كل مشاعري بهذا التسلط.. ومايكون لمشاعري العنيفة في قلبها صدى؟؟؟؟!!!!) سعود حرك سيارته.. ورجع للمخيم.. ولجابر.. ولرغبة عارمة في جر أشعاره الحزينة.. |
رد: (بعد الغياب) الفجر قبل الأذان .. في غرفة سعود ودانة سعود تأخر كثير في الرجعة.. الفجر قرب يأذن.. ودانة خلاص اعصابها انهارت وبدت تبكي خوف وقلق على سعود.... أول شيء كانت كرامتها مانعتها تتصل فيه.. (وش معنى هو اللي مافكر حتى يعتذر لي أو يطلع وراي يأخذ بخاطري.. هو اللي هزئني بدون سبب) بس لما شافت الفجر قرب يأذن وهو مارجع قالت: خلاص لا أبوها لا بو ذا الكرامة بعثت له مسج (وينك؟؟) مثل مابعثت له كلمة وحدة رد عليها بكلمة وحدة (المخيم) كل واحد منهم جرحته حدة الكلمة الواحدة وانعدام عاطفيتها.. وفي نفس الوقت كانت الكلمة الواحدة مصدر هدوء لكل منهم.. سعود عرف انها مشغول بالها عليه.. ودانة ارتاح بالها عليه وانه بخير. ******************** صباح اليوم الثاني عبدالله في مكتبه في البنك.. يطوف به قلق عاصف، يحاول تنظيم أفكاره ليصل للهدف المرجو.. بلهجة هادئة واثقة كان يوجه حديثه لراوي الخبير القانوني في البنك العراقي الأصل الأمريكي الجنسية والذي تربطه بعبدالله علاقة ود متينة نمت من أيام دراسة عبدالله الأولى في أمريكا وتوطدت بعد عودة عبدالله لأمريكا.. وتوطدت أكثر بعد أن عينه عبدالله في وظيفته الحالية: هاه راوي .. وش رأيك؟؟ رواي بلهجة هادئة يشوبها بعض توتر: عبدالله أنا ما أدري شأكول لك..الموضوع بسيط إن شاء الله..بالغالب هذولا يريدون فلوس وبس.. بس من ناحية ثانية ما أكدر أأكد لك أنه الخاطفين ممكن يسلمون نسيبك وكت ما يستلمون الفدية.. عبدالله بهدوء وثقة: ولو أنا رحت بنفسي عشان أتفاوض معهم.. راوي برعب: أنت أكيد مجنون عبدالله.. شنو حجي المخبلين اللي كاعد تكوله؟؟ أهلي كلهم هناك حاضرين.. أهلك وكأنك موجود وأكثر.. يعني نسيبك مايندرى حي وإلا ميت.. تريد تلحكه..؟؟ عقب تنهد راوي بعد تماسكه: على العموم عبدالله الوضع الحين أحسن من أول بكثير.. والأمن أكثر استقرار.. بس مهما كان الوضع فيه اضطراب.. وأنا أخاف يصير لك شيء أحس أنه ذنبي.. عبدالله يتنهد: عبدالعزيز مثل ولدي... وأنا ماني بمرتاح لوجود وسطاء.. أخاف أرسل الفلوس تصير مشاكل وأنا موب موجود عشان أحلها.. عشان كذا أنا حاب أسافر للعراق بنفسي.. راوي بخوف ودي: أعرُفك زين عبدالله.. يوم تصمم على شيء.. طيب وأنا حاضر باللي تريده.. عبدالله بثقة: أنا بأحجز على طيارة بعد بكرة لبغداد.. أبيك بس تدبر لي رجّال يكون ثقة.. يدل في العراق زين.. عشان يستقبلني ويكون معاي لحد ما أخلص.. راوي بحزن متوتر: ابن عمي فاضل.. مافيه غيره.. جن مصور.. هو الوحيد اللي كان يكدر يفلت من كل حصار وحظر تجول.. ذكي وشجاع والموت أخر همه.. لو أكو أحد ينفعك هناك وفي مثل موقفك بيكون فاضل.. وعبدالله يتكلم مع راوي رن موبايله كان ولده عبدالعزيز عبدالله بحنان: هلا يبه عزوز باحترام: يبه وش سويت في الموضوع اللي قلت لك اليوم واحنا على الريوق..؟؟ عبدالله بثقة: أفا عليك.. أوراق ديمة ودها لها هي.. ومن بكرة خلها تداوم في مدرستها الجديدة وعقب كمل بفضول: أنا باعرف أشلون قدرت تقنعها.. وانا اللي تعبت أقنع في أمها تجبرها وتطلعها من المدرسة ذي.. عزوز بهدوء: أنت توجهت للرأس الكبيرة..بس أنا صوبت على الرأس الصغيرة.. عبدالله باعجاب: عفية.. ولد أبوك.. أبيك كذا.. يوم تحط شيء في رأسك تسويه.. بس طبعا مايكون هذا الشيء متعارض مع دين أو اخلاق.. عدا هذين الشيئين توكل على الله.. واقتحم.. عبدالله مبسوط جدا بشخصية عزوز اللي بدت تبرز بقوة من تحت ركام خجله وشخصيته الحساسة.. عزوز بابتسام: حافظ الدرس يبه.. لا تحاتي ******************* أول يوم دوام لدانة بعد زواجها مانامت الا ساعتين بعد صلاة الصبح.. والحين الساعة صارت 3 ونص.. تأخرت أكثر من نصف سعادة عن موعد خروجها.. لأن الحالة الاخيرة احتاجت شغل زيادة.. كانت سيدة عجوز تحتاج خلع أضراس العقل.. وكانت محتاجة بنج كامل.. فتأخرت دانة معها.. لحد ما تأكدت انها بخير.. خذت موبايلها تبي تتصل بسيد علي تشوفه جاء هو الخدامة او بعد رغم أنها قالت له يجي 3 بالضبط.. لقت في موبايلها مسج له أكثر من 20 دقيقة من زميلتها المقربة الدكتورة تهاني: " إذا المزيون اللي سيارته فكسار ذهبي سعود تراه برا معصب واقف جنب سيارته مثل أسد مستعد للانقضاض على فريسته أطلعي واستلئي وعدك ياحلوة إن شاء الله نلقى منج شوي أشلاء ندفنها" دانة بتوتر: يا ويلي قبل ثلث ساعة كان معصب.. أكيد الحين مولع نار.. توه موقف أمس مابرد.. وش بيفكني من لسانه.. وبعدين هو ماقال لي بيجي.. ولاحتى عرفت انه بيجي وهو بايت امس في المخيم.. دانة شافت سعود قاعد ينطرها في السيارة، ووشكله مبين عليه عصبيته المعتادة مع تغير لون وجهه في دليل لازياد عيار الغضب شوي.. دانة ركبت بهدوء: السلام عليكم.. سعود بغضب: وعليكم السلام ياحضرة الدكتورة المبجلة.. دانة سحبت نفس عميق (من أولها كذا) بس ماردت عليه، سكتت.. سعود بنبرة غضب مكتومة: كان تأخرتي أكثر.. دريول حضرة جنابش قاعد في الشمس.. ينطر سموش تخلصين مرضاش.. دانة ماردت عليه.. سعود بدأ يفول من تجاهلها: قدمتي طلب النقل..؟؟ دانة بهدوء: قدمته.. سعود حاول يتسلح ببروده المعتاد بس ماقدر مع نفسيته المرهقة فسألها بعصبية: ومتي بتروحين هناك؟؟ دانة بذات الهدوء:بباشر هناك بعد بكرة سعود تنهد بغضب: يعني بكرة بعد مداومة في الرميلة؟؟ دانة بهدوءها اللي ذبحه: إن شاء الله.. سعود بحدة: بكرة لا تروحين.. انتظري لبعد بكرة وروحي داومي في الصحة المدرسية.. دانة وهي تسحب نفس عميق وتحاول تسيطر على أعصابها اللي بدت تفلت: أسفة سعود..ما أقدر سعود مسك الفرامل في نص الشارع وهو يلتفت عليها بحدة: نعم؟؟؟؟ دانة اللي ارتعبت من حركة سعود، والسيارت بدت تطلق هرنات غاضبة وراهم.. دانة برعب: أنت أكيد مجنون.. فيه حد صاحي يسوي كذا سعود مارد عليها، شغل السيارة وحرك... دانة حست بتوتر غير طبيعي، وإن سعود حالته غير طبيعية أكيد.. غصبا عنها بدت تبكي.. وسعود لما سمع صوت شهقاتها الخافتة، وهي تلف وجهها للناحية الثانية.. حس قلبه يتكسر مثل ورقة شجر جافة تحت قدم عملاق متجبر.. يحس نفسه ضعيف ومحطم قدام دموعها.. كان كل اللي هو سواه.. إنه ألتزم الصمت باقي الطريق.. ودانة استمرت في دموعها الصامتة وفي قلب كل منهما حزن غريب.. وحب أغرب.. ****************** ماجد في مجلس الحريم في بيت أخته نجلاء.. نجلاء بحب: هاه حبيبي أبو فيصل.. آمرني... ماجد مد يده بظرف لنجلاء وقال لها بثقة: هذا مهر دلال أبيج تودينه لها بكرة المساء.. نجلاء بصدمة: ماجد أنت أكيد مجنون.. وش مهره والبنية ماوافقت عليك أصلا.. أنت تبي تفشلني.. ماجد بخبث: ومن قال لج إنها ماوافقت علي؟؟ نجلاء بصدق: أنا أمس كنت عندهم.. واليوم أم جاسم كلمتني.. وماحد منهم بلغني بهالموافقة الفجائية اللي ماحد عنده خبر فيها غيرك.. جاسم اللي في رأسه مخطط مجنون: هي بنفسها قالت لي.. يعني أنا بأكذب عليج في موضوع مثل هذا.. أنتي روحي وعطيها مهرها .. ومالج شغل.. بس ماتقولين لأحد شيء لين تعطينها المهر.. نجلاء بتوتر: أكيد ماجد؟؟؟ ماجد بثقة مجنونة: أكيد يا أم حمودي ********************** أبو علي في بيته متوتر.. طلب من أم علي تنادي منيرة له.. منيرة من عقب محاولتها المجنونة الليلة السابقة للانتحار.. اللي هي ندمت عليها كثيرا.. واستغفرت ربها منها كثيرا.. وهي محطمة تماما نفسيا وجسديا ومعنويا.. منيرة دنقت على رأس أبوها وجلست جنبه، وقالت له بصوت مبحوح من كثر البكاء: لبيه يبه.. امي تقول انك تبيني؟؟ ابو علي بتوتر وبعض حزن: سالم يا أبوس منيرة حست قلبها بيطلع من مكانه وهي تسمع اسم سالم، سألت بحذر: وش فيه سالم؟؟ ابو علي في كلمة واحدة حادة: يقول يبي يطلقس.. |
رد: (بعد الغياب) منيرة حست قلبها بيطلع من مكانه وهي تسمع اسم سالم، سألت بحذر: وش فيه سالم؟؟ ابو علي في كلمة واحدة حادة: يقول يبي يطلقس.. منيرة بصدمة وهي غير مستوعبة: سالم يبي يطلقني.. ليه؟؟ أبو علي بحزن: يقول منيرة صغيرة ومالها ذنب تعيش مع رجّال أعمى.. سبب عمى سالم شخصه الأطباء بإصابة في مركز البصر في المخ.. وهذا النوع قد يكون مؤقت في حالة استعادة المركز لحيويته.. وقد يكون دائم في حالة كون ضرر المركز دائم.. منيرة وهي تأخذ نفس عميق وتحاول تطرد كل أحزانها: سالم ماله حق يطلقني .. والعمى امتحان من رب العالمين لي وله.. لاني بجازعة منه ولا هو بجازع منه.. أبو علي باستغراب: مهوب أنتي اللي كنتي ماتبينه.. وتبين الطلاق؟؟ منيرة بثقة: كنت غبية.. وغيرت رأيي.. أبو علي بهدوء: بس يا أبوس أنا ما أقدر أجبر الولد ياخذس لو هو أصر على الطلاق.. وشكله مصر.. منيرة بثقة كبيرة: يبه أنا أبي أروح لسالم الحين.. وخلاص يبه أنا ما أبي عرس ولا شيء.. و أنا من اليوم مرت سالم بكل معنى الكلمة.. وبلغ كل جماعتنا.. وبأرجع معه لبيته يوم يطلع من المستشفى.. أبوها بصدمة وعصبية: موكنس زودتيها يا أبوس.. تبين تجبرين الولد عليس.. منيرة وفي رأسها مخطط كبير: أنت الحين ودني لسالم وبتسمع منه هو بنفسه.. نفس كلامي.. أبو علي رغم غرابة تصرفات بنته.. إلا أنه كان مرتاح من إصرارها على البقاء مع سالم.. لأنه هذا هو اللي يبيه أبو علي.. إن سالم مايكون بروحه بعد طلعته من المستشفى ******************** عبدالله راجع من دوامه من البنك.. جواهر كانت جالسة تحت هي ونوف..نوف قاعدة جنب أمها.. وشابكة ذراعها بذراع أمها ورأسها على كتفها.. عبدالله سلم وعقب قال بابتسامة: ماشاء الله كناري حب.. موب أم وبنتها.. نوف باست كتف أمها بعمق وعقب نطت تحضن أبوها وقالت بحب: الله لا يحرمني منكم اثنينكم.. عبدالله بحب: ولا منج يا أحلى البنات.. وعقب عبدالله جلس جنب جواهر وسوا نفس حركة نوف.. شبك ذراعه بذراعها باس كتفها.. وعقب حط رأسه على كتفها وهو حاضن ذراعها بقوة.. جواهر كحت وقالت بصوت واطي: عبدالله عيب نوف واقفة.. عبدالله وهو يرجع يبوس كتف جواهر: نوف عندج اعتراض؟؟ نوف وهي تضحك: حاشا وكلا.. براحتك طال عمرك.. وانا بعد بأطلع أتصل في حصوص... عشان ما أكون عزول.. لما طلعت نوف جواهر قالت بعصبية: عيب عبدالله مايصير.. عبدالله بمرح وهو يشدد من أحتضانه لذراعها: شنو عيب.. هذي نوفتي.. لو عزوز كان قلت ماعليه.. مايصير قدامه.. وبعدين أنا ماسويت شيء.. الحين بأسوي... بما انه نوف راحت بأسوي اللي في خاطري أسويه من يوم دخلت وشفتج جالسة.. وكانت نوف صاكة علي. جواهر بتوتر وهي تبي تخلص يدها من عبدالله تقوم: وش تبي تسوي يالمجنون؟؟.. خلني أقوم من جنبك أحسن.. عبدالله مسك يدها بقوة وجلسها، وهو يقول بحب: خلاص اقعدي.. أبي أقول لج شيء.. جواهر رجعت تجلس.. وعبدالله يفلت يدها بالراحة ويلتفت عليها ويقول..: خلينا نروح للخور الليلة ونرجع بكرة.. جواهر باستغراب: ليه يعني؟؟ عبدالله بعيارة: أبي أستفرد فيج شوي.. خاطري أشوفج بقميص نوم قصير طول اليوم.. بدون جوز الغفر اللي عندنا.. جواهر بحرج: عيب عبدالله وش هالكلام؟؟ عبدالله بعمق: حبيبتي جد والله نفسي نقعد بروحنا شوي.. والسبب بأقوله لج لما نرجع بكرة.. جواهر بتردد: والعيال.. ما أقدر أخليهم بروحهم عبدالله بهدوء: خالي ثاني بيجي يقعد عندهم.. لا تحاتينهم جواهر بود: يعني مخطط لكل شيء عبدالله بثقة: أنتظر موافقتج بس.. ********************** عائشة كانت تنتظر بنتها ديمة تنزل عليها.. عشان توديها لموعدها عند طبيب الاسنان.. عائشة كانت مستغربة من تأخر ديمة عليها.. بالعادة تكون قبل امها تحت.. واحيانا تنتظر في السيارة.. وتعطي أمها محاضرة عن أهمية دقة المواعيد.. بس هذا ليس بالشيء المستغرب الوحيد.. كل شيء صار غير مستبعد بعد ما أرسل لها عزوز اليوم مع السواق ملف ديمة.. في الوقت اللي عائشة بعدها مو مصدقة بعد إن ديمة وافقت أصلا.. ووصول الملف أكد لها.. عائشة اللي رفعت عينها تفاجأت بشدة من منظر ديمة المختلف 180 درجة.. كانت ديمة تنزل الدرج بتردد وهي لابسة عباية مسكرة، وشيلة مثبتة على رأسها... وبدون نظارة.. ديمة مرت من جنب عائشة اللي فاتحة فمها مذهولة وهي تقول بخجل: يمه بلا تعليق بليز.. وإلا بأرجع أفسخهم .. عائشة ابتسمت ابتسامة واسعة صافية وهي تقول: قدامي على السيارة يا أم المواعيد الدقيقة.. ******************* سعود بعد ماوصّل دانة للبيت ماقال لها ولا كلمة.. كأنها غير موجودة في الغرفة.. تحمم.. بدل ملابسه.. ولبس لبسه العسكري وطلع لدوامه اللي راح يكون يومين متصلين.. يعني ماراح يرجع إلا بعد بكرة في نفس الوقت.. دانة اللي كانت تشوف حركته المتوترة في الغرفة.. أعتصمت بصمت مدروس.. وهي تقلب في كتاب بيدها تدعي الاستغراق به.. لين طلع وسكر الباب بهدوء وراه عقبها تنهدت دانة بعمق.. رمت الكتاب من يدها وسندت رأسها على الكنبة بهم كبير سعود قبل يطلع.. مر على غرفة محمد.. اللي ماطلع من غرفته من يوم أمس.. إلا للمسجد ويرجع.. حتى الأكل مارضى يأكل شيء.. دق الباب دقة واحدة.. فتحه ودخل.. كانت الغرفة غارقة في ظلام ولدته الستاير الثقيلة على الشباك.. سعود قرب من الستاير وفتحها.. عشان يسمح لأضواء العصر الناعمة بالدخول.. محمد بصوت مكتوم من تحت الغطاء: مها.. سكري الستاير وأطلعي.. سعود قرب من سرير محمد وجلس عليه، وهو يسحب الغطاء من رأس محمد.. سعود انفجع وحس قلبه شظايا متفجرة... وهو يشوف وجه محمد المتورم من البكاء.. نط سعود واقف من قوة الانفعال وهو يقول: أنا ولد أبي!!!!!.. تبكي يا أخيك؟؟ أفا ياذا العلم.. محمد جلس على سريره وهو يمسح وجهه: خلاص يا سعود باح سدي.. ماعاد فيني قدرة أكتم أكثر من كذا.. سالم استعمى من سبتي.. سالم استعمى من سبتي سعود قعد جنبه وهو يحضنه بقوة: أفا عليك يامحمد.. استغفر ربك... اللي صار لسالم مكتوب له قبل مايولد حتى.. ما انت اللي بترد قضاء الله المكتوب.. محمد بصوته المبحوح: ونعم بالله.. بس الله عز وجل يسبب الأسباب.. وانا كنت السبب ********************** عبدالله وجواهر صاروا في شاليه عبدالله بالخور.. عبدالله متوتر كيف يوصل خبر سفره للعراق لجواهر هو قرر مايقول لأحد نهائي إلا لجواهر.. مايقدر يخبي عليها موضوع مثل هذا.. لكنه أجل أخبارها لحد بكرة.. لما يرجعون للدوحة.. جواهر طلعت تبي تصلي المغرب.. في الوقت اللي عبدالله خلص صلاته وطلع للشاطى.. جلس على الكرسي الطويل المبطن وتمدد وهو يتامل في البحر والدنيا اللي بدت تعتم شوي شوي.. جواهر طلعت تدور عبدالله كان الجو بارد... تهب خلاله نسمات البحر المحملة بنسائم باردة.. عبدالله متمدد وعيونه مسكرة.. طالعته جواهر للحظات بحب كبير.. رجعت داخل.. جابت بطانية وغطت فيها عبدالله.. وجات تبي ترجع في الوقت اللي حست بيد باردة قوية تمسك بيدها عبدالله اللي عيونه بعدها مسكرة يقول لها بعمق: تعالي جنبي حبيبتي.. جواهر قربت منه.. جلست على الكرسي حطت رأسها على صدره و تمددت جنبه بعد ماوسع لها وحضنها بقوة وهو يغطيها معه ببطانيته.. لفهم صمت مهيب ساحر لعدة دقائق.. وكل منهما يستمتع بقرب الآخر لدرجة العجز عن إيجاد كلمات تناسب جلال الموقف.. عبدالله اول من كسر الصمت وهو يقول بعمق مهيب: جواهر أعرف أنه أحنا من أول زواجنا تجنبنا التكلم في الموضوع.. بس أعتقد أنه لازم نتكلم حتى نصفي كل شيء بيننا......... جواهر ياترى سامحيتني بالكامل.. أو قلبج بعده فيه شيء علي؟؟ عبدالله حس بجسد جواهر وهو يتصلب في حضنه.. لكنه كمل بذات العمق: جواهر لا تعتقدين أن أي إجابة أنتي بتقولينها.. مهما كانت قاسية أو غريبة إنها راح تأثر على عمق مشاعري ناحيتج أنا يكفيني أني صرت أعرف وش كثر تحبيني.. وأي شيء ثاني ممكن نتجاوزه سوا.. جواهر جسدها يرجع يستكين في حضن عبدالله.. وذراعها تشد احتضانها لخصر عبدالله وتقول بعمق مذهل: عبدالله سمعت قصيدة نزار قباني (ما أحلى الرجوع إليه) اللي غنتها نجاة الصغيرة... هذي القصيدة هي أفضل تعبير عن حقيقة مشاعري.. مادام التعبير يخونني حمل الزهور إليّ.. كيف أرده؟ وصباي مرسوم على شفتيه ماعدت أذكر والحرائق في دمي كيف التجأت أنا إلى زنديه خبأت رأسي عنده وكأنني طفل أعادوه إلى أبويه حتى فساتيني التي أهملتُها فرحتْ به ..رقصتْ على قدميه سامحتُه وسألتُ عن أخباره وبكيت ساعات على كتفيه وبدون أن أدري تركت له يدي لتنام كالعصفور بين يديه ونسيت حقدي كله في لحظة من قال إني قد حقدت عليه؟ كم قلت إني غير عائدة له؟ ورجعتُ..ما أحلى الرجوع إليه عبدالله أحس بالانفعالات تجتاحه بعنف وهو يستمع للشعر المنساب كرقرقة مياة الجداول وزقزقة العصافير من بين شفتي جواهر بنبرة صوتها الساحرة المؤثرة العميقة.. زاد من احتضانه لها وهي تكمل بذات العذوبة: عبدالله أنت كنت ومازلت وبتظل الرجل الوحيد في حياتي.. عقبك ماملا حد عيني.. لحد مارجعت أنت ومليتها مرة ثانية.. حتى وانا أكرهك.. كنت أقارن كل رجل فيك.. وأجدهم كلهم خسرانين مقارنة عمرها ماكانت في صالحهم من البداية.. عبدالله حس أنه فعلا الكلمات تخونه.. وهو يحس بعظم كرم الله عليه.. اللي رجع جواهر لحياته عقب مرور هالسنين.. رفع وجهها له بحنان ذايب.. وطبع قبلة عميقة على شفايفها في الوقت اللي كانت رائحة أنفاسه المعطرة أبدا تخترق رئتي جواهر إلى أقصى حويصلاتها الهوائية.. وهو يقول لها بشجن عميق: أنا أعشقك.. ولو فيه شيء فوق العشق والهيام والغرام والوله والحب.. أكيد أنه حبي لج.. **************** منيرة تدخل على سالم في غرفته.. بعد ماطلع من العناية لغرفة عادية.. كان عنده علي بروحه.. بعد ماتعب محمد وجاء سعود وشاله للبيت من يوم أمس منيرة دخلت على علي.. وأشرت له يجي عندها.. وعقب همست له: أبي أكلم سالم بروحه.. سالم كان قاعد السرير والسرير مرفوع لوضعية الجلوس.. يد سعود اليسار المكسورة كانت معلقة في رقبته.. شكله متعب.. شعره ولحيته محتاجين ترتيب.. بصوت حزين: علي أنا سمعت الباب انفتح.. من اللي جا؟؟ بس علي مارد عليه.. سالم يحاول يدقق السمع.. لحد الحين مازال يحاول تقوية حاسة السمع التي تصبح أهم حواس الضرير.. سالم بتوتر: من اللي هنا.. منيرة قربت بتوتر.. وحالة سالم قلبت حالها من النقيض للنقيض.. حتى أصبح من الصعب توقع تصرفاتها.. جذبت الكرسي وجلست جنب يد سالم اليمين.. حطت يدها بهدوء على يد سالم اللي كانت ترتاح جنبه.. سالم أنتفض لما حس بملمس اليد الناعمة.. وسحب يده بقوة..: من؟؟ منيرة بهدوء رغم أنها كانت تذوب من التوتر والخجل والانفعال: أنا.. منيرة.. ليه فيه وحدة غيري ممكن تسمح لنفسها بالتعدي على شيء لي.. سالم توتر من جرأتها الأقرب للوقاحة..: هلا منيرة.. أشلونس؟؟ منيرة بود: إذا أنت طيب أنا طيبة سالم بحزن: طيب إن شاء الله.. منيرة بتردد وهي تقرر تطرق الحديد وهو ساخن: سالم ممكن أعرف معنى الكلام اللي قلته لأبوي.. أنت تبي تطلقني؟؟ سالم بهدوء: أشوف أن هذا هو الحل الأنسب لنا كلنا.. منيرة بذات هدوءه: إذا هو الأنسب لك فهو مهوب الأنسب لي.. سالم بقسوة: أخر ما تحتاجينه أنتي أنس تكونين خدامة لأعمى.. وأنا بأجيب لي خادم يخدمني.. يوديني ويجيبني مثل كل العميان اللي أشوفهم.. منيرة انجرحت بعمق.. تنهدت: مالك حق تقرر نيابة عني.. أنا مستحيل أخليك.. لمعلوماتك أنا قلت لأبوي يقول لكل الناس أنه خلاص أنا صرت زوجتك من الحين.. وبنرجع لبيتك عقب ما تطلع من المستشفى بالسلامة.. بس أبوي ينتظر أنك تأكد على كلامي عشان يتمم.. سالم المصدوم: أنتي أكيد مجنونة... منيرة بهدوء: أنا مجنونة لو خليتك تطلقني.. سالم بغضب: يا بنت الحلال.. أنتي ما تفهمين .. أقول لس ما أبغيس.. ما أبغيس.. وعقب كمل بسخرية مريرة: وبعدين مهوب أنتي اللي كنتي تبين الطلاق.. علي قال لي ببراءة: يا سبحان الله اللي يشوف خوف منيرة عليك.. مايقول إنها كانت تبكي دم قبل أسبوعين تبغي الطلاق منك.. منيرة شهقت وفي نفسها (الله يخسك يا عليان ما أطول لسانك) وسالم يكمل بغضب: يعني قبل لما كنت رجّال كامل.. ما كنت عاجبس.. والحين وأنا نص رجّال.. حليت في عينس.. أنا ما أبي شفقة حد.. خلي شفقتس لرجالس اللي بتاخذينه والطلاق بأطلقس.. أصلا موافقتس غير ضرورية.. أنا يومين باطلع للمستشفى.. واول مشوار قبل أروح بيتي بيكون للمحكمة عشان أطلقس منيرة خذت نفس عميق واستجمعت كل شجاعتها وقالت: وانا ماراح أسمح لك تطلقني.. سالم بثورة: واشلون بتغصبيني؟؟ أعتقد أنه حتى لو كنت أعمى.. الطلاق في يدي مهوب في يدس..يعني مخي مافيه شيء عشان تحجرين على قراراتي.. منيرة بهدوء: لا تجبرني ياسالم أسوي شيء يجبرك.. ويخليك توافق تتمم زواجنا غصبا عنك.. |
رد: (بعد الغياب) سالم بثورة: واشلون بتغصبيني؟؟ أعتقد أنه حتى لو كنت أعمى.. الطلاق في يدي مهوب في يدس..يعني مخي مافيه شيء عشان تحجرين على قراراتي.. منيرة بهدوء: لا تجبرني ياسالم أسوي شيء يجبرك.. ويخليك توافق تتمم زواجنا غصبا عنك.. سالم ضحك ضحكة قصيرة: تدرين ضحكتيني وأنا مالي خاطر أضحك... قومي يا بنت الحلال لبيتس.. وانتظري ورقة طلاقس.. منيرة بثقة: أتحداك تسويها.. سالم توتر من ثقتها بنفسها أخر شيء يبغيه أنه يجبر وحدة تكرهه على العيش معه بسبب شفقتها عليه: ممكن أعرف سبب ثقتس اللي تبط الكبد ذي.. منيرة بهدوء: تدري وش بأقول لابوي ولعليان.. أول ما أطلع من الغرفة.. لو أنت ما ناديت أبوي وقلت له أنك أنت اللي تبي انه احنا خلاص نتمم زواجنا.. سالم بحذر وهو يشعر بمصيبة جاية له: وش بتقولين؟؟ منيرة بخجل حاولت تغليفه باكبر قدر من الثقة: باقول لهم أنك جيت للبيت مرة مافيه إلا أنا.. وانت عارف الباقي وأنك الحين تبي تخون فيني.. وتخليني.. وأنه الحين مستحيل حد يرضى فيني عقب اللي أنت سويته فيني.. سالم المصدوم: أنتي أكيد مجنونة.. فيه بنت عاقلة تقول كذا على نفسها.. منيرة بهدوء: أنا قلت لك أنا مجنونة لو خليتك تطلقني.. سالم بغضب: بأطلب يسون لس فحص.. عشان يثبتون براءتي منيرة بثقة: ماراح تسويها.. لأنك عارف أن مجرد إجراء فحص لي هو فضيحة بحد ذاته.. وانت ماترضاها لزوجتك وبنت عمك.. وخصوصا أنك عارف أن الدوحة صغيرة وما أسرع ما تنتشر الفضايح والاشاعات.. وعقب كملت : هاه أنادي أبوي تقول له أنك موافق.. أو أطلع له واحكي له الفيلم الهندي اللي أنا ألفته.. سالم بقهر: ناديه.. بس والله يامنور أن ذنبس على جنبس.. ولا تقولين أني ماحذرتس.. بأسود عيشتس.. لين أنتي بروحس تقولين طلقني.. منيرة بفرح: كيفك إن شاء الله تذبحني ونطت تنادي أبوها لسالم اللي كان مولع من فرض منيرة لقرارها عليه.. في الوقت اللي منيرة كانت تحمد ربها لنجاح مخططها.. لأنها أصلا كان مستحيل تقول لأبوها وأخوها الكلام الوقح اللي قالته لسالم... لكنها أعتمدت على انها تتكلم بثقة قدام سالم وتقنعه أنها ممكن تسويها.. ولو أنه كان أصر على الطلاق وقال لها تقول لأهلها اللي هي تبي.. ماكان قدرت منيرة تسوي شيء من أساسه أو حتى تقول لهم حرف.. وكان سالم طلقها.. ********************* في الليل في غرفة دانة وسعود.. دانة مع هواجسها وحزنها من تغير أحوال سعود اللي هي مو عارفة سببها..... ليس مجرد تغير بل هو انقلاب جذري.. ليش ياربي كذا؟؟ لها يومين ماشافت سعود إلا مرتين وفي كل مرة يكون معصب.. وماراح يرجع إلا بعد بكرة.. قضت الليل وهي تفكر..وتفكر.. وتعيد ترتيب ملابس سعود بدقة وحنان.. في محاولة للتغلب على شوقها القاتل له.. ********************** ثاني يوم عبدالله وجواهر في شاليه عبدالله في الخور عبدالله بعده نايم من عقب ماصلى الفجر.. جواهر قامت قبله لبست.. وسوت الفطور.. ورجعت له.. تمددت جنبه وهي جالسة نص جلسة.. ميلت عليه.. ونفخت بنعومة على وجهه.. عبدالله يحرك يده قدام وجهه كأنه يبي يهش اللي ينفخ عليه.. جواهر ابتسمت ورجعت تنفخ هالمرة على خصلات شعره المتطايرة على جبينه: عبدالله هالمرة أنت اللي كسلان.. قوم حبيبي عشان تفطر.. عبدالله فتح عيونه وهو مبتسم.. يطالعها بفستانها البحري الحرير اللي كان لايق على لون بشرتها الناعمة مد يديه ودخل أصابعه بحنان في شعرها.. ونثره على أكتافها وهو يقول بكسل: شعرج يأخذ العقل... بس ياليت ماتقصينه.. أنا أبيه طويل.. جواهر بود وهي تأخذ تمسك بيده المتخلله شعرها وتحضنها بحنان: زين قلت لي.. لأني كنت ناوية أقصه.. عبدالله بذات النبرة الكسولة المحببة: لا تكفين لا تقصينه.. بس تدرين جواهر وش في خاطري؟؟ جواهر وهي تميل تقبل جبينه وتقول: شنو حبيبي؟؟ عبدالله بابتسامة ناعسة مثيرة: الأخضر هذاك بعده في خاطري.. الله يلعن يباس الرأس بس.. كل ما أتذكر شكلج فيه.. أحس النمل يمشي بجسمي كله.. جواهر بود مغلف بالخجل: صدق أنك ماتستحي أنت ونملك.. وعقب كملت بود: بس ولا يهمك اليوم لما أرجع.. أوديه اللاندري وبكرة ألبسه لك.. عبدالله تنهد وهو يتذكر أنه بكرة بيكون في مكان ثاني بعيد عن حضن جواهر.. حضنها بعنف حاني مستميت: لا حبيبتي الأخضر هذاك مثل ماكان له ذكرى خاصة ليلة زواجنا.. أبيج تلبسينه في ذكرى مرور سنة على زواجنا إن شاء الله ..عشان فعلا يظل خاص.. جواهر بحب: ولا يهمك.. إن شاء الله.. إن الله كتب لنا عمر تنهد عبدالله: إن الله كتب لنا عمر ********************* دانة مع صديقتها الدكتورة تهاني وقت استراحة الأطباء.. الدكتورة تهاني قدمت انتداب للصحة المدرسية عشان تروح مع دانة .. تهاني بمودة وعيارة: عشان تعرفين غلاج.. باروح انتداب وراج.. وبكرة كلنا بنداوم هناك.. دانة بتحسر: انتداب شهرين وترجعين.. وأنا باقعد هناك بروحي. تهاني بعيارة: المهم حبيب القلب راضي.. دانة بحب: فديت روحه.. رضاه عندي بالدنيا كلها.. آه... اشتقت له، من أمس في الدوام وبيقعد لين بكرة.. وش بيصبرني لبكرة؟؟ وعقب كملت بتوتر: ولو أنه ذا الأيام مزودها شوي علي.. تهاني بالفضول الانثوي: ليه وش صاير دندون؟؟ دانة بتوتر: أحس أنه صاير يتصيد لي أي خطأ.. يبي يقعدني في البيت.. تدرين هذي مشكلة الرجّال لاعرف غلاه.. عشانه صار يعرف أنا وش كثر أحبه.. وما أقدر على زعله.. صار يتقعد لي على الوحدة.. وأنا والله خايفة نتزاعل تهاني... أنتي تعرفيني.. وحدة عنيدة..وكله ولا شغلي وانا أحس أن سعود بدأ يختبر صبري.. يعني هو قاعد يشد وأنا أرخي.. مع أن هذا مهوب طبعي.. (وكملت بابتسامة) بس يضرب الحب شو بيزل.. على قولت كاظم.. تهاني برقة: وه...فديت اللي يحب بس.. انتي حاولي تكسبينه بالسياسة.. ودام هو يحبك.. ماراح تكون مشكلة.. دانة تنتهد: المشكلة تهاني انا حاسة انه فيه شيء موتره من فترة.. يعني احيانا قاعد معي ونكون نسولف مبسوطين.. احس نفسيته انقلبت.. صار فيه قلق وتوتر وترقب غير مفهوم.. احس ان هذا القلق هو اللي مأثر على نفسيته ومخليه عصبي بزيادة ذا اليومين.. انا صرت متخوفة وقت الرجعة من الدوام لا يكون موجود.. لاني اخاف يقلبها ساحة حرب. لا واللي زاد.. انا بعد متوترة ونفسيتي تعبانة صار لي كم يوم ما اعرف ليه.. حتى دورتي الشهرية تلخبطت من سبة التوتر.. مع انها كانت منتظمة مثل الساعة.. تهاني عيونها لمعت ببريق عجيب: متى كانت أخر دورة جاتك.. دانة بلهجة عادية: قبل زواجي بكم يوم تهاني نطت مثل المفزوعة لشنطتها ورجعت وهي شايلة علبة مستطيلة نحيلة وهي تقول بجدية مخلوطة بالعيارة: تدرين أنج أغبى طبيبة في تاريخ البشرية.. وش خليتي للجهلاء..؟؟ قال من التوتر تلخبطت دورتها.. قومي أخذي وفزي للحمام.. دانة باستغراب: وش ذا؟؟ تهاني بسخرية: اختبار حمل ياحظي.. خبرج ما أتحرك من البيت من غيره.. عقب ما انلسعت أربع عيال في أربع سنين.. كل مارحت أبي أركب لولب قالوا لي حامل.. لحد ماصارت عندي حالة رعب مستمرة الله يحفظ عيالي لي... ولايعاقبني على كلامي وعقب كملت وهي ترقص حواجبها بخبث: خبرج أبو العيال طاقة طبيعية خلاقة.. دانة مدت يدها وخذت الاختبار وتهاني مازالت تتكلم.. و توترت بفرح خيالي متسع بلا حدود.. وهي تتخيل أنها ممكن تكون حامل طفل يهدي الوضع بينها وبين سعود ويقربهم أكثر من بعض.. طفل من حبيبها سعود سعود صغير ومع وصول تهاني لجملتها الأخيرة حمر وجه دانة : استحي تهاني.. بعدين ما تخافين تطسين أبو تركي عين.... تهاني بلعانة: شنو استحي بعد؟؟ وأقص يدي لو ما كنتي حامل.. وبعدين أنا شفت سعودوه البارح وهو واقف ينطرج.. شكله أبو الطاقة الخلاقة وأمها.. دانة غطت وجهها من وقاحة تهاني وهي تقول: الله أكبر عليش.. الله أكبر عليش.. لاحول ولاقوة إلا بالله وتركتها وهي شايلة الاختبار ورايحة الحمام.. في الوقت اللي تهاني عند باب الحمام واقفة تتحرقص ******************* نجلاء في بيت دلال.. دلال استقبلتها بمودة كبيرة.. وكانوا جالسين كلهم.. نجلاء وأم جاسم وبناتها الثنتين.. ودلال.. وكان باين على أم جاسم وبناتها الترقب.. بعد القهوة والسوالف... نجلاء طلعت الظرف من شنطتها بمودة: وعطته لدلال: وقالت تفضلي دلال هذا مهرج من عند ماجد.. دلال صُعقت والكلمات جمدت على شفايفها (أي مهر؟؟) في الوقت اللي بنات عمتها.. نطوا من أماكنهم يبوسون فيها.. ويقولون: ألف مبروك دلول تستاهلين والله.. وكملوا بعيارة: ياحظج واحد استخدام أول.. لا مطلق ولا أرمل.. دلال لحد الحين مو مستوعبة اللي يصير.. ونجلاء اللي كانت متوترة انبسطت لما شافت بنات عمتها يباركون كأنه كان عندهم خبر في الموضوع ( وأنا اللي ظلمت مجودي المسكين حسبته ألف سالفة موافقة دلال) واللي نجلاء ماتعرفه وكلهم مايعرفونه.. أن ماجد استخدمهم كلهم في مخطط دقيق كل وحدة منهم لها دور فيه.. مخطط اعتمد على توقع ردود الافعال بدقة.. ولو أن ردود الافعال اختلفت.. كان مخططه كله فشل أولا اتصل بدلال وأربكها بعقد مقارنة بينه وبين زوجها.. خلى أفكارها تتشوش.. ثانيا: أتصل في أم جاسم وقال لها إن دلال بلغته بمسج تلفون عن موافقتها.. بس لأنها خجولة.. رجعت غيرت رأيها.. وعقب رجعت بعثت له مسج و وافقت.. وقال لأم جاسم أنه مايبي يعطيها مجال ترفض بعد ماوافقت.. وإن نجلاء راح تجيهم بكرة بمهر دلال.. فياليت تكون موجودة هي وبناتها ومايقولون لدلال شيء لين تعطيها نجلاء المهر.. عشان مايحرجونها.. وطبعا أم جاسم ماخطر ببالها إنه ممكن يكون اختلق وألف الحكاية هذي كلها.. فسوت اللي هو قال بحسن نية.. عقبته الوحيدة كانت نجلاء لأن نجلاء كانت ذكية في إطار مخطط لم يكن بالذكاء الكافي.. فكانت أخر من اتصل فيه.. وخلا الكذبة بسيطة عليها.. وهي طبعا مستحيل تكذب أخوها الكبير.. فكرة ماجد فعلا ماكانت ذكية.. بل هي للغباء أقرب..وهو كان عارف هذا... لكنه كان مستعجل للوصول لدلال.. وأعتمد على أن خجل دلال.. وحسن نية أم جاسم.. وثقة نجلاء فيه هم ماسيتكفل بباقي المهمة وفعلا دلال انخرست وهو تشوف المهر بحضنها والناس يباركون لها.. وهي ما تقدر تقول شيء.. وبداخلها غضب عارم على ماجد وعلى خجلها اللي منعها من الصراخ: ما أبي أتزوج ياناس.. |
رد: (بعد الغياب) عبدالله وجواهر رجعوا للدوحة من الخور.. عبدالله يستعد لأخبار أولاده والناس كلهم أنه مسافر في رحلة عمل ولأخبار جواهر بوجهته الحقيقية: العراق ماجد حصل على موافقة دلال بالحيلة.. وأم جاسم قررت تكون الملكة في أسرع وقت.. وماجد قرر أنها تكون ثاني يوم الصبح عشان عبدالله يشهد على عقد زواجه قبل يسافر.. سعود مازال في دوامه وماراح يرجع قبل بكرة.. ما أتصل حتى في دانة اللي جرحها بعمق تجاهله لها.. رغم أنها ماسوت أي شيء يستاهل عصبيته وغضبه المتزايد.. وكم في هذا الغد من أحداث... سفر عبدالله زواج ماجد رجعة سعود سالم في غرفته بالمستشفى عنده منيرة بعد ماقرر علي يرجع للبيت يتحمم ويرجع.. وهي تظل عنده لين يرجع علي.. وخصوصا أنها أصبحت زوجته بشكل رسمي.. سالم بفوران غضب عالي: ممكن أعرف وش اللي مقعدس هنا..؟؟؟ ليش ماتروحين تذلفين لبيتس..؟؟ منيرة بهدوء: أنا مثل جحا، جحا قالوا له وين بيتك يا جحا؟؟ قال لهم: بيتي اللي فيه مرتي.. وأنا أقول بيتي اللي فيه سالم رجّالي حبيبي.. سالم بغضب: حبتس قرادة يا شيخة.. أنا مثل ملاغتس وقلة حياس ما شفت.. منيرة خلاص حطت أعصابها في ثلاجة... وقررت انها ماتزعل نهائي من أي شي يقوله.. وتكون مستعدة لأي كلام مهما كان قاسي وجارح.. ومن ناحية ثانية.. قررت أنها ما تعامله كرجل عاجز يحتاج للمساعدة والشفقة.. لكن تعامله كند.. حتى تمحي من رأسه فكرة الشفقة (حتى وإن كانت هي السبب الحقيقي اللي خلاها تسوي ذا كله) منيرة قالت بابتسامة: توني دريت أنك قرادة.. لأني ما أرضى حد يحبني غيرك.. سالم قرب ينفجر منها (هذا وإحنا أول يوم) سالم ما تعود يكون لئيم أو قاسي.. بس منيرة حدته على هالتصرفات الغير نابعة من شخصيته الهادية اللطيفة: أنتي يا بنت الناس تبين تجلطيني.. ريقي نشف والله العظيم.. قالها وهو يمد يده يدور زجاجة الماي اللي جنبه.. منيرة قربتها منه بدون مايحس.. عشان يلاقيها بنفسه بدون مايحس إنها هي اللي عطتها إياها.. شرب شوي وعقب قال: علي متى بيجي؟؟ منيرة بعيارة: أفا حبيبي مل من قعدتي.. سالم بعصبية: كلمة حبيبي ذي ما أبي أسمعها على لسانس منيرة : والله أنا أقول اللي على كيفي.. أنت بعد تبي تتدخل حتى رجّالي حبيبي أشلون أناديه.. سالم في نفسه (اللهم طولك ياروح) ****************** على العشاء في بيت عبدالله.. عبدالله بمرح هادئ: هدوء.. إعلان هام الوجوه الثلاثة على المائدة ركزت نظرها على وجه عبدالله بترقب: أنا بكرة مسافر رحلة عمل.. 3 أيام وراجع إن شاء الله.. الخبر اعتيادي جدا... بالنسبة لعبدالعزيز ونوف اللي قالوا بمودة واحترام: تروح وترجع بالسلامة إن شاء الله لكن جواهر شعرت بالتوتر: يعني ماقلت لي قبل.. وبالنسبة للموضوع اللي أنت قلت لي أنك بتخلصه خلال هذا الأسبوع.. أيش راح يصير عليه؟؟ عبدالله بثقة: مثل ماوعدتج.. العيال مهوب فاهمين حكي الألغاز هذا... وجواهر تصاعد توترها... بعد أقل من نص ساعة.. في غرفة عبدالله وجواهر جواهر بتوتر وقلق عارم: عبدالله شنو سالفة هالسفرة؟؟ وعبدالعزيز نسيته؟؟ أنت مو عدتني أنه إن شاء الله راجع هالأسبوع.. عبدالله بثقة: وأنا عند كلامي.. جواهر بتوتر: أشلون وانت مسافر؟؟ عبدالله بهدوء: حبيبتي أنتي عارفة أكيد أنه الوضع في العراق صار أحسن بكثير.. والأمن وضعه أحسن.. حتى الحين فيه شركات كثيرة صارت تسوي بيزنس هناك.. جواهر بنفس التوتر: عبدالله أنا متابعة الأخبار.. واعرف هذا كله.. بس أنت ليش تقوله لي.. عبدالله بثقة مغلفة بالحنان: يعني موب لازم أنه أي حد بيسافر العراق لازم أنه بيصير له شيء.... عبدالعزيز كان حالة شاذة وليس قاعدة.. جواهر بذكائها.. ما أحتاجت أكثر من كذا.. عشان تحس بألم مبرح يخترقها مثل رمح أخترق صدرها بوحشية لينفذ من كامل جسدها ساحبا معه روحها المفجوعة وأنفاسها المستهلكة ليقذف بهما إلى بعد سرمدي لا ملامح له عبدالله أنت مسافر العراق؟؟؟ ******************** في بيت أبو فهد.. أم فهد وبنتها موزة اللي توها واصلة من برا قاعدين في مجلس الحريم... موزة بحزن: يمه نورة أشلونها اليوم؟؟ أم فهد بحزن أكبر: على حالها.. موزة بألم: يعني لا تكلمت ولا كلت.. ولا حتى بكت.. أم فهد بصوت متغرغر بالدموع: ياحي بنتي... ما كنها بنورة نفسها.. كنها وحدة ثانية ما أعرفها.. نورة اللي كان ضحكها طول اليوم تارس البيت.. الحين حتى الحرف مايطلع من ثمها.. طول اليوم قاعدة في غرفتها.. بس تصلي الفرض وتقرأ قرآن.. ثم ترجع تجلس مثلها مثل الكرسي اللي هي قاعدة عليه.. لاترد على أحد.. ولا تكلم أحد.. موزة تصبر امها بيأس: لا تخافين عليها يمه.. إن شاء الله عبدالعزيز يرجع.. وترجع نورة الأولية.. هذا من صدمتها بس.. أمها بحزن: يا خوفي عبدالعزيز ما يرجع.. والبنية تستخف.. ***************** عبدالله حاضن جواهر اللي بكت بانهيار موجع مفجع على صدره.. ويقول لها بحنان: حبيبتي أنتي البكاء عندج هواية..؟؟ جواهر بين شهقاتها: وش أسوي إذا أغلى الناس على قلبي مايهون عليهم إلا يذبحوني.. حرام عليك عبدالله تسوي فيني كذا.. عبدالله وهو يشدد من أحتضانه لجواهر ويطبع قبلة حانية على شعرها: حبيبتي 3 ايام بس وأرجع أنا وعبدالعزيز.. جواهر برعب: ياخوفي أنه ماحد منكم يرجع.. عبدالله بحنان: إن شاء الله بنرجع كلنا.. حبيبتي أنا أبيج قوية عشان نوف وعبدالعزيز.. ما أبيهم يحسون بشيء.. واللي صبرت على عذاب 17 سنة.. ماتقدر على 3 أيام.. جواهر بحزن حاد جارح: ماعاد القلب نفس القلب يا عبدالله.. ولا قوة التحمل نفسها.. وجود عيالي في حياتي.. ووجودك جنبي بقوتك وحبك.. أعفاني من التسلح بالقوة اللي ادعيتها طول حياتي.. عبدالله بحب: اعرف انج ماينخاف عليج يأم عزوز.. ومعدنج الذهب هو اللي بيحكمج في النهاية.. أبي أسافر وأنا مرتاح بالي عليكم.. جواهر وهي تتنهد: خل بالك يرتاح وتطمن علينا ولا تشيل هم..بس أنت أوعدني ترجع حبيبي.. كله بيد الله بس أوعدني لو مهما صار أنك ترجع لي.. عبدالله بحب وهو يحضنها أكثر وأكثر: أوعدج ياقلب عبدالله.. ***************** جبر قلقه متزايد على محمد هذي الأيام.. محمد أنقلب 180 درجة.. كأنه محمد ثاني.. وبعد خبر عمى سالم.. نفسيته أصبحت في الحضيض.. جبر يتصل في موبايله.. موبايله مسكر على طول.. راح يزور سالم يتطمن عليه ويشوف محمد اللي كان على طول معسكر عنده.. مالقى عنده إلا علي (عقب مارجعت منيرة للبيت).. سلّم وقعد شوي وتطمن على نفسية سالم اللي كان مؤمن حقيقي ومتقبل قضاء الله وقدره.. الشيء اللي ريح جبر من ناحية سالم.. (بس محمد متى بيرتاح بالي من ناحيته؟؟) رجع يتصل على موبايله لقاه مسكر عقب أتصل على خالد اللي قال له أن محمد مسكر على روحه في غرفته.. ومقاطع العالم.. جبر بقلق: زين أنا بكره باروح له في بيته.. تجي معاي؟؟ خالد بود: إن شاء الله.. نتقابل في مجلسهم بكرة ********************** في الليل متأخر.. دانة نايمة وسعود وصل من شغله.. بعد ما أستأذن.. لأنه حس أنه بينفجر مو قادر يكمل.. كان بيموت بيموت شوق ..يبي يشوف دانة.. من أمس ماشافها ولا سمع صوتها.. وطالع من عندها وهي زعلانة عليه.. الشيء اللي خلاه كأنه قاعد على مقلاة من التوتر والحزن.. وخصوصا أنه هو نفسه حاس بزعل عليها.. من ناحية عشان شغلها.. والناحية الأخرى هي الأهم الأهم الاهم.. واللي لو أنها انحلت.. كان انحل كل موضوع حتى شغل دانة... يسمع منها كلمة وحدة تأكد له إن في داخلها نفس مشاعره المتوهجة الملتهبة .. لأن إحساسه إنها يمكن ماتبادله مشاعره بدأ يأكل من روحه وأعصابه وتماسكه النفسي شيئا فشيئا أشلون أراضيها الحين؟؟ وأشلون أرضى عليها؟؟ دخل سعود على دانة بشويش..اللي كانت نايمة باستغراق كبير كالعادة هي آسرته الأبدية.. كل مرة يشوفها كأنها أول مرة لهفة وشوق ووجع.. قرب منها بحنان يبي يتمعن في ملامحها.. شاف الشيء اللي خلاه يحس كأن روحه ماتت.. انذبحت.. كأنه طُعن في أعمق أعماق روحه بسكين مسمومة.. دمعة دمعة مازالت تسكن محجر عينها.. (تبكين حتى وأنتي نايمة ياقلبي!!! وش سويت فيش يادانة؟؟ وش سويت؟؟) سعود مسك دانة من عضودها وهي نايمة، قعدها بقوة.. وحضنها بقوة أكبر ويديه حولها بحنان ورقة مذهلة.. وهو يقول سامحيني حبيبتي.. سامحيني دانة تفاجأت إنها تصحى من النوم تلاقي وجهها مدفون في صدر سعود اللي بعده ببدلته العسكرية.. شهقت بعنف.. فرح ووجع وحب وامل ولهفة.. وحاوطت رقبته بكل قوة.. وهي تقول: أخيرا جيت.. قلبي ذاب وأنا أنتظرك.. كل مرة أموت من شوقي في انتظارك.. بس هالمرة أنتظاري كان غير غير.. موجع وحاد وقاسي ومتلهف.. سعود بحب وهو يبعدها شوي ويطالع في وجهها بهيام..: بسم الله على قلبك يا قلبي.. وليش يعني هالمرة انتظارش غير؟؟ دانة بحب كبير : عشان عندي خبر لك غـــــــــــــــــيـــــــــــــــــــــــــر ... |
رد: (بعد الغياب) يعطيك العافيه عالموضوع |
رد: (بعد الغياب) سعود بحب وهو يبعدها شوي ويطالع في وجهها بهيام..: بسم الله على قلبك يا قلبي.. وليش يعني هالمرة انتظارش غير؟؟ دانة بحب كبير : عشان عندي خبر لك غـــــــــــــــــيـــــــــــــــــــــــــر ... سعود بتساءل: خير إن شاء الله... دانة رجعت شوي ورا وهي تتسند على رأس السرير بنصف تمدد وتقول بحنان: تعال سعود حط أذنك هنا.. وأشرت على بطنها.. سعود اللي مابعد استوعب تمام، لكنه حس.. قرب منها بالراحة وحط أذنه على بطنها وهو يقول وقلبه بدأ يرقع: وش فيه حبيبتي؟؟ دانة باستغراب مصطنع عذب: ما سمعت حد يقول بابا؟؟ سعود حس أنه عاجز عن مجرد التنفس من شدة الانفعال والفرحة المحلقة .. حس كأن كل الأكسجين اللي في العالم أخترق مسامات جسده لأبعد مدى من اتساع السعادة التي شعر بها.. (دانة حامل.. ولدي أنا ينمو في أحشائها.. ثمرة حبي لها) سعود ماعرف وش يسوي.. أو أيش يقول.. أو كيف يعبر عن فرحته.. كانت فرحته أكبر من تعبير.. شال دانة اللي تفاجأت بخفة.. وصار يدور بها في الغرفة وهو يصرخ بفرح مجنون: بأصير أب.. بأصير أب.. ودانة تصرخ بخوف: سعود تكفى نزلني.. نزلني.. يمه... خلاص.. حرام عليك.. بس هو ظل يدور بها لحد ماحس انه ممكن يتماسك ويتكلم فنزلها بالراحة على السرير عشان يحضنها بقوة بعنف بحنان، بحب لا نهائي ويقول لها: أنا أحبش... واحبش.. وأحبش.. ولاخر يوم في عمري أحبش.. الله لا يحرمني منش ولا من عيالنا.. ومن الحين أقول لش.. ياويلهم عيالش لو سووا مثل عيال ذا الأيام وقالوا (بابا) بأقطع العقال على ظهورهم خلهم يصطلبون ويقولون يبه.. وإلا أبو سعيد.. عادي تمشي الحال.. دانة تطالعه بحب كبير وتطبع قبلة رقيقة على خده وعقب تترك يدها ترتاح على خده وهي تقول: حرام عليك من الحين بتشتغل لهم شغل تخويف.. سعود بحنان وهو يشيل يدها من خده ويطبع في باطنها قبلة عميقة جدا: فديتهم.. هم بس خلهم يجون.. وانتي لا تتدخلين بيننا.. دانة برقة: خلاص طلعت من بينكم.. ******************* عبدالله صحى بدري شوي.. عشان عنده كم شغلة لازم يسويها... قبل موعد ملكة ماجد الساعة 10 ونص.. وقبل موعد طيارته اللي راح تكون الساعة 4 العصر.. كان يتحرك في الغرفة بشويش عشان مايصحي جواهر.. بس جواهر صحت.. وقعدت على حيلها.. وكانت تراقب عبدالله.. اللي كان قدامه أوراق يرتبها ويفرزها كانت دموع جواهر الصامتة تنساب على خدها.. وهي تراقب عبدالله بحب مؤلم.. وألم محب.. بتفتقده.. ماتقدر تقول غير إنها بتفتقده بوجع حاد منغرز في صدرها وروحها ووجدانها.. وستفتقد كل شيء فيه..كل شيء حركته.. كلامه.. حضوره..صمته.. حتى مجرد أنفاسه وهو نايم جنبها.. عبدالله رفع عينه شاف جواهر جالسة.. اجتاحته مشاعر فياضة.. عميقة..رائعة ومؤلمة وخيط متصل بين نظراتهم يتصل بإحكام.. والصمت يستحكم بينهم.. لأن مشاعرهم أصبحت أكبر وأعمق وأنضج من كل كلام وتعبير.. استمر الصمت واتصال النظرات الحانية المستعرة متصل لعدة دقائق.. قبل أن يقطعها عبدالله بوقفته بقامته المديدة وتوجهه ناحية جواهر بخطوات واثقة.. عبدالله وصلها وجلس جنبها قال لها بحنان مصفى: نفسي احضنج.. بس أرجوج لا تبكين.. جواهر رمت نفسها بحضنه.. وعبدالله حضنها بقوة.. بحنان.. برقة.. بعذوبة.. حضن مختلف لظرف مختلف.. عبدالله يهمس لجواهر: حبيبتي أوعديني.. جواهر ودموعها الصامتة مستمرة بالانهمار: بشنو حبيبي؟؟ عبدالله بحنان: أنه لو أنتي تحبيني فعلا.. ماعاد تبكين.. ولا تسمحين لذا الدموع الغالية إنها تنزل مرة ثانية.. خلاص حبيبتي أنتي جاج من الدموع ماكفاج.. تكفين أوعديني أنه ماعاد تبكين لو مهما صار.. الحزن بالقلب.. عمر الدموع ماكانت هي اللي بتخفف الحزن.. أوعديني تكون هذي أخر مرة تبكين.. أنا أبيج قوية عشاني.. جواهر وهي تمسح دموعها بكفوفها في حركة عذبة تشبه حركات الأطفال وتقول بثقة: أوعدك عبدالله.. اوعدك.. أنا عشانك مستعدة أضحي بروحي وأبيع عيوني.. فكيف بشوي دموع..؟!! عبدالله حس بالتأثر يجتاحه بعنف مهما قال أنها رائعة ومذهلة ونادرة الوجود.. وأنه مافيه مجال أكثر لروعتها.. لانها وصلت للحد الأقصى.. يكتشف كل يوم أشياء جديدة تعمق انبهاره فيها.. وتعمق من حبه الخرافي الأسطوري لها.. رجع يحضنها من جديد وهو يقول بعشق حقيقي: أحبج.. والله العظيم أحبج.. وتاكدي انه حبج بيظل محفوظ في أعمق مكان في روحي وقلبي ووجداني.. ***************** سعود صحا من النوم على صوت حركة دانة وهي تلبس سعود رفع رأسه وتسند على ذراعه وهو يقول بنعاس: وين بتروحين حبيبتي؟؟ دانة تلتفت عليه بود: باروح الشغل سعود.. اليوم يوم مباشرتي في الصحة المدرسية.. سعود نط واقف وهو يقول بصوت حاول أنه يكون هادئ: أنتي ناوية تداومين وأنتي حامل؟؟ دانة بحنان: وش فيها سعود؟؟ سعود بحنان: تعب عليش يا قلبي.. أنتي مهوب محتاجة لذا الشغل .. الخير واجد.. دانة بتوتر: وليه ياسعود أنت مفكرني أشتغل عشان محتاجة.. الحمدلله الخير واجد عندك وعند أبي من قبل.. الشغل هذا حاجة نفسية مهوب مادية.. سعود بهدوء: قدمي على إجازة لين تولدين.. ويصير عمر الولد وإلا البنت على الأقل سنة.. دانة برفض: لا ما اقدر.. وارجوك افهمني ولا تعصب علي.. أول شيء غصبتني أطلع من شغلي وأطلب نقل.. وافقت عشان أرضيك والحين يوم مباشرتي في شغلي الجديد... بدل ما أباشر عندهم.. أروح أقدم على طلب إجازة كلامك غير معقول .. ماأني أول وحدة حامل تشتغل.. خلني سعود فديتك أشتغل كم شهر.. عشان لو احتجت إجازة عقب يكون لي وجه أطلبها.. وبعدين ماشاء الله أمي وأمك كلهم بصحتهم الله يخليهم لنا... يعني بيساعدوني على البيبي وخصوصا أنه أول حفيد للثنتين.. مايحتاج سالفة الإجازة ذي... سعود اللي كان قاعد يستمع لها بهدوء قال لها بذات الهدوء: طبيعة شغلش نفسها متعبة... وقفة طول اليوم.. ومدنقة على المرضى.. يعني ضغط عليش.. دانة باستجداء: زين أنت خلني أجرب.. وانا أوعدك أني لو تعبت أني أقدم على إجازة.. سعود بتعب: أنا تعبت واجد من النقرة اللي صارت بيننا الأيام اللي طافت.. خلاص براحتش.. بس أبيش تعرفين أني ماني براضي بشغلش وانتي حامل.. دانة برعب: لا سعود تكفى.. لاتقولها كذا.. أشلون تبيني أروح وأنت تقول أنك مهوب راضي.. تكفى طالبتك.. رخص لي.. سعود غصبا عنه عشان خاطرها: خلاص روحي.. بس توعديني لو تعبتي أنش تقدمين إجازة.. دانة نطت بفرح تحضنه: أوعدك.. أوعدك.. **************** سارة ومنيرة يستعدون يلبسون عشان يروحون لسالم في المستشفى.. سارة اللي كانت تطلع لها ملابس من الدولاب لفت على منيرة اللي كانت جالسة على السرير تلبس جزمتها: منيرة منيرة بود: هلا سارة.. سارة بتردد: أنا عارفة أني قسيت عليس الأيام اللي فاتت واجد.. في خاطرس شيء علي؟؟ منيرة وقفت وتوجهت ناحية سارة وحضنتها من ظهرها: أنا ماجاني منس إلا أقل من جزاي.. أنتي اللي في خاطرس شيء علي؟؟ سارة لفت وجهها لمنيرة وحضنتها وقالت لها بحب: لا فديتس.. مافي خاطري شيء منيرة بعيارة : زين خلاص لاتسوين فيلم هندي ونقعد نبكي الحين.. استعجلي تأخرنا على سالم.. سارة بحنان: أنا بأقعد معس شوي عند سالم وعقب بأرجع لبيت سالم.. عشان أشوف وش قاصره.. وارتبه أنا والخدامات.. وأشوف غرفتكم الجديدة... لأنه سالم كان توه خلصها قبل سفره بيوم.. واشوف اللي قاصرها.. ثم أنقل ملابسس هناك.. لأنه سالم بيطلع من المستشفى بكرة إن شاء الله منيرة حست بتوتر كبير وهي تشوف أن حياتها الحقيقية مع سالم وفي بيته خلاص قربت.. بس سارة اللي كانت فاهمتها قربت من بشويش وحطت يدها على كتفها: لا تخافين منيرة.. أنا أعرف أنس سويتي ذا كله.. إحساس بالذنب وشفقة على سالم.. ولو أني ماني بعارفة أنه مشاعرس هذي كلها بتتغير إذا عاشرتي سالم وعرفتيه.. وبتصير حب حقيقي ما كان سمحت لس أصلا أنك تسوين كذا.. منيرة بود: خلاص ولا يهمس.. بأحب الغالي على قلبس إلى شوشتي.. بس خلصينا.. ****************** عبدالله أنهى ترتيب أوراقه.. نادى جواهر لجلسة الكمبيوتر.. فتح دولاب فيها.. يخبي خزنة وراه.. عبدالله بجدية: تعالي حبيبتي.. شوفي الخزنة هذي فيها كل أوراقي المهمة.. صكوك العقارات.. وأوراق المؤسسة.. وشهادات ميلاد العيال وجوازات سفرهم.. وفيها بعد أخر كشف لحسابي في البنك.. واخر كشف لعدد الأسهم اللي عندي وعند العيال.. بأعطيج رقمها وأحفظيه عدل.. والأحسن تسيفينه في تلفونج بأسم شخص لحد ما تحفظينه.. وعلى العموم أفضل يعرف كل شيء يخص العقارات واماكنها.. ومديرين شركات المؤسسة.. جواهر حست قلبها نزل في رجولها: عبدالله الله يهداك ليش هذا كله.. عبدالله بحب وهو يقبل رأسها: حبيبتي الأمر عادي.. أنا أصلا من زمان أبي أقول لج على الخزنة بس ماجات فرصة.. لا تصيرين حساسة.. جواهر لفت وجلست على الكنبة لأنها حست أن رجولها خلاص ماتقدر تشيلها.. عبدالله جلس جنبها بقلق: وش فيج حبيبتي؟؟ جواهر رفعت رأسها بابتسامة مصنوعة: مافيني شيء يومي قبل يومك.. وسندت رأسها على صدر عبدالله اللي حضنها بكل قوته وحنانه وعنفوانه..وهو يقول: والله بأرجع.. بإذن الله بأرجع.. ******************* سعود كان في الجبرة (السوق المركزي في الدوحة اللي ينباع فيه السمك والفواكة والخضروات) كان يشتري أغراض للبيت.. في الوقت رن موبايله طالع الشاشة كان اسم دانة يتالق على الشاشة رد سعود بحب: هلا حبيبتي.. صوت أنثوي غريب يرد عليه بحرج وقلق: السلام عليكم.. سعود حس بتوتر غير طبيعي: وعليكم السلام.. وين صاحبة التلفون؟؟ الصوت الأنثوي بقلق كبير: أنا صديقة دانة أم تركي.. ياليت تجي الحين احنا موجودين في مستشفى النساء والولادة.. سعود برعب متوحش: دانة وش فيها؟؟ تهاني بتوتر: مافيها إلا العافية.. إذا وصلت دق علي.. موبايل دانة معي.. عشان أقول لك وين احنا.. سعود سكر الموبايل.. وهو يحس بقلق قاتل.. وخوف موجع على دانة.. وقلبه بينفجر من تصاعد وتيرة دقاته المرعب.. (وش فيها؟؟ الصبح كانت طالعة مافيها شيء) |
رد: (بعد الغياب) في بيت جاسم في مجلس الرياجيل.. الملكة تمت على خير.. دلال كانت متوترة.. لكنها صلت صلاة الاستخارة أكثر من مرة من لما وصلها المهر أمس وماقدرت تعترض عليه قالت في نفسها.. يمكن الله يكون باغي لي الخير عشان كذا ما قدرت أعترض وانخرست.. وكانت بعد كل صلاة استخارة.. تحس براحة نفسية أكبر.. توكلت على الله.. وقالت: إن شاء الله ربي مايخيبني ماجد في المجلس يتلقى تهاني عبدالله وجاسم اللي كانوا شهود العقد.. ماجد كان محلق من السعادة.. وعبدالله جالس جنبه ويقول له بود كبير: أخيرا يابو فيصل دخلت القفص برجولك.. ماجد بعيارة: مابغينا ندخل هالقفص.. ماعاد باقي إلا أبكي تحت رجول السجان وأقول دخلني القفص تكفى.. عبدالله وقف وأستاذن ماجد بعزم: وين بتروح مسوي غداء في بيتي .. عبدالله بتوقير: جعله عامر.. بس أنت عارف أنه وراي سفر العصر.. ماجد بجدية: العصر تو الناس.. تغدى وعقبه روح المطار.. عبدالله بعيارة: يا أخي أنت عريس اليوم.. بس أنا بعد عريس مالي كم أسبوع.. خلني أروح لأم عزوز.. ماجد باحترام ومودة وهو يحضن عبدالله: الله لا يغير عليكم.. وتروح وترجع بالسلامة.. بعد ماراح عبدالله.. ماجد اتصل بنجلاء وقال لها بلهفة: أبي أشوف دلال.. نجلاء بعيارة: يمه مافيك صبر.. العشاء الليلة.. وبتشوفها.. ماجد بنفاذ صبر: مافيني صبر.. أبي أشوفها الحين.. نجلاء ميلت على دلال اللي كانت ميتة من الخجل والكل يبارك لها..: ماجد يبي يشوفج... دلال برعب: لا نجلاء تكفين.. خلاص الليلة يشوفني مرة واحدة.. ماجد أصلا سمع رد دلال من التلفون المفتوح بيد نجلاء.. : هاه ماجد سمعت.. ماجد بطفش: اللهم طولك ياروح.. اللي صبرني 40 سنة بدون مره.. يصبرني كم ساعة.. بعدها نجلاء ميلت على أذن دلال: بعد أذنج.. أنا بس أبي أعزم صديقة وحدة لي.. دلال بود وخجل: على راحتج نجلاء.. أنتي ما تستأذنين أحد.. احنا اللي نستأذنج.. نجلاء بابتسامة واسعة: أمي أكيد أنها دعت لمجود ليلة القدر عشان حظه يجيبج.. ماردت عليها دلال بغير ابتسامة خجولة.. *********************** سعود أعصابه متوترة والشوارع زحمة.. يبي يوصل بسرعة.. يحس إن كل دقيقة تمر تاكل من روحه شوي.. بيموت يبي يتطمن.. بس مستحي يتصل في المره اللي معها موبايل دانة.. يبي لين يوصل ويكلمها مرة وحدة.. ماصدق أن المشوار يخلص وقف سيارته قدام باب المستشفى ونط وخلى السيارة واقفة.. السيكورتي وراه: يا الأخو.. وقفتك ذي ماتصير.. سعود عطاه مفتاح سيارتك: تكفى خذ المفتاح ووقفها وين ماتبي وخل المفتاح عند مركز الأمن.. السيكورتي حس فعلا أن سعود وراه مصيبة، خذ منه المفتاح تفاعلا مع سعود وتعاطفا مع حالته المتوترة.. في الوقت الي سعود اتصل على موبايل دانة وردت عليه تهاني هالمرة ماكان بتوتر لكن بحزن عميق: أنا موجودة قدام غرفة الولادة.. سعود قلبه وقف.. (أي غرفة ولادة ودانة مالها شهر ونص حامل..) في دقايق كان واقف قدام تهاني اللي عرفها من البالطو الأبيض اللي هي لابسته مع نقابها.. تهاني مالحقت تلبس عبايتها.. وطلعت مع دانة في سيارة الأسعاف بالبالطو.. سعود الكلمات ميتة على لسانه: دانة وش فيها؟؟ تهاني بحزن: الله يعوض عليكم.. دانة سقطت.. سعود اللي حس بحزن عميق: المهم دانة أشلونها.. وإلا الحمل الله جاب.. والله خذ.. والله عليه العوض.. تهاني بذات الحزن: دانة زينة.. دخلت عليها من شوي. . بس موتت روحها من البكاء على الجنين اللي راح.. ياقلبي المسكينة مالحقت تفرح فيه.. توها عرفت أمس أنها حامل.. سقطت اليوم عطوها مهدئ عشان البكاء موب زين لها.. والحين نايمة.. سعود بحزن مخلوط بفرح: الحمدلله على سلامتها.. دانة عندي بألف ولد.. وعقب كمل باستفسار: إلا هي أشلون تعبت؟؟ تهاني بتحسر: كان عندها مريض طفل عمره 5 سنين.. الولد الله يهداه كان شيطاني زيادة عن اللزوم.. أول ماحطته أمه على الكرسي.. وشاف دانة قربت منه.. رفس دانة في بطنها.. المسكينة جات تبي ترجع.. بس الاستاند اللي عليه الأدوات.. كان مسحوب وراها.. فالولد رفس في بطنها لحد ماقال يا بس.. أمه هي اللي قالت لي.. كانت هنا توها راحت وبترجع.. سعود حس بألم يطعن روحه من كل ناحية.. وهو يتخيل ألم دانة وخوفها ورعبها على الجنين اللي في بطنها.. والولد يرفسها في بطنها.. (يعني كأنها شافت ولدها ينذبح قدامها.. وهي مهيب قادرة تنقذه..) سعود قرر يتصل بأمه يبلغها.. ياسبحان الله كان ناوي اليوم يبلغها بحمل دانة لمايرجع البيت.. يبلغها الحين بتسقيطها.. وأتصل على خالد عشان يبلغ هله بعد.. أم سعود وخالد كان تأثرهم بالغ وكبير أم سعود حزنت على حفيدها اللي ماكمل.. وخالد حزن على أخته الكبيرة الغالية.. ******************* دلال بعدها في بيت جاسم متوترة.. وقلقة نجلاء ميلت عليها وقالت بهمس: أشرايج دلال نروح لبيتج ترتبين أغراضج في الشنط وعقب نروح السوق نشتري لج شوي أغراض.. وبعدين نرجع البيت على وقت جية الكوافيرة.. أنتي تتعدلين وأنا اروح بيت ماجد أرتب أغراضج.. البيت أنا رتبته أمس وكملت بخبث: وحطيت لج شوي شغلات في الدولاب اشتريتهم البارحة لو ماجد شافهم يكون ماجاه نوم البارحة.. دلال كحت بحرج، وعقب قالت بصوت واطي: بيتي ممكن نروح نجيب أغراضي.. بس السوق مافيه داعي.. لانه أصلا كل ملابسي جديدة وحتى الشنط والجزم والعبايات والملابس الداخلية أنا اشتريتها بعد مافكيت الحداد.. كل ملابسي القديمة تصدقت بها.. حبيت أنسى أي شيء ممكن يذكرني فيه الله يرحمه.. نجلاء بابتسامة: يعني عروس جاهزة ماشاء الله.. ما أقول لج مجود أمي داعية له.. بس بعد لازم نروح السوق على الأقل تشترين فستان لليلة.. دلال بحرج: أي فستان؟؟ نجلاء برقة: ماعليه دلال حبيبتي لو كان كلامي بيضايقج شوي.. بس ماجد هذي أول مرة يتزوج.. نفسي أنه يشوف عروسته بفستان أبيض.. هو طبعا ماراح يكون فستان عرس بمعنى الكلمة.. بعد أذنج طبعا، ممكن نختار فستان ناعم وراقي يكون لونه أبيض.. دلال حاسة بفرحة نجلاء بأخوها وماحبت تكسر خاطرها: خلاص قومي نروح للسوق أول وعقب نرجع لبيتي.. أصلا شنطي جاهزة.. بس نشيلها.. ********************* الساعة 2 الظهر.. عبدالله يستعد لمغادرة بيته.. بس ينتظر عبدالعزيز اللي على وصول من المدرسة.. عشان يسلم عليه ويروح للمطار.. أفضل ينتظره برا.. وجواهر ونوف جالسين معه تحت في صالة البيت الرئيسية.. عبدالله يجلس بين جواهر ونوف.. عبدالله طالع بثوبه وغترته.. لأنه عارف أنه كثير من أهل العراق هذا لبسهم.. ففضل أنه يظل بثوبه وغترته.. جواهر تنظر له بثوبه الشتوي الداكن.. وغترته البيضاء.. كان طوال عمره استثنائيا.. وسيظل دائما في قلبها وعينيها وعقلها رهان الاستثنائية والعظمة التي لا تخسر.. كانت تنظر له بوله.. عشق.. احترام..دفق مشاعر لانهائي وغير محدود كانت تريد أن تحفر صورته الأخيرة في قلبها ومشاعرها.. لتحتفظ بهذه الصورة تصبرها عن غيابه الأيام القادمة عبدالله ينظر لها في تايورها الأبيض الناصع المكون من بنطلون وجاكيت ضيق يظهر بجاذبية بالغة طولها ورشاقتها.. يهمس في أذنها: بأتذكر أني تركت وراي حمامة بيضاء بأموت من شوقي لسكونها على صدري.. تبتسم له جواهر ابتسامة أشبه بالبكاء.. في ذات الوقت الذي أنزل عبدالله شفتيه الهامستين من أذنها.. لتحط على دفء عنقها.. ويطبع عليه قبلة عميقة لاهبة وهو يستنشق بعمق رائحة جسدها الطبيعية.. وكأنه يريد أن يملأ رئتيه وصدره وكل خلاياه بهذه الرائحة.. قبلة عبدالله طالت طويلا.. في الوقت الذي جواهر لم تعد تشعر بشيء سوى ملمس شفتي عبدالله على عنقها.. وقلبها يذوب ويذوب..ويذووووب ولكنها استعادت إدراكها بخجل وهي تتذكر وجود نوف.. حين بدأت تستمع بوضوح إلى صوت تنفس عبدالله العالي المتقطع من شدة انفعاله.. لكنها فوجئت أن نوف غير موجودة.. نوف انسحبت من بداية القبلة إلى مطبخ التقديم الداخلي.. عبدالله فقد إحساسه بأي شيء سوي ملمس عنق جواهر الناعم ورائحتها الدافئة المثيرة.. وكأنه أنفصل عن كل العالم..إلى عالمها هي .. هي فقط.. في الوقت الذي جواهر تعود باستسلام حاني مؤلم إلى عوالم رجولة عبدالله الآسرة.. وقبلته الدافئة المستمرة التي تمنت إلا تنتهي أبدا.. ولكن ككل شيء جميل لابد له من نهاية.. رفع عبدالله شفتيه عن عنق جواهر.. وانفاسه ترتفع وتنخفض بصوت مسموع.. ووجيب قلبه يجاوبه وجيب قلب جواهر بدقاتهما المستعرة.. لم يكن للكلمات معنى وهما يتبادلان النظرات اللاهبة العاشقة المشتاقة.. وكل منهما يعرف تماما ما الذي يستعر في قلب الآخر.. لأنه يدرك أن هذا الشعور العميق الموجع هو شعور متبادل بكل آلمه وروعته واختلافه.. واسطوريته.. قطع عليهما جوهما الخاص الاسطوري.. دخول عبدالعزيز عليهم وهو يلهث ويقول: سامحني.. تأخرت عليك يبه؟؟ عبدالله كح بنعومة وهو يحاول إخراج نفسه من عوالم وجود جواهر المسيطر عليه ويعدل وضع غترته على رأسه: لا يا أبوك.. بأطلع الحين المطار.. روح ناد أختك أسلم عليها.. في لحظتها نوف دخلت عليهم وهي تقول بعيارة: مافيه داعي حد يناديني.. أنا رحت بروحي ورجعت بروحي.. بس مو كأنه (الهوت هوت موفيThe hot hot movie) طوّل شوي؟؟؟ جواهر وطت عينها وهي بتموت من الخجل.. في الوقت اللي عبدالله وقف وقرص نوف من أذنها وهو يقول بعيارة ودودة وجرأة: وأنتي ليش تشوفين الهوت موفي ياللي ماتستحين؟؟ نوف فركت أذنها وهي تضحك: الهوت موفي جاء عندي أنا مارحت له.. في الوقت اللي عبدالعزيز ميل على أذن نوف وهمس: شالسالفة؟؟ نوف ردت عليه بصوت واطي: أقول لك بعدين.. عبدالله سلم على عياله بحنان كبير وخصوصا نوف اللي طولت وهي حاضنته.. لكن سلام جواهر عليه كان مختلف.. عياله مفكرينه رايح شغل.. كان وضع عادي هم متعودين عليه.. لكن جواهر تعرف أنه رايح مكان يمكن مايرجع منه.. جواهر حضنته بعنف وعبدالله يهمس في أذنها: أنتي وعدتيني ماتبكين.. جواهر تهمس له بحب آسر: وأنا عند وعدي.. عزوز بود وهو مستمتع بقوة العلاقة بين امه وابوه: بسج يمه خنقتي أبوي.. كلها 3 أيام وراجع لج.. جواهر فلتت عبدالله بالراحة لكنها ماقدرت وهي ترفع عيونها لتسكن في لمعة حنان نظرته.. رجعت ترمي نفسها على صدره من جديد وهي تشدد أحتضانها له وتهمس له: أرجع لي ياعبدالله.. لا تطول الغيبة علي.. أرجع لي أنت وعبدالعزيز.. أنا ما أقدر أعيش من غيركم أنت وياه.. عبدالله بثقة: إن شاء الله بنرجع.. بنرجع ****************** حوالي الساعة 2 و20 دقيقة.. في غرفة دانة بالمستشفى..توها وصلت لغرفتها أختها مزنة عندها..أم سعود وأم خالد طلوا عليها في غرفة الاستراحة من العمليات تحت.. وراحوا على أساس يرجعون العصر.. سعود مابعد شافها.. وقاعد يتحرقص لهفة وألم برا.. |
رد: (بعد الغياب) في غرفة دانة بالمستشفى..توها وصلت لغرفتها أختها مزنة عندها..أم سعود وأم خالد طلوا عليها في غرفة الاستراحة من العمليات تحت.. وراحوا على أساس يرجعون العصر.. سعود مابعد شافها.. وقاعد يتحرقص لهفة وألم برا أتصل على موبايل دانة اللي ردت عليه مزنة مزنة سكرت.. وقالت لدانة بحنان: سعود برا يبي يدخل.. دانة من سمعت اسم سعود بدت دموعها تنسكب بصمت.. وهي تقول بحزن قاتل: وش أقول له..؟؟ أني ماقدرت أحافظ على ولدنا...!! مزنة رجعت تحضن دانة وهي تقول بحزن: حبيبتي وش ذا الكلام؟؟.. انتي وسعود توكم صغار.. والله بيرزقكم بالعيال والبنات إن شاء الله.. مزنة كانت عبايتها ونقابها عليها أصلا.. فطلعت نادت سعود.. وظلت هي واقفة برا.. سعود دخل بلهفة قاتلة موجعة وتوجه مباشرة لدانة عشان يحضنها بعمق.. بعمق بعمق مذهل: الحمدلله على سلامتش حبيبتي.. دانة انخرطت في بكاء حاد: سامحني سعود.. سامحني.. أنا ماقدرت أحافظ عليه.. سعود اللي كان جالس جنبها على السرير وحاضنها مسح على شعرها بحنان وقال بحنان كبير: حبيبتي المهم سلامتش.. والجنين إن شاء الله بيعوضنا.. لا تضايقين نفسش.. المهم أنه أنا وانتي سوا.. وعقب كمل بنبرة تقطر حنان وحب: أنا أحبش دانة.. وأعشقش.. واذوب في هواش.. أقدر أعيش من غير عيال طول عمري.. بس ما أقدر أعيش من غير وجودش في حياتي لو يوم واحد.. كان ردها إنها شددت احتضانها له ودموعها تنسكب بغزاره وهي تقبل كتفه برقة.. لكن الكلمات.. مانطقت بحرف.. دانة أعتصمت بصمت جرح سعود لأبعد حد.. سعود حس أنه سكب مشاعره وكرامته قدامها بدون أي مقابل منها.. حس أنه مايقدر يستحمل أكثر من كذا.. قرر يطلع ورأسه فيه موال ثوري.. وغريب وخر دانة من حضنه برقة، قبل رأسها وقال لها: تبين شيء دانة؟؟ أنا رايح الدوام وراجع بكرة إن شاء الله... دانة باستغراب: بس أنت اليوم ماكان عندك دوام.. سعود بهدوء وتفكير غريب يجتاح عقله: صار فيه تغيير في الشفتات.. واتصلوا فيني.. دانة بحزن لأنه ما فكر يعتذر من الشغل وهو عارف إنها تعبانة في المستشفى ومحتاجة وجوده جنبها أكثر من أي وقت ثاني: لا سعود سلامتك.. ما أبي شيء.. ****************** عبدالله مع أفضل في السيارة.. وقربوا على المطار.. عبدالله بود: ما أوصيك يابو محمد في أم عبدالعزيز والعيال.. أفضل بحنان: لاتوصي هريص يابو ئبدالئزيز.. تروح وترجء بالسلامة.. عبدالله بهدوء: أفضل أنت عارف أنه أنا وأنت أخوان.. وأكثر من أخوان بعد.. أفضل بتأثر: أكيد يائبدالله وش لازمة هازا الكلام..؟؟ عبدالله فتح شنطته الهاند باق وطلع منها ظرف، مده لأفضل المستغرب: شنو هازا ئبدالله؟؟ عبدالله بود: هذي أوراق فيها كشف بأسهم شريتها لعيالك من لما فتحوا باب المضاربة للأجانب.. وفيه كشف بحساب باسمك فيه مبلغ مهما كان كبير في نظرك ..بيكون أقل من قدرك عندي.. أفضل برعب رجع الظرف على عبدالله: وش هازا الكلام بو ئبدالئزيز.. أنا وئيالي ئايشين في كيركم من زمان.. كفاية أنه إهنا ئايشين في بيت ملك أنت شريته لنا.. وانت ئارف ئبدالله أنه حتى شغل ما أحتاج لشغل من كيرك ئلي.. بس أنا اللي حاب أكدمكم.. تجي الهين تبي تئطيني زيادة.. والله مايجيني شيء.. عبدالله بهدوء: استغفر ربك.. والله أن تأخذها.. أنا أبي أروح وأنا متطمن عليك.. أفضل برعب أكبر: ليه ئبدالله تقول كزا؟؟ عبدالله بابتسامة: والله مافيه إلا الخير.. بس أنا حبيت أتطمن عليك ليس إلا.. *************** بعد صلاة العصر جبر وصل مجلس سعود الخارجي.. لقى خالد ينتظره داخل.. مع أن خالد مزاجه معفوس من تسقيط دانة.. وكان يبي يروح لها في المستشفى.. بس ماقدر يخلف وعده مع جبر.. الشباب قاعدين في المجلس.. يتصلون على محمد اللي تلفونه مقفول.. عقب خالد اتصل على سعود سعود قال لهم أنه راح للدوام.. وأن البيت فاضي لأن أم سعود والبنات راحوا لدانة في المستشفى.. وعقب سعود قال بهدوء: روح أنت لمحمد وطلعه من الغرفة.. وطالبك تكفى ماتخلونه اليوم.. طلعوه أي مكان.. قرب يخيس من الحبسة.. خالد طلع من المجلس الخارجي متوجه للبيت بثقة وفتح الباب وعبر الصالة الخارجية للصالة الداخلية اللي درج البيت فيها.. كان متأكد أن البيت فاضي.. لكنه فوجيء بالكائن الغريب الموجود في الصالة.. كانت الجازي قاعدة في الصالة ببيجامتها اللي عليها ميكي ماوس باللونين الأحمر والأسود.. ورجولها ممدة على الطاولة قدامها وهي لابسة شوز فرو احمر ضخم عليه رأس ميكي ماوس الضخم.. وشعرها المتوسط الطول المصبوغ باللون الأشقر الداكن فيه كلبس ميكي ماوس باللون الأحمر.. خالد لما شاف شكلها ماقدر يمسك نفسه من الضحك.. الجازي توها تغطت منه من سنتين.. وشكلها ماتغير عدا شعرها اللي صار أشقر.. ويعتبرها طفلة لحد الحين.. (قلنا طفلة بس مهوب دعلة) الجازي لما شافت الرجال اللي واقف قريب منها ويضحك وهي كانت مركزة في مسلسل على mbc3 نطت وتخبت ورا أقرب باب وهي تصيح: خويلد أنت ماتستحي.. مدرعم كأنك مدرعم على بيتكم.. خالد اللي كان يحاول يتماسك من الضحك: أسفين ياميكي ماوس.. سعود قال لي البيت فاضي.. أنا بأروح للمجلس.. وأنتي اطلعي قومي محمد.. وحاذري على المسكين لا تروعينه بكشتش اللي كنه شاب فيها حريقة وعقب أرجعي للرسوم اللي تشوفينها ياالبزر وبعدين لاعاد أسمعش تدعيني خويلد قصيت لسانش.. ماعاد باقي البزارين.. الجازي وهي ورا الباب: تخسى تقص لساني.. ماحد له حق علي إلا سعود بن سعيد.. أنت روح قص لسان غالية عشان تأكلك بقشورك.. خالد اللي عصب عليها: والله وطلع لش لسان يالجويزي.. أنا أقص لسانش أنتي وغالية.. ولا يكثر حكيش يا قليلة الأدب روحي قومي محمد.. قولي له فيه رياجيل يبونه في المجلس.. الجازي اللي عصبت عليه: بأقول له فيه رياجيل ومعهم خالد.. ما اقدر أكذب عليه وأقول اللي في المجلس كلهم رياجيل.. وأنا ماني بقليلة أدب.. قليل الأدب اللي يدخل على بيوت الناس ومحارمهم بدون أستئذان.. خالد اللي كان طالع ومتوجه للباب رجع لما سمع كلام الجازي..اللي خلاه يولع ويتنافض من العصبية والغضب بينما الجازي أعتقدت أنه راح للمجلس لما مارد عليها لكنها فوجئت بيد تدخل عليها من ورا الباب.. واليد تشد شعرها بقوة من ورا الباب الموارب.. خالد اللي كان مفول ومعصب ومايشوف قدامه.. أول مادخل يده في شعرها بدون مايشوفها صدم يده ملمس نعومة شعرها الحريري.. لكنه ماخلا هذا الاحساس يأثر عليه.. شد شعرها بقسوة من ورا الباب... وكان حريص في نفس الوقت أن الباب ماينفتح.. لأنها مسك شعرها بيساره ومسك الباب بيمينه لا ينفتح : أسمعيني يا أم لسانين.. ذا المرة شديت شعرش بس.. بس والله ثم والله لا تطولين صوتش علي مرة ثانية.. يالعقال أن أقطعه على ظهرش ياقليلة الأدب.. وروحي أدعي محمد بسرعة وعقب هد شعرها.. وهي طاحت على الأرض وهي تبكي.. وصوت بكاها واصل خالد اللي طلع من البيت.. وفي قلبه احساس جديد لذيذ بالجازي اللي ذكرته تصرفاتها وعنفوانها بأخته الدانة.. ******************* عبدالعزيز الصغير يحاول يفتح إيميله اللي كل مره يعطيه وجود خطأ في الاسم أو الباسورد.. (غريبة!!! شالسالفة؟!!!) فكرة لمعت في رأس عبدالعزيز.. ألتقط موبايله ودق رقم معين.. جاءه صوتها الناعس على الطرف الآخر.. كانت تعاني من أزمة البنات الشهرية المعتادة..وكانت أكلت حبوب مسكنة ونامت : نعم عزوز.. وش هالأزعاج؟؟ عبدالعزيز بهدوء: وش مرقدج ذا الحزة؟؟ قومي صلي.. ديمة بصوت متعب: أنت أكيد ما أتصلت لي عشان تقول لي صلي.. لكن العموم شكرا على الاهتمام خلاص بأقوم أصلي.. ومع السلامة.. عزوز وقفها بحزم: أنا أتصلت.. وأنا أسكر موب أنتي.. ديمة وهي فعلا تعبانة: عزوز أنا ماني بمتفرغة لك.. وش تبي..؟؟ عزوز بجدية: أنتي عارفة وش أبي وخلي حركات الاستعباط.. ديمة توترت ونطت حالسة على سريرها: عزوز.. قول وش تبي بدون مقدمات.. عزوز بهدوء: أولا أنا اسمي عبدالعزيز.. ثانيا إيميلي مثل ماهكرتي عليه... أفتحيه.. ديمة بصدمة: والله العظيم ماجيت جنب ايميلك.. عبدالعزيز يعرف أن ديمة ممكن تهكر على الايميلات.. لكنه كان يعتقد أنها ماتجاوزت هذه المرحلة.. وماكان يعرف هي وين وصلت.. عزوز بنفاذ صبر: ديمة خلصيني أفتحي إيميلي أبي أرسل واجباتي للمدرسين.. ديمة بصدق: أقول لك والله العظيم ماجيت جنبه.. عزوز يعرف إن ديمة ممكن تخبي.. ممكن تعاند.. لكنها ماتكذب: زين.. على العموم افتحيه بنفس باسوردي القديم.. أعرف أنه سهل عليج تفتحينه.. ديمة بخبث: أفتحه كذا لوجه الله؟؟ مايصير عزوز اللي شم في كلامها ريحة ماعجبته: ليه وش تبين مقابل بعد؟؟ |
رد: (بعد الغياب) يسلموووووووو وانشالله اكملها:) |
رد: (بعد الغياب) في غرفة دانة في مستشفى النساء والولادة.. كان عندها أمها وخواتها.. وأم سعود ومها.. دانة بصوت متعب توجه كلامها لأم سعود: يمه وين الجازي؟؟ خليتوها في البيت بروحها.. أم سعود: محمد عندها في البيت وهي خليناها راقدة... وانا عاجزة من الحنة.. وأني أتناها لين تقوم وتلبس.. خليناها راقدة حتى ماتعرف بدخلتش للمستشفى.. دانة بحنان: الجازي هذي حبيبتي.. غالية نطت: ياسلام هي حبيبتش وانا أخت الشارع.. ماكني أنا اللي بأختش.. دانة تأشر لغالية تعالي.. تقرب منها غالية.. وتحضنها دانة بحنان: غلاكم واحد يالخبلة.. مها بعيارة: تكذب عليش أنتي وياها.. القلب مايأخذه إلا واحد.. خذه حضرة الملازم وراح به معه للمعسكر.. دانة أصبحت تستغرب من شفافية مشاعرها.. الكل أصبح يعلم شدة تولعها بسعود.. " الكل يعلم إلا سعود يادانة.. إلا سعود" مزنة بعيارة تكلم مها: ليتش بس شفتيها اليوم عقب ماطلع من عندها.. عشانه قال لها أنه رايح الدوام.. تبكي كأنه رايح مهاجر.. مها بمرح: أصلا أنا أنبسط يوم سعود يروح للدوام.. أنط عندها في غرفتها.. لاني متاكدة أنها كالعادة تفل ملابس سعود وترتبهم.... آه ياقلبي.. لو أن الملابس تتكلم كان اشتكت من كثر الترتيب.. تقول ارحميني خليني مبهدلة شوي.. مزنة بلعانة: وإلا لما تجي عندنا تزورنا.. جعل أمحق أخت.. قاعدة وقلبها مع الساعة.. تعد الدقايق متى سعود بيجي يأخذها.. دانة وجهها ورم من الخجل والاحمرار.. في الوقت اللي أم خالد وام سعود.. كل وحدة منهم قبصت بنتها : صدق أنكم بنات ماتستحون.. المرة المتزوجة وجهها صار أحمر وأنتوا بنات البيت الوحدة منكم وجهها لوحة ******************** الحوار مستمر بين ديمة وعزوز ديمة بخبث: أفتحه كذا لوجه الله؟؟ مايصير عزوز اللي شم في كلامها ريحة ماعجبته: ليه وش تبين مقابل بعد؟؟ ديمة بثقة: تعتذر لي.. أنا مازلت أنتظر اعتذار على اللي أنت سويته فيني المرة اللي فاتت.. عزوز ببرود: ياحليلج.. روحي ألعبي بعيد.. أنا ماراح أعتذر لأني ماغلطت.. والايميل بتفتحينه غصبا عنج.. ديمة ببرود: أنت كل شيء عندك غصبا عني.. يعني عشان احترمك من صغري واللي تقوله أسويه.. صدقت روحك أنت اللي ياحليلك وروح ألعب بعيد أنت صاحب الحاجة.. والمثل يقول: صاحب الحاجة ذليل عزوز بنفس البرود: وانا أقول الله يلعن الحاجة اللي بتذلني لج.. بدل الايميل عشرة ديمة ببرود مثلج: كيفك ياحبيب أمك.. تشاو عزوز حس أنه مفول عليها.. كان وده إنها قدامه عشان يعطيها طراقين.. لكن عزوز كان مقرر أنه يتجنب الالتقاء بها قد مايقدر... رجع للكمبيوتر وهو يحاول يفتح إيميله اللي مو راضي ينفتح.. لكن بعد عدة محاولات فتح.. وابتسامة واسعة.. واااااااااسعة.. ترتسم على شفايفه.. لقط موبايله..وبعث مسج لديمة "شكرا...... وأنا أسف" مسج ديمة " العفو .. والأسف مقبول" ********************* خالد اللي راح من جبر بوجه رجع عليه بوجه ثاني.. وهو كل شوي يلمس يده اليسار.. كأنه وهو يلمسها يلمس شعر الجازي اللي عانق اصابعه من دقايق.. جبر بعيارة:خالد.. إيدك تعورك؟؟ خالد وهو في عالم ثاني: لا.. مافيها شيء.. جبر بنفس العيارة: عيل ليش ماسكها جذيه جنك خايف إنها تنحاش منك..؟؟ خالد بعيارة وهو يحاول ينفض ذكرى الجازي من رأسه: ياشين اللقافة.. يدك وإلا يدي.. تبيها عطيتك إياها..؟؟ جبر بعيارة: إيه أبيها.. هاتها... خالد يرجع يده لحضنه وكأنه خايف حد غيره يحس بملمس شعرها الغافي بين أصابعه.. جبر يضحك: المينون جنه صدق.. خالد يضحك: أيه صدقت.. يدي وعندي.. وكل واحد يده عنده.. وهم في حوارهم وضحكهم دخل عليهم محمد اللي انصدم الأثنين لابعد حد من شكله.. بل كانت صدمتهم شيء يتجاوز الصدمة بكثير.. ********************* جواهر كانت قدام التسريحة تبدأ بوضع مكياجها.. استعدادا لليلة.. (ليلة زواج ماجد) قلبها فيه حزن عميق.. وتحس كأن غرفتها قبر من غير إحساسها أن عبدالله ممكن يدخل عليها في أي لحظة.. من غير إحساس الترقب اللذيذ بوقع خطواته التي تحمل لها دائما عبقا مختلفا من المشاعر.. عبق يشبه اختلاف عبدالله في كل شيء في وسامته..في شخصيته.. في مشاعره.. في جراءته في قبلاته.. في لمساته.. في حنانه.. في قوته لكنها وعدت عبدالله أنها لن تبكي.. ولن تبكي.. رفعت رأسها للمرآه وابتسمت ابتسامة رقيقة شفافة.. كأنها تبتسم لعبدالله لذاته.. **************** محمد دخل على الشباب في المجلس.. بوجه متورم.. وغترته على كتفه.. وهو يسحب رجله وراه بدون عكازه.. وشعره الطويل الحريري..اللي كان يعتز فيه كثير أختفى.. كان شعره محلوق للأخر.. ويبدو في راسه عدة أصابات.. تؤكد أنه من قام بحلاقة رأسه بنفسه.. محمد سلم عليهم بهدوء.. وجلس بهدوء.. ثم أشر للمقهوي : صب قهوة باولد.. نط الشاب الهندي الصغير بدلة القهوة والفناجيل.. في الوقت اللي جبر وخالد قالوا مع بعض: تقهوينا محمد خلاص.. محمد بذات الهدوء وهو ينظر للأرض: متى جايين؟؟ جبر بهدوء: من شوي.. ندق على موبايلك ماترد علينا.. محمد بنبرة حزن: سامحوني.. بس شحنه فضا من زمان ولاعاد شحنته.. جبر بود: فيه واحد موصيني لاجيت عندك.. أتصل عليه.. جبر دق موبايله لما رد عليه الطرف الثاني.. همس له بصوت واطي ماحد ماسمعه: أنا عند محمد و ترا حالته ماتسر عدو ولاصديق.. ويهه شكله وارم من الصياح.. حتى شعره اللي كان أغلى عليه من كل شيء.. حلقه على الصفر.. جبر عطا محمد الموبايل، محمد خذه وهو يظن أنه يمكن يكون أبو جبر أو حد من أخوانه يبي يسلم عليه رد محمد بصوت ساكن عميق: ألو جاءه صوت سالم الحازم على الطرف الآخر: أفا عليك محمد ماظنيت هذا قدر صحبتنا عندك.. محمد قلبه وقف يحسب سالم زعلان عليه عشانه فقد بصره بسبب الحادث لكنه ألتزم الصمت وسالم يكمل: ولا ظنيت أني عقب عشرة ذا السنين كنت مصاحب لي بزر.. مهوب رجّال أشد ظهري فيه.. كذا يامحمد يكون ضعف إيمانك بالله.. الله سبحانه وتعالى قال (قل لن يصيبنا إلا ماكتب الله لنا) اللي صار لي شيء مقدر مكتوب.. حتى لو أنا قاعد في الدوحة مارحت معكم كان جاني قدري في أي مكان وأنا مؤمن بالله وشاكره على ابتلاءه.. وخير إنه يبتليني في الدنيا.. ولايبتليني في الآخرة والرسول صلى الله عليه وسلم بشر من يفقد عينيه أن يعوضه الله عنهما قصرين في الجنة.. يعني الله سبحانه وتعالى كتب لي ذا الخير كله.. وانت متكاثره علي.. محمد كان مصدوم من كلام سالم اللي كان يزيح الهم عن قلبه شوي شوي.. وسالم مستمر بالكلام: يامحمد .. والله لو عرفت أنك مسكر على روحك.. أو أنك قاعد حزين مكتئب.. أنه هذا أخر مابيني وبينك.. يعني الله خذ بصري وأنت تبي تأخذ رفيقي مني.. لا أشوفك المرة الجاية إلا وانت جايب محمد معك.. محمد اللي طلعت انا وياه من الدوحة سوا.. ما أبي محمد الثاني.. وأبيك تدرس المادتين الباقية عليك.. أنا عرفت أن امتحاناتك مع بداية الفصل الثاني.. والفصل الثاني باقي عليه أيام بس.. محمد ماقدر يقول شيء من شدة الانفعال.. وهو يحس إن روحه اللي غادرته ترجع له بقوة.. في الوقت اللي منيرة اللي كانت جالسة عند سالم.. دموعها تنسكب بصمت وهي تستمع لكلام سالم اللي يكشف عن معدنه الإنساني النادر.. ********************** عبدالله يصل إلى مطار بغداد أنهى إجراءاته وطلع لصالة استقبال المسافرين فتح موبايله.. كان يبي يتصل في جواهر يطمنها عن وصوله.. لقى مسج منها: " حين تطالع عيناك/نجمتا قلبي هذه الأحرف تكون أنت في مكان آخر ومعك ضيف محلق أنه قلبي الذي مااستطاع صبرا كن به رؤوفا..وعد به معك بسرعة أحبك.. الحمدلله على سلامتك" عبدالله تنهد (نعنبو لايمني في حبج) كتب لها مسج " وصلت بحمدلله والضيف معي..ملاصق لنظيره كلاهما يقتله الشوق لكِ وللرجوع لحناياكِ وأحضانك أحبكِ أكثر .. وأكثر" عبدالله أعاد موبايله لجيبه بحرص بالغ كأنه يعيد قلب جواهر وهو يتمعن في وجوه المستقبلين.. حتى وجد أحدهم يحمل لوحة بيضاء صغيرة كُتب عليها اسمه.. أقترب منه بود: فاضل؟؟ تبادل كلا من الرجلين نظرة تقييمية للآخر.. كان فاضل للقصر أقرب.. ولكنه قوي البنية.. يلمع في عينيه نظرة قوية واثقة أشبه بنظرة نمر متيقظ.. يرتدي بنطلون جيشي يعتليه بوت طويل.. وجاكيت كاكي ثقيل يدل على برودة الجو.. وقبعة صوفية زيتية.. يوحي مظهره المتحفز بثقة أنه لا يمكن أن يفوته شيء.. فاضل ابتسم ابتسامة ودودة: نعم أني فاضل.. أهلا بيك بوعبدالعزيز.. ثم كمل بمرح: لو راوي كايل لي أنه طولك هيج.. كان خليت أحد غيري يستقبلك على مود ما أضحك الناس في المطار لما يباوعونا ويا بعض.. رد عليه عبدالله بود: الرجال مخابر موب مناظر.. فاضل شد على يده بترحيب: نورت بغداد.. وإن شاء الله ما تشوف إلا كل أشي يسرك.. عبدالله باحترام: عامرة بأهلها.. بس أنا مستعجل أخلص المهمة اللي أنا جاي عشانها.. فاضل بثقة: ولا يهمك.. الموضوع بسيط هوايا.. وباجر مخلصينه إن شاء الله.. عبدالله طلع مع فاضل من المطار مع قرب أذان العشاء.. متوجهين للفندق اللي عبدالله حجز فيه.. ******************** جواهر وصلت لبيت جاسم.. عشان تحضر العشاء المقام لزواج ماجد ودلال... نجلاء استقبلت جواهر عند الباب وخذت عبايتها منها.. ماكان فيه حضور غير نجلاء وعمتها أم جاسم وبنات أم جاسم الثنتين وجواهر.. والعروس جواهر سلمت بود على الكل وباركت للعروس وجلست.. جات نجلاء جنبها وجلست وهي تأشر للمضيفة تجيب القهوة: وش هالزين كله يا أم عزوز!!! جواهر برقة: ماشاء الله ماعقب زين دلال الليلة زين.. نجلاء بعيارة: الله يستر على ماجد بس لا ينجلط.. هذا واحد ماعمره عرف حريم.. وعقب يلاقي وحدة مثل هذي.. ضحكت وكملت: مثل واحد طول عمره محروم من الكيك وعقبه عطوه قدر كيك.. جواهر ضحكت: الله يخسج على شبيهاتج اللي ما أدري من وين تجيبينها.. عقب غمزت نجلاء بعينها وكملت بخبث: بعدين مو بس ماجد اللي ملاقي له قدر كيك... عبدالله طايح في قدر كيك بالكريمة والمكسرات والتوفي والشيكولاته و..... جواهر بخجل: بس بس ياقليلة الحيا.. نجلاء بعيارة: تزوجتي وأنتي عادج مصرة على فيلم الحيا ذا.. إلا عبدالله أشلون خلاج تطلعين من عنده الليلة..؟؟ لو أنا من عبدالله.. على شكلج الليلة.. والله ما أخليج تطلعين من باب الغرفة.. جواهر تنهدت: عبدالله مسافر في شغل.. نجلاء تبتسم: آه ياقلبي على التنهيدة.. والناس الذايبين |
رد: (بعد الغياب) عشاء الرياجيل في بيت ماجد خلص وراحوا كلهم.. والحريم في بيت جاسم تعشوا وخلصوا بعد.. ماجد متوتر.. دلال متوترة أكثر.. نجلاء أتصلت على ماجد: ماجد منت بجاي تلبس عروسك؟؟ ماجد بتوتر: مافيه داعي نجلاء.. أنتي لبسيها ماجد اللي كان بيموت الصبح عشان يشوف دلال لما شاف الليل جاء وإن السالفة فعلا صارت حقيقية.. صابته حالة توتر حقيقية.. 40 سنة وهو عايش بحريته.. وله نمط حياة معين.. كان ساكن في بيت كبير بروحه.. معه بس خادم هندي.. أكثر الأحيان البيت يطلع منه الصبح لدوامه.. مايرجع الا اخر الليل عشان ينام بين المطاعم وبيوت أصحابه أو بيت نجلاء صحيح حياة فارغة.. وماحد مهتم فيه غير نجلاء.. لكنه تعود عليها.. أشلون بيتعود الحين على الدخيلة الجديدة في حياته وعلى وجودها الأنثوي في بيت ذكوري نجلاء حاسة بتوتر أخيها وخافت أنه يفشلها في الحريم.. فقررت تسأل دلال لو دلال تبيه يجي ويلبسها.. غصبته يجي.. لو هي متنازلة خلاص يكون أحسن سألت دلال اللي كانت بتموت من خجلها: أحسن نجلاء أنا بعد منحرجة من أنه يلبسني قدام الحريم.. لبستها نجلاء طقمها.. لكنها تركت الدبلة عشان ماجد يلبسها لها في بيتهم.. وعقب أتصلت في ماجد: خلصنا.. ماجد بتوتر كبير: خلاص خليها تطلع علي أنا أنتظرها في الحوش.. وتعالي معنا.. نجلاء بود: لا أنا بأخلي جاسم يجيبني.. عشان هو يرجعني على طول.. ما أبي اكون عزول.. جواهر كانت طلعت على طول بعد تلبيس الطقم.. السواق والخدامة ينطرونها برا.. وماكانت تبي تتاخر على عيالها.. وبنات أم جاسم كانوا ينتظرون يسلمون على دلال قبل تروح.. نجلاء لبست دلال عبايتها وشيلتها على وجهها كانت حريصة أنها ماتخرب شعرها أو مكياجها.. لما طلعوا برا.. كان فيه سيارتين واقفة برا.. سيارة ماجد وسيارة جاسم دلال شدت على يد نجلاء وهمست: تكفين أركبي معي.. تكفين خليج جنبي على نفس الكرسي نجلاء ماحبت أنها توتر دلال أكثر.. قالت خلاص اللي تبينه.. ركبوا الثنتين سيارة ماجد من ورا.. وجاسم تبعهم بسيارته.. نجلاء بفرح تكلم ماجد: مبروك ياعريس.. ماجد بتوتر حاول تغليفه بالثقة: الله يبارك فيج.. وعقب كمل برقة: مبروك دلال.. لكن دلال ماردت عليه.. ماجد شاف في خجلها متنفس لتوتره: أنا أقول مبروك دلال.. بس دلال ماردت عليه ...ريقها ناشف ولسانها لصق بحلقها.. وتفرك في أصابعها بعنف متوتر.. دلال بطبعها خجولة جدا.. وزاد عليها حياتها مع زوجها الأول.. اللي كان قاسي عليها جدا.. وخلاها تفضل أنها تعتصم بالصمت طول الوقت.. عشان مايلاقي سبب يضربها عشانه لكنه مع هذا كان يخترع أي سبب عشان يضربها وخصوصا لما يكون سكران.. دلال عاشت بالفعل حياة مريرة تعذبت فيها كثير.. لكنها كانت متصبرة ومحتسبة أجرها عند الله.. صحيح أنها صلت استخارة كثير وقلبها مرتاح لماجد.. لكنها اصبحت مرعوبة من جنس الرجال استمر الصمت مسيطر الباقي من الطريق بين بيت نجلاء وماجد.. لحد ماوصلو البيت.. ماجد نزل وفتح لهم الباب..مد يده لدلال.. لكن دلال بخجلها ظلت يدها بحضنها.. نجلاء بود: دلال مدي يدج.. ماجد ماد يده لج.. دلال بحرج.. عطته يدها ونزلت.. ماجد حس أن توتره كله يذوب ويحل محله حنان متعاظم ويدها الصغيرة تسكن يده وهو يحس بأناملها الناعمة المثلجة المرتعشة.. وهي تتسند على يده وتنزل من السيارة.. ماجد حس أنه يبي يسوي شيء يعبر عن الانفعال اللي اجتاحه فرفع يدها لشفايفه وطبع عليها قبلة دافئة.. دلال حست بالرعشة تهزها بعنف وهي تحس بدفء أنفاسه على أناملها الباردة.. نجلاء نزلت وراها وهي تقول لماجد بعيارة: مجود خف على البنية.. البنية موب قدك.. دخلوا نجلاء ودلال للبيت.. في الوقت اللي ماجد توجه لجاسم.. اللي كان قاعد في سيارته ينطر نجلاء.. بعد دقايق طلعت نجلاء.. وتوجهت لماجد وجاسم اللي كانوا يسولفون: مجود خلاص مالك شغل بجاسم.. جاسم أملاكي الحصرية على قولتك.. وأنت روح لأملاكك الحصرية الجديدة.. جاسم ونجلاء حركوا.. في الوقت اللي ماجد ظل واقف في الحوش.. تتنازعه اللهفة والتوتر.. خذ نفس عميق.. وعقب دخل.. كانت دلال جالسة في الصالة.. بعد ما نجلاء فسخت عبايتها وتأكدت من شكلها وتركتها.. كانت عيونها بحضنها.. وتفرك أصابعها بتوتر.. دخل ماجد عليها وقال بهدوء: السلام عليكم دلال رفعت وجهها بخجل: وعليكم السلام.. ماجد أول ماشاف دلال.. أنصدم واجتاحه شعور غريب الغضب كان إحساس متعاظم من الغضب يجتاحه وبعنف.. ****************** الشباب كانوا كلهم في عزبة أبو جبر اللي على البحر.. محتفلين بمحمد اللي طلع من حبسته اليوم.. جبر بود وفرح: يا حيا الله أبو سعيد.. تو مانورت عزبتنا.. محمد بعيارة ودودة: جبير أنت وذا التميلح.. كني ماني بحافظ عزبتكم وامترها كل سنة.. يبغي يسوي لنا حاتم الطائي.. جبر بعيارة: لحول.. رجع علينا أبو لسانين.. وين الأدب اللي كان نازل عليك.. ياحي محمد المؤدب.. محمد بعيارة: وخر بس.. جعل عمر أبو مبارك طويل.. لولاه وإلا كان أنتو الحين فاقدين طلتي الذهبية.. بس الله يهداه.. لو مكلمني قدام أتهور وأحلق الغالي.. يقولها وهو ينزل غترته ويمسح على قرعته.. : بس ماعليه فدوة لأبومبارك.. وأنتم يالله تمتعوا بصلعتي اللامعة.. جبر يضحك: وع.. على قولتك: حدبة.. لا وفيها فلوع بعد.. محمد وجبر يضحكون.. وخالد في عالمه الخاص يلفه صمت غريب.. عقب محمد ميل على أذن جبر: أنا لي زمان من خالد.. هو فيه شيء؟؟.. يده توجعه؟؟.. من عصر وأنا شايفه ماسكها.. ومايتكلم إلا بالقطارة.. وصلناه المستشفى وراح زار اخته ونزل علينا وهو ماسكها.. جبر بهمس: حتى أنا سألته.. لو هي تعوره.. بس هو قال لا.. محمد بقلق: شكلها توجعه.. ومايبي يقول لنا.. وعقب رفع صوته: خويلد خويلد.. خالد اللي اخرجه صوت محمد من عالمه الخاص..: هلا محمد محمد بحزم: قوم نروح للمستشفى.. خالد باستغراب: ليه المستشفى؟؟ محمد بثقة: يكشفون على يدك.. خالد بحرج: يدي مافيها شيء.. محمد بحزم وهو يقوم خالد بقوة: قوم.. يالله قوم.. بدون نقاش.. خالد وهو بيموت في ثيابه من الحرج: والله مافيها شيء.. محمد بدأ يعصب: خويلد والله أن قد تقوم ذا الحين.. قم جعل السلال يضرب بطنك.. يدك موجعتك.. ليه قاعد متصبر على الوجع.. قدامي على المستشفى.. جبر جاء بيقوم معهم.. حلف عليه محمد: والله ماتقوم.. أنا بأروح معه المستشفى.. وعقب بأخليه يرجعني للبيت.. خالد ماقدر يقول شيء.. وهو رايح للمستشفى عشان يده إلا مافيها غير ألم لذيذ اسمه: ملمس شعر الجازي.. ******************* في ثكنة سعود وقت المبيت وفق المصطلحات العسكرية.. همس يدور بين سعود وجابر اللي سرايرهم جنب بعض.. جابر بمرح: لا يمر القائد علينا ويكشفنا بس.. سعود بثقة: لا تحاتي.. القائد اليوم عنده أوف.. جابر بعيارة: إيه.. خلاص علوم القائد صارت عندك ياحضرة النقيب.. سعود بهدوء: توني ماتعودت عليها.. حضرة النقيب ذي.. تو الترقية من كم ساعة بس.. وبصراحة تفاجأت منها يعني أنا جاي للمعسكر في يوم غير يوم شغلي عشان أسوي لي شغلة.. لقيت خبر الترقية.. جابر بمودة: تستاهل والله.. ماشاء الله تبارك الله أول نقيب في الـ28 في كل الثكنة.. ترقيتك كانت استثنائية لأنك فعلا كنت أستثنائي.. وعقب كمل بمرح: وعشاء الترقية متى بتسويه لنا..؟؟ لازم تسوي عشاء كبير تعزم كل الثكنة من أصغر عريف للقائد.. سعود بغموض: إنا مسافر بكرة في مهمة بتطول شوي.. إذا رجعت سويت لكم عشاء في الفورسيزونز إن شاء الله.. جابر برعب أخوي: وش مهمته اللي بتطول ذي؟؟ |
رد: (بعد الغياب) ماجد أول ماشاف دلال.. أنصدم واجتاحه شعور غريب الغضب كان إحساس متعاظم من الغضب يجتاحه وبعنف.. كان غضب عنيف على زوجها الراحل.. اللي تجرأ ومد يده على ملاك مثلها.. كانت دلال قدامه في فستانها الأبيض أشبه بملاك تنقصه الأجنحة ليطير.. شافت ماجد واقف مذهول.. ماعرفت أيش تسوي فوقفت هي بعد.. ومشاعر ماجد تتلون وتتغير من الغضب إلى الاعجاب إلى الانبهار.. صحيح أنه أنبهر بجواهر لما شافها.. وصحيح إنه جواهر أجمل من دلال بكثير.. لكن إحساسه بدلال كان مختلف.. أعمق وأجمل وأروع.. وأكثر عذوبة.. دلال حلاله وملكه.. له هو.. كانت دلال تقف بفستانها الأبيض الشيفون المتسع على الطريقة الرومانية.. كتف عاري وكتف مغطى.. وناحية الكتف المغطى الفستان يكون أقصر من ناحية وحدة.. فساق مغطاة وساق مكشوفة.. وتسريحة شعرها الكستنائي هي التسريحة الرومانية المرفوعة اللي تنزل منها خصل لوبية بدون ترتيب.. مكياجها كان ناعم جدا وخفيف.. لأنها تركيبة وجهها وبشرتها لا تحتمل ولا تحتاج الكثير من الألوان الميزة الأبرز في دلال.. واللي تجذب النظر فورا.. بياض لون بشرتها الناصع وصفاءها.. كانت بشرتها اشبه ببشرة طفل في إشراقها ونقاءها وروحها.. كان لها جاذبيتها الخاصة جدا.. وجمالها الناعم.. ماجد قرب منها برقة.. شعر بتوترها وارتعاشها.. طبع قبلة حانية على جبينها.. وقال لها بحنان عشان يكسر حاجز الخوف والتوتر عندها: تحبين أوريج البيت تشوفينه.. دلال بخجل كبير: براحتك.. ماجد بمودة مسك كفها المرتعشة بحنان وقال لها: تعالي معي... وأي شيء تحبين تغيرينه في البيت براحتج.. أنا حاضر.. وأنا عارف أنه أكيد محتاج تغييرات كثيرة ماجد لف فيها البيت من تحت.. فرجها على الصالات والمطبخ..ومجالس الاستقبال.. ويده بيدها اللي ماوقفت عن الارتعاش.. وعقب طلع بها فوق وهي توترها يتزايد.. البيت كان واسع.. فوق مستخدم غرفة واحدة لماجد بس.. غرفة واسعة في طرفها جلسة صغيرة للتلفزيون.. تحمل ذوق رجالي واضح.. تشبه المكاتب في طريقة ترتيبها.. فخمة بس جامدة.. دلال لما دخلت غرفة ماجد حست قلبها بيوقف من التوتر والخجل.. ماجد بمودة: نجلاء رتبت كل ملابسج في الدواليب.. دلال ماردت.. ماجد بهدوء وهو مقرر مايستعجلها في شيء لأنه لاحظ خجلها الغير طبيعي: لو تحبين تبدلين... فيه غرفة تبديل ملحقة بالحمام.. ولو تحبين أطلع من الغرفة لين تبدلين.. طلعت.. دلال واقفة ساكتة تفرك إيديها بتوتر.. ماجد تنهد وتوجه للدولاب.. خذ له بيجامة جديدة من البيجامات اللي جابتهم نجلاء له.. مع أنه عمره ماتعود ينام ببيجامة.. كان ينام بالسروال/ البنطلون الأبيض بدون فانيلة حتى.. كان عايش حياته بطريقته الحرة الخاصة.. وجه كلامه لدلال برقة: أنا بأطلع أبدل في غرفة برا.. وأنتي بدلي براحتج ... ****************** محمد وخالد طالعين من المستشفى.. بعد ما أصر محمد أنهم يصورون يد خالد.. خالد بيموت في ثيابه من الحرج ( تقول الجازي دعلة.. والله مافيه دعلة غيرك ياخالد.. خليت الجويزي البزر تلعب بحسبتك.. وتفشلك في الرياجيل) محمد باستغراب وهم في السيارة: يدك سليمة.. بس يمكن على قولة الدكتور شد عضلي.. لا تنسى تستخدم الكريم اللي هو عطاك.. خالد بحرج وهو يشغل السيارة: إن شاء الله.. ان شاء الله... محمد بمودة: خلاص وصلني للبيت وعقب روح لبيتكم خالد حاس إن انفعاله اللي كان فعلا غير طبيعي وحتى هو مستغرب منه كان يمنعه من الرجعه لبيت عمه مكان إحساسه الجديد بالجازي فقال: أنا تعبان.. يدي توجعني .. خل نروح بيتنا .. واخلي السواق يوصلك.. *********************** عبدالله وجواهر الليلة الاولى لكل منهما بعيد عن الآخر بعد حوالي شهر من انصهار وذوبان كل منهما في الآخر روحيا وجسديا.. النوم يبدو حلما بعيدا بعيد المنال.. الافتقاد الموجع يحز في خلايا كل منهما.. كان عبدالله يغفو لثواني لتعبه الشديد.. ولكنه كان يصحو من نومه بإنفعال وهو يتحسس ذراعه بحثا عن جواهر التي أعتاد كلما صحا أن يداعبها بلمسة شفافة من أنامله الحانية أو قبلة دافئة من شفتيه الوالهه.. حتى وإن كانت هي نائمة على ذراعه كالعادة... جواهر لم تنم مطلقا.. وهي جالسة على السرير تضم ركبتيها لصدرها.. وتحتضن بحنان فانيلة عبدالله التي خلعها اليوم قبل استحمامه.. الملابس التي كانت تلاصق صدره وتشربت بعصارة جسده ورائحته العذبة.. لطالما كانت جواهر هكذا.. حاسة الشم عندها هي الأكثر حضورا.. والاكثر وجعا.. من افتقادها الموجع لأولادها.. حتى اشتياقها المبرح لعبدالله.. كانت تستنشق ملابس عبدالله بعمق.. ورائحته الرجولية العميقة الخاصة تعبق منها بتركيز مؤلم.. ولكن حتى متى ستحتفظ ملابس عبدالله برائحته؟؟!!!! ****************** ماجد رجع لغرفته.. لقى دلال مابعد طلعت من الحمام.. دلال خذت لها شاور.. ولأنها مستحية تطلع بالروب والفوطة.. تأخرت وهي تستشور شعرها عشان ماتطلع وهو مبلول ثم لبست لها بيجامة حرير بيضاء كمها طويل.. ماجد كان قاعد على السرير وعلبة الدبلة في يده.. أول ماطلعت دلال.. وقف ماجد وهو يستمتع بمنظرها الشفاف.. قال لها برقة: تعالي دلال.. قربت منه بخجل.. ماجد فتح العلبة وطلع منها الدبلة.. وقال لها بنفس الرقة: عطيني يدج اليسار.. دلال مدت يدها له وهي بتموت من خجلها ماجد لبسها الدبلة بحنان.. ثم رفع يدها وطبع عليها قبلة دافئة.. ثم فتح كفها وطبع في باطنها قبلة أعمق وأدفأ.. ثم سحب كفها وقبل داخل معصمها قبلة أعمق.. وكان يبي يتعمق أكثر.. لولا أن دلال سحبت يدها بقوة وبتوتر.. وابتعدت خطوتين وهي تحس قلبها بيتوقف من الانفعال والخجل.. ماجد توتر من ردة فعلها اللي حس إنها مبالغ فيها شوي.. تراجع وجلس على السرير.. وبعد دقيقة صمت ماجد جالس على السرير.. ودلال واقفة حاضنة نفسها وترتعش.. قطع ماجد الصمت وهو يقول بعمق: انا اعرف ان زوجج الاول الله يرحمه كان تعامله قاسي جدا معاج بس أنا غير عنه.. واللي اتمناه منج واحنا في بداية حياتنا سوا أنج تحاولين تنسين زوجج الاول وتصرفاته معاج عشان نبدأ حياة جديدة أنتي تحكمين علي فيها من خلال تصرفاتي انا موب من خلال تصرفاته الله يرحمه سكت شوي وعقب كمل بنفس النبرة العميقة: مافيه داعي لكل هذي الحدة والخجل.. خلينا نتعرف على بعض بدون حواجز وتأكدي أني ماراح استعجلج على شيء دلال ظلت واقفة في نفس مكانها ساكتة.. ماجد وقف.. مسك يد دلال بحنان.. ثم جلسها جنبه على السرير.. دلال بنفس توترها وخجلها اللي بدأ يعصب بماجد.. لكن ماجد قرر انه يتمالك نفسه للآخر وقال لها برقة: حبيبتي دلال أنا غير والله غير ومع العشرة بتكتشفين بنفسج.. ماجد قال كلمته ومد يده يبي يحضنها.. لكنه فوجئ بدلال تتراجع بعنف وتنخرط في بكاء هستيري.. ماجد نط واقف من الرعب.. (ماسويت شيء عشان تبكي كذا.. كنت أبي أحضنها بس وش أقول؟؟ أبي أدعي عليه بس ما أقدر بأقول الله يجازيه باللي يستحقه شكله مرعبها من كل ملامسة المتوحش) ماجد حس بغضبه على زوج دلال المرحوم يتزايد ويتزايد لدرجة الاختناق.. فقرر يطلع للبلكونة يأخذ نفس.. طلع ماجد لبلكونة الغرفة.. وترك دلال اللي كانت منهارة من البكاء.. ماجد حاس بنار تحرقه وهو يتخيل زوج دلال كان يعاشرها بوحشية.. عشان كذا هي مرعوبة من ماجد ومن كل لمسة منه ********************* سعود ماقدر ينام.. يفكر في بكرة وأشلون يوصل الخبر لدانة.. ولأمه.. أحيانا يشعر انه استعجل في قراره.. لكن الأحيان الأكثر تؤكد له إن قراره صائب لأنه خلاص قدرته على الاحتمال انتهت.. والابتعاد عن دانة والشوق لها واللهفة عليها أهون من قربها واستجداء كلمة حب لا تشعر بها منها *************** عبدالله في غرفته بالفندق.. ماقدر ينام عدل.. أندق عليه الباب دقات خافتة.. عبدالله نط واقف وطل مع العين السحرية للباب كان فاضل واقف على الباب بتحفز فتح عبدالله الباب وهو يقول بود: هلا فاضل.. فاضل بهدوء: صحيتك؟؟ عبدالله: لا والله انا مانمت اصلا.. فاضل بثقة: زين هيج.. ألبس بسرعة.. خلينا ننزل عبدالله باستغراب: وين؟؟ فاضل بنفس الثقة: نجيب اللي انته جاي للعراق على موده.. |
رد: (بعد الغياب) عبدالله باستغراب: وين؟؟ فاضل بنفس الثقة: نجيب اللي انته جاي للعراق على موده.. عبدالله بفرح مخلوط بالاستغراب: بهالسرعة؟؟ فاضل بثقته المعتادة: لا تؤجل عمل اليوم إلى الغد.. واللي خاطفين نسيبك شوية اطفال معاهم سلاح ويريدون فلوس.. ماخذوا في إيدي شوية.. وعقب كمل فاضل باستفسار: الفلوس وياك؟؟ عبدالله يفتح الخزنة اللي في غرفته ويطلع منها الفلوس.. فاضل يقول له بود: جيب نص المبلغ بس.. خليناهم يسوون دسكاونت.. عبدالله بإعجاب: والله ماوفاك راوي حقك.. خلاص النص الثاني لك.. والله العظيم ماتقول شيء.. فاضل باستنكار وغضب: أنته تريد تهينني بوعبدالعزيز؟؟ عبدالله باحترام: محشوم يافاضل.. هذا حقك والحق حق.. ******************* ماجد رجع للغرفة بعد ماهدأ شوي الغضب هدأ لكن الحرقة في قلبه كانت تتعمق.. كانت دلال هي الأخرى هدت.. وتجلس في نفس مكانها على السرير بصمت.. ماجد فضل أنه مايرجع لها.. لأنه صار يخاف من ردات فعلها توجه لجلسة التلفزيون وجلس هناك بصمت... مضى وقت طويل.. والصمت سيد الموقف.. بعدين قرر ماجد يتمدد على الكنبة .. عشان يعطيها فرصة لو كانت تبي تنام.. مر وقت أطول لين قررت دلال تتمدد على السرير ويغلبها النعاس وتنام.. في الوقت اللي ماجد مانام نهائيا لحد أذان الفجر.. لما اذن الفجر قام يتوضأ كانت أنوار الغرفة كلها مضاءة.. قرر يطفيء بعضها ويترك بعضها لأنه خاف أنها يمكن تكون تخاف من الظلام.. (شيدريني بعد؟) قرب منها بشويش (خلني أمتع عيوني بطلتها.. قبل تصحى وتتخرع مني) (يا سبحان الخالق ملاك نايم.. الله يجازيه زوجها الأولي لولا فعايله فيها وإلا كان الحين نايمة بحضني) ماجد كان يبي يروح للمسجد.. لكنه خاف يخليها في البيت بروحها.. لأنه حتى خدامة مامعها في البيت.. هو يعرف أنها عندها خدامة في بيتها.. بكرة بيجيبها.. عشان ماينشغل باله عليها لما يطلع.. قرر يصلي في البيت.. مع أنه ماتعود يفوت الصلاة مع الجماعة وهو صاحي.. لما خلص صلاة.. رجع على دلال.. صحاها بدون مايقرب منها بصوت هادئ: دلال.. دلال قومي صلي الفجر.. دلال فتحت عينها بشويش.. وهي تشوف ماجد واقف بعيد ببيجامته الرمادية.. وشعور غريب دافئ يجتاحها.. كانت هي أول أيام زواجها بزوجها الراحل.. هي اللي تصحيه للصلاة.. لكن رده الدائم عليها كان كفين معتبرين يلونون في خدها الأبيض لثاني يوم.. بعدها توقفت عن إيقاظه للصلاة.. في محاولة لتلافي أن تبدأ يومها بالضرب.. حتى لا يترك ضربه لها في وجهها علامات وهي متوجهة لعملها في المدرسة.. (دلال مدرسة كيمياء في مدرسة ثانوية) دلال تصبرت طويلا على زوجها على أمل إصلاحه.. وعندما يأست كانت على وشك طلب الطلاق.. لولا أن والدها توفي بعد زواجها بسنة.. وبعدها بدأ زوجها بتهديدها.. أنه سيشوه سمعتها بل وحتى سمعة والدها الراحل.. إذا هي طلبت الطلاق منه.. ولأنها تعرف دناءته وحقارته.. قررت الصبر من أجل ذكرى والدها وخصوصا أنه لا سند لها.. وأن تحتسب عذابها معه عند الله سبحانه لأنها أعتبرت أنه هذا الزوج ليس أكثر من ابتلاء في الدنيا.. فهل يكون ماجد هو مكافأة الله لها على صبرها؟!! دلال ردت برقة: إن شاء الله.. بأقوم الحين.. خلصت دلال صلاتها ورجعت تتمدد على السرير.. وماجد متمدد على الكنبة يتقلب.. بعد دقايق ماجد نط قاعد.. وهو يوجهه كلامه لدلال: لو ماعندج مانع أبي أفسخ القميص أنا ما أقدر أنام كذا.. ولو بيضايقج بأروح أنام في غرفة ثانية.. دلال خافت يخليها بروحها في البيت الغريب عليها.. فقالت له بخجل: على راحتك.. ماجد خلع قميصه ورجع يتمدد ********************* عبدالله وفاضل في مكان التسليم الوقت قبل الفجر بساعة حسب توقيت بغداد.. والمكان غرب بغداد.. طريق زراعي مهجور بالقرب من الرضوانية.. كانت سيارات الخاطفين الثنتين واقفة على جنب الطريق.. سيارة صغيرة.. وسيارة ميكروباص.. وسيارة فاضل تجاوزت سيارتهم بشوي.. ووقفت.. فاضل طلب من عبدالله ماينزل من السيارة نهائيا.. لحد مايخلص إجراءات التسليم والاستلام ويجيب المخطوفين الثنين ويركبهم السيارة من ورا.. بدون ماينزل عبدالله.. اللي المفروض مايظهر في الصورة مطلقا وقفا لمخطط فاضل.. ********************** دلال صحت بدري من النوم.. الغرفة أصبحت تقريبا مضيئة تماما.. مع نور الشمس المتسلل عبر الشبابيك التي لم تُغلق ستائرها البارحة.. دلال قامت تتسحب ناحية ماجد تشوفه صاحي أو نايم.. صدمها بعنف مظهر جسده العاري.. فرق شاسع بين بنية ماجد الرياضية (وهو اللي أهلكه عبدالله بالركض خلفه على الكورنيش وبين نوادي رفع الأثقال طوال السنوات الخمس السابقة بعد عودة عبدالله من أمريكا) وبين جسد الراحل الذي عبث الشراب بصحته وكان يعاني هزالا جعل عظامه تكاد تمزق جلده من نحوله.. تراجعت بذات عنف صدمتها.. وهي تشعر بإنفعال بالغ بعثه فيها منظر ماجد الرجولي الغريب عليها.. غسلت وبدلت.. وقررت تنزل تتمشى في البيت.. وتسوي لماجد فطور قبل يصحى.. وتتلهى عن المنظر اللي بدت فيه صباحها.. دلال نهائي ماعجبها ترتيب أغراض المطبخ ولا نظافته.. لقت لها مريلة جديدة.. لبستها وبدت تنظف.. وتعيد ترتيب الأغراض وتشوف شنو اللي ناقص وتسجله في ورقه قضت ساعات وهي تشتغل.. كانت منهمكة في الشغل لدرجة أنها ما انتبهت للظل الطويل المنعكس على بلاط المطبخ.. للشخص اللي كان متسند على جانب الباب وله دقايق يراقبها بابتسامة واسعة.. قاطع انهماكها صوت مرح يقول: فيه عروس تبدأ صباحيتها بأشغال شاقة مثل هذي.. دلال ارتبكت.. توجهت للمغسلة وغسلت يدها عدل.. ونشفتها وخلعت المريلة بارتباك وهي تقول: صحيت بدري وحبيت أتسلى.. ونزلت عينها بخجل بالغ وهي تشوف أن ماجد لابس قميص البيجامة بدون مايسكر إزراره.. ماجد كان باله مشغول بطلتها الناعمة ..تنورتها القصيرة لتحت الركبة بشوي والواسعة باللونين الليموني والأخضر.. وبلوزتها الهاي نك الليمونية بدون أكمام.. ماجد قرب منها ومسك يدها برقة وطبع عليها قبلة دافئة وهو يقول: الإيدين الحلوة هذي تنخدم ماتخدم.. دلال انتزعت يدها من يده..و تراجعت بحدة لكن الحائط خلفها حجزها وثبتها.. في الوقت اللي ماجد تقدم منها وهو يسند يديه على الحائط ويحبسها في الفراغ الضيق بين ذراعيه.. |
رد: (بعد الغياب) في بغداد في فندق فلسطين.. في غرفة عبدالله تحديدا.. عبدالله كل شوي يحط يده على كتف عبدالعزيز كأنه يبي يتاكد أنه موجود.. اليوم الفجر كان عبدالله على أعصابه.. خايف أن عملية التسليم يصير أي شيء يعرقلها.. وكل شوي كان يبي يفتح الباب وينزل.. في الأخير كان بيسويها وينزل.. لولا أن فاضل فتح الباب الخلفي وركب فيه اثنين بسرعة.. في الوقت اللي فاضل ركب بسرعة وقال بحزم: بدون أي انفعالات، خلونا نطلع من هاي المنطقة أولا.. ألتزموا الصمت للحظات حتى طلعوا لطريق الرضوانية الرئيسي.. عبدالله كان أول من تكلم بلهفة وهو يلتفت ورا: عبدالعزيز؟؟ عبدالعزيز انصدم وبعنف، أخر شخص توقع أنه يكون على الكرسي الأمامي... بصدمة: عبدالله!!! عبدالله بود كبير بلا حدود وهو يمد يده للخلف عشان يحضن يد عبدالعزيز: الحمدلله على سلامتك يا بو منصور.. عبدالعزيز بفرح وهو يحضن كف عبدالله بود أخوي متسع: ماقلت لك يانصار.. ماقلت لك.. عبدالله بيسويها.. عبدالله بود: أنا ماسويت شيء.. كله بفضل الله ثم فضل فاضل.. فاضل بذات الود: أنا ماسويت شي.. أنتو ناس طيبين على مود هيج.. الله سهلها عبدالعزيز بود وهو يشوف عبدالله كل شوي يلمس كتفه: والله أني طيب ياعبدالله.. مانقص مني يد ولا رجل.. عبدالله بود مخلوط بالعيارة: أختك كلت كبدي.. لازم أشيك عليك كامل نتأكد لا يكون ناقص شيء.. عبدالعزيز بحنان: فديتها أم عزوز.. القلب الاطيب في كل الدنيا.. أشلونها؟؟ طمني عنها؟؟ عبدالله بحب: تمام.. مشتاقة لك .. أنت اللي ناقصها وبس.. عبدالعزيز بهدوء: ومتى بنرجع إن شاء الله؟؟ عبدالله: أنا كنت حاجز على بعد بكرة.. كنت خايف إن الشغلة تطول.. لكن بما أنه أحنا خلصنا طلبت من فاضل يشوف لنا حجز أبكر.. بكرة إن شاء الله نكون راجعين الدوحة.. ********************* دلال تراجعت بحدة لكن الحائط خلفها حجزها وثبتها.. في الوقت اللي ماجد تقدم منها وهو يسند يديه على الحائط ويحبسها في الفراغ الضيق بين ذراعيه.. دلال توترها تزايد .. في الوقت اللي ماجد قرب منها أكثر.. لدرجة أنها أصبحت تشعر بأنفاسه حارة لافحة على وجهها.. وهي تشعر بمشاعر دافئة جديدة عليها.. لكن توترها البالغ وخجلها العارم دعاها للهرب من أسر هذه المشاعر الجميل العميق.. نزلت جسدها شوي.. ثم انحنت وطلعت من تحت ذراعه.. ماجد نظر لها بتسلية وهو مبتسم وهي تطلع أكواب من الدولاب بارتباك وقال لها بنبرة مرحة عميقة: على فكرة أنا فلتج بكيفي.. وانتي منتي بعيدة عن يدي.. حطي هالشيء في بالج ماجد طالع من المطبخ وهو يقول لها: أنا بأطلع أخذ لي شاور.. وياريت تجهزين لي جوازج عشان أبي أقدم على الفيزا وأحجز لنا.. دلال بخجل: جوازي منتهي من سنين.. وماله داعي أنا أصلا ماأبي أسافر.. ماجد مصدوم: منتهي من سنين.. وليه ماجددتوه؟؟ دلال وطت عيونها بخجل.. وماجد يحس إن غضبه على زوجها الراحل بدأ يخنقه.. وبعنف ***************** اليوم موعد طلوع دانة وسالم من المستشفى دانة ينتظرها خبر سيشطر قلبها نصفين.. وسالم تنتظره حياته الجديدة كرجل متزوج يبدأ حياته الزوجية في ظلام رؤيته المعتم ****************** فاطمة كانت مستغرقة في النوم.. بين دباديبها وشراشفها الوردية.. رن موبايلها.. رن المرة الأولى وسفهته.. الثانية وسفهته.. الثالثة : " لحول.. مافيه حد لحوح ومزعج كذا إلا مها" لقطت الموبايل حتى بدون ماتشوف الاسم: نعم يالدبة يالمزعجة؟؟ صوت مها المرح: مافيه دبة غيرش.. نعنبو دارش راقدة للظهر.. قومي على حيلش.. أبي أقول لش شيء فاطمة تطالع الساعة وتقول بنعاس: فارقيني.. باقي على الآذان شوي.. أبي أنام.. مها بلعانة: مافيه ترقدين.. قومي صحصحي.. أبي أكلمش.. خلاص وش أسوي.. مناري ماعاد تسأل .. دوبها دوب ذا المستشفى.. وسالم اللي هي خنقته بغثاها.. فاطمة ضحكت بنعومة: سبحان مغير الأحوال.. اللي يشوف دعاويها عليه.. مايشوفها وهي لاصقة فيه جذيه وهو اللي يشوت فيها.. مها باستفسار: تظنين منيرة تقدر عليه؟؟ فاطمة بابتسامة: وعلى أبوه بعد.. مها بود: أشرايش نروح لها اليوم في بيتها الجديد؟؟ اليوم سالم بيطلع من المستشفى.. فاطمة بود: واي نوت.. مها بحماس: زين تجين نروح الحين السوق نشتري لها هدية معتبرة .. وعقب ورد وشيكولت.. ونروح لها دايركت عقب فاطمة نطت من السرير: أصلي الظهر ونمشي... مها بعيارة: وين اللي كانت من دقيقة بتموت على روحها من النعاس.. فاطمة بنفس عيارتها: وخري عاد.. هاي السوق.. السوق.. وعقب منيرة *********************** دانة في غرفتها في بيت أهلها.. قررت تقعد عندهم يومين ترتاح وعقب ترجع بيتها.. عقب ما استأذنت سعود اللي أذن لها.. بعد صلاة الظهر بشوي.. رن موبايلها.. كان سعود ردت بحب: هلا سعود (كان متأمل للحظة الأخيرة إنها ممكن تقول له هلا حبيبي) رد عليها بهدوء: هلا حبيبتي.. أنا تحت وأبي أشوفش.. ممكن؟؟ دانة برقة: أكيد ممكن... دقايق بس.. مزنة بتنزل لك.. وتطلعك توريك مكان غرفتي.. دانة أشرت لمزنة اللي راحت تلبس عبايتها.. ونزلت وطلعت سعود اللي كانت عينه في الأرض لحد ماوصل غرفة دانة.. مزنة خلته قدام الباب وانسحبت.. خذ نفس عميق.. وفتح الباب.. مع دخلته أشرق وجه دانة.. لكنها شعرت بانقباض وهي ترى وجه سعود البالغ الجدية.. سعود قرب منها وجلس جنبها على السرير.. وطبع قبلة على جبينها.. وعقب مسك يدها بدفء وأحتفظ بها بين يديه: الحمدلله على سلامتش حبيبتي.. دانة بتوتر لاتعرف سببه: الله يسلمك.. سعود بهدوء: باركي لي.. دانة بود وترقب: على شنو؟؟ سعود بذات النبرة الهادئة: علقت النجمة الثالثة.. دانة سحبت يدها من يده.. وحاوطت رقبته بيدها وهي تحضنه بقوة ورقة وتقول بفرح غامر: مبرووووك.. ألف مبروك.. ماشاء الله تبارك الله.. بس مو كنك صغير على حضرة النقيب ياحضرة النقيب؟؟ سعود بهدوء: الترقية كانت استثنائية ومفاجئة حتى لي.. (وجات في وقتها عشان تضبط سالفتي) سعود فلت دانة بالراحة ثم طلع من جيبه ظرف.. وحطه على الكوميدينو جنب سريرها.. دانة بحذر: وش هذا؟؟ سعود بهدوء: فلوس.. دانة بحذر أكبر: ومن قال لك أني أبي فلوس... مهري تقريبا ما أنصرف منه شيء.. من غير أني اصلا عندي فلوس.. الحمدلله الخير واجد.. لأيش ذا الفلوس؟؟ سعود بهدوء: زيادة الخير خيرين.. أنا مسافر وما أبي شيء يقصرش في غيابي.. دانة بحذر حزين: وين مسافر؟؟ سعود بذات هدوءه: بأنضم للقوات القطرية اللي في قوة حفظ السلام (اليونيفيل) اللي في جنوب لبنان.. وعلى فكرة ماحد راح يدري أنا وين بروح غيرش أنتي ومحمد.. دانة حست الخبر مثل طعنة خنجر حاد تخترق إحشائها لأبعد مدى.. وكأن روحها تبصق دما وألما مبرحا.. لكنها تماسكت وشيء معين يخطر ببالها.. سألت سعود بهدوء: وهل هذا الالتحاق باليونيفيل تكليف وإلا تطوع؟؟ سعود ارتبك من سؤالها الذكي.. وماخطر بباله انه ممكن يخطر ببالها.. رد عليها بهدوء: تكليف جاء مع الترقية الجديدة.. دانة هنا حست إنها انطعنت طعنة أعنف وأقسى وأحد لكنها تماسكت أكثر وهي تقول بهدوء ميت: سعود ممكن أعرف السبب اللي يخليك تهرب مني؟؟ أنت تعاقبني على الجنين اللي راح؟؟ سعود بحدة: وش هالكلام يادانة؟؟ أنتي مجنونة؟؟ دانة بحزن ونبرة متماسكة: سعود أنا ماني بغبية.. أنا أعرف أن القوات القطرية اللي في اليونيفيل كلهم من قوات الأمن الخاصة (لخويا) .. ومافيهم حد من القوات الأميرية المسلحة إلا لو كانوا متطوعين أو أصحاب تخصصات خاصة.. ومعنى كذا أنك أنت اللي تطوعت.. واتخذت الترقية حجة.. أنا ماعندي مانع أنك تتطوع.. وأكون سعيدة بتطوعك حتى لو كان شوقي بيذبحني لك.. لكن لما تروح تتطوع.. وتكذب علي عشان تروح .. وأنا في ظرفي الصحي هذا.. أفهم بوضوح أنك تبي تعاقبني.. سعود كان مذهول وهو يستمع لكلام دانة القوي المنفعل المنساب من بين شفايفها بحزن عميق.. وخلاص مايقدر يكذب عليها.. رد عليها بهدوء: ايه أنا اللي طلبت الالتحاق باليونيفيل.. لكن مهوب للسبب الغريب اللي في رأسش.. أنتي مالش ذنب في نزول الجنين عشان أعاقبش على قضاء الله وقدره.. دانة سحبت نفس عميق وتنهدت بحزن: طيب ممكن أعرف السبب.. سعود بحزم يائس: أنتي.. |
رد: (بعد الغياب) دانة سحبت نفس عميق وتنهدت بحزن: طيب ممكن أعرف السبب.. سعود بحزم يائس: أنتي.. دانة باستنكار: أنا؟؟ سعود بهدوء حزين: أحس العلاقة بيننا متوترة ومن قبل ماتسقطين.. عدا أن... (وسكت) دانة بنفاذ صبر: أيش ياسعود؟؟ سعود قرر يصارحها.. عشان خلاص مايترك لنفسه او لها عذر.. سعود بعمق: أحس إن مشاعرنا غير متبادلة على ذات المستوى من القوة... دانة باستفسار: والمعنى؟؟ سعود بحزن: كم صار لنا متزوجين؟؟ دانة بترقب: حوالي شهر ونص سعود بذات الحزن: كم مرة قلت لش حبيبتي وأحبش وأعشقش وأهواش.. وكل مصطلحات الغرام المعروفة وغير المعروفة..؟؟ دانة بتوجس: كثير.. سعود بحزن أعمق: وأنتي كم مرة قلتيها لي؟؟ دانة سحبت نفس عميق: ولا مرة.. لحظتها سعود وقف بقوة وهو يقول بحزم رقيق: وصلتي للسبب اللي خلاني أبي أهرب منش ومن لهفتي على كلمة انتي مستخسرتها فيني.. أو مابعد حسيتي فيها.. خليني أعطيش فرصة يمكن تشوفين أني أستحقها أو تخليش أيام البعد تحسين فيني وفيها.. دانة أعتصمت بصمت موجع .. سعود طبع قبلة حانية على رأسها وانسحب.. كانت هي صامتة جامدة وكفيها متشابكين في حضنها وهو يفتح الباب.. كان متمسك بالأمل للحظة الأخيرة قال لدانة وظهره لها ووجهه ناحية الباب بصوت يقطر حزن وترقب ووجع: دانة.. خلي بالش من نفسش بس دانة ماردت عليه بكلمة.. سعود تنهد بألم وسكر الباب وراه في ذات الوقت اللي دانة اللي كانت متماسكة انهار كل تماسكها.. وانهارت تبكي بكل عنف وهي تقول: غبي.. غبي.. طول عمرك غبي.. ********************* جواهر سلمت من صلاة الظهر.. وهي تصلي سمعت الموبايل يرن.. والحين قامت تبي تشوف من.. عشان ترجع تتصل عليه.. مع وصولها للموبايل.. كان الموبايل يرن مرة ثانية.. كان عبدالله هو المتصل.. جواهر لقطت الموبايل بلهفة وردت بلهفة موجعة: هاه حبيبي بشرني عنكم... جاءها الصوت الدافئ الحنون: أنا أنفع بشارة.. جواهر صرخت بفرح مجنون يكاد يمزق صدرها: عبدالعزيز.. ياروح أختك كانت تريد أن تبكي.. وكانت ستفعلها لولا أنها تذكرت وعدها لعبدالله فتماسكت وصوتها يرن بفرح خاص محلق عميق جدا: حبيبي طمني عنك.. أشلون صحتك.. أنت سليم مافيك شيء؟؟ عبدالعزيز بحنان: والله العظيم أني طيب وزين وصحتي على خير حال.. أنتي اللي أشلونج؟؟ واشلون العيال؟؟ جواهر بحنان أكبر: كلنا طيبين.. موب ناقصنا إلا شوفتكم.. حلفتك بالله: أنت طيب ومافيك ولا شيء؟؟ عبدالعزيز بود: والله العظيم أني طيب يا بنت الحلال.......... زين أبو عبدالعزيز حاسدنا في الشوي اللي كلمناج فيها.. يبيج كلج له بروحه.. خذيه كلميه.. جواهر تنهدت بعمق في الوقت اللي سمعت عبدالله يسأل عبدالعزيز: بكت؟؟ وعبدالعزيز يرد عليه: لا ..وغريبة صراحة.. جواهر ابتسمت.. وأول ماقال لها عبدالله : ألو.. ردت عليه بابتسامة: عشان تعرف أني عند وعدي.. عبدالله بحب: كفو يا أم عزوز.. قرت عينج بسلامة عبدالعزيز... جواهر بود كبير: وعينك.. عبدالله طلع للبكونة وقفل الباب وراه.. في الوقت اللي عبدالعزيز كان يبتسم.. عبدالله جلس على الكرسي اللي في البلكونة وهو يقول بلهفة وعمق: اشتقت لج.. جواهر بذات اللهفة العميقة: وأنا أكثر.. عبدالله بتساؤل حنون: أشلون نومج البارحة؟؟ جواهر بعيارة: نمت بعمق لأول مرة من شهر كامل.. بدون إزعاج الناس اللي كانوا طول الليل يتحركشون فيني ويزعجوني بتحرشاتهم الدائمة عبدالله بنبرته العميقة الخاصة اللي تذبحها وخصوصا لما يهمس فيها بخفوت مثل ماهو يسوي الحين: كذابة.. مرت لحظة صمت وقلب جواهر يذوب من صوت أنفاسه على الطرف الآخر..ردت بصوت ناعم: خف علي عبدالله.. حرام عليك عبدالله بعمق مذهل: أول خفي علي أنتي.. جننتيني.. البارحة كل شوي أقوم من النوم مثل المجنون أدور عليج.. مشتاق.. مشتاق... مشتاق.. مشتااااااااااااق الله يصبرني لبكرة بس.. جواهر بلهفة: جايين بكرة؟؟؟ عبدالله بحب: ولو حصلت طيارة اليوم كنت جيت اليوم.. خلاص مافيني صبر.. زين حبيبتي عبدالعزيز يأشر لي.. تبين شيء ياقلبي؟؟ جواهر بعشق: سلامتك حبيبي.. عبدالله بوله: أحبج.. تذكري على طول.. جواهر بذات الحب: وأنا احبك أكثر.. ******************* سالم وعائلة عمه أبو علي تصل كاملة لبيت سالم.. منيرة حاسة بتوتر بالغ.. وابوها مثلها الأثنين كارهين دخلة البيت هذا وغصبا عنهم يدخلونه.. سارة وعلي هم الوحيدين اللي يدلون في البيت لانهم اللي كانوا يزورون سالم فيه.. سالم وعلي وأبو علي دخلوا المجلس.. كان فيه غداء على سلامة سالم.. وبيجيهم رياجيل كثير.. في الوقت اللي أم علي وبناتها دخلوا داخل.. منيرة كانت تقدم رجل وتؤخر الثانية.. وحاسة بشيء ثقيل كاتم على روحها.. سارة مسكت منيرة من يدها بحنان: تعالي منيرة أوريج غرفتج.. منيرة كانت تفر عينها في البيت بأثاثه الراقي.. وعينها تحاول تتجنب الدرج اللي يطلع للدور الثاني.. لحد مادخلتها سارة لغرفة باين عليها التجديد الكامل.. من الصبغ للسقف للستاير للغرفة الفخمة.. والجلسة الناعمة في طرفها.. منيرة ابتسمت: ذوقس.. أشم ريحته عن بعد.. سارة تضحك: تقدرين تقولين ذوق مشترك.. أنا وسالم.. وعقب كملت سارة وهي تفتح الدواليب: أنا رتبت ملابسس هنا.. وملابس سالم نزلتهم من فوق.. ورتبتهم هنا.. منيرة في غاية التوتر.. عندها رغبة حادة في البكاء لكنها كتمتها في نفسها ****************** سعود خلص ترتيب شنطته.. شالها وتوجه أول شيء لغرفة البنات.. كانو مها والجازي قاعدين جنب بعض على سرير الجازي يتفرجون على كتالوج أزياء.. أول مادخل نطوا الثنتين باحترام وحطوا الكتالوج وراهم.. سعود بهدوء: بنات تعالو.. لما قربوا منه باس كل وحدة منهم على رأسها وقال بحنان أبوي حازم: أنا مسافر.. ما أوصيكم في أنفسكم وفي أمكم.. أنا بأخلي فلوس مع أمي ومع محمد.. أي شيء تبغونه أطلبوه منهم.. البنات حسوا قلوبهم طاحت في رجولهم من التوصيات اللي أول مرة يقولها لهم.. رغم أنها مو أول مرة يسافر.. بس عمره ماطول في سفر أكثر من 10 أيام.. مها بتردد: وش ذا التنبيهات..؟؟ شكلك مطول..؟؟ سعود بهدوء: شهرين أو ثلاثة.. الجازي سمعت شهرين أو ثلاثة.. رجعت رمت نفسها على سريرها وقعدت عليه ودفنت وجهها بين إيديها وهي تبكي بهستيرية مريرة.. سعود قلبه انخلع وهو يشوفها تبكي بذا الطريقة.. رجع عليها وجلس جنبها وطبطب على كتفها وهو يقول بحنان: أفا.. ليش تبكين كذا؟؟ الجازي رمت نفسها على صدره وهي تشهق سعود حضنها بحنان وقوة وهو يحس قلبه يذوب من بكاها.. الجازي بالذات ماعرفت لها أب غيره.. أبوها مات وهي عمرها سنة.. وسعود كان أبوها الوحيد اللي هي عرفت.. سعود حس بتقصيره في حقها.. صحيح إن حبه لها كبير كبير كبير.. لكن عمره ماحسسها بمدى ذا الحب.. لكن الجازي ماكانت محتاجة إنه يحسسها لأنها كانت حاسة بحنانه حتى في قسوته.. مها اللي كانت تراقب المشهد.. بدت دموعها تنسكب بصمت.. الجازي بين شهقاتها: حرام عليك سعود.. شهرين واجد تقول 3 بعد.. حرام عليك.. سعود وخر وجهها بحنان ومسح دموعها برقة: أنا طالع في مهمة.. والايام بتمر بسرعة.. وشوي وتلاقيني عندش.. الجازي وهي بعدها تشهق وتمسح وجهها بأكمامها: انا كبرت ماعادني ببزر.. تضحك علي.. سعود رجع يحضنها وهو يقول بحنان: فديت اللي صارت كبيرة.. والكبيرة خلاص تفهم وتقدر ظروف شغل أخيها وتقول له تروح وترجع بالسلامة.. صح وإلا لا؟؟ الجازي سكتت وهي تقول بحزن: تروح وترجع بالسلامة.. سعود وقف وشاف مها البطل الصامت بدموعها الصامتة، حضنها بحنان وهو يقول: شكلش أنتي وأختش سهرانين البارحة على فيلم هندي.. حبيتوا تطبقونه اليوم... مها وهي تطبع قبلة على خده: الله يردك لنا سالم ياسعود.. حنا من غيرك ولا شيء.. تذكر ذا الشيء سعود بذات الحنان المغلف بمشاعره المنطلقة بتدفق اليوم: محمد موجود وأمي.. ما أنا ماني بمتأخر عليكم.. مها بتساءل متردد: قلت لدانة؟؟ سعود حس بكهرباء تجتاحه لمجرد سماع اسمها، لكنه رد بهدوء: قلت لها.. مها بتساءل حذر: وأشلون ردة فعلها؟؟ |
رد: (بعد الغياب) مها بتساءل متردد: قلت لدانة؟؟ سعود حس بكهرباء تجتاحه لمجرد سماع اسمها، لكنه رد بهدوء: قلت لها.. مها بتساءل حذر: وأشلون ردة فعلها؟؟ سعود بهدوءه المعتاد: عادي... مها باستغراب: أنت متأكد أنه عادي.. سعود بنفس هدوءه: عادي.. ثم طلع من غرفتهم بعد ماحضن كل وحدة منهم ووصاهم من جديد في أنفسهم وفي أمهم.. توجه بعدها لغرفة محمد لكن محمد كان على الغداء في بيت سالم.. أتصل فيه.. وطلب منه يرجع بسرعة.. خلال أقل من 10 دقايق كان محمد واصل جايبه خالد.. وطلع لسعود اللي ينتظره في غرفته وهو يقول برعب: عسى ماشر ياسعود؟؟ سعود كان في غاية الفرح وهو يشوف محمد طلع من قوقعته ويرجع محمد القديم.. وأحسن شيء في الأزمة اللي مر عليها من ناحية تفكير سعود أنه حلق الشعر اللي كان سعود معترض عليه سعود بابتسامة: ليه يعني؟؟ ما أطلبك إلا وراي شر ؟؟ محمد بنفي: محشوم يابوسعيد.. بس روعتني.. سعود بمودة: بغيت أسلم عليك قدام أسافر.. محمد بمودة: وين بتروح؟؟ سعود بجدية: عندي انتداب في اليونيفيل في جنوب لبنان.. شهرين وإلا 3 وبأرجع.. بس مافيه داعي حد يدري أنا وين رايح.. اللي يسأل عني قل مسافر مع المعسكر وبس.. محمد باستغراب: وماقدرت تأجل سفرك شوي.. مرتك توها مسقطة أمس.. مهيب زينة تروح وتخليها وهي تعبانة.. سعود بهدوء: ظروف شغلي منعتني.. محمد بتردد: تروح وترجع بالسلامة.. سعود عطاه ظرف فيه فلوس.. وعطاه مفتاح سيارته عشان يستخدمها لما يفك الجبس.. سعود بود: إذا رجعت إن شاء الله اشتريت لك سيارة جديدة.. بس تكون خلصت الامتحانين الباقية ونجحت.. محمد حضنه وهو يقول: إن شاء الله المحطة الأخيرة كانت أم سعود اللي قطعت قلب سعود بالبكاء رغم أنه ماقال لها وينه بيروح.. عطاها الفلوس.. ووصاها في البنات والبيت ومحمد.. ووصاها كثير في دانة.. *********************** ماجد ودلال كانوا يتغدون في مطعم برا.. ماجد حب أنهم يطلعون من البيت.. من بعد تهوره اليوم في المطبخ.. وهو حاس أنه خلاص مافيه صبر بس هو مايبي يخوف دلال منه.. فقال خلنا نطلع شوي وجودنا بين الناس بيحميها مني.. رن تلفون ماجد.. طالع الاسم.. وابتسم - حيا الله الغالي.. - الله يحي عريسنا.. صباحية مباركة ياعريسنا على قولت العجايز.. - الله يبارك فيك طال عمرك.. - مبسوط يابو فيصل في القفص؟؟ ( عبدالله بعيارة) - والله لو أدري ذي حلات القفص.. كان قلت أحبسوني من زمان.. (ماجد يضحك) - الله يونسك بالعافية.. ويطول عمرك في الطاعة.. - متى جاي؟؟ - بكرة إن شاء الله.. بس تراني ما أبي أشوف وجهك ولا أسمع صوتك إلا عقب أسبوعين على الأقل - ومن قال لك أني أصلا أبي أطل في وجهك وإلا أسمع صوتك.. خلاص راحت عليك طال عمرك.. أنت الحين سكند هاند.. - لنا الله (عبدالله يضحك) يالله رخص لنا الله يحفظك.. مع السلامة.. - مع السلامة.. ماجد ابتسم وهو مقدر بعمق أخوي غامر اتصال عبدالله فيه.. رغم انه مسافر في شغل.. وما لهاه شغله عنه.. (وليتك تدري يا ماجد وين شغل عبدالله؟؟؟) ************************ دانة من لما طلع سعود من عندها وهي موتت روحها من البكاء.. والنحيب والشهيق.. بكل الأنواع والمستويات.. ومزنة تحاول تهدي فيها لحد ماهدت شوي.. وقالت لمزنة: مزنة أنا ما أبي حد يدري بحالة البكاء هذي.. مزنة بحنان: إن شاء الله.. بس أنتي أرحمي نفسش شوي.. البكاء مهوب زين لش.. توش سقطتي أمس.. وهي تتكلم مع مزنة رن موبايلها رنة مسج.. " أنا طالع الطيارة بعد شوي أستودعك الله الذي لا تضيع ودائعه خلي بالك من نفسك وياليت تطلين على أمي وخواتي" دانة حست برغبة عارمة في البكاء.. لكن خلاص تعبت من البكاء الحين آوان الفعل.. (تبي تهرب مني سعود.. زين.. بس وين بتروح مني؟؟ وين) دانة يرتسم في رأسها موال مجنون ردا على موال سعود.. ******************* ماجد ودلال راجعين من بعد ماتغدوا برا.. وماكان يبي يرجع للبيت.. لولا إنها قالت إنها تعبانة وتبي ترتاح شوي.. وفعلا هي كانت قايمة بدري واشتغلت كثير اليوم.. بس مر ماجد أول جاب شغالتها من بيتها.. وعقب رجعوا لبيته.. طلعتهم مع بعض كانت لطيفة وممتعة وفرصة لفتح باب للحوار وإذابة الثلج بينهم.. ماجد كان يستدرج دلال بذكاء إنها تتكلم.. تكلمت كثير عن أبوها الله يرحمه.. وتكلمت عن مدرستها وطالباتها.. وتشعب الحديث لمواضيع مختلفة بعد مارجعوا.. دلال دخلت تأخذ شاور بعد ماصلوا العصر.. في الوقت اللي ماجد قعد يشوف التلفزيون.. دلال كانت تعبانة موت تبي تنام لبست بيجامتها الحرير القرمزية.. وفوطتها بعدها على رأسها.. وتوجهت للسرير مباشرة.. لولا أن توجهها المباشر قطعه جسد صلب وقف في طريقها فاصتدمت فيه.. دلال بلعت ريقها وهي تشوف ماجد واقف قدامها (هذا متى لحق وصل هنا؟) ماجد بصوت عميق: ليش مستعجلة؟؟ دلال وهي تنزل رأسها عشان ماتجي عينها بعينه: أبي أنام.. ماجد سحب فوطتها من شعرها.. وتناثر شعرها المبلول على وجهها وظهرها ماجد قرب منها وسحب نفس عميق من رائحة شعرها المبلول دلال بخجل: ماجد تكفى وخر عني.. ماجد بعمق مرح: في فن المفاوضات قدم شيء للحصول على شيء.. يعني تبيني أخليج تنامين قدمي لي مقابل.. وانا ما أبي إلا شيء بسيط جدا.. دلال بحذر: وشنهو هالشيء؟؟ ماجد بخبث: بوسة.. بس بوسة وحدة.. شفتيني أشلون قنوع!! دلال تراجعت بعنف وهي تقول بخجل بالغ: بوسة؟؟ أنا؟؟ ماجد باستغراب: دلال أنتي على هالخجل المرضي اللي عندج.. متأكدة أنج تزوجتي قبل؟؟ **************** سالم وصله الخادم اللي كان أصلا عنده البيت.. لحد باب البيت الداخلي من المجلس الخارجي.. سالم وقف على الباب وهو يحس انه تعبان يبي حد يتسند عليه لين يوصل لغرفته يرتاح.. نادى بصوت عالي: سارة.. سارة.. منيرة كانت في غرفتها ترتب شوي والباب مفتوح.. أول ماسمعت صوته..نطت تركض له لقته واقف متسند على الطاولة اللي عند الباب.. وشكله تعبان.. منيرة جات بسرعة ومسكت يده اليمين وهي تقول : لبيك.. سالم نفض يده من يدها وهو يقول بقسوة: أعتقد أني قلت سارة ماقلت منيرة.. منيرة تراجعت بهدوء وهي تقول: سارة راحت البيت وبترجع بعد المغرب عشان تقابل صديقاتي اللي بيجون يباركون لي.. إذا أنت تبي تنتظرها للمغرب براحتك.. سالم مارد عليها وحاول أنه يدخل بنفسه بس ماقدر يتسند على رجوله اللي بعدها ماتعودت على الحركة.. منيرة حست أن قلبها يتكسر من شكله بس ردت عليه بصوت هادئ: إذا انت ماتبي تتعنز علي.. تبي أنادي العامل الهندي اللي عندك؟؟ سالم بغيرة حاول يخبيها بس ماقدر: وأخليه يدخل عندس في البيت.. لا خلاص أنتي تعالي عنزي لي.. منيرة قربت منه وحطت يده اليمين على كتفها..بينما يدها اليسار تحتضن ظهره شعور القرب الأول كان ملبس.. لذيذ.. ومؤلم لكل منهما إحساسه بنعومة كتفيها.. وإحساسها بصلابة صدره.. سالم بصوت خافت حاول يخبيء فيه انفعاله من إحساسه بقربها: أنتي على رشاقتس الزايدة ذي تبين حد يعنز لس منيرة برقة: ماعليك رشاقة بس مغلفة بالعضلات.. سالم كان نفسه يرد عليها رد رقيق نابع من طبيعته، لكنه ماحب يعطيها مجال: ياشين الملاغة.. وصليني وأذلفي.. منيرة بنفس النبرة الرقيقة كأنه كان يغازلها مو يسبها: إن شاء الله حبيبي.. حست بجسده يتصلب وهو يقول بغضب: أنا كم مرة قلت لس حبيبي ذي لاعاد أسمعها منس.. منيرة بنفس هدوءها وهي خلاص توصله للسرير: وأنا قلت لك ردي.. بأقول حبيبي على كيفي.. سالم بنفس نبرة الغضب: ياقو وجهس.. وجهس هذا مغسول بمرق.. مافيه حيا.. منيرة ماردت عليه.. جلسته بالراحة على السرير.. ثم نزلت وجلست على الارض عشان تخلع الجزمة والجوارب.. سالم حس بحركتها عند رجله.. وقفها بحركة عنيفة من يده: وش تسوين؟؟ منيرة بهدوء: أبي أخلع جوتيك.. سالم بغضب: أنا أعمى بس ماني بمكسح.. منيرة بذات الهدوء: أنا عارفة.. بس أنت الحين يدك اليسار معلقة برقبتك.. ويد وحدة ماهيب مساعدتك.. خلني أساعد الحين لين تفك الجبس.. وعقب ماني بجاية جنبك.. سالم بنفس الحدة: ولو.. دام أنا ماطلبت منس شيء.. لا تجين جنبي ولا تلمسيني.. منيرة تراجعت رغم أنها بتموت تبي تخلع جزمته وثوبه عشان يرتاح.. وخصوصا أن هذا أول يوم له برا المستشفى.. لكنها تركته براحته.. سالم بدأ محاولاته المؤلمة لخلع جزمته.. منيرة عشان ماتحرجه .. قالت: أنا بأروح المطبخ.. تبي شيء؟؟ سالم بحدة: يكون أحسن إذا ذلفتي وقعدتي في المطبخ على طول منيرة ماطلعت تراجعت لاقصى الغرفة قريب من الباب ووقفت.. عشان مايحس بصوت تنفسها.. سالم عانى وهو يخلع جزمته بيد وحده.. الأمر كان يمكن يكون سهل لولا أن رجوله أصلا تؤلمه.. وصعب عليه يرفعها.. في نفس الوقت اللي صعب عليه ينحني مع الجبس اللي في يده اليسار.. حاول لوقت طويل لحد ماخلعها.. وعقب رماها من الحرة والقهر اللي فيه بكل كل قوته.. لتضرب بشكل مباشر وعنيف جدا جبين وطرف عين منيرة اللي كانت واقفة عند الباب.. |
رد: (بعد الغياب) سالم عانى وهو يخلع جزمته بيد وحده.. الأمر كان يمكن يكون سهل لولا أن رجوله أصلا تؤلمه.. وصعب عليه يرفعها.. في نفس الوقت اللي صعب عليه ينحني مع الجبس اللي في يده اليسار.. حاول لوقت طويل لحد ماخلعها.. وعقب رماها من الحرة والقهر اللي فيه بكل قوته.. لتضرب بشكل مباشر وعنيف جدا جبين منيرة اللي كانت واقفة عند الباب وطرف عينها.. منيرة أطلقت صرخة مكتومة.. سالم نط واقف: منيرة وش فيس؟؟ منيرة وهي تحاول تقول بصوت متماسك: خوش استقبال سلوم.. أنا داخلة جاية من المطبخ.. لقيت جوتيك طاير صوب وجهي.. سالم حاول يمشيء صوبها وهويقول لها بتوتر: أنتي بخير.. منيرة وهي تحاول تمسك وعيها: سالم الله يهداك..مافيني شيء.. الضربة بسيطــــ لكن الضربة ماكانت بسيطة.. جزمة رجالية رسمية بكعب قاسي.. الكعب ضربها بشكل مباشر في وجهها.. والضربة كانت قوية جدا.. ومنيرة بعد لها يومين ماكلت شيء تقريبا.. فحاصل جمع كل الاحداثيات السابقة أغمي عليها.. سالم بنفس النبرة المتوترة القلقة: منيرة وش فيس سكتي؟؟ بس منيرة ماردت عليه.. سالم وقلقه يتزايد: منيرة.. منيرة.. منيرة.. سالم إحساسه بالاتجاهات مازال ضعيف.. حاول أنه يمشي لناحية الباب.. لانها كانت جاية من المطبخ (مثل ماهي تقول) سالم كان يمشي بشويش ويتحامل على رجوله اللي تصرخ ألم.. وهو متوجه للباب.. حتى حس أنه تعثر بشيء لين عند أقدامه.. انحنى بشويش وهو يتحسس.. كان جسد منيرة سالم حس قلبه نط في بلعومه من الرعب والخوف عليها.. صار يحسس عليها بالراحة وهو يناديها بصوت موجوع.. رحلة اللمس عنده بدأت من بطنها.. لكن بما أنها فقدت وعيها فأكيد الضربة كانت في رأسها.. ظلت يده اليمين المرتعشة بتزايد مع تلمسه لجسدها تصعد شوي شوي.. حتى وصل وجهها وهو يتحسس بالراحة.. حتى احس بملمس أشبه ببيضة ضخمة في جبينها المنطقة الملاصقة للعين.. سالم حس بالقهر المر.. والعجز القاتل.. لأنه مايقدر يسوي شيء.. حتى الموبايل مايعرف وينه عشان يدق على أي حد.. إحساسه بالعجز مزق روحه ألف مره في كل ثانية.. وهو يحاول يدعك مكان الضربة.. وينادي منيرة بحنان منيرة صدر عنها آهة ألم وهي تحسس جبهتها لتتلاقى يدها مع يد سالم في نفس المكان..وتنتفض اليدان.. منيرة قالت بمرح متعب: سالم خلي بيضتي في حالها لا تفقشها علي.. سالم بقلق بالغ حاول تغليفه بالهدوء: أنتي بخير..؟؟ منيرة بهدوء متألم: بخير والله أني بخير.. قلت لك الضربة بسيطة سالم بألم: كل هذي وبسيطة!!.. أنا أسف.. مادريت أنس جايه ولا وين الجوتي رايح.. منيرة بهدوء: عادي يا بن الحلال والله ماصار إلا الخير سالم بغضب: لا مهوب الخير.. أنا ما أبيس يا بنت الحلال تقعدين عندي.. فارقيني لبيت هلس.. واللي يرحم والديس.. منيرة بلعانة رغم ألم رأسها المدمر: ويوم الناس يشوفوني راجعة بيت هلي من أول يوم.. وش بيقولون علي؟؟ وش بيقولون على عمك فالح؟؟ نهون عليك ياسلومي.. سالم وقف وهو يقول بحدة: أنا وش سويت في حياتي عشان ربي يعاقبني فيس.. مهوب كفاية علي العمى.. تجين أنتي فوقه.. منيرة بهدوء وهي تقوم متحاملة على نفسها: تبيني أوصلك سريرك؟؟ ************** ماجد باستغراب: دلال أنتي على هالخجل المرضي اللي عندج.. متأكدة أنج تزوجتي قبل؟؟ دلال بحرج قاتل: تزوجت.. بس.. بس بس ما انلمست.. ماجد تراجع بعنف وبصدمة: وش تقصدين؟؟ دلال ميلت وشالت فوطتها من الأرض.. كحركة لنزع التوتر.. حطتها على جنب.. ورجعت تجلس على السرير وهي تقول بخجل مميت: ماجد أنا ما قصدت أقصر في حقك.. بس اللمسة الرجولية الرقيقة والمختلفة غريبة علي.. أنا ست سنين ماعرفت من اللمسات الله يرحمه إلا الضرب.. أنت عارف أنك أول حد يبوس يدي أمس.. عمره في حياته ماباسني ولا بأي صورة.. ولاقرب مني بأي شكل.. ماجد حس بانفعال جارف عميق مفرح إلى درجة الوجع يجتاحه بعنف كطوفان هادر وهو يشكر بألم موجع الله سبحانه اللي حافظ عليها من أجله.. كلها له..كلها له كما شعر من البداية هو الرجل الأول في كل شيء.. جسدها الطاهر كان ينتظره هو.. ليكون هو من يحضى بالقبلة الاولى واللمسة الأولى والأنفعال الأول الآن علم لما شعر بعنف انها ملكه.. ولابد أن يحضى بها ولما خطط على إجبارها من الزواج منه.. لأنه هو رجلها الأول والوحيد.. في ذات الوقت الذي كانت هي أنثاه الاولى والوحيدة.. للمرة الأولى يحس أنه راضي عن زوجها وغصبه ناحيته يتلاشى (كفاية أنها ماجاء جنبها وتركها كلها لي ماقدر يلمسها لأنها لي أنا وحتى وهي عنده.. كانت لي وتنتظرني.. أنا وبس) ماجد جلس جنبها.. وحضنها بعنف حاني عميق هادر مختلف وهو ينثر قبلاته المشتاقة على وجهها.. بكثافة.. بحنان.. برغبة.. دلال بعد ماصارحته بكل شيء حست إن الحاجز اللي بينهم انهار.. حاجتها لماجد كانت اكبر من حاجته لها.. كانت محتاجة وبشدة لرجل بمعنى الكلمة.. بعد عاشت ست سنين في قهر موجع.. بالقرب من مسمى رجل أستكانت دلال على صدر ماجد وهي تشعر براحة نفسية عميقة وامان ماشعرت بمثله طوال عمرها ***************** عبدالله وعبدالعزيز ونصار وفاضل في مقهى على على نهر دجلة.. الجو كان شديد البرودة.. والشمس في أضعف حالاتها.. شمس الأصيل.. بعد العصر وقبل المغرب كلهم كانوا يلبسون ملابس ثقيلة وجاكيتات.. عدا عبدالله اللي كان مكتفي بثوبه الشتوي.. فاضل بود: مايصير هيج بوعبدالعزيز.. برد دجلة هوايا مضر.. عبدالله بنفس الود: بالعكس أنا شايف إن الجو منعش ولطيف.. عبدالعزيز وهو يرتعش: وش منعش ياعبدالله.. أنا قربت أصير قالب ثلج الثلاثة المتمترسون خلف جاكيتاتهم استمر بينهم الحوار بينما عبدالله أعتصم بالصمت وهو يعبث بموبايله.. كان يبعث مسج لجواهر كعادته المتكررة كلما غلبه شوقه لها: "أتذكر كل شيء فيكِ بألم موجع مبرح.. سرمدي.. همس صوتكِ الذائب في حناياي سحر عينيكِ وأهدابكِ المتماوجة الذي أغتال قلبي رائحتكِ التي سكنت خلاياي طعم شفتيكِ الغافي بين شفتي ملمس بشرتكِ الساكن بين أصابعي كل هذا الذي يذكرني بكِ يصبرني عن فراقكِ مرة ولكنه يعود ليقتلني ألف مرة أحبك" ********************* ماجد يصحي دلال بحنان.. يهز ذراعها برقة: حبيبتي المغرب أذن قومي تسبحي عشان تلحقين الصلاة.. أنا تسبحت خلاص.. وبأروح المسجد.. دلال كانت تنظر له برقة.. في الوقت اللي هو كان ينظر لكفه الغافية على ذراعها العاري ويقول بمرح: الحين عرفت ليش دايما يقولون حليب بالشيكولاته.. هذا انا وانتي.. دلال بعذوبة: لا ماجد حرام عليك انت أصلا موب أسمر عشان تقول كذا.. ماجد بعيارة: أنتي بلونج الفارق فيني.. خليتني أبو السمار وامه.. دلال برقة: إذا كذا.. خلاص سمارك يجنن.. ماجد بخبث لطيف: يمة منكم يالحريم.. الحين الصبح خايفة مني.. المغرب تغازليني.. ******************* بعد المغرب في بيت سالم.. سالم متمدد في غرفته.. في الوقت اللي منيرة وسارة ومها وفاطمة في مجلس الحريم.. طبعا الكل استلم منيرة على البيضة المتضخمة في جبينها واللي أثرت على عينها وخلت عينها متسكرة بالمرة.. منيرة قالت لهم أنها طاحت في الحمام على زاوية المغسلة.. سارة كانت تبي توديها للمستشفى بس هي مارضت.. قالت بعند: رضة بسيطة وبتفش.. عقب سارة أستأذنت منهم عشان تشوف سالم مها وفاطمة بنفس واحد أول ماطلعت سارة: ها منور وش مسوية مع سويلم؟؟ منيرة بخجل: زين.. مها بعيارة: عاده يشوتش.. البنات طبعا عارفين بمخطط منيرة بالتفصيل الممل.. منيرة بعيارة: أبو التشويت وأمه.. بس والله ما أخليه..أسبوعين بالكثير واخليه يستوي.. فاطمة بخبث: منتي بهينة يامناري.. منيرة برقة: لا والله مهوب أنا اللي ماني بهينة.. لكن سالم هو اللي طيب زيادة عن اللزوم مها حطت يدها على قلبها وهي تقول باللهجة المصرية المتقنة: يالهوي.. يالهوي.. مش ئادرة.. أمسكيني يابت يافَطنه.. الست منيرة هتشجينا دلوئتي.. فينك ياست سومه (وهل رأى الحب سكارى مثلنا)؟؟ عظمة ياست!! بس خلاص الست منيرة بت فالح هتئفل السوق عالكل منيرة خذت الكوشية اللي جنبها ورمتها على مها.. لكنها وقعت في فاطمة.. فاطمة تضحك: ماعليج شرهه يالحولاء.. تبين تضربينها تجي فيني.. الحوار المرح الودي المعتاد يدور بين الصديقات الثلاث في الوقت اللي سارة دخلت على سالم.. اللي كان متمدد بس ماكان نايم.. سارة كلمته بشويش: سالم.. سالم رد بهدوء: هلا سويره.. سارة بحنان: أشلونك فديتك؟؟ سالم بحزن: طيب لو أن أختس تفارقني.. |
الساعة الآن 08:22 PM. |
Powered by vBulletin Version 3.8.8
Copyright ©2000 - 2025, Jelsoft Enterprises Ltd
Trans
new notificatio by 9adq_ala7sas
HêĽм √ 3.0 BY: ! ωαнαм ! © 2010
جميع الحقوق والطبع محفوظه لدى موقع بنوتة نت ©2007 - 2009